Please enable JavaScript.
Coggle requires JavaScript to display documents.
المحرر في علوم القرآن
د.مساعد الطيار, نزول القرآن على سبعة أحرف, أسباب…
-
-
أسباب النزول
-
-
-
-
المراد بأسباب النزول
نزول القرآن قسمين
-
ما ينزل بسبب وقوع حدث، وهذا الحدث يشمل كل قول أو فعل، أو سؤال وقع ممن عاصروا التنْزيل، ونزل القرآن بسببهم.
هذا هو المراد بسبب النزول
-
ولا يلزم أن يكون النُّزول عقب الحدث مباشرة، فقد يتأخَّر؛ كحادثة الإفك، لكن لا يصحُّ أن يكون النُّزول قبل الحدث، فهذا لا يدخل في أسباب النُّزول، بل يدخل في الإخبار عن المغيبات
كما ورد في تفسير قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ *سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} فسورة القمر مكية، والحدث الذي أشارت إليه مدني، فهو من باب الإخبار بالمغيَّب.
-
ترتيب السور والآيات لم يكن على ترتيب نزولها، بل تنْزل الآيات على الأسباب خاصة، وتوضع كل واحدة منها مع ما يناسبها من الآي.
الزركشي (ت٧٩٤هـ)، قال: «... الزمان إنما يشترط في سبب النُّزول، ولا يشترط في المناسبة»
الفرق بين النزول والتنزيل:
النزول = سبب نزول
التنزيل = الإشارة إلى مثال يدخل تحت عموم معنى الآية، أي تنزيل الآية على ما يصلح لها من أحداث.
علم التفسير
التفسير vs استنباط
-
-
كثير مما نجده في التفاسير من نكات بلاغية، لطائف لغوية، ملح علمية، آداب تربوية، أحكام فقهية خفية، هدايات قرآنية.. هي خارجة عن حد البيان الذي هو التفسير لكنه داخل ضمن الاستنباط من القرآن.
-
نشأة علم التفسير ومراحله
المرحلة الأولى
الصحابة بعد النبي ﷺ الذين نزل القرآن بلغتهم وشهدوا التنزيل وعرفوا أحوال من نزل فيهم الخطاب من المشركين وأهل الكتاب تصدى بعضهم لعلم التفسير كابن مسعود وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
ثم لحق بالصحابة أعلام التابعين ممن تتلمذ عليهم كسعيد بن جبير ومجاهد بن جبر وعكرمة مولى ابن عباس وقتادة بن دعامة.
-
أول المفسرين هو رسول الله ﷺ.
والعلوم المتعلقة بالقرآن منشؤها منذ عهد الرسول ﷺ، ثم تبدأ في النمو شيئا فشيئا.
-
-
التفسير vs التأويل
التأويل من "الأول"، ومعناه لغة يدور على معنى الرجوع. تأويل الكلام هو الرجوع به إلى مراد المتكلم، وهو في الكتاب والسنة على معنيين
-
بيان مراد المتكلم وهذا هو التفسير ومنه قول رسول الله ﷺ داعيا لابن عباس رضي الله عنهما: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل"
التفسير vs التدبر
التدبر هو النظر إلى ما وراء المعاني من العبر والمقاصد، ثم التفاعل مع الآيات وقصد الانتفاع والامتثال.
التفسير من مادة (فسر)، ومعانيها تدور حول الكشف والإيضاح والبيان.
فتفسير القرآن هو بيان معاني القرآن الكريم.
التفسير علم من علوم القرآن، ما كان من معلومات له أثر في فهم المعنى فهو من علم التفسير ومن باب أولى من علوم القرآن.
-
أسماء السور
-
-
ملاحظات
بعض السور لها أكثر من اسمٍ، وهي إما أن تكون مما أُخِذَ عن الصحابة أو عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، ثم اشتهر عند المتأخرين اسم آخر.
-
-
تسمية السور كان قديماً جدّاً، حيث كان مع بدايات النُّزول، فالتسمية كانت مكية المنشأ؛ لأن الصحابة المكيين قد رووا أحاديث كثيرة فيها أسماء للسور، ومن ذلك حديث جعفر الطيار رضي الله عنه مع النجاشي ملك الحبشة، حيث قرأ عليه سورة مريم.
المتأمل في أسماء السور يجد لطائف من العلم، وتبرز له استفسارات تدعوه إلى البحث، فعلى سبيل المثال: لِمَ سُمِّيت سورة النمل بهذا الاسم، ولم تُسمَّ بسورة سليمان، وهو نبي عظيم من أنبياء بني إسرائيل؟!
يحسن العناية بمناسبة التسميات مع موضوع السورة، خصوصاً إذا كان المسمي لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ فما ورد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم من أسماء فإنه يحتاج إلى عناية ودراسة بخلاف غيره من الأقسام؛ لأنَّ المسميَ هو الشارعُ، والشارعُ لا يصدر عنه إلا ما يوافق الحكمة، فالبحث عن الحكمة في مثل هذا الموضوع من البحوث المطلوبة
عدد آي السور
-
الاختلاف في عد الآي:
إنَّ الأصل في هذا العلم النقل، بل هو توقيف من الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ولا يمكن لأحدٍ أن يخترع موقِفاً يجعله رأس آية. لكن يوجد اختلاف بين العلماء في عد الآي
أقسام السور من حيث الاتفق والاختلاف في عد الآي
اختلاف تفصيلي = موطن الآي
اختلاف اجمالي = عدد الآي جملة
-
-
-
الاختلاف إنما هو في موضع رأس الآية، وليس في زيادةِ آية أو نقصها، فجملة ما نزل به القرآن لم يقع فيه خلاف، وإنما وقع في تحديد رأس الآية.
فهو أمر هيِّنٌ، والخلاف فيه محتملٌ مقبولٌ؛ لأنه لا أثر له في أصل القرآن
-
-
-
يرتبط عد آي السور بموضوع (الفاصلة القرآنية)، وعد الآي يعتمد على معرفة رأس الآية.
كما أن له علاقة بعلم (الوقف والابتداء)
وله تعلق بعلم (القراءات) من حيث حكم إمالة بعض الكلمات إذا كانت رأس آية
يمكن القول بأن هذا النوع من أنواع علوم القرآن قد أشار إليه القرآن، وذلك في قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}
-
مفهوم علوم القرآن
معنى "علوم"
العلم: معرفة الشيء على الحقيقة التي هو عليها ظنّاً أو يقيناً.
والعلم بهذا التعريف يقرب من معنى (المعرفة)، لكنَّ في دلالة لفظ (العلم) من جهة اللغة ما يدلُّ على أنه أوسع في المدلول عليه من لفظ (المعرفة)
(العلم) في الاصطلاح، فهو يُطلق على (المسائل المضبوطة ضبطاً خاصّاً)، وسيدرك الطالب تمايز كل علم بالنظر في موضوعاته ومسائله
قد ترد بعض الموضوعات والمسائل التي تتنازعها العلوم.
وهذا التنازع ليس فيه أثر كبير من جهة النسبة، وإنما أثره في طريقة تناول الموضوع المشترك بين هذين العلمين، إذ لا بد أن يختلف في طريقة طرحه
معنى "القرآن"
مأخوذ لغة من مادة "قرأ" بمعنى "تلا".
﴿وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾
﴿وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً﴾
ف"القرآن" بمعنى المقروء ثم غلب اسما على كلام الله تعالى
والقرآن في الاصطلاح: كلام الله المنَزل على نبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم، المتعبد بتلاوته، المعجز بأقصر سوره.
-
-
وخرج بقوله: (على نبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم) ما نزل على غيره من الأنبياء، ويدخل فيه ما نزل عليه من كلام الله كالحديث القدسي.
وخرج بقوله: (المتعبد بتلاوته، المعجز بأقصر سوره) الحديث القدسي، وغيره من الكلام المنَزل على محمد صلّى الله عليه وسلّم سوى القرآن
-
تقسيم أنواع علوم القرآن #
أنواع مشتركة بين علوم القرآن وغيره من العلوم.
هذه الأنواع ـ المشتركة بين كتب علوم القرآن وكتب العلوم الأخرى ـ إن كانت مما سُبِقَ إلى كتابته في العلوم الأخرى؛ فإنه يُستفاد من كتابة علماء هذه العلوم، ولا تؤخذ مباحثهم بتفاصيلها بل بقدر ما تحتاج إليه منهجية علوم القرآن، ثمَّ يضاف إليها ما هو من خصائص هذه الأنواع في القرآن.
وهي على نظرين
الأول: النظر إلى القرآن باعتباره نصّاً عربيّاً، فيدخل فيه جملة العلوم العربية التي بحثها علماء العربية بفروعها؛ كالإعراب والتصريف والبلاغة وغيرها
-
-
الثاني: النظر إلى القرآن باعتباره نصّاً شرعيّاً تُستقى منه الأحكام، وتشاركه السُّنة النبوية في هذه الحيثية، وقد نتج من هذا النظر جملة من العلوم؛ منها: الفقه، ونشأ منه دراسة آيات الأحكام، وأصول الفقه
-
طرح هذه الأنواع قد يختلف بين هذه العلوم، فدراسة العموم والخصوص في كتب أصول الفقه ليست كدراسته في كتب علوم القرآن، وإن كانت كتب علوم القرآن قد استفادت من كتب أصول الفقه
أنواع منبثقة منه: ولا يمكن أخذها ودراستها في غيره؛ كالمكي والمدني، ونزول القرآن، والأحرف السبعة، وعد الآي، والوقف والابتداء، وغيرها
ملاحظة حول التعريف بالحد المنطقي: طالب العلم لا يحتاج إلى مثل هذا الأسلوب في كثير من العلوم التي يتعلمها؛ إذ يأخذ مسائلها بالدراسة والمِران، حتى يتكون لديه معرفة وإلمام بأغلب مسائل العلم الذي يدرسه إن لم يكن كلها.
أشمل كتابين في علوم القرآن ـ وهما البرهان للزركشي، والإتقان للسيوطي ـ لم يُعرِّفا علوم القرآن، وإنما جاء التعريف عند المعاصرين، فكان على سبيل التمثيل لأنواع علوم القرآن.
الوحي
-
تعريف
﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَآئِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًۭا فَيُوحِىَ بِإِذْنِهِۦ مَا يَشَآءُ ۚ إِنَّهُۥ عَلِىٌّ حَكِيمٌۭ ٥١﴾
ذكرت هذه الآية ثلاثة أنواع من أنواع الوحي
أن يكلمه مباشرة من وراء حجاب، فلا يرى النبي ربه، لكن يسمع كلامه، وقد وقع هذا لموسى عليه السلام في بدء وحيه، وفي ميعاده مع ربه لأخذ الشريعة التي كانت في الألواح. وحصل لنبينا محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم في معراجه، حيث أخذ الأمر بالصلاة عن ربه مباشرة
أن يرسل رسولاً من الملائكة، وغالباً ما يكون المرسَل جبريل عليه السلام إن كان الأمر يتعلق بالنبوة والشريعة، وقد يرسل غيره لأمور أخرى
-
-
فالوحي بلغة القرآن والسنة: إعلام الله لنبي من أنبيائه بكيفية معينة ـ بنبوته، وما يتبعها من أوامر ونواهٍ وأخبار
-
كيفية الوحي
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله. كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلاً، فيكلمني، فأعي ما يقول».
جبريل عليه السلام كان ينْزل بهاتين الطريقتين، وفي الحديث إجمال، حيث لم يذكر هل ينْزل القرآن بهاتين الطريقتين أم بأحدهما؟
والحالة الأولى هي الحالة الأظهر في ذلك. وهذه الحالة الغريبة كانت مثار الاستفسار، ومدعاة لطلب رؤيتها كما حصل من بعض الصحابة رضي الله عنهم.
حالة الوحي هذه قد تكون في غير القرآن كما في حديث السائل عن أثر الخلوق وقد أحرم.
أما مجيئه إليه بالصورة البشرية فلم يرد فيه الوحي بالقرآن بها سوى خبر الحارث بن هشام رضي الله عنه المجمل.
وإجابة النبي صلّى الله عليه وسلّم للحارث بن هشام تشير إلى أن مصطلح الوحي عندهم قد غلب على مجيء جبريل عليه السلام بالوحي دون سواه من أنواع الوحي
-
القرآن من الوحي الذي يسمعه جبريل عليه السلام من ربه مباشرة بلا واسطة، وينْزل به على محمد صلّى الله عليه وسلّم، ولا شأن لغيرهما به
ابتداء النُّزول وكيفيته
قد أشارت ثلاث آيات إلى بداية النُّزول، وذلك قوله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾، وقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ *فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾، وقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾
وهذه الآيات في ظاهرها تشير إلى أول نزولٍ للقرآن على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأنه كان في ليلة القدر من شهر رمضان، وهذا النُّزول على الرسول صلّى الله عليه وسلّم هو الذي يتعلق به هداية الناس في قوله تعالى: ﴿هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾
النزول الجملي
ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ أنه نزل إلى سماء الدنيا، فعن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما: في قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ قال: «أنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة إلى سماء الدنيا، كان بموقع النجوم فكان الله ينْزله على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعضه في إثر بعض، قال عزّ وجل: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً﴾
وهذا الخبر الغيبي الذي لا يُدرك إلا بالخبر قد صحَّ عن ابن عباس رضي الله عنهما (ت٦٨هـ)، وليس له مخالفٌ من الصحابة، ولا يُحتمل أن يكون من مرويات بني إسرائيل، لذا فإنه يُقبلُ ويُحتجُّ به
وهذا النُّزول الجملي لا يتعارض مع النُّزول الابتدائي على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولا مانع من أن يتفق النُّزولان في أن يكونا في ليلة القدر
وهذا النُّزول الجملي لا تتعلق به أحكام سوى بيان شرف هذه الأمة وفضلها؛ إذ نزوله بهذه الصفة دون غيره من الكتب إيذان بتميُّزها عن غيرها، والله أعلم
ولما كان هذا النُّزول الجملي من المغيبات، فإنه يخرج عن السؤالات التكييفية. فيؤمن به، ويُسلَّم له، واتباع ابن عباس رضي الله عنهما (ت٦٨هـ) أولى من اتباع بعض المتأخرين ممن استشكل هذا الخبر
-
النزول المفرق
القرآن جزء من الوحي الذي كان ينْزل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان من حكمة الله الخبير الموافقة لمواقع الأمور أن يجعل بعض القرآن متوافقاً في نزوله مع ما يحدث في أيام نبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم، بحيث يكون فيه حلٌّ لإشكالات تقع، وإرشادٌ في مسائل تحدث، وتثبيتٌ لقلب النبي صلّى الله عليه وسلّم
النزول السنوي
أشار إليه مقاتل بن سليمان (ت١٥٠هـ) في تفسيره لقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾، قال: «قوله: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ﴾ يعني القرآن؛ أنزله الله عزّ وجل من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا، إلى السفرة ـ وهم الكتبة من الملائكة ـ وكان ينْزل تلك الليلة من الوحي على قدر ما ينْزل به جبريل عليه السلام على النبي صلّى الله عليه وسلّم في السنة كلها إلى مثلها من قابل، حتى نزل القرآن كله في ليلة القدر من شهر رمضان من السماء»
وهذا المعنى الذي أشار إليه مقاتل من كونه ينْزل إلى السفرة في ليلة القدر من كل سنة إبَّان بعثة النبي صلّى الله عليه وسلّم ما سينْزل عليه خلال السنة = موافق لما قيل من أنَّ الله يقدِّر في ليلة القدر مقادير السنة الآتية، ويُنْزلها إلى الكتبة من الملائكة.
فوائد تنجيم النُّزول
تثبيت فؤاد الرسولﷺ بسبب ما يلاقيه من عنت المشركين.
وهذا هو المقصد حقيقة والفائدة العظمى، وما عداه من فوائد هي في الحقيقة نتائج
والمقصود أن نزول الوحي ـ عموماً ـ تثبيت للأنبياء، وكان في تنجيم القرآن مزيد اختصاص في تثبيت نبينا صلّى الله عليه وسلّم، والله أعلم.
مواكبة الحوادث والمسائل التي تقع في عصر النبوة، إذ كان الوحي ينْزل بشأنها.
تلك الحوادث والمسائل هي أسباب النُّزول التي صارت علماً مهمّاً لمن أراد أن يفسر القرآن
-
علم أصول التفسير
-
نشأة العلم والمصنفات فيه
-
حين بدأ عصر التدوين دونت مسائل أصول التفسير ضمن عدد من علوم الشريعة وكانت منثورة في عدد من الكتب. من أبرزها
-
-
تأخر استقلال علم أصول التفسير كعلم مقارنة بالعلوم الأخرى. ومن أبرز الكتب التي صنفت فيه كتاب "مقدمة في أصول التفسير" لابن تيمية رحمه الله.
-
أصول التفسير هي الأسس العلمية التي يرجع إليها المفسِّر حال بيانه لمعاني القرآن وتحريره للاختلف في التفسير
أهمية أصول التفسير: تقي المفسر للقرآن من الخطأ في الفهم وتمنعه من أن يأتي بمعنى غير صحيح، وتمكنه من رد القول الضعيف فما دونه بأسلوب علمي.
علم مناهج المفسرين
-
-
-
(المنهج) مشتق من "نهج"، والنهج هو الطريق الواضح.
و(المنهج) عند المعاصرين يقصد به الطريقة الواضحة المنظمة المؤدية إلى نتيجة عملية.
-
نشأة هذا العلم:
هذا العلم له أصل لدى السابقين، تظهر ملامحه في ثنايا كلام أئمة التفسير عن كتاب من كتب التفسير في جانب من الجوانب إما مدحا أو ذما.
من أبرز ما صنف في هذا العلم، كتاب "التفسير والمفسرون" وهو عمدة في هذا الباب.
مقدمة
جاءت محاولة استقصاء علومه عند الزركشي (ت٧٩٤هـ)، ثم عند البلقيني (ت٨٢٤هـ)، ثمَّ خُتِم الأمر بالسيوطي (ت٩١١هـ)،
إن مما يحسن أن يُعنى به طالب علوم القرآن الانتباه للأمثلة، وتقييدها، ودراستها للخروج بصورة صحيحة عن الموضوع الذي سيدرسه.
فكثرة النظر في الأمثلة يعين على إعادة ضبط وتدقيق ما سبق أن تقرر في الموضوع المدروس مع أنه قد يكون خاطئا. فقد يجد الناظر في الأمثلة أمثلة كثيرة تخالف ما تقرر وصار مسلما به
الاختلاف سنة في العلوم لا ينفك عنه.
فيجب تحصيل ملكة التعامل مع الختلاف والمخالف.
وإن من أهم الأمور التي يحسن التنبه لها في هذا المقام مبادئ الأمور وأولياته التي تربى عليها مخالفك، فقد تجد أن ما تراه من المسلَّمات لم يتربَّ هو عليه
مشروع علمي في علوم القرآن: فهرسة كتب الحديث على علوم القرآن؛ لاستخراج موضوعات علوم القرآن منها.
وإنه من خلال القراءة في كتب السنة تمرُّ بالقارئ أحاديث وآثار لها علاقة بعلوم القرآن، وهذه الآثار نفيسة جدا يجب تقييدها.
-
جمع القرآن
-
-
يقول الله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾
وردت الإشارة إلى حفظه في الصدور وفي السطور في عدد من الآيات التي وصفت هذا الكلام من الله تعالى بأنه (قرآن)، وبأنه (كتاب).
-
-
-
فضائل السور
-
-
-
١ - «فضائل القرآن»، لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت٢٢٤هـ)، وهو من أنفس كتب فضائل القرآن
٥ - «فضائل القرآن»، لأبي الفداء إسماعيل بن كثير (ت٧٧٤هـ)، وهو شرح لكتاب الفضائل من صحيح البخاري (ت٢٥٦هـ)
٦ - «فضائل القرآن الكريم وحملته في السنة المطهرة»، لمحمد موسى نصر، وهو كتاب يصلح لطلاب حلقات تحفيظ القرآن الكريم
ترتيب السور
أما مسألة ترتيب السور فقد وقع فيها خلاف؛ هل كان بتوقيف من النبي صلّى الله عليه وسلّم أم باجتهاد من الصحابة؟
بعض العلماء يجعل الخلاف على ثلاثة أقوال:
-
-
-
الخلاف بين هذين القولين قويٌّ جدّاً، والذي يترجَّح ـ والله أعلم ـ القول الأول لأمورٍ؛ منها #
قد ثبت في أحاديث عديدة ذكر سور القرآن المتوالية حسب ترتيب المصحف، ولم يرد خلاف ذلك إلا في حديث واحد، وله دلالة لا تخالف كون الترتيب توقيفياً كما سيأتي
ومن الأحاديث المرتبة للسور ما رواه مسلم بسنده عن أبي أُمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه.
اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف = تحاجان عن أصحابهما.
اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة» (١).
ومما ورد عن الصحابة ما ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: «بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء هن من العتاق الأول، وهن من تلادي»
روى أبو داود الطيالسي وغيره بأسانيدهم عن عبد الله بن أوس بن حذيفة الثقفي عن جده أوس: ...فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنه طرأ عليَّ حِزبي من القرآن فأحببت أن لا أخرج حتى أقرأه، أو قال أقضيه».
قال: «فلما أصبحنا سألنا أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن أحزاب القرآن كيف تحزبونه فقالوا: ثلاث، وخمس، وسبع، وتسع، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة وحزب المفصل»
تقسيم سور القرآن إلى طوال ومئين ومثاني والمفصل ثابت عند الصحابة بالنقل عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والآثار في ذلك كثيرة، ومنها ما رواه الإمام أحمد بسنده عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «أعطيت مكان التوراة السبع وأعطيت مكان الزبور المئين وأعطيت مكان الإنجيل المثاني وفضلت بالمفصل».
فإذا كان هذا التقسيم الجملي موجوداً معروفاً بينهم، منقولاً عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، فما المانع من أن يكون ما فيه من السور مرتباً كذلك بفعل النبي صلّى الله عليه وسلّم.
وينشأ عنه موضوع (تناسب السور)، فالذي يذهب إلى أن الترتيب توقيفي، فإنه يبحث عن حكمة هذا الترتيب.
التكلُّف يدخل علم المناسبات، ووجود التكلف لا يلزم منه عدم البحث عن المناسبة.
لم يقع خلاف بين الأمة في أن ترتيب الآيات كان بتوقيف من النبي ﷺ، إذ كان يقرؤه على الصحابة ليل نهار، ولم يُسمع من أحدهم أنه خالفَ في ترتيب آية من الآيات
نشأة علوم القرآن
-
نشأة علوم القرآن قد بدأت مع نزوله، وقد كان هناك جملة من علومه التي اعتنى بها الصحابة رضي الله عنهم، وكان في أحاديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم وآثار الصحابة والتابعين ما يُنبئُ عن أن لهذا القرآن علوماً يُحثُّ على تعلمها.
من هذه الآثار
دعاء الرسول صلّى الله عليه وسلّم لابن عمِّه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: «اللهم علِّمه الكتاب»،
وهذا يشمل جملة العلوم المتعلقة بالقرآن، من قراءته، وحفظه، وتفسيره، ومعرفة نزوله وأحكامه، وناسخه ومنسوخه، وغير ذلك من علومه.
-
-
أول ما نزل من القرآن
لا خلاف بين العلماء في أن أول ما نزل من القرآن على الإطلاق هو أول خمس آيات من سورة العلق ، فقد ثبت ذلك بالدليل الصريح
والصحيح في مسألة الخلاف بين نزول المدثر أولا أو العلق، أن أول ما نزل على الإطلاق أول خمس آيات من سورة العلق، وأن أول ما نزل بعد فترة الوحي سورة المدثر، والله أعلم.
هناك أوليات نسبية مرتبطة ببعض الأحكام، وهي كثيرة، وفائدتها تظهر في معرفة (الناسخ والمنسوخ)، وفي معرفة (التدرج في التشريع).
علوم خصائص القرآن وحقوقه
إعجاز القرآن
الإعجاز مصدر الفعل (أعجز) وهو بمعنى زوال القدرة عن الإتيان بالشيء.
(إعجاز القرآن): إثبات عجز البشر عن الإتيان بمثل القرآن أو معارضته.
واشتهر في تعريف المعجزة عموما بأنها "أمر خارض للعادة، مقرون بالتحدي، سالم من المعارضة".
فالمقصود بكون القرآن معجزة هو الدلالة على صدقه وأنه تنزيل من عند الله العزيز الحكيم.
-
ما ذكر من وجوه أخرى كإعجازه الغيبي والتشريعي فهي تعد من دلائل النبوة وآيات صدق النبي ﷺ وربانية القرآن، لكنها ليست مما تحدّى الله به العرب.
"الإعجاز العلمي"
كثير ممن خاض في هذا الاتجاه ليس متخصصا في العلم الشرعي فضلا عن علم التفسير، فنتج عن هذا النقص تحكم في معاني آيات القرآن غالبا.
من المهم الإشارة إلى أن أي تفسير يأتي بعد تفسير السلف من الصحابة والتابعين وأتباعهم لا يقبل إلا بعد استوفاء الضوابط التالية:
-
-
-
-
عند التأمل في هذا النوع من الإعجاز، تجده في الحقيقة فرعا عن الإعجاز الغيبي إذ مآله ما غاب عن الناس مدة من الزمن ثم انكشف للمعاصرين.
نسبة هذا النوع من الإعجاز دون غيره من أوجه الإعجاز الأخرى خطأ بين، وهو مبني على تقسيم أهل الغرب للعلوم إلى علميّة/تجريبية وعلوم أدبية
الإعجاز التشريعي
يتناول ما تضمنه القرآن من أحكام وقضايا تشريعي محكمة، محقِّقة للعدالة، مرنة صالحة لكل زمان ومكان، شاملة لكل جوانب الحياة من عقيدة وأخلاق وعبادات ومعاملات وسياسة واقتصاد وأحوال شخصية ومدنية... صالحة للفرد والأسرة والمجتمع مما لا يصدر إلا عن خالق الخلق العلم بمصالحهم.
الإعجاز الغيبي
المقصود به إخبار القرآن عن شتى المغيبات، الماضية (قصص الأنبياء) والحاضرة أثناء نزول القرآن (كفضح المنافقين وسوء نيات اليهود) والمستقبلية
تدبر القرآن
التدبر في اللغة مصدر (تدبر)، وأصل هذه المادة (د ب ر) يدل على آخر الشيء وخلفِه.
ودُبُرُ كل شيء عقبه ومؤَخَّرُهُ.
فالتدبر إذا نظر في دبر الأمر أي في غائبه وعاقبته.
وتدبر الكلام: أن ينظر في أوله وآخره، ثم يعيد نظره مرة بعد مرة. لهذا جاء وزنه على بناء "التَّفَعُّل".
أما مفهوم تدبر القرآن: فهو النظر إلى ما وراء الألفاظ من المعاني والعبر والمقاصد الذي يثمر العلوم النافعة والأعمال الزاكية.
-
-
من فوائد التدبر أن الطريق إل معرفة العبد لخالقه جل جلاله معرفة صحيحة بأسمائه وصفاته وأفعاله، وهو الطريق إلى معرفة صراطه المستقيم الذي أمر العباد بسلوكه.
شروط التدبر
تجمعها آية: ﴿إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌۭ ٣٧﴾
وجود المحل القابل وهو القلب الحي.
من هنا كان الصحابة يتعلمون الإيمان قبل القرآن. فالقلب إذا كان رقيقا لينا كان قبوله للعلم سهلا يسيرا.
القراءة أو الاستماع مع حضور القلب.
قال سفيان بن عيينة: أول العلم الاستماع، ثم الفهم، ثم الحفظ، ثم العمل، ثم النشر.
القراءة للامتثال، صدق الطلب والرغبة وقوة الإقبال على كتاب الله تعالى.
-
من التدبر ما يصلح لعموم الناس، ومنه ما لا يحسنه إلا العلماء، وبناء على ذلك فإن من الخطأ أن تتوجه الأذهان عند الحديث عن التدبر إلى استخراج المعاني واللطائف والنكات الدقيقة، فإن ذلك لا يصلح إلا للعلماء.
لكن المؤمن يتدبر ليرقِّق قلبه، ويتعرف مواطن العبر، ويعرض نفسه على ما ذكره الله تعالى في القرآن الكريم من أوصاف المؤمنين، ويحذر من الاتصاف بصفات غيرهم.
علوم تفسير القرآن
-
من أكبر مصادر تفسير القرآن هو اللغة، ومن ثم ظهرت علوم عديدة انبثقت من التفسير اللغوي وكانت خادمة له.
ومن أهم علوم التفسير علم أسباب النزول
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-