Please enable JavaScript.
Coggle requires JavaScript to display documents.
عقيدة في القرأنLink Titletext - Coggle Diagram
عقيدة في القرأن
Link Title
text
الإسلام دين الله :<3:
إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب "
يخبر تعالى " إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ " أي: الدين الذي لا دين له سواه, ولا مقبول غيره, هو " الْإِسْلَامُ " وهو: الانقياد لله وحده, ظاهرا وباطنا, بما شرعه على ألسنة رسله, قال تعالى: " وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ " .
فمن دان بغير دين الإسلام, فهو لم يدن لله حقيقة, لأنه لم يسلك الطريق الذي شرعه على ألسنة رسله.
ثم أخبر تعالى, أن أهل الكتاب يعلمون ذلك, وإنما اختلفوا, فانحرفوا عنه, عنادا وبغيا.
وإلا فقد جاءهم العلم المقتضي لعدم الاختلاف, الموجب للزوم الدين الحقيقي.
ثم لما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم عرفوه حق المعرفة, ولكن الحسد والبغي والكفر بآيات الله, هي التي صدتهم عن اتباع الحق.
" وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ " أي: فلينتظروا ذلك فإنه آت, وسيجزيهم الله بما كانوا يعملون.
وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)
وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ، حدثنا عباد بن راشد ، حدثنا الحسن ، حدثنا أبو هريرة ، إذ ذاك ونحن بالمدينة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تجيء الأعمال يوم القيامة ، فتجيء الصلاة فتقول : يا رب ، أنا الصلاة . فيقول : إنك على خير . فتجيء الصدقة فتقول : يا رب ، أنا الصدقة . فيقول : إنك على خير . ثم يجيء الصيام فيقول : أي يا رب ، أنا الصيام . فيقول : إنك على خير . ثم تجيء الأعمال ، كل ذلك يقول الله تعالى : إنك على خير ، ثم يجيء الإسلام فيقول : يا رب ، أنت السلام وأنا الإسلام . فيقول الله [ تعالى ] : إنك على خير ، بك اليوم آخذ وبك أعطي ، قال الله في كتابه : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) .
تفرد به أحمد . قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن الإمام أحمد : عباد بن راشد ثقة ، ولكن الحسن لم يسمع من أبي هريرة .
أي : من سلك طريقا سوى ما شرعه الله فلن يقبل منه ( وهو في الآخرة من الخاسرين ) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد "
أي : من سلك طريقا سوى ما شرعه الله فلن يقبل منه ( وهو في الآخرة من الخاسرين ) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " .
الإسلام رسالة إلى الناس جميعا
قوله سبحانه: تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا {الفرقان:1}
تعاظَم وكَثُرَ خيرُ الذي نزّل القرآن فارقًا بين الحق والباطل على عبده ورسوله محمد ﷺ، ليكون رسولًا إلى الثقلين الإنس والجنّ، مخوّفًا لهم من عذاب الله.
وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ إِلَّا كَاۤفَّةࣰ لِّلنَّاسِ بَشِیرࣰا وَنَذِیرࣰا وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَعۡلَمُونَ﴾ [سبأ ٢٨]
وما بعثناك - أيها الرسول - إلا للناس عامة مبشرًا أهل التقوى بأن لهم الجنة، ومُخَوِّفًا أهل الكفر والفجور من النار، ولكن معظم الناس لا يعلمون ذلك، فلو علموه لما كذبوك
يقول الله تعالى: - (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا، الذي له ملك السموات والأرض، لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته..واتبعوه لعلكم تهتدون) - الأعراف 158.
قل - أيها الرسول -: يا أيها الناس، إني رسول الله إليكم جميعًا، عربكم وعجمكم، الذي له وحده ملك السماوات، وله ملك الأرض، لا معبود بحق غيره سبحانه، يُحْيِي الموتى، ويميت الأحياء، فآمنوا - أيها الناس - بالله، وآمنوا بمحمد ﷺ رسوله النبي الذي لا يقرأ ولا يكتب، وإنما جاء بوحي يوحيه إليه ربه، الذي يؤمن بالله، ويؤمن بما أُنزِل إليه وما أُنزِل على النبيين من قبله دون تفريق، واتَّبِعوه فيما جاء به من ربه، رجاء أن تهتدوا إلى ما فيه مصلحتكم في الدنيا والآخرة.
الله خالق كل شيء ويتصف بكمال جل جلاله
قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ [سورة البقرة: 255].
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
أي: لا خالق ولا معبود بحق وصدق إلا الله عز وجل، وكل ما سواه باطل أصلاً، وهذه الآية أصل في التوحيد؛ واحد ليس له شريك، ولا نظير، ولا وزير، ولا مشير، ومعناه: النهي على أن يعبد شيء غير الله. فهو الإله الحق الذي نتمنى أن تكون جميع أنواع العبادة والطاعة والتأليه له تعالى، لكماله وكمال صفاته، وعظيم نعمه، ولكون العبد مستحقاً أن يكون عبداً لربه ممتثلاً أوامره، متجنباً نواهيه، وكل ما سوى الله تعالى باطل، فعبادة ما سواه باطلة، لكون ما سوى الله مخلوقاً ناقصاً مدبَّراً فقيراً من جميع الوجوه، فلم يستحق شيئاً من أنواع العبادة.
“اللَّهُ”: هذا الاسم الجليل، تعلّقت به جميع العوالم بذاتها وبأنواعها قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [سورة فاطر: 15]. فجميع العباد يقولون: يا الله، دعاءً أو سؤالاً، نداءً أو ذكراً أو مناجاة.
الْحَيُّ الْقَيّومُ
مدَح الله نفسه بصفتين جليلتين جميلتين فقال: “الحي القيّوم”؛ “الحي”: الذي لا يموت، الحي من صفة الله تعالى، وهو الذي لم يزل موجوداً وبالحياة موصوفاً، لم تحدث له الحياة بعد موت، ولا يعتريه الموت بعد حياة، وسائر الأحياء سواء؛ يعتريهم الموت والعدم، فكل شيء هالك إلا وجهه سبحانه وتعالى. “الحي”: من له الحياة الكاملة المستلزمة لجميع “صفات الذات”؛ كالسمع والبصر والعلم والقدرة، ونحو ذلك. والحياة التي وصف بها الإله الواحد هي “الحياة الذاتية” التي لم تأتِ من مصدر آخر كحياة الخلائق المكسوبة الموهوبة لها من الخالق، ومن ثم يتفرد الله سبحانه بالحياة على هذا المعنى، كما أنها هي الحياة الأزلية الأبدية التي لا تبدأ من مبدأ ولا تنتهي إلى نهاية.
القيوم” أي: دائم القيام بجميع شؤون الخلق، وهو القائم على كل شيء، فالله عز وجل قائم بتدبير خلقه في إيجادهم وأرزاقهم وجميع ما يحتاجون إليه. “القيوم”: هو الذي قام بنفسه وقام بغيره، وذلك مستلزم لجميع الأفعال التي اتصف بها رب العالمين من فعله ما يشاء؛ من الاستواء والنزول والكلام والقول والخلق والرزق والإماتة والإحياء، وسائر أنواع التدبير، كل ذلك داخل في قيومية الباري. إن صفة “الحياة” متضمنة لجميع صفات الكمال مستلزمة لها، وصفة “القيومية” متضمنة لجميع صفات الأفعال، ولهذا كان اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى هو اسم “الحي القيوم”، ويكون التوسّل إلى الرب تعالى بأحب الأشياء؛ وهي أسماؤه وصفاته، ومن أجمعها لمعاني الأسماء والصفات “الحي القيوم”، والمقصود أن لاسم “الحي القيوم” تأثيراً خاصاً في إجابة الدعوات وكشف الكربات، ولهذا كان النبي ﷺ إذا اجتهد في الدعاء قال: يا حيُّ يا قيوم.:
قلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
اللَّهُ الصَّمَدُ
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ}
الله صمد تقصده الملوك إذا اضطربت الأمور، ووقع المحذور، وضاقت بالحوادث الصدور. الله صمد ترتفع إليه أكف الضارعين تطلبه الغيث إذا تأخر نزوله، وتسأله الرزق إذا أبطأ حلوله، وترجوه رفع الضر إذا خيّم بظلاله، ومن للمبتلي إذا اشتدت بليته وأدلهمت كربته، وانعقدت غمته، من له غير الصمد يصمد إليه، من له غير الصمد يشكو إليه، من له غير الصمد يفضي إليه، من للمريض على فراشه إذا بارت الحيل، وانقطعت السبل، وضعف الأمل، وعم القلب الوجل، وقال الطبيب لا مفر قد حان الأجل، من له عندها إلا العظيم الصمد، صمد إليه وبكى بين يديه، وألح عليه، فإذا بالصمد يشافيه، ومن المرض يعافيه، وصدق وربي صدق
كل مولود يولد على الفطرة
فِطْرَةَ اللَّهِ: الْزَمُوا دِينَ اللهِ، وَهُوَ فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفٗاۚ فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ لَا تَبۡدِيلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ
( الروم : ٣٠ )
= حَنِيفًا: مَائِلًا إِلَى الدِّينِ، مُسْتَقِيمًا عَلَيْهِ.
فِطْرَةَ اللَّهِ: الْزَمُوا دِينَ اللهِ، وَهُوَ الإِسْلَامُ.
فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا: جَبَلَهُمْ وَطَبَعَهُمْ عَلَيْهَا.
الْقَيِّمُ: المُسْتَقِيمُ المُوصِلُ إِلَى رِضَا اللهِ.
وَإِذۡ أَخَذَ رَبُّكَ مِنۢ بَنِيٓ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمۡ ذُرِّيَّتَهُمۡ وَأَشۡهَدَهُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ أَلَسۡتُ بِرَبِّكُمۡۖ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدۡنَآۚ أَن تَقُولُواْ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ إِنَّا كُنَّا عَنۡ هَٰذَا غَٰفِلِينَ ( الأعراف : ١٧٢ )
= وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ: قَرَّرَهُمْ بِمَا أَوْدَعَ فِي فِطَرِهِمْ مِنْ تَوْحِيدِهِ.
أَن تَقُولُوا: لِئَلَّا تَقُولُوا.
-تفسير = واذكر -أيها الرسول- إذ استخرج ربك أولاد آدم مِن أصلاب آبائهم، وقررهم بتوحيده بما أودعه في فطرهم من أنه ربهم وخالقهم ومليكهم، فأقروا له بذلك، خشية أن ينكروا يوم القيامة، فلا يقروا بشيء منه، ويزعموا أن حجة الله ما قامت عليهم، ولا عندهم علم بها، بل كانوا عنها غافلين.
-تفسير = فأقم -أيها الرسول أنت ومن اتبعك- وجهك، واستمر على الدين الذي شرعه الله لك، وهو الإسلام الذي فطر الله الناس عليه، فبقاؤكم عليه، وتمسككم به، تمسك بفطرة الله من الإيمان بالله وحده، لا تبديل لخلق الله ودينه، فهو الطريق المستقيم الموصل إلى رضا الله رب العالمين وجنته، ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن الذي أمرتك به -أيها الرسول- هو الدين الحق دون سواه.
شريعة الإسلام - شرائع ربانية
:no_entry:
وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون. وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون. أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)المائدة: 48- 50.
لَمَّا ذكر الله - تعالى - قبل هذه الآيات التوراة التي أنزلها على موسى وأثنى عليها وأمر باتباعها حيث كانت سائغة الإتباع، وذكر الإنجيل الذي أنزله على عيسى ومدحه وأمر أهله بإقامته واتباع ما فيه، ومن تمام الإتباع للتوراة والإنجيل الإيمان بما فيهما من بشارات تبشر بمبعث النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - وتحث على تصديقه ومتابعته ومتابعة ما جاء به من الحق، قال - سبحانه -: (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه).
يقول الله -تعالى- في كتابه العزيز عن أقوال النبي: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ) سورة النجم، آية:3-4
وقد بين الله -سبحانه وتعالى- مراده وأحكامه وأوامره ونواهيه في القرآن الكريم، والسنة النبوية، وإن كانت السنة النبوية قد وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا أنها موحى بها من عند الله -عز وجل-.
نبي محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين وخاتم النبيين
، قال سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)، «سورة الأنبياء: الآية 107»،
يخبر تعالى أن الله جعل محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين ، أي : أرسله رحمة لهم كلهم ، فمن قبل هذه الرحمة وشكر هذه النعمة ، سعد في الدنيا والآخرة ، ومن ردها وجحدها خسر في الدنيا والآخرة : تفسير ابن كثير
مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)
سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والرسل جميعًا؛ فقد تواترت بذلك نصوص الوحي من القرآن والسنة، وأجمعت عليه الأمة، فلا نبي ولا رسول بعده، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها : مكتبة شاملة
التأكيد على وقوع الساعة 🌏
قال الله تعالى :"إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا
وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا
وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا"سورة (الزلزلة1-3)
هذه الآيات تصف حدث قيام الساعة حيث تهتز الأرض وتخرج ما في باطنها من أثقال، ويقف الإنسان في دهشة مما يرى من أهوال الساعة.
قال الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ}(الأعراف:187).
قال السعدي: "يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: {يَسْأَلُونَكَ} أي: المكذبون لك، المتعنتون {عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} أي: متى وقتها الذي تجيء به، ومتى تحل بالخلق؟ {قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي} أي: إنه تعالى مختص بعلمها، {لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ} أي: لا يظهرها لوقتها الذي قدر أن تقوم فيه إلا هو".
قال الله تعالى :"إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ
لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ
خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (سورة الواقعة 1-3)
يعني تعالى ذكره بقوله:إذا نـزلت صيحة القيامة، وذلك حين يُنفخ في الصور لقيام الساعة.وليس لوقعة الواقعة تكذيب ولا مردودية ولا مثنوية، والكاذبة في هذا الموضع مصدر، مثل العاقبة والعافية. والواقعة حينئذ خافضة، أقواما كانوا في الدنيا، أعزّاء إلى نار الله.
وقوله: ( رَافِعَةٌ ) يقول: رفعت أقواما كانوا في الدنيا وُضعَاء إلى رحمة الله وجنته. وقيل: خفضت فأسمعت الأدنى، ورفعت فأسمعت الأقصى.
الغالية في خلق والناس
وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ
(الذاريات:٥٦)
هذه الغاية، التي خلق الله الجن والإنس لها، وبعث جميع الرسل يدعون إليها، وهي عبادته، المتضمنة لمعرفته ومحبته، والإنابة إليه والإقبال عليه، والإعراض عما سواه، وذلك يتضمن معرفة الله تعالى، فإن تمام العبادة، متوقف على المعرفة بالله، بل كلما ازداد العبد معرفة لربه، كانت عبادته أكمل، فهذا الذي خلق الله المكلفين لأجله، فما خلقهم لحاجة منه إليهم.
وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن صَلۡصَٰلٖ مِّنۡ حَمَإٖ مَّسۡنُونٖ
(احجر:٢٦)
يذكر تعالى نعمته وإحسانه على أبينا آدم عليه السلام، وما جرى من عدوه إبليس، وفي ضمن ذلك التحذير لنا من شره وفتنته فقال تعالى: { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ } أي آدم عليه السلام { مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ } أي: من طين قد يبس بعد ما خمر حتى صار له صلصلة وصوت، كصوت الفخار، والحمأ المسنون: الطين المتغير لونه وريحه من طول مكثه.