Please enable JavaScript.
Coggle requires JavaScript to display documents.
قصيدة المتنبي - وا حر قلباه, مقدمة, مناسبة القصيدة, واحرَّ قَلباهُ مِمَّن…
-
-
مناسبة القصيدة
هذه القصيدة من السيفيات، أي أنها من القصائد التي قالها المتنبي وهو في بلاط سيف الدولة الذي مكث فيه نحو 9 سنين.
وهذه القصيدة كات في السنة الأخيرة التي عاشها هناك فهي تمثل جانب العتاب في شعر المتنبي لما مال سيف الدولة إلى الشعراء والعلماء الذين كانوا يعادون المتنبي.
كما أن بعض تصرفات المتنبي من الكبر جعلت سيف الدولة يميل إلى أولئك أيضا.
المتنبي في هذه القصيدة بدأ مباشرة دون المقدمات المعروفة عند الشعراء عادة (المقدمة الغزلي، المقدمة الطللية، المقدمة الخمرية)
بل بدأ قصيدته بأسلوب الندبة على غير ما اعتاده الشعراء، وهو أسلوب يوجه إلى الأمر المتوجع منه أو المتفجع عليه.
واحرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ
وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
مالي أكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي
وتَدَّعي حبَّ سيفِ الدَولَةِ الأمَمُ
إن كانَ يَجمَعُنا حبٌّ لِغُرَّتِهِ
فليتَ أنَّا بِقَدْرِ الحبِّ نَقتسِمُ
قَد زُرتُهُ وسيوفُ الهندِ مُغمَدَةٌ
وقد نظرتُ إليه والسُيوفُ دَمُ
فَكانَ أحْسنَ خَلق الله كلِّهِمُ
وكانَ أحسنَ مافي الأحسَنِ الشِّيَمُ
البيت 1
أسلوب الندبة في مطلع القصيدة فيه صراخ، وحروف المد الموجودة في مطلع القصيدة دليل عليه.
وفي المقابل الطرف الثاني وهو سيف الدولة خالي من حروف المد.
السقم=المرض.
فالحزن الذي شعر به وعبر عنه في الشطر الأول هو الذي أدى إلى الشطر الثاني وهو المرض والسقم الجسمي والنفسي
وهنا مفارقة أخرى بين جسمي وحالي، أي بين الحسي والمعنوي
يعني أن قلبه قد أصيب بالحرارة في حين أن قلب سيف الدولة أصيب بالبرودة.
فالقلب الشبم هو القلب البارد (شبم=بارد).
وهذه مفارقة في مطلع القصيدة يبني عليها المتنبي. وهي مفارقة بين حاله هو وحال سيف الدولة.
فالمتنبي يشعر بالحزن والغم بسبب ما وقع في قلب سيف الدولة تجاهه، وقلب سيف الدولة شبم بارد لا يشعر بما يشعر به المتنبي من حرارة العاطفة
البيت 2:
هذا البيت يبين سبب مرض المتنبي.
فهذا الحب وكتمانه هو سبب المرض، فقد بالغ في الكتمان كما دل عليه التضعيف في "أكتِّم".
هو يبدأ البيت بأسلوب استفهامي استنكاري ينكر فيه على نفسه.
قابل بين حبه الصادق، وحب الأمم الزائف ومدعى لسيف الدولة.
وهذه أيضا مفارقة بين المتنبي وبين الأمم، وهذا من شخصية المتنبي وحبه في أن يفخر بنفسه. ويظهر ذلك أيضا في استعماله ضمير المتكلم بكثرة.
وانظر كيف جعل الأمم كلها مقابلة لنفسه!
-
-
الشطر الثانبي فيه تقديم وتأخير:
فقدم "الحب" للأهمية إذ هو مدار الكلام كله. لذلك قدم المفعول به عن الفاعل.