Please enable JavaScript.
Coggle requires JavaScript to display documents.
مائة المعاني والبيان منظومة للشيخ محب الدين ابن الشِّحنة الجوهر المكنون…
مائة المعاني والبيان
منظومة للشيخ محب الدين ابن الشِّحنة
الجوهر المكنون
الشيخ عبد الرحمن بن محمد الأخضري
مقدمة
نحن نسعى إلى خطوة قبل ذلك وهي أن نفهم كيف فهم العلماء الكتاب والسنة؟
وهذا هو دور علوم الآلة عموما
علم البالغة يختلف عن بقية علوم العربية بالذات أنه معين جدا على تدبر القرآن، والتلذذ بقراءته، وإدراك إعجازه.
ابن الشحنة الحلبي رجل نظام قاض مشهور بالعلم والفقه حنفي حلبي.
ومما يميزهذا النظم أنه نظم مختصر لتلخيص المفتاح للقزويني، وتلخيص المفتاح للقزويني عند البالغيين كألفية ابن مالك عند النحاة في اعتمادها وتدريسها واشتهارها
لماذا يقول في علمي البيان والمعاين وإذا نظرنا إلى النظم وجدنا فيه علم
المعاين والبيان والبديع؟
لأن علم البديع ذيل وتتمة وهو كالحلية والزينة
الرجز أسهل ما يحفظ من الشعر
القزويني لخص مفتاح العلوم للسكاكي، فبعد القزويني الغالب أن كل كتب البالغة تذكر نفس المسائل التي ذكرها القزويني لا تزيد عليها شيًئا، وهذا يريحك في ضبط أصول مسائل هذا العلم، في علوم أخرى تجد مدارس متعددة يف التأليف، الغالب أن أوسع كتب البالغة الآن تجدها هي مسائل القزويني
البلاغيون في كل الأبواب لا يقصدون الاستقصاء أبدا للأحوال والأغراض لأن الإحاطة بأحوال الناس أمر متعذر. وينصون على ذلك
دراسة علم البلاغة تعين على فهم اصطلاح المتقدمين وإدراك أسرار اللسان العربي وخصائصه التي من أجلها اصطفاها الله تعالى لتكون لغة القرآن الكريم.
يقال أن أول من تكلم في علم البيان هو أبو عبيدة معمر بن المثنى تـ 206 هـ.
أهم من وضع أسس علم المعاني هو الجاحظ في كتابه البيان والتبيُّن.
أول من ألف في علم البديع هو الخليفة العباسي الشاعر المقتول عبد الله بن المعتز
مؤسس علم البلاغة هو عبد القادر الجرجاني وألف فيه كتابين نفيسين: "دلائل الإعجاز" و"أسرار البلاغة" على طريقة المتقدمين في التأليف خاليا من تعقيدات المناطقة.
"الحمد لله البديع الهادي، إلى بيان مهيع الرشاد"
المهيع هو الطريق الواسع.
في هذا البيت براعة استهلال، وهي أن يأتي المتكلم في أول كلامه بما يشعر بمقصوده.
خروج المسند إليه على خلاف مقتضى الظاهر
الأسلوب الحكيم: هو تلقي المخاطب أو إجابة السائل بغير ما يترقب وبغير ما يتطلبه.
ومن أشهر أغراض هذا الأسلوب، التنبيه على ما هو أولى بحال المخاطب أو السائل.
وقد يكون الغرض منه التهرب أو التلطف وإطفاء الغضب.
مثلا شخص يسألك عن اللحوم الجائزة في الإسلام فتقول له: إنما حرم الخنزير والميتة.
تذكر له المحدود إجابة على سؤاله.
قول القبعثري للحجاج: "مثل الأمير يحمل على الأدهم والأشهب" بعد أن كان قال له الحجاج "لأحملنك على الأدهم".
وهذا لإطفاء الغضب والتلطف
﴿يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِىَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلْحَجِّ ۗ﴾
مع أنهم سألوا عن سبب اختلاف القمر وهو أمر معرفته لا يتوقف عليها عمل، فأجابهم الله تعالى بما يعنيهم وما ينبني عليه عمل
﴿يَسْـَٔلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ ۖ قُلْ مَآ أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍۢ فَلِلْوَٰلِدَيْنِ وَٱلْأَقْرَبِينَ﴾
سألوا عن جنس ومقدار ما ينفقون، فأُجيبوا عن مصارف نفقتهم
الالتفات
وهو أن يتنقل المتكلم من أسلوب من الأساليب الثالثة التكلم والخطاب والغيبة إلى آخر.
(الاسم الظاهر يدخل في أسلوب الغيبة عند السكاكي، فعندما تقول "محمد يدعوك إلى بيته" وأنت تقصد نفسك فهذا أسلوب الغيبة. لكن الجمهور يشترطون أن يُسبق الكلام بتعبير سابق)
والنكتة العامة للالتفات هي تنشيط السامع وتطرية الكلام. فلم لا يكون من علم البديع؟
لأن الالتفات يقتضي مزيد إصغاء السامع واسترعاء اهتمامه لأهمية الكلام الذي سيلقى.
وقد تختص بعض المواضع بنكات خاصة
﴿هُوَ ٱلَّذِى يُسَيِّرُكُمْ فِى ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰٓ إِذَا كُنتُمْ فِى ٱلْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍۢ طَيِّبَةٍۢ وَفَرِحُوا۟ بِهَا جَآءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌۭ وَجَآءَهُمُ ٱلْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍۢ وَظَنُّوٓا۟ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا۟ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ ٢٢﴾
انتقل من الخطاب إلى الغيبة.
كذلك الالتفات في سورة الفاتحة
لما ذكر صفات العظمة والكمال والرحمة لله سبحانه وتعالى واستحضر تلك الصفات صار عنده من استحضارها كأنه انتقل من الغيبة والغفلة في الدنيا، فلما ذكر صفات الله تطلع إلى توجيه الخطاب إليه مباشرة، فذكر هنا الزمخشري أن القارئ للقرآن لابد أن يجعل هذه الصفات معظمة لله في قلبه حتى يشعر بقربه، والرغبة في الحديث معه،
﴿فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ ٣١ وَلَـٰكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ ٣٢ ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰٓ أَهْلِهِۦ يَتَمَطَّىٰٓ ٣٣ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ ٣٤﴾
حصل الالتفات من الغيبة إلى المخاطب لأن التهديد يناسبه أسلوب المخاطبة.
﴿رَبَّنَآ إِنَّكَ جَامِعُ ٱلنَّاسِ لِيَوْمٍۢ لَّا رَيْبَ فِيهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ﴾
﴿قُلْ يَـٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُوا۟ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا۟ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ ۚ﴾
وضع الضمير موضع الاسم الظاهر
باب "نعم وبئس":
الشرط في الإضمار هو أن يتقدم مرجع الضمير لكن في قولك "نعم بطلاً خالدٌ" لا مرجع للضمير (المستتر-فاعل نعم) إذن ظاهر الحال يقتضي أن يكون المسند إليه اسما ظاهرا لا ضميرا.
لكن جيء بفاعل "نعم" ضميرا لنكتة وهي الإيضاح بعد الإبهام المناسب لمقام المدح.
"بطلا" تعرب تمييزا وهي تقلل الإبهام، لكن الإبهام لا يرتفع إلا بعد ذكر المسند إليه.
إلا أن كل هذا الكلام يصدق في حالة إذا اعربنا "خالد" مبتدأ لخبر محذوف، أما لو أعربناه مبتدأ مؤخرا وجملة "نعم بطلا" خبر مقدم فالجملة ليست شاهدا على ما نريده لأن الضمير وإن تقدم لفظا فإنه متأخر رتبة عن مرجعه.
ضمير الشأن
وضمير الشأن لا مرجع له متقدم عليه في الكلام، فيخالف مقتضى الظاهر ليتمكن الخبر من ذهن السامع.
"هو امرؤ القيس شاعر فحل" والأصل "الشأن امرؤ القيس شاعر فحل"
التعبير عن المستقبل بلفظ الماضي وعكسه
والغرض منه التنبيه على تحقق الوقوع.
﴿وَنَادَىٰٓ أَصْحَـٰبُ ٱلْجَنَّةِ أَصْحَـٰبَ ٱلنَّارِ﴾
وَٱللَّهُ ٱلَّذِىٓ أَرْسَلَ ٱلرِّيَـٰحَ فَتُثِيرُ سَحَابًۭا
(تعبير عن الماضي بصيغة المضارع)
القلب: أن يجعل أحد أجزاء الكلام مكان الآخر.
"عرضت الناقة على الحوض" والأصل "عرضت الحوض على الناقة" وسبب القلب هنا أن العادة أن المعروض هو الذي يؤتى به.
"أدخلت الخاتم في الأصبع"
"كأن لون أرضه سماؤه" من كثرة الغبار المتصاعد من الأرض صارت السماء ممتلئة بهذا الغبار فصار لون السماء كلون الأرض. فجعل المشبه به مشبها، وهو ما يعرف بالتشبيه المقلوب.
هل يقبل القلب أم يرفض؟
السكاكي قبله مطلقا ومن العلماء من رده مطلقا لأنه يفيد عكس المقصود من الكلام.
والتحقيق أنه يقبل إن تضمن اعتبارا لطيفا
وضع الاسم الظاهر موضع الضمير
وله أسباب
إن كان هذا الاسم اسم إشارة
له أغراض منها
كمال العناية
السخرية
الإجهال (التنبيه على بلادة السامع) أو العكس
دعوى الظهور: ادعاء ظهور المسند إليه كأن هذا الشيء المعقول مما يحس بحاسة البصر.
إن لم يكن اسم إشارة
وله أغراض ونكت
التمكن من ذهن السامع
﴿قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ١ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ ٢﴾
الاستعطاف
"إلهي عبدك العاصي أتاك" والأصل أن يقول "إلهي أنا العاصي أتيتك"
الإرهاب
﴿ وَقَالَ ٱللَّهُ لَا تَتَّخِذُوٓا۟ إِلَـٰهَيْنِ ٱثْنَيْنِ ۖ إِنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌۭ وَٰحِدٌۭ ۖ فَإِيَّـٰىَ فَٱرْهَبُونِ ٥١﴾
ذكر لفظ الجلالة مع أنه هو المتكلم سبحانه يدخل الهيبة في قلب السامع ويقوي داعي الامتثال.
التعبير عن المستقبل باسم الفاعل أو اسم المفعول
وَإِنَّ ٱلدِّينَ لَوَٰقِعٌۭ ٦
ٱلْـَٔاخِرَةِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمٌۭ مَّجْمُوعٌۭ لَّهُ ٱلنَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌۭ مَّشْهُودٌۭ
أحوال المسند في ذاته
التقديم
تقديم المسند يفيد الحصر بلا شرط بينما تقديم المسند إليه إنما يفيد الحصر إن سبق بنفي وكان الخبر جملة فعلية.
كذلك من أغراضه التنبيه أن المسند خبر لا نعت.
التفاؤل
التشويق
الترك
وعبر القزويني في هذا المسند بالترك عوضا عن "الحذف" كما مر في المسند إليه.
وذلك فيه إشارة إلى أن المسند إليه أهم عندهم من المسند، لأن المحذوف يقدر أما المتروك فلا حاجة إلى تقديره.
شرطه وجود قرينة دالة على المسند المحذوف.
ولا حذف إلا بقرينة سواء كان المحذوف مسندا أم مسندا إليه.
مثال:
"دخلت فإذا رسول أخي (موجود)"
إذا الفجائية تدل على الكون المطلق فهي قرينة تقوم على المسند.
الذكر:
وبذكر المسند يتعين أهو اسم أم فعل.
والأغراض البلاغية تختلف حسب طبيعة المسند
أغراض الإسناد بالفعل:
وهذه الأغراض صادرة عن دلالة الفعل وهي التجدد (أوالحدوث) مع التقييد بزمن.
أغراض الاسناد بالاسم:
لمجرد الثبوت والدلالة على أن الصفة لازمة للمسند إليه
التعريف:
تعريف المسند إليه لا يفيد القصر أما تعريف المسند فهو يفيد القصر.
(لا يكون المسند معرفا إلا إذا كان المسند إليه معرفا)
يفيد القصر
يفيد لازم الفائدة
التنكير
ذَٰلِكَ ٱلْكِتَـٰبُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًۭى لِّلْمُتَّقِينَ ٢
من أغراضه: التنكير، التحقير، عدم إفادة العهد والحصر
الوصف
التأخير
تأخير المسند = تقديم المسند إليه
باب القصر
هذا من الأبواب التي لا تنظر إلى أجزاء الجملة فقط وإنما تتعلق بالجملة
تعريفه: تخصيص أمر بأمر بطريق مخصوص.
فليس كل أسلوب عربي دل على القصر هو قصر عند البلاغيين.
القصر لا بد أن يشتمل في المعنى على إثبات ونفي.
أقسام القصر
مرد تقسيم القصر هو إرادة عموم النفي أو عدم إرادة العموم (نفي مخصوص).
لا علاقة للواقع من حيث المطابقة وعدمها في كون القصر حقيقيا أو إضافي.
قصر حقيقي: وهو ما كان فيه النفي عاما
"ما أكلت اليوم إلا الخبز"
ومنه قصر حقيقي ادعائي أي على سبيل الادعاء لا على سبيل الواقع، باعتبار أن هذا الغير في حكم المعدوم على سبيل المبالغة والادعاء.
"لا خطيب في البلد إلا زيد" المتكلم يدعي أن زيدا هو الخطيب فكأن من عداه من الخطباء في حكم العدم.
قصر إضافي: هو ما كان فيه النفي خاصا، أي نفي الحكم عن شيء معين لا عن كل ما عدا هذا المقصور عليه.
وهذا القسم من القصر يحتاج دائما إلى سياق يبين ما خُصَّ بالنفي
كمن يجيب عن سؤال "هل أكلت اللحم والخضار والفواكه؟" بقوله "ما أكلت إلا الفواكه". فهو بجوابه نفى أكل اللحم والخضار، فكان نفيه مخصوصا لا عاما بالإضافة إلى ما سئل عنه.
ينقسم حسب حال المخاطب إلى 3 أقسام
قصر قلب
تخاطب به من يعتقد عكس الحكم
"ما زيد إلا كاتب" لمن يعتقد أنه شاعر
قصر إفراد
تخاطب به من يعتقد الاشتراك فتنفي أحد الأمور المعتقدة
"ما زيد إلا كاتب" لمن يعتقد أنه كاتب وشاعر
قصر تعيين
تخاطب به شخصا مترددا بين أمرين
"ما زيد إلا كاتب" لمن سألك "هل زيد كاتب أم شاعر؟"
أركان القصر:
مقصور ومقصور عليه.
والمقصور قد يكون تارة الصفة وتارة الموصوف.
يعني أنه يمكن أن تقصر الصفة على الموصوف أن تقصر الموصوف على الصفة
قصر الموصوف على الصفة:
"ما زيد إلا شاعر"
خصصنا زيدا بصفة الشعر
قصر الصفة على الموصوف:
"ما الشاعر إلا زيد"
قصرت الشعر على زيد وهذا النوع من القصر فيه مبالغة أكثر من النوع الآخر
طرق القصر:
ضمير الفصل
﴿أَلَمْ يَعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِۦ﴾
تقديم المسند إليه وأن يكون مسبوقا بنفي + وأن يكون المسند جملة فعلية.
"ما أنا سافرت"
تقديم ما حقه التأخير (يفيد القصر دون شرط)
﴿إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌۭ ٢٣﴾
هذا من القصر الذي لا يطابق الواقع لكنه قصر حقيقي.
بعض العلماء يقول أن هذا تقديم ليس للقصر
وإنما لمجرد الاهتمام، لأن أهم ما ينظرون إليه يوم القيامة الله سبحانه وتعالى فيكون للاهتمام، وبعضهم يقول بل هو للقصر لكنه "للقصر التنزيلي" إذ نُزِّلَ كل ما يرونه منزلة المعدوم إذ لا قيمة له إذا نظروا إلى ربهم.
تعريف المسند
وهو ما يسمى "تعريف جزأي الجملة"
(هذا يقتضي أن المسند إليه معرفة)
النفي مع الاستثناء
العطف ب"لا" أو "بل" أو "لكن"
(هذا من الأساليب التي لا يبدو لها كثير اهتمام عند البلغاء)
أمثلة القصر الحقيقي:
زيد تاجر لا غير
أمثلة القصر الإضافي:
ما حضر زيد لكن/بل عمرو.
حضر زيد لا عمرو
"إنما"
﴿إِنَّمَا ٱلْبَيْعُ مِثْلُ ٱلرِّبَوٰا۟ ۗ ٢٧٥﴾
﴿أَعْمَىٰٓ ۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُو۟لُوا۟ ٱلْأَلْبَـٰبِ ١٩﴾
القصد من هذا القصر هو التعريض بذم الكفار وأنهم لكثرة لجاجهم وعنادهم للحق صاروا في حكم من ليس له عقل
الفروق البلاغية بين طرق القصر:
بعض هذه الطرق وضع ليدل على القصر وبعضها يفهم بالسياق وليس موضوعا في الأصل للقصر.
فالتقديم يفيد القصر بالفحوى، فليس كل تقديم يفيد القصر.
أما بقية الأساليب فهي وضعت لإفادة القصر
الأصل في القصر ب"إنما" أنه يكون لأمر يعلمه المخاطب.
والأصل في القصر ب"النفي والاستثناء" أن يكون لأمر ينكره.
وقد يعدل عن هذا الأصل لينزل المعلوم منزلة المجهول وينزل المجهول منزلة المعلوم.
﴿إِنَّمَا ٱلْبَيْعُ مِثْلُ ٱلرِّبَوٰا۟ ۗ ٢٧٥﴾
لو قال الكفار "ما البيع إلا كالربا" لأفاد ذلك القصر، لكن مقولتهم جاءت بالقصر ب"إنما" وذلك لمخادعة المخاطب وادعاء منهم أن الأمر ظاهر واضح.
﴿إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌۭ فَأَصْلِحُوا۟ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ١٠﴾
هذا حكم يعرفه المسلمون قبل نزول الآية فالنبي ﷺ آخى بين المهاجرين والأنصار، إلا أن الآيات قبلها قتال وهو مناف لهذه الأخوة. فكأن الآية تنبه المسلمين إلى أنهم غفلوا عن هذا الحكم الذي يعرفونه.
مواضع وقوع القصر:
هو يقع بين الخبر والمبتدإ وبين الفعل والفاعل.
جهة القصر
(المراد بالصفة هنا الصفة المعنوية أي كل ما كان صفة في المعنى)
قصر الصفة على الموصوف
"لا إله إلا الله"
ما شاعرٌ إلا زيد
قصر الموصوف على الصفة
ما زيد إلا شاعرٌ
الفصل والوصل
أنواع العلاقات بين الجمل
ومواضع الفصل
التوسط بين الكمالين:
وهو ما تحقق فيه شرطان بين الجملتين
حقه الوصل
الاتفاق في الخبرية أو الانشائية.
والعبرة هنا الاتفاق في المعنى لا في اللفظ
وجود جامع بينهما.
وقالوا الجامع عقلي ووهمي
وخيالي، ويهمنا منه الآن الخيالي فقط، لأن
هذا الجامع مهم جدا في فم القرآن، لأن العرب لهم عرف والقرآن جاء يخاطبهم ابتداء.
فمثلا قوله تعالى: ﴿يَـٰبَنِىٓ ءَادَمَ خُذُوا۟ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍۢ وَكُلُوا۟ وَٱشْرَبُوا۟ وَلَا تُسْرِفُوٓا۟ ۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ ٣١﴾
الوصل بين الأكل والشرب وعدم الإسراف مفهوم ويتفق عليه عامة الناس، لكن الوصل بين أخذ الزينة والأكل ليس ظاهرا إلا إذا نظرت إلى عرف وعادات العرب في الجاهلية. فهم كانوا يطوفون بالبيت عراة وكانوا يحرمون أو بعض العرب كانوا يحرمون على أنفسهم بعض الأطعمة والأشربة في الحج. والأمر بأخذ الزينة هو في الحقيقة أمر بستر العورة.
فالآية فيها عطف بين جمل إنشائية مع وجود جامع بينها، الجامع يظهر بعد معرفة عرف العرب وحالهم.
أنواع الجامع
الجامع العقلي يشمل أمرين
الاتحاد في التصور (هما نفس الشيء)
الاتحاد بالتضايف
(التَّضايُف هو تعلُّق شيئين أحدهما بالآخر، فيكون وجودُ أحدهما سببًا لوجود الآخر).
فلا تعقل أحدهما إلا بأن تعقل الآخر، كالأصغر والأكبر أو الأعلى والأسفل...
الجامع الوهمي
الجامع الخيالي: أي هناك اقتران في الخيال بين الأمرين
هذا الجامع هو الذي يتفاوت فيه الناس جًدا، فالجامع العقلي والوهمي مشترك بين الناس.
أما الجامع الخيالي فهو خاص، إذ قد تكون لكل بيئة أشياء تجتمع في خيالاتها
كمال الانقطاع:
إذا اختل أحد شرطي التوسط بين الكمالين فهذا كمال الانقطاع
حقه الفصل
كمال الاتصال: وهو أن تكون الجملتان بمثابة الجملة الواحدة. وذلك في حالات 3:
حقه الفصل
إحداهما بدل للأخرى
﴿وَٱتَّقُوا۟ ٱلَّذِىٓ أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ ١٣٢ أَمَدَّكُم بِأَنْعَـٰمٍۢ وَبَنِينَ ١٣٣ وَجَنَّـٰتٍۢ وَعُيُونٍ ١٣٤﴾ الآية الثانية كأنها بدل بعض من الآية الأولى. بالتالي حقها الفصل لكمال الاتصال.
بدل اشتمال: ﴿قَالَ يَـٰقَوْمِ ٱتَّبِعُوا۟ ٱلْمُرْسَلِينَ ٢٠ ٱتَّبِعُوا۟ مَن لَّا يَسْـَٔلُكُمْ أَجْرًۭا وَهُم مُّهْتَدُونَ ٢١﴾
بدل مطابق: ﴿بَلْ قَالُوا۟ مِثْلَ مَا قَالَ ٱلْأَوَّلُونَ ٨١ قَالُوٓا۟ أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًۭا وَعِظَـٰمًا أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ٨٢﴾
إحداهما تأكيد للأخرى
إحداهما عطف بيان للأخرى
شبه كمال الاتصال (استئناف بياني):
أن تكون الجملة الثانية بمثابة جواب لسؤال نشأ عن الجملة الأولى.
"لا تذهب إلى درس الشيخ اليوم، لقد اعتذر أمس".
إما أن يكون السؤال الناشئ عن الجملة الأولى عن السبب العام للحكم، أو عن السبب الخاص أو عن غيرهما.
حقه الفصل
﴿فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُوا۟ رَبَّكُمْ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارًۭا ١٠﴾
﴿خُذْ مِنْ أَمْوَٰلِهِمْ صَدَقَةًۭ تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٌۭ لَّهُمْ ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ١٠٣﴾
﴿إِذْ دَخَلُوا۟ عَلَيْهِ فَقَالُوا۟ سَلَـٰمًۭا قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ ٥٢﴾
شبه كمال الانقطاع:
هو عندما يتحقق شرطا التوسط بين الكمالين إلا أن ذكر الواو يسبب تشويشا على السامع فأحذف الواو مع أن حق الكلام أن يذكر.
حقه الفصل
وتظن سلمى أنني أبغي يها بدلا ||| أراها في الضلال تهيم.
لو عطف لظن السامع أنها تظن أنه يراها في الضلال تهيم.
﴿وَإِذَا لَقُوا۟ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ قَالُوٓا۟ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوْا۟ إِلَىٰ شَيَـٰطِينِهِمْ قَالُوٓا۟ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ ١٤ ٱللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِى طُغْيَـٰنِهِمْ يَعْمَهُونَ ١٥﴾
مواضع الوصل (بالواو):
#
التشريك في الإعراب
قصد رفع إيهام خلاف المراد من الجواب:
الجملتان مختلفتان خبرا وإنشاء لكن فصل إحداهما عن الأخرى يفسد المعنى
كما لو أجبت شخصا سألك سؤالا ب"لا" ثم تريد أن تدعو له، "لا ووفقك الله". لا بد أن تأتي بالواو.
محسنات الوصل
الاتفاق بين الجملتين في الاسمية أو الفعلية
ويزداد التحسين إذا
اتفق نوع المسند من حيث الإفراد أو عدمه في حال أن الجملتين اسميتين.
اتفق نوع الفعل بين الجملتين الفعليتين
هذا الباب مهم جدا في علم المناسبات بين آيات القرآن.
والشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله بنى تفسيره على الفصل والوصل.
الفصل والوصل هو العطف بين الجمل بالواو خاصة وترك العطف.
والكلام في هذا الباب الأصل فيه أنه عن الجمل التي ليس لها محل من الإعراب. إلا أن جملة واحدة لها محل إعرابي تذكر في آخر الباب وهي الجملة الحالية.
لأن الجملة إذا وقعت خبرا أو صفة لا يمكن أن تدخل عليها الواو.
هذا الباب مبني على العلاقات بين الجمل، ينبغي معرفة العلاقات بين الجمل لنعرف هل تستحق الوصل أو الفصل.
الجملة الحالية:
لهذه الجملة مبحث في هذا الباب مع أنها لها محل إعرابي والأصل في هذا الباب أنه يتكلم عن الجمل التي لا محل لها من الإعراب.
فالجملة إذا كان لها محل من الإعراب لا يتكلم عنها البالغيون عادة في باب الفصل والوصل، لأنه يتعين فيها الفصل. إلا في الجملة الحالية.
"جاء زيد يضحك" vs "جاء زيد وهو يضحك"
مرة جاء بالواو ومرة بلا واو.
الأصل في الجملة الحالية أن تأتي مفصولة بلا واو كأصلها (أي الجمل التي لها محل إعرابي إذ أصل كل جملة لها محل من الإعراب أنها تعرب كالمفرد،) لكن هناك مرجحات نحوية تقتضي ذكر الواو.
ومن جهة البلاغة ذكر الواو فيه مزيد توكيد لأنه يشعر أن الكلام مستأنف جديد.
﴿وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ ٨ وَهُوَ يَخْشَىٰ ٩﴾
أيهما أهم في بيان حال الأعمى وأنه يستحق الإقبال والدعوة، سعيه أم خشيته؟ خشيته فجاءت الواو مع الوصف الأهم له.
الكلام في هذا الباب في العطف بالواو لا غير.
ولا نتكلم عن حروف العطف الأخرى لأن أمرها سهل، فمتى ما تحقق معنى الحرف في الجملة الثاني فالعطف مطلوب.
أما الواو فهي لمطلق الجمع.
مقدمة العلم
الفصاحة والبلاغة
هل ثمة فرق بينهما؟
الفصاحة لفظ توصف به الكلمة، ويوصف به الكلام ويوصف به المتكلم، فعندنا متكلم فصيح وقبل ذلك عندنا كلمة فصيحة وكلام فصيح.
فتعريف الفصاحة تعريفا شاملا لا يتأتى لاختلاف ما يوصف بالفصاحة، فيختلف تعريفها باختلاف موصوفها
الفصاحة في الكلمة أن تسلم من ثلاثة عيوب، وهذه العيوب منها ما هو راجع إلى مادة الكلمة وحروفها ومنها ما يرجع إلى صورتها وصيغتها ومنها ما يرجع إلى دلالتها على المعنى
وكل هذه العيوب الضابط فيها العرب الفصحاء.
تنافر الحروف: هو وصف في الكلمة يوجب عسر النطق.
منه الشديد ك"الهعخع" ومنه الخفيف.
قيل أن ضابطه هو إما تقارب مخارج الحروف أو تباعدها، لكن هذا لا يستقيم. فالضابط الوحيد هو معهود العرب وذوقهم.
علم الأدب ينفع في الاحتراز من هذا العيب لأنه يعرفك على تصرفات البلغاء وينمي عندك ذوقا سليما
غرابة المعنى: أن تكون الكلمة غير ظاهرة الدلالة على المعنى الذي وضعت له.
ولهذا أسباب منها:
(متن اللغة يعين على السلامة منه)
إذا كانت الكلمة مهجورة لا تكاد تستخدم
ومن الأسباب أيضا أن تكون الكلمة موجودة لكنها لم تستعمل بالمعنى الذي أراده بها هذا المتكلم.
مخالفة قانون الصرف (الوضع العربي)،
هذه القوانين تعتمد على القياس والسماع،
كقول الشاعر "الحمد لله
العلي الأجلل"، والأفصح أن يقال "الأجلِّ"
عبر الناظم بقوله "مخالفة القياس" إلا أن العبارة الأدق أن يقول "مخالفة قانون مفردات الألفاظ" لأن الشيء إذا خالف القياس وسمع عن العرب صار مقبولا غير مخل بالفصاحة.
يحترز منه بمعرفة علم الصرف والاطلاع على معاجم اللغة
الفصاحة في الكلام بأن تكون كلماته كلها فصيحة + أن يسلم من ثلاث عيوب أيضا:
والكلام هو ما تركب من كلمتين فصاعدا وأفاد معنى.
وأما المركب الناقص، أي ما تركب من كلمتين فصاعدا لكنه لم يفد معنى لوحده فهو يوصف أيضا بالفصاحة لكن اختلف هل يلحق بالكلمة أم بالكلام.
تنافر الكلمات
(الأدب/كثرة ممارسة أشعار العرب يعين على السلامة من هذا العيب)
#
التعقيد المعنوي: الكلمات معروفة لكن المعنى غير مفهوم، فلا يستطيع السامع الانتقال من المعنى الظاهر إلى المعنى المراد بسهولة. وهو يرجع إلى الإخلال بعلم البيان.
التعقيد اللفظي: وهو أن ترتب الكلام، وكل الكلمات مفهومة، ترتيبا لا يفهم معه المراد، وهو يرجع إلى الإخلال بعلم النحو. ويكون الخلل إما بتقديمٍ أو تأخيرٍ أو فصلٍ أو حذف ما لا ينبغي حذفه.
علم البيان يعين على السلامة من التعقيد المعنوي
مثال التعقيد المعنوي: "سأطلب بعد الدار عنكم لتقربوا وتسكب عيناي الدموع لتجمدا"
التعبير عن الفرح بجمود العين هو تعبير فيه تعقيد معنوي لأن جمود العين في تعبيرات الفصحاء هو كناية عن بخل العين بالدمع.
ضعف التأليف: مخالفة المشهور عند النحاة
علم النحو يعين على السلامة من هذا العيب
مثاله قولك: "ضرب غلامُه زيًدا"،
زيد مفعول به، وغلام هو الفاعل اتصل به ضمير هذا الضمير يعود على المفعول به، والمفعول به متأخر في اللفظ أم متقدم؟ على متأخر وهو أيضا متأخر في الرتبة لأن المفعول به حقه أن يتأخر وهذا هو الأصل وعود ضمير على متأخر في اللفظ والرتبة خطأ وممتنع عند جمهور النحاة.
التقدم المعنوي: ألا يتقدم المرجع على الضمير لفظا لكن يوجد ما يقتضي تقدمه معنى، كأن يدل عليه لفظ سابق من جنسه مثلا.
﴿ٱعْدِلُوا۟ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ﴾ في الآية تقدم معنوي، فالضمير يرجع إلى العدل، والعدل أشير إليه بلفظ "اعدلوا"
التقدم الحكمي: لا يوجد ما يقتضي تقدمه سوى حكم الواضع أنه يجب تقدمه.
قد بخالف حكم الواضع لنكتة بلاغية.
عيب رابع يضيفه بعض العلماء: التَّكرار أو توالي الإضافات... وفيه نظر لأنه لا يخل دائما بفصاحة الكلام.
فصاحة المتكلم: أن يكون له ملكة تأليف الكلام الفصيح.
فهي ملكة يقتدر بها على تأدية مراده بلفظ فصيح ولا بد أن تكون هذه الصفة غريزة فيه مستحكمة فيه. (نقول فلان فصيح وإن لم يتكلم)
ولا يكون فصيحا إذا استطاع أن يعبر بلفظ فصيح في مقصد جون آخر
الفصاحة لغة ترجع إلى معاني الظهور والبيان
وكذلك البلاغة تطلق على الكلام وتطلق على المتكلم لكن لا تطلق على الكلمة المفردة إلا مجازا. أما قولهم "كلمة بليغة" فليس المراد بلفظ "الكلمة" الكلمة المفردة بل يراد بها الكلام.
الكلام البليغ: هو الكلام الفصيح الموافق لمقتضى الحال.
فلا بد أن يكون فصيحا كي يكون بليغا، إلا أن الفصاحة وحدها لا تكفي. كل كلام بليغ هو فصيح لا العكس.
بلاغة المتكلم ملكة يقتدر بها على تأدية مراده بلفظ بليغ، يعني لا يراعي الفصاحة فقط بل يراعي أيضا مطابقة الكلام لمقتضى الحال
إذا أردت أن تحكم على كلام بأنه بليغ
لا بد أن تعرف المقام الذي قيل فيه هذا الكلام.
ولذلك هناك ارتباط كبير بين البالغة وبين علوم القرآن، فالبليغ يحتاج إلى أسباب النزول، يحتاج إلى كل ما يخدم معرفته بمطابقة الكلام لمقتضى الحال،
ومن ألطف ما ذكر هنا ما ذكره طاهر بن عاشور في تفسيره في اية اختلف فيها البالغيون من المفسرين ﴿أَتَدۡعُونَ بَعۡلٗا وَتَذَرُونَ أَحۡسَنَ ٱلۡخَٰلِقِينَ﴾
وقفوا وتساءلوا لماذا لم يقل "وتدعون" بدل "تذرون" فيكون في الآية الجناس.
ذكره الطاهر بن عاشور قال المقام مقام غضب وإنكار، فلا يحُسن فيه تحسين اللفظ.
علم المعاني يعين على السلامة من الخطإ في تأدية المعنى
معنى "مقتضى الحال":
إذا كان الحال هو الإنكار مثلا، فمقتضى الحال هو التأكيد التي ينبغي أن يرد الكلام عليها.
ويقال أن مقتضى الحال: هو الكلام الكلي المشتمل على التأكيد (لا التأكيد فقط).
وتكون مطابقة مقتضى الحال حسب التعريف الأول أن يشتل الكلام على التأكيد، وفي التعريف الثاني أن يكون الكلام مندرجا تحت الكلام الكلي.
البلاغة لغة مأخوذة من البلوغ، أ بلوغ الرجل بعبارته حقيقة مراده وكنهة مقصوده.
وهو من بلغ الشيء إذا وصل إليه.
فالبليغ إذا تكلم فإنه يصل إلى حقيقة ما يريد.
الصدق والكذب:
يتكلم البالغيون عن الصدق والكذب وهي مسألة لا عالقة لها بالبلاغة،، ذكرت لأجل فهم تعريف الخبر والإنشاء.
الصدق: مطابقة الخبر للواقع
الكذب: عدم مطابقة الخبر للواقع
علم البديع: وجوه تورث الكلام حسنا
البديع لغة هو الإحداث على غير مثال، ومنه البدعة التي عرفها الشاطبي أنها طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله تعالى.
يحتاج الإنسان لكي يكون بليغًا إلى علوم النحو، متن اللغة، الصرف، الأدب، البيان، المعاني.
البلاغة هادية لا حاكمة.
هي لا تعطيك أجوبة قاطعة بخلاف علم النحو مثلا.
لهذا فإنه لا يمكن حصر الأغراض البلاغية كلها
الفرق بين الفصيح وغير الفصيح، أن الفصيح يستطيع، بعلم البيان، أن يعبر عن مكنونات صدره وأن يظهرها إظهارا حسنا جميلا.
علم المعاني
أبوابه
أحوال الإسناد الخبري
وهو العلاقة بين المسند إليه والمسند
أحوال المسند إليه
أحوال المسند
أحوال متعلِّقات الفعل
هو في الحقيقة جزء من أبواب أحوال المسند، أول من أفرده في باب مستقل هو القزويني.
ومتعلقات المسند تذكر في باب المسند إلا ما يتعلق بالفعل، فإنه يذكر في المسند عرضا ثم يعاد بالتفصيل في هذا الباب.
القصر
الإنشاء
والإنشاء يقابله الخبر ولم يعقدوا للخبر بابا وإنما عقدوا للإنشاء لأنه خروج عن الأصل
يستحق الإهتمام والعناية وكل ما سبق من أبواب يعتني بالخبر، فجاء الباب السادس للإنشاء.
هذه الأبواب تنظر إلى الجملة لا إلى أجزائها
الفصل والوصل
وهذا الباب ينظر إلى الجمل التي لا محل لها من الإعراب هل تتعاطف بالواو أم تتوالى دون عطف.
وهو باب مهم لعلم آخر من علوم القرآن
هو باب علم المناسبات.
الإيجاز الإطناب والمساواة
أركان الكلام
مسند
قد يكون مفردا أو جملة
زيد قائم
لا إله إلا الله تنجي من النار
لا إله إلا الله كنز
زيد يدك الأعداء في ساحة الورى
مسند إليه
الرابطة (النسبة) - الإسناد
وهي تعلق أحد الطرفين بالآخر ونجده في الخبر وفي الإنشاء كذلك
على سبيل الحكم بأحدهما على الآخر إيجابا أو سلبا في باب الخبر
على سبيل الطلب في باب الإنشاء
"قم يا زيد" فيه تعلق القيام بزيد على جهة طلبه
مواضع المسند إليه: مبتدأ، فاعل، نائب فاعل، أسماء النواسح
مواضع المسند: الفعل، الخبر، خبر النواسخ، اسم الفعل
تعريفه:
وتعريفه قريب من تعريف البلاغة لأن أهم ركن في البلاغة هو مطابقة الكلام لمقتضى الحال.
فكأن علم المعاني هو البلاغة ولا يمكن أن تحكم على استعارة أو مجاز بحسن أو قبح دون أن تستعين بعلم المعاني،
اللفظ العربي له أحوال متعددة، من أشهر العلوم التي تعرفك بأحوال اللفظ العربي النحو، لكن النحوي ينظرإليها مالحظا أواخر الكلمة وتغييرأواخرالكلمة.
أما البلاغي فينظر إلى نفس تلك الأحوال لكن من جهة مطابقة هذه التراكيب لمقتضى الحال.
إحاطة المتكلم بأحوال اللغة التي يتكلم بها وبأحوال المخاطبين ترفعه في البالغة.
أقسام الكلام الكلام
خبر: ما احتمل الصدق أو الكذب لذاته (أي لا لقرينة خارجية، فلو أن كلاما لا يحتمل الكذب لصدق قائله فلا يكون إنشاء لأنه لا يحتمله لأمر خارجي لا لذاته)
إنشاء: ما فيه معنى الطلب
والله أحاط بأحوال الناس علما فهو تعالى الأعلم بمقتضى الحال وأحوال الناس، فكلامه أبلغ كلام سبحانه وتعالى.
نبدأ بعلم المعاني قبل علم البيان لأنه من باب الابتداء بالمفرد قبل المركب، لأن البيان يشترط فيه المعاني.
أحوال المسند إليه (في ذاته)
المسند إليه في الجملة الاسمية هو المبتدأ وفي الجملة الفعلية هو الفاعل.
في هذا الباب تدرس الأحوال التي تعرض للمسند إليه، والأحوال التي تعرض لتوابع المسند إليه
يبدأ الناظم بأحوال المسند إليه في ذاته ثم يثني بتوابعه، ثم في آخر الباب يعود إلى المسند إليه في ذاته لسبب يأيتي إن شاء الله.
حذف المسند إليه
وله أغراض منها
الإنكار:
الحذف ليتأتى لك الإنكار عند الحاجة، فإن قلت في شخص "مراوغ محتال" ولم تذكره، فيمكنك أن تنكر بعد ذلك أنك قد قصدته. فحذفك إياه مكنك من الإنكار فيما بعد.
الاحتراز عن العبث بناء على الظاهر:
﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡعَلِيمُ﴾
﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَهُمۡ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ فَأَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ﴾
فمن سألك "ما اسمك" تجيبه بحذف المسند إليه لأن ذكره مع كونه معلوم من السؤال عبث.
لكن إن دعى داع لذكر المسند إليه فيحسن ذكره.
اختبار تنبه المستمع عند قيام القرينة
الصون:
والصون هو الوقاية والحماية. فقد تحذف المسند إليه صونا للسانك من ذكره أو بالعكس، صونا لهذا العظيم عن الذكر لأن المقام قد لا يليق أو حفظا له من أن يصيبه الأذى
العلم به
الستر والإخفاء
ضيق فرصة
التحقير
النظم/الاستعمال
مثال الاستعمال: "نعم الرجل زيد" على وجه من وجوه إعرابها يعرب زيد خبرا لمبتدأ محذذوف وجوبا.
الذي يهمنا في علم المعاني هو الجواب عن سؤال "متى يكون الحذف أرجح من الذكر؟"
ذكر المسند إليه:
التعظيم:
إن أسند إليه أمر عظيم
الإهانة:
إن أسند إليه أمر دنيء
البسط:
أي إرادة بسط الكلام.
والمثال المشهور عند البلاغيين قصة سيدنا موسى لما كلمه الله تعالى.
التنبيه على غباوة السامع.
ومما ذكره الطاهر بن عاشور في هذا المقام ما جاء في تفسيره لقوله تعالى: ﴿وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تَذۡبَحُواْ بَقَرَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوٗاۖ قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ ۞ قَالُواْ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَۚ قَالَ إِنَّهُۥ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٞ ﴾
وفي كل مرة يعيد سيدنا موسى قوله "إنه يقول إنها بقرة" وفي هذا تعريض بغباوة السامع.
الاحتياط لضعف الاعتماد على القرينة:
إذا حذفت ومرادك أن يفهم السامع فينبغي أن تنظر إن وجدت في كلامك قرينة تغني عن هذا المحذوف.
إن لم تكن القرينة كافية وكان الاعتماد عليها ضعيفا فإنك تذكر بدل أن تحذف.
وضعف الاعتماد على القرينة قد يكون سببه السامع أو المعلومة أو هما معا.
الأصل أن يذكر
الإيضاح
زيادة إيضاح المسند إليه
﴿أُو۟لَـٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدًۭى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ﴾
التلذذ بذكر المسند إليه
التبرك بذكره / التعبد
التشوق
التعجب: تذكر المسند إليه لإظهار التعجب
التهويل
التقرير
﴿أُو۟لَـٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدًۭى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ﴾ تكرار اسم الإشارة لتقرير أنهم أهل فلاح في الدنيا والآخرة
التعريف:
متى تعرف المسند إليه؟ وكيف تعرفه، أي ما الذي تختاره من المعارف الستة كي تعرف؟
علما أن الأصل في المسند إليه أن يكون معرفة لأنك لا تحكم إلا على شيء معلوم.
التعريف بالضمير:
متى تأتي بالضمير؟
(المستتر في حكم المذكور)
مقاماته: التكلم، الخطاب، الغيبة
ضمير المخاطب:
الأصل فيه أن يكون المخاطب معينا.
لكن أحيانا يترك تعيين المخاطب ليدل على العموم والشمول (مطلق المخاطب على سبيل البدلية) وهو خروج عن مقتضى الظاهر
قول الله تعالى ﴿وَلَوۡ تَرَىٰٓ﴾ في آيات كثيرة من الكتاب يمكن حملها على تعيين المخاطب وهو النبي ﷺ، كما يمكن حملها على قصد التعميم فيكون أبلغ في الدلالة على هول الموقف وعمومه
الضمير لا بد أن يتقدمه مرجع يعود إليه، وهذا التقدم إما أن يكون
لفظا
متقدم لفظا حقيقة
متقدم لفظا تقديرا
"نعم رجلا زيدٌ"
الضمير في "نعم رجلا" وإن تأخر المرجع عن الضمير في اللفظ لكنه في التقدير متقدم عليه لأن المرجع هو "زيد" وهو مبتدأ متأخر في اللفظ لكنه متقدم في التقدير
التقدم في معنى
أن يدلا على مرجع الضمير لفظ من جنسه كما في قوله تعالى ﴿ٱعْدِلُوا۟ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ﴾
مرجع الضمير هو "العدل" لكنه غير مذكور لفظا ولكن ذكر لفظ من جنسه يدل على معناه هو فعل الأمر "اعدلوا"
أن توجد قرينة حالية ﴿وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَٰحِدٍۢ مِّنْهُمَا ٱلسُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُۥ وَلَدٌۭ ۚ﴾
الضمير في "ترك" مرجعه الميت وهو غير مذكور لفظا لكن سياق الكلام عن الإرث يدل عليه
تقدم مرجع الضمير حكما
كضمير الشأن في قوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾
التعريف بالعلمية:
له أغراض ودواعي منها
ولتركك الاسم أغراض منها الإعراض والإهانة
وهو في القرآن مبحث مهم عندما يتعلق باسم الله الأنسب للسياق. وهو من أهم ما يعرف العبد على ربه
إحضار المسند إليه بشخصه في ذهن السامع لأول مرة دون قيد مباشرة. فالتعريف به لا يحتاج إلى عهد سابق بالمعرف.
لكن أحيانا تترك الاسم العلم إذ لا تريد أن يدرك السامع مباشرة.
التعظيم:
قد يكون ذكر العلم فيه التعظيم وهو في الغالب في الألقاب، واللقب من الأعلام
الاحتقار
إذا كان لقبه يشعر بالحقارة.
﴿تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ﴾ ﴿وَٱمۡرَأَتُهُۥ حَمَّالَةَ ٱلۡحَطَبِ﴾
ذُكِرَ أبو لهب باسمه لما فيه من حقارة والسياق يستدعي ذلك، أما أم جميل وهي زوجه فلم تأتي الإشارة إليها باسمها لأن ذكر اسمها لا يناسب السياق لما فيه من الحسن والسياق سياق ذم.
التبرك بذكر الاسم
التلذذ
الاعتناء بشأنه للترغيب أو التحذير أو التنبيه
الكناية
وهي تصلح في بعض الأعلام التي يكون لها معنى أصلي قبل أن تكون علما ويكون ذلك المعنى الأصلي مرادا ذكره عند المتكلم.
كاستعمال "أبو لهب" للدلالة على أنه من أهل النار
التعريف بالاسم الموصول وصلته:
من أغراضه
وتظهر البلاغة في الصلة فهي تعطي للمتكلم الفرصة في ذكر أشياء، وأن يختار ما يعرف به المشار إليه.
الجهل:
إذا كان السامع جاهل بكل ما يعرف الشخص إلى بهذه الصفة
التعظيم للشأن
﴿ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيۡبٗا كَأَن لَّمۡ يَغۡنَوۡاْ فِيهَاۚ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيۡبٗا كَانُواْ هُمُ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾
هذا تعظيم لشعيب، عندما يُرْبَط الخسران بتكذيب إنسان هذا تعظيم لهذا الإنسان، فهذا تعظيم لكنه ليس للمسند إليه.
لهذا لم نقل "التعظيم لشأن المسند إليه" بل "التعظيم للشأن".
فقد يكون التعظيم لمن يذكر في صلة الموصول لا لمن تعود عليه هذه الصلة.
الإيماء:
وهو الإشعار بجنس الكلام. يعني الإشعار أن الكلام سيكون من باب الثواب أو العقاب أو المدح أو الذم،
والإشارة إلى نوع الخبر المحكوم به على المسند إليه
فجملة مثل: "الذي حصل على الدرجة الكاملة في اختبار الأمس فإنه..." فالجملة دالة ومومئة بسياق مدح
فيكون اسم الموصول كأنه مّهد ووطأ وأشعر وأومأ إلى السامع أن الكلام سيكون من نوع معين
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾
التعريض بتعظيم شأن الخبر
"إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أعز وأطول"
صلة "سمك السماء" تفيد تعظيم البيت الذي بُنِيَ لنا
التفخيم:
وهو تعظيم مع تهويل.
﴿فَغَشِيَهُم مِّنَ ٱلۡيَمِّ مَا غَشِيَهُمۡ﴾
أي غشيهم أمر لا تحده العبارة
التقرير
﴿وَرَٰوَدَتْهُ ٱلَّتِى هُوَ فِى بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِۦ﴾
هذه الصلة تفيد تقرير معنى النزاهة والعفة لأنه إذا كان في بيتها فذلك أدعى لأن يجيب طلبها وهو مع ذلك عليه السلام امتنع وعفَّ.
كما أن هذه الصلة تفيد تقرير المسند وهو المراودة وذلك أن المرأة في بيتها ولها النفوذ على أهل بيتها فهي راودته لا محالة.
والصلة أيضا تفيد تقرير المسند إليه ودفع الاشتراك والاختمال عن المرأة التي راودت يوسف وأنها امرأة العزيز قطعا.
الهجنة
بأن يكون التصريح بالمسند إليه مشعرا بشيء ينفر منه الناس في العادة والعرف فيعوض هذا الاسم المستهجن بصلة الموصول.
التوهيم
أي أن تظهر وهم المخاطب وخطأه في اعتقاده ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًۭا﴾
تشويق المخاطب
التعريف باسم الإشارة:
وهو في الأصل موضوع للشيء المحسوس المشاهد بالعين.
فإن كان المشار إليه غير محسوس فهو خروج عن الأصل وتنزيل لغير المحسوس منزلة المحسوس.
له أغراض
التعريض ببطء فهم المخاطب.
فلا ينفع معه إلا المحسوسات
بيان حال المشار إليه قربا أو بعدا أو توسطا.
وقد يشار للقريب بالبعيد والعكس لنكات ولطائف.
قول سليمان عليه السلام ﴿هَٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّي﴾ دليل على أنه كان سريع التنبه للنعمة ويستحضرها مباشرة. أما من لا يتنبه إلا بعد مدة فاسم الإشارة للبعيد في حقه أولى.
﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانَ عَلَىٰ جَبَلٍۢ لَّرَأَيْتَهُۥ خَـٰشِعًۭا مُّتَصَدِّعًۭا مِّنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ﴾
قال ابن عاشور: هذا للتنبيه على أنه قريب، فالذم على عدم التأثر بما لو أنزل على الجبل لتأثر وهو قريب، أشد: أي لو أنزلنا هذا القرآن الذي بين أيديكم.
أما في مقام التفخيم في بدايات السور لتشويق النفس إلى القراءة، يقول "ذلك" ليرفع همتك إلى تجلي معانيه العالية التي لا يصل إليها كل أحد.
وفي القرآن يشار إلى الجنة غالبا بالبعيد وإلى النار غالبا بالقريب.
تمييز المسند إليه غاية التمييز وأكمل تمييز
التفحيم
بالقرب
﴿إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانَ يَهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ﴾
بالبعد
﴿ذَٰلِكَ ٱلْكِتَـٰبُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًۭى لِّلْمُتَّقِينَ﴾
التحقير
بالقرب
﴿أَهَـٰذَا ٱلَّذِى يَذْكُرُ ءَالِهَتَكُمْ﴾
بالبعد
﴿فَذَٰلِكَ ٱلَّذِى يَدُعُّ ٱلْيَتِيمَ﴾
التنبيه على أن المشار إليه مستحق للأوصاف التي ذكرت من قبل اسم الإشارة
التعريف ب"أل"
تقسيم البلاغيين لها يختلف عن تقسيم النحاة.
أل للعهد
العهد الذكري
العهد الكنائي: مذكور على سبيل الكناية
العهد الصريح: مذكور صراحة
﴿وَلَيۡسَ ٱلذَّكَرُ كَٱلۡأُنثَىٰۖ﴾
كلمة الأنثى ذكرت صراحة في أول الآية، أما لفظ "الذكر" فقد فُهِمَ من أول الآية لأن تحرير الأبناء للعبادة وتفريغهم لها إنما يكون للذكور عندهم دون الإناث.
وفسرت الآية "وليس الذكر الذي تمنيته كالأنثى التي وهبتها"
فكلاهما عهد إلا أن "الذكر" عهد كنائي و"الأنثى" عهد صريح.
العهد العلمي
وهو ما كان معلوما بغير سابق عهد ولا ذكر
العهد الحضوري: ﴿ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾
أل للحقيقة:
والأصل فيها أن تكون لبيان الحقيقة دون التعلق بالأفراد (الرجل، المرأة...)
"الذهب أغلى من الفضة" فالمراد هو جنس الذهب وجنس الفضة.
تفيد الاستغراق إن وجدت قرينة تفيد الاستغراق فتستغرق أفراد الجنس حينئذ. (هذا في كلام البلاغيين) وصحة الاستثناء من الأدلة على الاستغراق، كذلك يعلم الاستغراق بالقرائن الحالية.
استغراق حقيقي
﴿عالم الغيب والشهادة﴾
استغراق عرفي: "امتثل الجند أمر الأمير" فالمقصود جنود هذا الأمير لا جنود الدنيا كلهم...
هل استغراق المفرد أشمل من استغراق المثنى والجمع؟
يقولون نعم، وقيل أنهم سواء
لام العهد الذهني (عند البلاغيين)
إرادة فرد مبهم من أفراد الجنس (قريب من النكرة):
﴿وَأَخَافُ أَن يَأۡكُلَهُ ٱلذِّئۡبُ﴾
قالوا أن أل هنا ليست للعهد لأنه لم يسبق ما يدل على الذئب، وهي أيضا ليست للجنس لأن الجنس لا يصدر منه الأفعال. وبعيد جدا أن يكون قد قصد كل الذئاب على وجه الاستغراق.
فما بقي إلا أن يراد به فردا من أفراد الجنس، كأن المعنى "أخاف أن يأكله ذئب من الذئاب" والله أعلم
الفرق بينها وبين النكرة:
النكرة يراد بها بعض من الجنس غير معين أي بعض من الحقيقة.
أما هذه المعرفة فيراد بها نفس الحقيقة، وقصد جزء من هذه الحقيقة فهو لا يستفاد من نفس اللفظ وإنما يستفاد من قرينة خارجية
وفي الآية، القرينة التي جعلتنا نستفيد معنى البعضية التي لا يفيدها أصل اللفظ المعرف ب"أل" هي فعل "الأكل"
التعريف بالإضافة
من أغراضها
الاختصار:
﴿وَجَآءَ إِخۡوَةُ يُوسُفَ﴾ هذا أخصر من ذكرهم واحًدا تلو الآخر.
والأصل في الاختصار أنه يعم، وإن كان يجوز أن يراد البعض أو الأغلب
الذم:
تعس عبد الدرهم
الاحتقار
﴿وَعِبَادُ ٱلرَّحۡمَٰنِ﴾ هذا فيه تعريض بمن قبل آيتين، ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسۡجُدُواْۤ لِلرَّحۡمَٰنِ قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحۡمَٰنُ﴾
هم ال يعرفونه أصال،ً فهنا تعريض مع التشريف، فيه تطمين إذ طالما أنك تعبد الرحمن إذن سترحم.
﴿أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَٰبِ ٱلۡفِيلِ﴾ لو قال فعل الله ما يكون في هذا تذكير أو تثبيت، لذلك قال "ربك" فربك سينصرك على من يعاديك. كما أن عناية الله تعالى بنبيه ﷺ في الإضافة إلى الربوبية كثيرة جدا في القرآن. فالرب فيه معنى العناية والتربية والتدبير...
تكرار الاسم مرتين في سيقا واحد
(هذه قاعدة أغلبية ولها استثناءات كثيرة)
إذا كانا معرفتين فالثاني هو الأول
فَإِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْرًا ٥ إِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْرًۭا ٦
العسر الأول هو عين العسر الثاني
اليسر الثاني غير اليسر الأول.
لذلك قال النبي ﷺ "لن يغلب عسر يسرين"
إذا كان الأول نكرة والثاني معرفة فالثاني عين الأول
﴿فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ ٱلْمِصْبَاحُ فِى زُجَاجَةٍ ۖ﴾
إذا كان الأول معرفة والثاني نكرة
الثاني عين الأول
الثاني غير الأول
إذا كانا نكرتين فالثاني غير الأول
التنكير:
النكرة لفظ شائع في جنسه وفي معناه الوضعي، فقد يراد به الجنس وقد يراد به الوحدة.
له أغراض منها
#
التحقير
﴿وَلَتَجِدَنَّهُمۡ أَحۡرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَوٰةٖ﴾
﴿فَلَمَّا جَآءَ سُلَيْمَـٰنَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍۢ﴾ فالمال حقير مقارنة مع ما أوتي سليمان من الملك
الإفراد
لا يقصد به هنا ما يقابل المثنى والجمع، فالمثنى والجمع يدخلان في غرض الإفراد كما في قولك "جاء رجلان".
له أسباب: أن الغرض لم يتعلق بتعيينه أو أن المتكلم لم يعلم جهة التعريف.
نص الطاهر بن عاشور أن البليغ لا يحمل كلامه على معنى الفردية إلا عند
الحاجة والضرورة، يعني إذا جات آية فيها نكرة الأصل أن تبحث عن نكتة،
التعظيم
التهويل (تعظيم مخيف)
﴿وَلَكُمْ فِى ٱلْقِصَاصِ حَيَوٰةٌۭ يَـٰٓأُو۟لِى ٱلْأَلْبَـٰبِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾
﴿وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌۭ مِّن قَبْلِكَ ۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلْأُمُورُ﴾ أي رسل عظيمة أقدارهم كثيرة أعدادهم
التكثير
التقليل
﴿وَرِضْوَٰنٌۭ مِّنَ ٱللَّهِ أَكْبَرُ﴾
أي أن شيء قليل من رضوان الله أكبر وخير مما ذكر من الجنات
التنويع
أي القصد بالحكم إلى نوع خاص من أنواع الجنس المنكر
﴿وَعَلَىٰٓ أَبْصَـٰرِهِمْ غِشَـٰوَةٌۭ ۖ﴾
غشاوة من نوع خاص، وقيل أن التنكير في الآية للتعظيم
الجهل به أن التجاهل
التلبيس
تقديم المسند إليه
الأصل البلاغي العام من تقديمه هو: الاهتمام.
والأهمية حسب الحال والسياق.
لكن السؤال والمبحث اللطيف الذي ينبغي الاعتناء به هو: ما الذي جعل المسند يحظى بالاهتمام في هذا السياق دون غيره؟ ما هو وجه الاهتمام؟
أسباب ووجوه الاهتمام:
التعجيل
(تعجيل الساءة أو المسرة)
قوله تعالى:
﴿قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّۢ مِّن ذَٰلِكُمُ ۗ ٱلنَّارُ وَعَدَهَا ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ ۖ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ ٧٢﴾
لماذا استدعى المقام الاهتمام بذكر النار وتقديمها؟
السبب هو إرادة تعجيل المساءة
التمكين في ذهن السامع.
وذلك إذا قدمت ما يدعو إلى تشوق السامع لمعرفة المراد.
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قالَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ مَن تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هذا، ثُمَّ صَلّى رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِما نَفْسَهُ، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ.
أخرجه البخاري
﴿أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِۦ مِن مَّالٍۢ وَبَنِينَ ٥٥ نُسَارِعُ لَهُمْ فِى ٱلْخَيْرَٰتِ ۚ بَل لَّا يَشْعُرُونَ ٥٦ إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ ٥٧ وَٱلَّذِينَ هُم بِـَٔايَـٰتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ٥٨ وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ ٥٩ وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ ءَاتَوا۟ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَٰجِعُونَ ٦٠ أُو۟لَـٰٓئِكَ يُسَـٰرِعُونَ فِى ٱلْخَيْرَٰتِ وَهُمْ لَهَا سَـٰبِقُونَ ٦١﴾
يقول لك لا تعتقد أن المال والبنين خير للإنسان إذا جاءت، فما هو الخير إذن؟ فيأتي الجواب بعد مقدمة طويلة
أن يكون الأصل تقديمه.
التعظيم
التحقير
قد يفيد التقديم للمسند إليه مع الاهتمام شيئا آخر وهو الاختصاص.
ويشترط لذلك شرطان:
أن يلي نفيا، أي أن يأتي المسند إليه بعد نفي.
(إذا لم يكن الكلام منفيا أو النفي تأخر عن المسند إليه، فالكلام قد يفيد التخصيص وقد لا يفيده)
"ما أنا سافرت"
"ما محمد قال هذا الشعر"
أن يكون المسند جملة فعلية رافعة لضمير المسند إليه
مذهب السكاكي:
إذا كان المسند إليه ضميرا فيحتمل الكلام التخصيص أو تقوية الكلام
إذا كان المسند إليه اسما ظاهرا معرفا
يمتنع التخصيص ويتعين لإفادة تقوية الكلام
إذا كان المسند إليه نكرة
يفيد التخصيص قطعا
"رجل جاءنا"
التشويق بسماع الخبر (المسند) وتمكنه من ذهن السامع.
إذا كان المسند إليه موصولا وصلته توجب الاستغراب أو موصوفا بما يوجب الاستغراب
إفادة التعميم
مذهب ابن مالك
يقدم المسند إليه لقصد إفادة العموم لكن بشروط
ومثاله "كل طالب لم يرسب"
فالحكم منفي عن كل أفراد الطلاب وهذا يسمى سلب العموم.
اما قولك "لم يرسب كل طالب" يحتمل العموم ويحتمل أن الحكم منفي عن البعض دون البعض الآخر.
أن يكون المسند إليه من أدوات العموم
أن يكون المسند إليه بحيث لو أخر لأعرب فاعلا
المسند مقرون بحرف نفي
مذهب عبد القاهر الجرجاني
شروط إفادة العموم هي
(مذهبه غير مطرد)
ألا تقع أداة العموم في حيز النفي وذلك بأن تتقدم أداة العموم على أداة النفي لفظا أو تقديرا
مثال وقوع أداة العموم بعد النفي في الرتبة فقط لا في اللفظ "كل ذلك لم أطالع"، أداة العموم لم تتقدم في الرتبة لأنها معمولة للفعا زتاعموا متأخر الرتبة عن العامل.
أحوال المسند إليه بالنظر إلى متعلقاته وهي:
النعت، الصفة، والتوكيد، وعطف البيان، والبدل، وعطف النسق، وضمير الفصل،
الوصف:
وهو يأتي لأحد الأغراض التالية.
التبيين
المدح، الذم
لكن لا يكون الوصف مفيدا للذم أو المدح إلا إن كان الموصوف متعينا قبل إيراد الوصف، أما إن لا يتعين إلا بذكر الوصف فحينئذ الوصف للتخصيص
التخصيص:
هو لرفع الاشتراك
"سعد الصحابي فتح العراق"
يوجد صحابة آخرون اسمهم سعد، بالتالي فلم نرفع الاحتمال وإنما قللنا الاشتراك.
الغرض منه هو بيان أحد أفراد المعنى الكلي ورفع غيره من الأفراد
التعيين:
وهو لرفع الاحتمال
سعد المبشر بالجنة فتح العراق
التقرير
أي أن الوصف يقرر ويؤكد معنى المسند إليه
"أمس الدابرُ كان يوما عظيما"
وهذا القصد لا يراعى فيه بيان المقصود وإنما مجرد التقوية
التنصيص/التوضيح: لبيان المقصود من المسند إليه
إذا كان اللفظ محتملا لعدة معان فيأتي الوصف ليوضحه. فالغرض منه هو بيان أحد المحتملات التي يحتملها اللفظ
﴿وَمَا مِن دَآبَّةٍۢ فِى ٱلْأَرْضِ وَلَا طَـٰٓئِرٍۢ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ﴾
النكرة في سياق النفي تعم وتفيد الاستغراق لكن قد يحتمل أن لا يكون هذا الاستغراق حقيقيا لكن مع الوصف يتعين إفادة الاستغراق التام.
"المحقق" مثلا، يقصد بها محقق الكتاب وكذلك محقق الجرائم. فتأتي بالوصف لبيان المراد.
التوكيد:
من أغراضه
دفع وهم السهو
جاء زيد نفسه
دفع وهم عدم الشمول
وعليه حمل قوله تعالى:
﴿فَسَجَدَ ٱلْمَلَـٰٓئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ﴾
لأن المالئكة مخلوقات كثيرة العدد متعددة المهام، فقد تكون في أماكن بعيدة تؤدي أمرا آخر. فجاء التوكيد ليُعلم أنه لم يبق ملك إلا سجد لآدم.
دفع وهم المجاز:
حتى لا يظن السامع أنك تتجوز في العبارة
قبض على اللص الأمير نفسه
التقرير: تحقيق مفهوم المسند إليه في ذهن المخاطب
عطف البيان (وهو في الحقيقة بدل الكل من الكل):
لأبين المسند إليه بشيء خاص به ولرفع الاحتمال
البدل:
ذكر الناظم غرضا واحدا للبدل وهو زيادة تقرير الكلام وتوضيحه.
إلا أن ثمة فرق بين البدل والتوكيد، ففي التوكيد يكون المقصود بالكلام هو المؤكد لا التوكيد طبعا (جاء زيد نفسه). أما في البدل فالمقصود ابتداء هو البدل لا المبدل منه، وإنما يذكر المبدل منه توطئة للسامع والبدل على نية تكرار العامل "جاء زيد أخوك = جاء زيد جاء أخوك".
العامل يكرر مرتين وفيه تقرير وتوكيد.
العطف (عطف النسق):
الأمر الجامع في العطف أن كل حرف عطف له دلالة، فإذا احتاجها المقام ذكرت.
من أغراضه
التفصيل
بحسب دلالة حرف العطف فإن العطف يفيد تفصيلا للمسند إليه أو للمسند،
"جاء زيد وعمرو"
هنا فصلت في المسند إليه، لأن الواو تدل على مطلق الاشتراك.
الواو تفيد تفصيل المسند إليه
"جاء زيد فعمرو"
هنا تفصيل في المسند.
الفاء تدل على الترتيب مع تعقيب وهذا زائد على مطلق الاشتراك، أي أن ثمة قيد زائد.
والكلام إذا ذكر بقيد، فالمقصود القيد لا أصل الكلام.
بالتالي فمعنى الجملة "جاءا لكن بقيد كونهما مرتبين عمرو بعد زيد بتعقيب"
والكلام إذا جاء بقيد فهذا يعني أن أصل الكلام ثابت أي أنه يعلم مجيئهما فالكلام أتى ليبين للسامع ما لم يكن يعرفه، أي هيئة المجيء.
لذلك نقول أن التفصيل في المسند لا في المسند إليه.
الفاء/ثم/حتى : السامع عالم بأصل الخبر لكن جاهل بهيئة الفعل (المسند). فالمقصود هو التفصيل في المسند.
الاختصار والإيجاز:
فالعطف يعين على اختصار الكلام وتقليل الألفظ.
جاء زيد، جاء عمر، جاء خالد = جاء زيد وعمر وخالد.
...و الأغراض حسب معنى حرف العطف
رد السامع إلى الصواب:
"جاء زيد لا عمرو" إذا كان كان السامع واقعا في الخطإ في ظنه.
ويفيد قصر القلب إن كان السامع يظن أن عمرو الذي جاء، ويفيد قصر إفراد إن ظن السامع أنهما جاءا معا.
العطف ب"بل" يفيد صرف الحكم عن محكوم عليه إلى محكوم عليه آخر.
مذهب الجمهور أن الأول مسكوت عنه والثاني يأخذ الحكم مثبتا سواء في حالة النفي أو الاثبات
"(ما) جاء زيد بل عمرو"
يثبت المجيء لعمرو سواء ذكر المجيء مثبتا أو ذكر منفيا في أول الجملة
مذهب ابن الحاجب الثاني يأخذ الحكم والثاني يأخذ ضده سواء في النفي والاثبات
مذهب المبرِّد: الحكم يصرف إلى الثاني مثبتا كان أو منفيا، ويسكت عن الأول
العطف ب"أو": الشك، التشكيك، التخيير، الإباحة
الإبهام: الغرض منه إخفاء الحكم عن السامع وترك تعيين الحكم له
﴿وَإِنَّآ أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِى ضَلَـٰلٍۢ مُّبِينٍۢ﴾
إباهام الحكم على المخاطبين لقطع محاجتهم وعنادهم مع تجنب أن ينسبهم إلى الضلال، لأن نسبتهم إلى الضلال قد تجعلهم يشتد عنادهم أكثر ويزداد اعوجاجهم ورغبتهم عن الحق.
الفرق بين التخيير والإباحة: أن الإباحة يجوز فيها الجمع بين الأمرين بخلاف التخيير.
الفصل (ضمير الفصل):
وهو ضمير يؤتى به بين المبتدأ والخبر بشرط أن يكون كلاهما معرفة أو الخبر كالمعرفة في عدم قبول أل وذلك في حالة واحدة وهو أن يأتي الخبر من أفعل التفضيل متبوعا ب"من".
"زيد هو أفضل من عمرو"
تأكيد التخصيص:
إذا لم يوجد مخصص آخر في الكلام فإن ضمير الفصل يفيد التخصيص.
أما إن وجد مخصص آخر في الكلام فإن ضمير الفصل يفيد مجرد التوكيد.
"المؤمنون الفائزون" المسند إليه والمسند كلاهما معرفة وهذه ما يسمى تعريف الجزئين وهو يفيد القصر والحصر والتخصيص، بالتالي إدخال ضمير الفصل إنما يفيد التوكيد لوجود مخصص في الكلام.
﴿إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ ٥٨﴾
التخصيص: ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِۦ﴾
الإنشاء الطلبي
أنواعه
التمني: طلب محبوب بعيد الوقوع أو ممتنع الوقوع.
أداته الأصلية "ليت"، وله أدوات أخرى غير أصلية "لو"، "هل"، "لعل".
وتنضم إليها هلا، ألا، لوما، لولا
﴿أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِى كَرَّةًۭ فَأَكُونَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ ٥٨﴾
"لو" في الأصل هي حرف امتناع، فيحسن إذا كان الأمر ممتنعا جدا أن تستبدل "ليت" ب"لو" إذ هي أدل على الامتناع.
(الحرف إذا أخذ إلى مكان آخر فإنه لا ينسى دياره الأصيلة)
﴿فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُوا۟ لَنَآ أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ ٱلَّذِى كُنَّا نَعْمَلُ﴾
الاستفهام يكون في الممكنات لا المستحيلات.
هنا التمني ب"هل" يفيد قرب المتمنى وإن كان غير مُحَصَّل، فالشفعاء موجودون يوم القيامة لكن شفاعتهم إنما تكون بعد إذنه تعالى.
أو أن نكتة التمني ب"هل" إظهار المتمنى في صورة المستفهم عنه الي يمكن وجوده إظهارا لشدة الرغبة فيه.
﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَـٰهَـٰمَـٰنُ ٱبْنِ لِى صَرْحًۭا لَّعَلِّىٓ أَبْلُغُ ٱلْأَسْبَـٰبَ ٣٦﴾
نكتة استعمال "لعل" للتمني هو إظهار المتمنى في صورة القريب الذي يرجى حصوله لإظهار كمال العناية به والشوق إليه
الاستفهام: طلب الفهم
أدواته كثيرة بعضها يطلب بها التصديق وبعضها يطلب بها التصور وبعضها يطلب بها الأمران معا.
التصور=إدراك المفرد
التصديق=إدراك النسبة (جوابه نعم/لا)
هل: وضعت للتصديق فقط
يمتنع استعمال هل في صورة "هل زيد مسافر أم عمرو؟"
لأن هذه الصيغة تفيد أن السائل عالم بأصل الحكم وإنما يسأل عن الفاعل، و"هل" لا تستعمل إلا إذا كان السائل جاهلا بأصل الحكم. فهذا التركيب يؤدي إلى تناقض.
تقديم المعمول فيه شيء من القبح.
"هل زيدا قابلت؟"
تقديم المعمول فيه معنى القصر فيكون السائل مصدقا بالحكم ويسأل عن قصر هذا الحكم على زيد. وهو تناقض مع أصل استعمال "هل" التي تستلزم الجهل بالحكم.
الهمزة: تفيد التصور (أزيد مسافر أم عمرو؟) والتصديق (أقدم صديقك؟) حسب الاستعمال
لابد أن يلي الهمزة فعلا أو اسم فاعل أو اسم مفعول
ما يطلب به التصور فقط
ما
للسؤال عن غير العالم
من
لتصور العاقل
أي
التمييز بين المتشاركين
﴿فَأَىُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِٱلْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ٨١﴾
أين
لتصور المكان
كم
لتصور العدد
كيف
لتصور الحالة
أيان
هي للزمان المستقبل وتأتي في مواطن التفخيم
متى
أنى
هي إما بمعنى "من أين" أو بمعنى "كيف"
بعض المعاني التي يخرج إليها الاستفهام
والأصل في القرآن أن الاستفهام خارج عن معناه الأصلي فالله تعالى عالم بكل شيء
الاستبطاء
﴿حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ ۗ أَلَآ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌۭ ٢١٤﴾
التقرير
﴿هَلْ أَتَىٰ عَلَى ٱلْإِنسَـٰنِ حِينٌۭ مِّنَ ٱلدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْـًۭٔا مَّذْكُورًا ١﴾
الإنكار
هو نوعان
توبيخي: على أمر وقع فيما مضى أو يخاف وقوعه في المستقبل
﴿كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَٰتًۭا فَأَحْيَـٰكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ٢٨﴾
إبطالي تكذيبي
أَفَأَصْفَىٰكُمْ رَبُّكُم بِٱلْبَنِينَ وَٱتَّخَذَ مِنَ ٱلْمَلَـٰٓئِكَةِ إِنَـٰثًا ۚ
التحقير
﴿وَإِذَا رَءَاكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَـٰذَا ٱلَّذِى يَذْكُرُ ءَالِهَتَكُمْ وَهُم بِذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ هُمْ كَـٰفِرُونَ ٣٦﴾
الأمر/التنبيه
فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ٩١
الاستهزاء، السخرية، التهكم
أَصَلَوٰتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ ءَابَآؤُنَآ
الاستبعاد
أَنَّىٰ لَهُمُ ٱلذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌۭ مُّبِينٌۭ ١٣
الأمر: طلب الفعل على جهة الاستعلاء
حقيقيا كان الاستعلاء أم على جهة الادعاء
(صيغ الأمر: فعل الأمر، المضارع+لام الأمر، اسم فعل الأمر، المصدر النائب عن فعل الأمر - صبرا على البأساء)
يخرج من معناه الأصلي إلى معاني أخرى منها: التهديد، الإباحة، الدعاء، الالتماس، التعجيز، الإرشاد، التمني (إذا كان الأمر بشيء لا يرجى حصوله)، التيئيس، الامتنان
النهي: طلب الكف على جهة الاستعلاء
حقيقيا كان الاستعلاء أم ادعائيا
#
النداء: طلب الإقبال
إذا وجدت سورة افتتحت بالنداء فتتبع نداءات السورة ستجدها كثيرة ومترابطة.
هذه النداءات تتوزع في السورة كأنها
تقسمها، وكلما حصلت غفلة جاء إيقاظك أو كلما انتقل إلى موضوع عاد النداء.
فالنداء بغرضه الأصلي مهم ومفيد.
المعاني التي يخرج إليها عن معناه الأصلي
الاختصاص
وهو أن تنادي وأنت تقصد نفسك ولكن ظاهرالكلام كأنك تتكلم مع شخص،
"اللهم اغفر لنا أيتها العصابة"
الإغراء: وهو الحث على التزام الشيء والتمسك به
"يا ذكي أجب عن السؤال"
يجوز أن تقدر بعدها شرطا (بعد التمني، الاستفهام، الأمر، النهي)
ادرسْ تنجح
ليتك تدرس تنجح
وهذا الشرط يكون لإشعار أن هذا الجواب واقع لا محالة إن وقع الفعل.
هذه المسألة الأرجح أن تذكر في باب الإيجاز لأن فيها حذف.
﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا۟ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُوا۟ فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌۢ بِمَا يَصْنَعُونَ ٣٠﴾
يعني بهذا الأمر يقول لهم "غضوا"، لكن الكلام فيه حذف "قل للمؤمنين غضوا"، "ما أن تقل لهم غضوا، يغضوا"، فاكتفى ب"يغضوا" مما يدل على أنهم سيستجيبون للأمر سريعا
أسلوب خبري يفيد الإنشاء/يراد به الإنشاء:
﴿ٱلْحَجُّ أَشْهُرٌۭ مَّعْلُومَـٰتٌۭ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِى ٱلْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا۟ مِنْ خَيْرٍۢ يَعْلَمْهُ ٱللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا۟ فَإِنَّ خَيْرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقْوَىٰ ۚ وَٱتَّقُونِ يَـٰٓأُو۟لِى ٱلْأَلْبَـٰبِ ١٩٧﴾
له أغراض منها
هذا يفيد الحث.
وقد يفيد إظهار أهمية الأمر وكأنه نفذ وتحقق في أرض الواقع.
الفأل:
"وفقنا الله لما فيه رضاه"
والمقصود طلب التوفيق لكن الصيغة تدل على أن الأمر وقع وذلك للتفاؤل
الحرص على الوقوع
قولك "أتيتك" لمن ناداك مرارا قبل أن تأتيه
الحمل: أن تحمل مخاطبك على الفعل
قولك لمن تريد استضافته "تأتينا غدا"
الأدب: لتجنب صيغة الأمر مع من تحترمه وتقدره
"الأمير يقضي حاجتي"
هل يجوز أن يكون الأسلوب الإنشائي خبريا؟
هذه مسألة خلافية على ما يبدو.
من أمثلة من يقول بجوازه، حملهم لقوله تعالى: ﴿إِن نَّقُولُ إِلَّا ٱعْتَرَىٰكَ بَعْضُ ءَالِهَتِنَا بِسُوٓءٍۢ ۗ قَالَ إِنِّىٓ أُشْهِدُ ٱللَّهَ وَٱشْهَدُوٓا۟ أَنِّى بَرِىٓءٌۭ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ٥٤﴾
حملوا الأسلوب الإنشائي على أنه يفيد الخبر لأنه لا يجوز عطف الخبر على الإنشاء، ولا عطف الإنشاء على الخبر.
فتأويل الآية عندهم "إني أشهد الله وأشهدكم"، لكن قال واشهدوا فعبر بالإنشاء وأراد الخبر حتى لا تستوي الشهادتان نوع من الإشعار بتفاوت الشهادتين
باب الإنشاء له صلة بعلم أصول الفقه كذلك
باب الإنشاء يهتم فيه البلاغيون بالإنشاء الطلبي دون غير الطلبي لأن أكثر النكات تتعلق به.
الإنشاء الطلبي هو الذي يستدعي حدوث شيء لم يحدث بعد.
الترجي هو توقع المحبوب أو المكروه "لعل". والتوقع يكون إذا كان الشيء قريبا.
لذلك الترجي لا يعد من الإنشاء الطلبي لأنه توقع وليس طلبا.
التشبيه
أركانه
المشبه
إن حذف أحدهما ننتقل من التشبيه إلى الكناية
المشبه به
أداة التشبيه
وجه الشبه
أنواع المشبه والمشبه به
أن يكون كلاهما عقليين (وهو ما لا يدرك ولا مادته بإحدى الحواس الخمس فتدخل فيه الأمور الوجدانية والأمور الغيبية ويلحقون به الوهمي وهو ما ليس موجودا ولو وجد لأدرك بالحس)
أن يكون كلاهما حسيين (ما يدرك هو أو مادته - أي أجزاؤه - بإحدى الحواس الخمس وإن كان غير موجود على أرض الواقع، وهذا الأخير هو الخيالي)
أن يكون أحدهما حسيا والآخر عقليا
تقسيمات التشبيه باعتبار أركانه
باعتبار ذكر وجه الشبه
تشبيه مفصل: يذكر فيه وجه الشبه
تشبيه مجمل لا يذكر فيه وجه الشبه
باعتبار ذكر الأداة
تشبيه مرسل: يذكر فيه أداة التشبيه
تشبيه مؤكد: تحذف فيه أداة التشبيه
باعتبار نوع وجه الشبه
تشبيه ثمثيلي: إن كان وجه الشبه مركبا فهو
﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ ٱلَّذِى ٱسْتَوْقَدَ نَارًۭا فَلَمَّآ أَضَآءَتْ مَا حَوْلَهُۥ ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِى ظُلُمَـٰتٍۢ لَّا يُبْصِرُونَ ١٧﴾
تشبيه غير تمثيلي: إن كان وجه الشبه غير مركب
أنواع وجه الشبه:
وهو الوصف الذي يشترك فيه المشبه والمشبه به، ولا يشترط أن يشبهه في كل شيء، بل يشبهه في شيء يقصد إليه المتكلم.
يقولون وجه الشبه ما جاء مجرورا بفي أو منصوبا على التمييز، فقولك "زيد كالأسد، شجاعٌ" فوجه الشبه غير مذكور عند البالغيين، وإنما هذا دليل وجه الشبه، وليس هو وجه الشبه.
أنواعه من حيث دخوله في حقيقة الطرفين
خارج عن حقيقة المشبه والمشبه به
داخل في حقيقة المشبه والمشبه به
أنواعه من حيث إفراده وتعدده.
واحد
في حكم الواحد
هو أن يكون وجه الشبه مركبا ما قصدت أجزاؤه وإنما قصد مجموعه.
مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُوا۟ ٱلتَّوْرَىٰةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًۢا ۚ بِئْسَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُوا۟ بِـَٔايَـٰتِ ٱللَّهِ ۚ وَٱللَّهُ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ ٥
تشبيه لهم في تحميلهم التوراة ثم عدم تأديتهم للأمانة فيها بالحمار، عندما يحمل أسفارا.
هذا تشبيه الصورة بالصورة والحالة بالحالة.
مركب
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ ٱلَّذِى ٱسْتَوْقَدَ نَارًۭا فَلَمَّآ أَضَآءَتْ مَا حَوْلَهُۥ ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِى ظُلُمَـٰتٍۢ لَّا يُبْصِرُونَ ١٧
أغراض التشبيه من حيث عوده على المشبه والمشبه به
يعود على المشبه كثيرا
قد يعود على المشبه به.
التشبيه المقلوب: "الأسد يشبهك"
إظهار المطلوب:
أن يشبه بشيء لا يشبه به عادة لفتا لانتباه السامع.
"وجه الأمير كالرغيف" هو جائع
أدوات التشبيه: ك، كأن، مثل، نحو، شبه...
قد يعرف التشبيه بذكر فعل يدل على قصد المشابهة ﴿وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَٰنٌۭ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًۭا مَّنثُورًۭا ١٩﴾
﴿وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلَٰمِ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ﴾
في الآية اختصار، فكأنه لما ظهر أشد الظهور أن الدنيا زائلة جاءت الدعوة سريعة لينشغل اإلنسان بالعمل.
كأنه إشعار لضيق الفرصة وأنه لا وقت لإطالة الكلام.
الخبر جملة فعلية وهذا فيه زيادة توكيد.
تعريف الجنة بالإضافة في وقوله تعالى "دار السلام" فيه مقابلة بين الدنيا والدار الآخرة. ففي الآية السابقة وصفت الدنيا بأنها دار آفات وابتلاءات وضياع، أما الدار الآخرة فهي دار سالمة من كل عيوب الدنيا وهي دار السلام.
ذكر المفعول في الجملة الثانية وحذفه في الجملة الأولى. فالدعوة عامة والهداية والتوفيق خاصة.
والمفعول في الجملة الثانية جاء اسما موصولا مع صلته، والموصول الذي استعمل هو للعاقل خاصة.
تنكير الصراط المستقيم فيه إشارة إلى أنه لا يعلم إلا بالوحي الذي جاءكم وأنكرتموه والذي تعجبتم أن يأتيكم عبر رجل منكم.
أحوال المسند بالنظر إلى قيوده
تقييده بالمفاعيل (كالمفعول به مثلا)
الغرض منه زيادة الفائدة
أكلت # أكلت لحما
ترك تقييده بالمفاعيل
إن كان ثمة مانع من زيادة الفائدة.
مثال الموانع:
أن تكون الكلمة قبيحة ومستهجنة.
﴿وَإِذْ وَٰعَدْنَا مُوسَىٰٓ أَرْبَعِينَ لَيْلَةًۭ ثُمَّ ٱتَّخَذْتُمُ ٱلْعِجْلَ مِنۢ بَعْدِهِۦ وَأَنتُمْ ظَـٰلِمُونَ ٥١﴾
تُرك ذكر المفعول الثاني لاستقباح ذكره والتقدير، "اتخذتم العجل إله"
عندما يكون الكلام قبيحا فاضطراحه أبلغ ولا شك
خوف فوات الفرصة
عدم العلم بهذه القيود
تقيد الفعل بأدوات الشرط
والغرض يكون حسب معنى الأداة المستعملة
دلالة بعض أدوات الشرط:
الفرق بين إن وإذا
كلتا الأداتين للشرط في المستقبل لكن إن لمحتمل الوقوع أو قليل الوقوع، وإذا لكثير الوقوع أو المجزوم بوقوعه. فالجزم أصل في إذا لا إن.
﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا ٱلْوَصِيَّةُ لِلْوَٰلِدَيْنِ وَٱلْأَقْرَبِينَ بِٱلْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى ٱلْمُتَّقِينَ ١٨٠﴾
حضور الموت مقطوع به أما ترك مال بعد الموت فهو محتمل.
كذلك في القرآن تيتعمل "إذا" في مواضع كثيرة مع الطلاق ﴿إذا طلقتم﴾ وفي أنواع من الطلاق مخصوصة فيها ندرة نجد في القرآن قوله تعالى: ﴿وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ﴾
يكمن الخروج عن الأصل في معنى "إذا" و"إن"
﴿ٱسْتَجِيبُوا۟ لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌۭ لَّا مَرَدَّ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِ ۚ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَإٍۢ يَوْمَئِذٍۢ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍۢ ٤٧ فَإِنْ أَعْرَضُوا۟ فَمَآ أَرْسَلْنَـٰكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ٤٨﴾
إن الأصل فيها للمحتمل، لكنها في الآية أتت في موضع مقطوع به لأنهم أصلا معرضون. فهي إذن خارجة عن الأصل. استعماله في الآية يفيد التهديد والإشعار أن هذا الأمر لا ينبغي أن يحصل
"لو"
هي للجزم بالانتفاء لا للوقوع.
"لو درست لنجحت"
فانتفت الدراسة وانتفى النجاح بنائ على هذا.
تختلف عن "إن وإذا" أنها للماضي لا للمستقبل
إلا أنه يجوز ويكثر استعمال "إذا" مع الماضي للدلالة على تحقق الوقوع.
وليست "إن" في ممتنع الوقوع مثل لو.
القيود تزيد الفائدة وتقويها
تقييد المسند بالوصف أو الإضافة
زيدٌ غنيٌ بخيلٌ
جاء غلام التاجر
أحوال متعلقات الفعل
متعلقات الفعل هي الفاعل المفعول
إذا كان قصدك مجرد إثبات الحدث فتكتفي بذكر المصدر.
أما إذا كان قصدك صدور الفعل من الفاعل تذكر الفعل والفاعل.
وإذا كان قصدك وقوع الفعل على المفعول تبني الفعل للمجهول وتذكر المفعول.
الغرض من تعلق المفعول بالفعل كالغرض من إسناد الفعل إلى الفاعل وهو الإشعار بتلبس الفعل بهما.
أحوال حذف المفعول به
أن يراد مجرد إثبات الفعل للفاعل أونفيه
أي أن المفعول غير مقصود
"أكل الصائمون"
﴿هَلْ يَسْتَوِى ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾
"لا تنصح زيدا إنه لا يسمع"
﴿وَأَنَّهُۥ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ ٤٣ وَأَنَّهُۥ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا ٤٤﴾
المراد بالفعل مجرد الحقيقة والماهية.
قد يفيد المبالغة
يُنَزَّلُ الفعل المتعدي منزلة الفعل اللازم
لا يقدر مفعول في هذه الحالة.
أن يحذف المفعول ويقصد تعلق الفعل بمفعول غير مذكور:
يلزم تقدير المفعول
"ناديت زيدا فلم يسمع" = "...لم يسمع ندائي"
لماذا حذف؟ وما هي أغراض الحذف؟
إرادة البيان بعد الإبهام.
ويقصد به حذف مفعول المشيئة وهو كثير
﴿وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَـٰرِهِمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌۭ ٢٠﴾
التقدير ولو شاء الله إذهاب سمعهم وأبصارهم لذهب فحذفه ليحصل بيان بعد إبهام
ليجيء ذكر المفعول في المكان الذي يحقق الغرض.
المفعول قد يتعلق به عدة أفعال، فالأصل أن تذكره مع الفعل الذي يذكر أولا ثم تأتي بالضمير في الأفعال التالية. لكن أحيانا تعدل عن هذا، فتذكر المفعول متأخرا مع الفعل الأنسب لتحقيق الغرض.
"رميت فأصبت رأس العدو" الأصل أن تقول "رميت رأس العدو فأصبته"
"قد طلبنا فلم نجد لك في السؤدد والمجد والمكارم مثلا"
الشاعر تحاشى أن يواجهه بالسوء، وأبقى المفعول (مثلا) في المكان المناسب،
يحذف المفعول لأن ذكره سيسبب وهما للسامع.
يحذف المفعول لإرادة العموم
﴿وَٱللَّهُ يَدْعُوٓا۟ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلَـٰمِ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ ٢٥﴾
حذف المفعول في الآية يدل على أن الدعوة عامة.
يحذف لمراعاة فواصل الآي
يحذف لاستهجان المقابلة بكلمة سيئة
تقديم المفعول وشبهه:
يفيد الرد على من يظن خلاف الصواب في تعيين المفعول.
ويفيد الحصر القصر
تقديم المعمولات على بعضها البعض:
لفهم هذه المسألة ينبغي العلم بأنه ثمت ترتيب أصلي بين المعمولات مع بعضها البعض قد ذكره النحاة، وفي هذا الترتيب خلاف بين النحاة (هل المفعول المطلق أولى أن يقدم أم المفعول به؟...)
وهناك حالات اتفق عليها النحاة كتأخير المفعول به الثاني وتقديم الفعول به الأول.
فينبغي مراعاة هذا الترتيب إلا إن وجدت أهمية لشيء فينبغي تقديمه.
"قائما شرب النبي ﷺ ماء زمزم"
هنا جاء الحال مقدما على المفعول به مع أنه مخالف للترتيب الأصلي.
المجاز اللغوي
(إذا استطعت أن تضع خطا تحت اللفظ الذي وقع فيه المجاز فهذا مجاز لغوي، وإلا فهو مجاز عقلي)
الألفاظ في المجاز العقلي هي مستعملة فيما وضعت له.
تعريفه:
هو لفظ استعمل في غير ما وضع له لعلاقة مع قرينة تمنع من إرادة المعنى الأصلي.
العلاقة نوعان: مشابهة وغير مشابهة
القرينة أنواع.
وهي لا يشترط أن تكون في نفس اللفظ الذي أمامك بل قد تكون في آية أخرى، فليس من شرطها أن تكون متصلة بالنص.
تقسيماته من حيث الإفراد والتركيب
مفرد
مركب:
كقولك "أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى"
تقسيمه باعتبار العلاقة
استعارة: ما كانت العلاقة فيه علاقة مشابهة.
(العرب الأقحاح لم يكونوا يكثرون من الاستعارة)
"أسد تقاتلها الأسود"
أقسامها باعتبار اللفظ المستعار
استعارة أصلية:
إذا كان اللفظ المستعار اسم جنس (اسم جامد) أو مصدر.
"أسد تقاتلها الأسود"
استعارة تبعية:
اللفظ المستعار ليس اسم جنس ولا مصدرا
"قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم طاروا إليه"
"طاروا" هنا مستعار للإسراع، فهم أسرعوا إسراعا يشبه الطيران. فالعلاقة بين الإسراع والطيران هي المسارعة.
قد يكون اللفظ المستعار حرفا!!!
مثال ذلك قوله تعالى: ﴿وَإِنَّآ أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِى ضَلَـٰلٍۢ مُّبِينٍۢ ٢٤﴾
كأنه شبه بشخص مستعل على شيء متمكن منه، وشخص محاط بشيء لا يستطيع الفكاك عنه. فجاء ب"على" و"في" للدلالة على ذلك.
بم تكون الاستعارة؟
وتكون الاستعارة بأن تجعل المشبه فردا من أفراد جنس المشبه به ادعاء ومبالغة.
يمكن أن يستعار الشيء لضده لغرض التلميح أو التهكم وهو نادر.
﴿ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ ٤٩
مجاز مرسل: ما كانت العلاقة فيه غير المشابهة.
نذكر بعض أنواع العلاقات:
كثيرا ما يكون المجاز المرسل تخفيفا في العبارة فقط
الماضوية / اعتبار ما كان:
"نسي الطين أنه طين حقير"
الجزئية
الكلية:
أي يعبر بالكل ويراد به الجزء كما في قوله تعالى ﴿يَجْعَلُونَ أَصَـٰبِعَهُمْ فِىٓ ءَاذَانِهِم مِّنَ ٱلصَّوَٰعِقِ حَذَرَ ٱلْمَوْتِ ۚ وَٱللَّهُ مُحِيطٌۢ بِٱلْكَـٰفِرِينَ ١٩﴾
عبر بالأصبع وأراد الأنامل إشعارا من شدة حرصهم على عدم السماع
اعتبار ما سيكون/باعتبار الأَوْل :
﴿إِنِّىٓ أَرَىٰنِىٓ أَعْصِرُ خَمْرًۭا ۖ ٣٦﴾
الخمر مجاز في العنب.
السببية:
"رعينا الغيث"
والغيث سبب وجود النبات وهم إنما رعوا الناتج عن الغيث
التأوُّل، التأويل هو إرجاع المعنى إلى غير الظاهر اللفظي.
أحوال الإسناد الخبري
تمهيد: أغراض الخبر
(المخبر أخص من المتكلم، فالمتكلم كل من تكلم والمخبر من أراد إخبارك بشيء)
قصد المتكلم عند إلقاء الخبر أحد أمرين
هذا التمهيد يفضي بنا إلى عدم التكلم إلا بقدر الحاجة. فلا بد إذن من معرفة "قدر الحاجة" حتى يقع الكلام موافقا لها.
من أمثلة الأحوال المختلفة التي تختلف فيها قدر الحاجة إلى الكلام، التوكيد مثلا. فإن كان المخاطب خالي الذهن من الخبر فلا حاجة للتوكيد، بخلاف لو كان المخاطب منكرا للخبر فالمقام يحتاج التأكيد...
والأحوال التي ستذكر في هذا الباب لا يقصد بها الحصر أبدا إنما هي للتمثيل وغيرها كثير
فائدة الخبر: وهو أن يقصد إعلام السامع بشيء
يجهله (قصد إفادة السامع نفس الحكم)
لازم فائدة الخبر: قصد إفادة السامع أن المتكلم عالم بالحكم.
أضرب الخبر:
هو يتنوع حسب المقام وحال المخاطب.
إجراء أضرب الخبر على مقتضى الظاهر
خبر ابتدائي: المخاطب خالي الذهن
لا يؤكد الخبر وإنما يقتصر معه على المفيد فلا يزيد خشية الإكثار
خبر طلبي: المخاطب متردد
يَحسُنُ توكيد الخبر لكي يستقر ذهنه على أحد الأمرين ولتمحو هذا التردد
﴿وَلَا تُخَـٰطِبْنِى فِى ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓا۟ ۚ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ﴾
جاء التأكيد بعد الإشارة بأنهم ظلموا للقطع بأنهم معذبون
خبر إنكاري: المخاطب منكر
يجب توكيد الخبر، وقوة التوكيد بحسب قوة الإنكار
﴿إِنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ أَكَادُ أُخۡفِيهَا﴾
﴿إِنَّ ٱلسَّاعَةَ لَأٓتِيَةٞ لَّا رَيۡبَ فِيهَا﴾
لما كان الخطاب للمشركين زاد التوكيد في سورة غافر عن سورة طه.
المؤكدات: القسم، قد، إنَّ، لام الابتداء، نوني التوكيد الثقيلة والخفيفة، اسمية الجملية (بشرط أن يقصد بها التأكيد)
المؤكدات في النفي: إن الزائدة (ما إن زيد قائم)، ما كان، لام الجحود، الباء الزائدة (ليس زيد بقائم)
إجراؤها على خلاف الظاهر:
يحسن تبديل ما يقتضيه الظاهر من أضرب الخبر بغير ما يقتضيه الظاهر. فتنزل الشخص على غير منزلته
كتنزيل المنكر منزلة غير المنكر لأن حوله من الدلائل ما يردعه عن إنكاره. فيترك التوكيد لتنبيه المخاطب أن الأمر ظاهر جدا. كما قال تعالى ﴿وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌۭ وَٰحِدٌۭ ۖ لَّآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلرَّحِيمُ ١٦٣﴾
وقد ينزل غير المنكر منزلة المنكر إذا كانت تصرفاته تشبه تصرفات المنكر، كما في قوله تعالى ﴿ثُمَّ إِنَّكُم بَعۡدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ﴾ وقارن الطاهر بن عاشور هذه الآية بالتي بعدها ﴿ثُمَّ إِنَّكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ تُبۡعَثُونَ﴾ فقل التوكيد في البعث مع أن التوكيد موجود، وزاد التوكيد في الموت.
ويأتي التأكيد كثيرا بعد الأمر أو النهي في القرآن الكريم، كأن سائلا يتساءل عن سبب الأمر أو النهي فيأتيه الجواب مؤكدا.
فتنزيل خالي الذهن منزلة المتردد يكثر بعد الأوامر والنواهي في القرآن.
إنزال العالم منزلة الجاهل
كمن يخالف عمله علمه فتنزله منزلة الجاهل
الإسناد (إسناد الفعل أو ما في معناه) ينقسم إلى حقيقة عقلية ومجازعقلي:
الفعل عادة يسند إلى من قام به لكن قد يأتي الإسناد على خلاف هذا المعتاد، وهو ما يسمى بالمجاز العقلي.
(البعض يعد هذا المبحث من علم البيان)
في قولك "صام زيد النهار"، الصيام لابس زيدا باعتباره فاعلا ولابس النهار باعتباره زمانا.
فالفعل لابس كليهما إلا أنه ثمت ملابَس وُضع الفعل كي يسند إليه و وآخر لم يوضع الفعل كي يسند إليه.
المجاز العقلي:
لا بد من علاقة بين الفعل وما أسند إليه الفعل، وشرط المجاز القرينة أي امتناع المعنى الحقيقي.
والامتناع يكون عقليا أو عاديا، يعني أن العقل أو العادة قد يكونان صارفان عن الحقيقة إلى المجاز
لا تصلح القرينة في عالم الغيب، فعالم الغيب لا يحاكم بعالم الشهادة. والقرينة إنما هي مستمدة من عالم الشهادة.
إسناد الفعل أو ما في معناه إلى ملابَس له غير ما هو له بتأول. (وإن أسنده إلى غيرٍ ملابسٍ مجازٌ)
نحو:
نهارُه صائمُ
﴿فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ﴾ الرضا يسند للراضي أما العيشة فهي "مَرضية" بالتالي فهذا الإسناد مجاز عقلي.
صور الملابسات كثيرة فهناك علاقات متعددة منها الزمان ومنها المكان (مثل جرى الوادي) وقد تكون العلاق سببية
منها إسناد الفعل أو ما في معناه إلى المفعول ﴿فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ﴾
إسناد الفعل المبني للمجهول أو ما في معناه إلى الفاعل "سيلٌ مفعَمٌ"
إسناد الفعل إلى السبب "فتح صلاح الدين بيت المقدس"
أحواله مثل أحوال الحقيقة العقلية
ما طابق الواقع والاعتقاد
قول الكافر "شفا الله المريض" والمخاطب يعلم أنه كافر
ما طابق الواقع فقط
قول المعتزلي "خلق الله الأفعال كلها" والمخاطب يعلم أن المتكلم معتزلي فعلمه بحال المتكلم قرينة المجاز.
ما طابق الاعتقاد فقط
قول الكافر "شفا الطبيب المريض" والمخاطب يعلم أن المتكلم كافر
ما لم يطابق لا الواقع ولا الاعتقاد
كقولك "زيد نجح الامتحان" والمتكلم والمخاطب يعلمان أنه لم ينجح.
الفرق بين المجاز اللغوي والمجاز العقلي أن اللغوي يتعلق باللفظ، والعقلي يتعلق بالإسناد.
ينقسم المجازالعقلي باعتبار حقيقة طرفيه (أي المسند والمسند إليه) ومجازيتهما إلى 4 أقسام
كلاهما حقيقة لغوية
شفى الدواءُ المريض
كلاهما مجاز لغوي
أحيا الأرض شباب الزمان
(شباب الزمان يقصد به وقت الأمطار والخير)
المسند حقيقة لغوية والمسند إليه مجاز لغوي
أنبت الشجر شبابُ الزمان
المسند إليه حقيقة لغوية والمسند مجاز لغوي
أحيا الأرض فصل الشتاء
القرينة
قرينة لفظية
قرينة معنوية: شيء خارج عن اللفظ يصرف الكلام عن إرادة الظاهر
أن يكون قيام المسند بالمسند إليه مستحيلا عقلا "محتبك جاءت بي إليك" أو عادة
معرفة حال القائل
الحقيقة العقلية (الإسناد الحقيقي):
إسناد الفعل أو ما في معناه إلى ما بني له عند المتكلم في الظاهر
إسناد الفعل أو ما في معناه إلى ما بني له أي إلى ما هو له، أي للفاعل الحقيقي الملابس له.
(ما في معنى الفعل = المشتقات التي تعمل عمل الفعل.
فالفعل يدل على حدث مقيد بزمن
المصدر يدل على الحدث مجردا
اسم الفاعل يدل على الحدث وعلى ذات قامت بالحدث.
فهناك قدر مشترك بين الفعل وبين كلمات مشتقة من حيث الدلالة على الحدث)
صام زيد
زيد صائم
أحوال الحقيقة العقلية
الإسناد مطابق للواقع ولاعتقاد المتكلم معا
"أنبت الله الزرع" إذا كان المخاطَب يعلم أن المتكلم مؤمن
يدخلان في التعريف بقولنا "إلى ما بني له"
الاسناد مطابق للواقع فقط
قول المعتزلي "خلق الله الأفعال كلها" إذا كان المخاطب يجهل أن المتكلم معتزلي
تخرج من التعريف بقيد "عند المتكلم"
الاسناد غير مطابق للاعتقاد ولا للواقع
كقولك "جاء زيد" وأنت تعلم أنه لم يجئ لكن المخاطب لا يعلم ذلك
الاسناد مطابق للاعتقاد فقط دون الواقع
كقول الكافر "أنبت الغيث الزرع" إذا كان المخاطب يعلم أن المتكلم كافر (أي أن المخاطب يفهم أن الفعل أُسْنِد إلى ما هو له عند المتكلم)
يخرجان من التعريف بقولنا "إلى ما بني له"
تدخل في التعريف بقيد "عند المتكلم
قولنا في الظاهر لإخراج مسائل الاعتقاد، أي عند المتكلم فيما يظهر من حاله
نفس الكلام من نفس الشخص قد يكون حقيقة وقد يكون مجازا وذلك بحسب القرائن والأحوال الإجمالية.
لا تنافي بين وصفنا لكلام نعلم كذبه أنه حقيقة. لأن الحقيقة في اصطلاح العلم هي التي ضد المجاز
الإيجاز والإطناب
الإيجاز
تعريفه: توفية المعنى المراد بلفظ ناقص عنه.
فيشترط أن لا يخل بالمعنى
أقسامه
إيجاز القصر: هو أن تؤدي معاني كثيرة بعبارة قصيرة.
عليه حمل قول النبي ﷺ "أوتيت جوامع الكلم"
وكثيرا ما يكون هذا النوع من الإيجاز باستعمال ألفاظ العموم وكذلك باستعمال ألفاظ المجاز.
من أمثلته المشهورة في القرآن: ﴿وَلَكُمْ فِى ٱلْقِصَاصِ حَيَوٰةٌۭ يَـٰٓأُو۟لِى ٱلْأَلْبَـٰبِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ١٧٩﴾
﴿وَمَآ أَرْسَلْنَـٰكَ إِلَّا رَحْمَةًۭ لِّلْعَـٰلَمِينَ ١٠٧﴾
إيجاز حذف
أنواع المحذوف
من العلماء من يعتني بحذف جزء الكلمة كالبقاعي في تفسيره
حذف جملة
۞ وَإِذِ ٱسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِۦ فَقُلْنَا ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْحَجَرَ ۖ فَٱنفَجَرَتْ مِنْهُ ٱثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًۭا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍۢ مَّشْرَبَهُمْ ۖ كُلُوا۟ وَٱشْرَبُوا۟ مِن رِّزْقِ ٱللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا۟ فِى ٱلْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ٦٠
حذف عدة جمل
وهذا كثير في القرآن
فهذا الاختصار مفيد في الإسراع بالخبر الذي يشتاق الناس إليه، وعدم ذكر الأشياء المعروفة وإعطاء فرصة للعقل كي يفكر
﴿وَقَالَ ٱلَّذِى نَجَا مِنْهُمَا وَٱدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا۠ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِۦ فَأَرْسِلُونِ ٤٥ يُوسُفُ أَيُّهَا ٱلصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِى سَبْعِ بَقَرَٰتٍۢ سِمَانٍۢ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌۭ وَسَبْعِ سُنۢبُلَـٰتٍ خُضْرٍۢ وَأُخَرَ يَابِسَـٰتٍۢ لَّعَلِّىٓ أَرْجِعُ إِلَى ٱلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ ٤٦﴾
حذف جزء جملة
﴿وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌۭ مِّن قَبْلِكَ ۚ﴾
حُذف جواب الشرط
الدليل على الحذف (والمحذوف)
سؤال الجواب الذي وقع فيه حذف
العقل
الإطناب: توفية المعنى بلفظ زائد لنكتة وفائدة.
إن عدمت الفائدة صار الكلام غير بليغ.
ولا فائدة من الزيادة إذا كان الزائد غير متعين (تطويل) أو كان متعينا (حشو).
صوره
التوشيع
هو صورة خاصة من الإيضاح بعد الإبهام
فالإيضاح بعد الإبهام عموما هو من صور الإطناب.
والتوشع صورة من صور الإيضاح بعد الإبهام وهو أن يذكر مثنى أو جمع يفسر بمتعاطفين أو أكثر.
فائدته التشويق وحسن الضبط.
﴿وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰٓ أَنِ ٱئْتِ ٱلْقَوْمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ ١٠ قَوْمَ فِرْعَوْنَ ۚ أَلَا يَتَّقُونَ ١١﴾
فيه إطناب إيضاح بعد إبهام لأنه كان من الممكن أن يقال "أئت قوم فرعون الظالمين"
مثال التوشيع: حديثه ﷺ عن السبعة الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ منَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفراغُ»
الاعتراض وهي ما يسميه النحاة بالجملة الاعتراضية
فائدتها التعجيل بالمعنى المستفاد من الجملة الاعتراضية.
﴿وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ٱلْبَنَـٰتِ سُبْحَـٰنَهُۥ ۙ وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ ٥٧﴾
"سبحانه" جملة اعتراضية.
التذييل
وهو تعقيب جملة بأخرى تشتمل على معناها للتوكيد. هو نوعان:
ما تكون فيه الجملة الزائدة تجري مجرى المثل إذا صح أن تستقل بذاتها
﴿وَقُلْ جَآءَ ٱلْحَقُّ وَزَهَقَ ٱلْبَـٰطِلُ ۚ إِنَّ ٱلْبَـٰطِلَ كَانَ زَهُوقًۭا ٨١﴾
الجملة المذيلة تفيد زيادة توكيد، كما أنها جملة اسمية تفيد الدوام وزيادة العموم والشمول
ما تكون فيه الجملة الزائدة لا تجري مجرى المثل
ذَٰلِكَ جَزَيْنَـٰهُم بِمَا كَفَرُوا۟ ۖ وَهَلْ نُجَـٰزِىٓ إِلَّا ٱلْكَفُورَ ١٧
الإيغال: المبالغة
﴿قَالَ يَـٰقَوْمِ ٱتَّبِعُوا۟ ٱلْمُرْسَلِينَ ٢٠ ٱتَّبِعُوا۟ مَن لَّا يَسْـَٔلُكُمْ أَجْرًۭا وَهُم مُّهْتَدُونَ ٢١﴾
الأنبيا والرسل مهتدون لا محالة إلا أن التصريح بهدايتهم مما يزيد في الحث على اتباعهم
التكرير
أغراضه
الردع والإنذار
﴿كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ٣ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ٤﴾
استمالة المخاطب لتقبل الخطاب
﴿وَقَالَ ٱلَّذِىٓ ءَامَنَ يَـٰقَوْمِ ٱتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ ٣٨ يَـٰقَوْمِ إِنَّمَا هَـٰذِهِ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا مَتَـٰعٌۭ وَإِنَّ ٱلْـَٔاخِرَةَ هِىَ دَارُ ٱلْقَرَارِ ٣٩﴾
الاستيعاب
لطول الفصل
ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا۟ مِنۢ بَعْدِ مَا فُتِنُوا۟ ثُمَّ جَـٰهَدُوا۟ وَصَبَرُوٓا۟ إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ بَعْدِهَا لَغَفُورٌۭ رَّحِيمٌۭ
التكميل/الاحتراس
الاتيان بما يدفع ما قد يتوهم من الكلام
التتميم
وَيُطْعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسْكِينًۭا وَيَتِيمًۭا وَأَسِيرًا ٨
من صوره: عطف الخاص على العام.
والغرض منه التنبيه على فضل الخاص حتى كأنه شيء مغاير لما قبله.
﴿حَـٰفِظُوا۟ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلْوُسْطَىٰ﴾
عطف العام على الخاص وهو يفيد أيضا الاهتمام بالخاص إذ يذكر مرتين.
﴿رَّبِّ ٱغْفِرْ لِى وَلِوَٰلِدَىَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِىَ مُؤْمِنًۭا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ﴾
لم يذكر المساواة لأنها ليست من كلام البلغاء.
والشيخ الطاهر بن عاشور في تفسيره يسير على هذا القول.
الكناية
أنواعها
كناية عن صفة
كناية عن موصوق
﴿وَحَمَلْنَـٰهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَٰحٍۢ وَدُسُرٍۢ ١٣﴾
أخفيت السفينة وهي الموصوفة، وذكرت من خلال وصفها. ووصفها أدل على على المنة والقدرة والعون من الله تعالى في إنجاء نوح عليه السلام.
كناية عن النسبة
"إذا جاء زيد جاء الكرم"
نفهم من الكلام أنه كريم مع أنه لم يتم إسناد الصفة إلى "زيد"
تعريفها:
لفظ أريد به لازم معناه مع جواز إرادة المعنى الأصلي والحقيقي.
والكنابة لغة هي الستر. وفي الكناية إما أن تستر الصفة أو الموصوف أو النسبة.
"زيد كريم"
الصفة هي الكرم، والموصوف هو "زيد" والنسبة هي إسنااد الكرم لزيد. وفي المثال الصفة والموصوف والنسبة كلها ظاهرة، فهي حقيقة.
أما إن قلت "زيد لا يغلق بابه"
فقد سترت الصفة، فهي كناية عن صفة.
علم البديع
أقسامه من حيث النظر إلى موضع الحسن، في اللفظ أم في المعنى
محسنات لفظية
ضابطها أنها تعتمد على اللفظ
الجناس
تشابه اللفظين في التلفظ دون المعنى.
فائدته لفت الانتباه.
جناس تام
فيه توافق في الحركات والسكنات وهيئة الحروف وعدد الحروف وترتيب الحروف ونوع الحروف
﴿وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقْسِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا۟ غَيْرَ سَاعَةٍۢ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا۟ يُؤْفَكُونَ ٥٥﴾
فالساعة الأولى غير الساعة الثانية
فيه زيادة مخادعة للسامع إذ يظن أن الكلمتين لهما نفس المعنى وهو ليس كذلك.
جناس غير تام
﴿وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍۭ بِنَبَإٍۢ يَقِينٍ ٢٢﴾
الرد
هو رد العجز على الصدر/ رد أواخر الكلام على أوله بمعناه الأعم.
(طريقة القزويني متكلفة ومعقدة)
فعلى المعنى الأعم نرى أن سورة الحشر فيها رد بين أول آية لها وآخر آية.
السجع
توافق الحروف الأخيرة.
وفي القرآن إذا اختلف الموضوع اختلفت الفاصلة.
اختلف العلماء هل نسميه سجعا أم فاصلة في القرآن من باب الأدب. لأنه قيل أن السجع قد يخل بالمعنى بخلاف الفاصلة فإنها لا تخل بالمعنى.
ذكر ابن جني كلاما في كتابه الخصائص، عن تقارب الألفاظ لتقارب المعاني.
"الأز" هو "الهز" الشديد، والهمزة أقوى من الهاء، فجعل الحرف الأقوى للمعنى الأقوى.
كذلك "الخضم" و"القضم" القاف أقوى من الخاء، فجعلت القاف للمعنى الأقوى. فالقضم هو قضم الشيء القاسي
القلب
أن تستطيع قراء الكلام من آخره كما تقرأه من أوله (ما لا يستحيل بالانعكاس)
التشريع
يسمى كذلك التوشيح.
وهو أن يبنى الشعر على وزن أو قافية محكما بحيث لو حذفت جزءا من البيت تحول إلى بحر آخر
قيل أن العرب لم يكونوا يكتبون شعرا على قافية الألف المقصورة حتى سمعوا سورة طه، والله أعلم.
محسنات معنوية.
الطباق
(المقابلة هي تعدد الطباقات)
ذكر ضدين، وفائدته أن تظهر لك المنة والفرق بين الأشياء، فبضدها تتميز الأشياء.
التسهيم
التقسيم
أن تذكر أشياء متعددة ثم تذكر ما يناسب كل قسم على التعيين.
﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ شَقُوا۟ فَفِى ٱلنَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌۭ وَشَهِيقٌ ١٠٦﴾
﴿وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُوا۟ فَفِى ٱلْجَنَّةِ خَـٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَـٰوَٰتُ وَٱلْأَرْضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَ ۖ عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍۢ ١٠٨﴾
الجمع
أن تجمع بين عدة أمور في حكم واحد.
﴿يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِۦ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِىٌّۭ وَسَعِيدٌۭ ١٠٥﴾
النفوس جمعت في حكم واحد
التفريق
أن تفرق بين أمور اجتمعت
﴿يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِۦ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِىٌّۭ وَسَعِيدٌۭ ١٠٥﴾
بعد أن جمع الله تعالى النفوس في حكم واحد فرق بينهم بعد ذلك
القول بالموجب
أن يُحْمَل لفظ في كلام الغير على غير مراده بذكر المتعلق.
من يأكل عسل بخيل، فقال له البخيل "يا هذا إنه يحرق القلب، فقال له الآكل "نعم قلبك".
التجريد
وهو أن يكون لشيء صفة فتنتزع منه هذه الصفة وتجعلها وكأنها شخص آخر غيره.
"لي من زيد صديقٌ"
﴿لَهُمْ فِيهَا دَارُ ٱلْخُلْدِ ۖ ﴾ إذا قلنا أن دار الخلد هي جهنم نفسها فهذا فيه تجريد للمبالغة للإشعار أن هذه الصفة ظاهرة جدا حتى كأنها صارت شخصا آخر.
الجد
قصد الجد بالهزل. وذلك بأن تأتي بالكلام وكأنك تلاطف الشخص وأنت تقصد ذمه.
"بالله بالله أرقيك، من بخل نفسك لعل الله يشفيك".
التأكيد
تأكيد الشيء بما يشبه ضده.
"لا يعجبني في زيد إلا نومه في الفصل"
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ وَظَلَمُوا۟ لَمْ يَكُنِ ٱللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا ١٦٨ إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَـٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًۭا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرًۭا ١٦٩﴾
العكس
أن يقدم شيء في الكلام ويؤخر شيء ثم يعكس
عادات السادات سادات العادات
الرجوع
هو العود على الكلام السابق بالنقد
الإيهام/التورية
يورى بالقريب ويراد البعيد.
اللف والنشر
أن يذكر متعدد ثم يذكر ما لكل واحد من آحاده من غير تعيين، اتكالًا على فطنة السامع، إذ يردُّ إلى كلٍّ ما يليق بـه لوضوح الحال
الاستخدام
أن يكون لللفظ أكثر من معنى فيأتي المتكلم باللفظ بأحد المعنيين ثم يأتي بالضمير يريد المعنى الآخر.
"إذا نزل السماء بأرض قوم، رعيناه وإن كانوا غضابا" الضمير في "رعيناه" يعود على السماء بمعنى النبات
تابع المحسنات المعنوية
السوق
سوق المعلوم مساق المجهول لنكتة. ويسمى أيضا تجاهل العارف إلا أن بعض العلماء تحاشوا هذا اللفظ في حق القرآن.
من نكته التنزل مع الخصم وجعله يتأمل.
فهو يقلل من احتداد السامع عليك ويجعله يفكر ليرى أنه على ضلال.
التوجيه
إيراد الكلام محتملا لوجهين مختلفين (يشبه التورية والاستخدام)
كقوله تعالى: ﴿وَٱلَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ١٧﴾
وعسعس يمعنى أقبل وبمعنى أدبر.
التوفيق
ويسمى أيضا مراعاة النظير.
قد يترك الناظم المصطلح المشهور لأجل الوزن
المذهب الكلامي (البحث)
سوق الحجج على طريقة أهل الكلام والمنطق
﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا ٱللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾
بطلان النتيجة دل على بطلان السبب.
حسن التعليل
أن يدعى لشيء علة غير حقيقية.
"ما به قتل أعاديه ولكن يتقي إخلاف ما ترجو الذئاب"
فيه زيادة مدح أن الذئاب تنتظر انتصاره وأنه منتصر لا محالة.
التعليق - الاستتباع
وهو أن يمدح الشخصَ بشيء يستتبع مدحه بشيء آخر.
"سمح البديهة ليس يمسك لفظه فكأنما ألفاظه من ماله"
هنا مدح بالذكاء والكرم.
علم يهتم بتحسين الكلام وتجميله.
والبديع مما يصعب الحديث فيه لأن المحسنات اللفظية لها جمال لا يمكن تعليله بشيء منضبط.
تعريفه:
علم يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية الوضوح (علم البيان) والمطابقة لمقتضى الحال (علم المعاني).
المسند
يختلف المسند عن المسند إليه بأنه يمكن أن يأتي مفردا أو جملة في حين أن المسند إليه لا يكون إلا اسما مفردا.
المسند مفرد (غير سببي)
يؤتى بالمسند مفردا إذا كان المتكلم يريد إثبات الحكم فقط.
"الزهد رأس التزكية"
(المضاف والمضاف إليه في حكم المفرد)
دلالة الاسم الوضعية:
يفيد مجرد الثبوت (إثبات الشيء للشيء)
وقد يدل الاسم بالقرينة على الدوام زيادة على دلالته على الثبوت بأصل الوضع.
مقام المدح قرينة تدل على معنى الدوام والاستمرار
المسند سببي
(جملة فعلية، جملة اسمية فيها ضمير يعود على المسند إليه)
يؤتى بالمسند جملة إذا أراد المتكلم إثبات الحكم مع التوكيد والتقوية.
لأن قولك "زيد يجتهد" فيه اسناد الاجتهاد لزيد مرتين، مرة بالاسم الظاهر ومرة بالضمير.
يمكن أن يقال هذا في المسند إذا كان وصفا (من الأسماء التي تعمل عمل الفعل) لكنه يفيد التوكيد بدرجة أقل من الفعل.
الفعل له دلالتان وضعيتان
الحدوث
أو التجدد، فقد تطلق كلمة تجدد ويراد بها الحدوث وقد تطلق كلمة تجدد ويراد بها الاستمرار. فينبغي التفريق حسب السياق
والتجدد بمعنى الاستمرار هي دلالة بالقرينة للفعل المضارع. وقد يسمى التجدد الاستمراري
التقييد بزمن
السببية: نسبة إلى السبب وهو الضمير.
وهي جملة علقت على مبتدأ بعائد لا يكون مسندا إليه في تلك الجملة وهي تفيد تقوية الحكم. ففيه إسناد الحكم مرتين
علم البيان
أبواب علم البيان
إذا أريد باللفظ معناه فهذا لا شأن لعلم البيان به.
إرادة لازم معنى اللفظ مع امتناع المعنى الأصلي
"قاد المسلمين أسد"
هذا هو المجاز
والمجاز في بعض صوره مبني على التشبيه.
إرادة لازم معنى اللفظ مع إمكان إرادة المعنى الأصلي
"إذا حضر زيد فر الفرسان" هذا يمكن أن يراد به الشجاعة ويجوز أن يراد به المعنى الأصلي.
هذه هي الكناية
﴿وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ يَدُ ٱللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا۟ بِمَا قَالُوا۟ ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ﴾
قال الطبري في تفسير هذه الآية أن فيها قولان، قول حمل اليد على الحقيقة والقول الثاني حمل اليد
كناية
عن الكرم.
ولازم القول بأنه كناية أن المعنى الأصلي غير ممتنع فالقول بأنه كناية ليس نفيا لوجود اليدين إنما هو بيان للمعنى المراد.
أما من حمله على المجاز لزم من قوله نفي المعنى الأصلي.
تعريفه:
هو علم تعرف به كيفية تأدية
المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة.
وهذا في مقبل علم المعانى الذي يعرفك كيف تؤدي المعنى الواحد بطرق مختلفة من جهة التركيب.
هو علم عقد لأجل السلامة من التعقيد المعنوي.
قولك "زيد شجاع" و "زيد أسد" همت يفيدان نفس المعنى إلا أن وضوح دلالة كل منهما على هذا المعنى تتفاوت.
كتب تقرأ
المنهاج الواضح لحامد عوني
خاتمة في السرقات الشعرية
في سورة الأنفال الاهتمام كان بالمال لأنهم كانوا في ضعف ﴿وَهَاجَرُواْ وجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾ أما في سورة التوبة بعد الفتوحات دخل المنافقون وكثروا فقال ﴿وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ﴾ فركز على قضية الإخلاص.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|