Please enable JavaScript.
Coggle requires JavaScript to display documents.
قصيدة السموأل, وَما ضَرَّنا أَنّا قَليلٌ وَجارُنا عَزيزٌ وَجارُ…
-
وَما ضَرَّنا أَنّا قَليلٌ وَجارُنا عَزيزٌ وَجارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ
لَنا جَبَلٌ يَحتَلُّهُ مَن نُجيرُهُ مَنيعٌ يَرُدُّ الطَرفَ وَهُوَ كَليلُ
(ما ضرنا) يجوز أن تكون (وما) استفهامية فيكون استفهاما تقريريا، استفهام التقرير: الذي يؤتى به لتقرير المخاطب بالحق وحمله على أن ينطق به بنفسه، وال يراد به االستفهام حقيقة، فال ينتظر المتكلم به جوابا.
ويجوز أن تكون (ما) نافية أي لم يضرنا.
(أنا قليل) فاعل ضرنا، أي ما ضرنا القلة
-
(وجارنا عزيز) مبتدأ وخبر، فالجملة هنا حال، أي: ما ضرنا قلتنا وهذه حالتنا.
والجار عند العرب جاران: جار تجمعك وإياه قرابة النسب، وجار لا يجمعك وإياه نسب، نزل بك لتجيره من أن يضام، أو ينال منه.
معنى الجار في البيت هو بمعنى اسم المفعول "المُجار". فقوله "جارنا عزيز" أي "مُجارُنا عزيز"
وجمع الله تعالى الوصية بالجارين في قوله تعالى: ﴿وَٱلۡجَارِ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡجَارِ ٱلۡجُنُبِ﴾
الجار ذي القربى هو نسيبك الذي يجمعك وإياه النسب، والجار الجنب: أال يكون من قرابته، فيجيء إلى الرجل فيسأله أن يجيره، أن يمنعه، فينزل معه، فهذا الجار.
وهذا تعريض منه بقوم المرأة، فقومك األكثرون األذلون، فيقول: أبصري كيف يكون جارنا ونحن قلة في
عزة ومنعة، وجاركم وأنتم أكثرون يف ذلة وضعف؟
فما ضرتنا قلتنا، وما أغنتكم كثرتكم
قوله (جبل) يجوز أن يريد به الجبل حقيقة؛ أي: نحن ننزل بلادنا في جبل هذه صفته.
أن يكون الجبل استعارة لمجدهم وعزهتم؛ أي: لنا عز ال يرام وال ينال، كأنه
الجبل يف مناعته وسموه، واستعارة الجبل للعزة كثير في كلام العرب
من ذلك قول حسان رضي الله عنه يرثي جعفر بن أبي طالب:
هم الجبل والناس حوله**رضام إلى طود يروق ويقهر
فجعل اإلسالم وعزته كالجبل، وجعل الناس يف التفافهم حوله كالرضام، وهي الصخور العظام، كالرضام
المحيطة بالطود، وهو الجبل العظيم،
فمن نسب الأبيات للسموأل فسر (الجبل)
هنا بالحصن الذي كان السموأل ينزله في تيماء، وكان اسم حصنه: "الأبلق" وكان مبنيا فوق جبل.
قوله (يحتله) : أي: يصير حالا فيه؛ أي: نازلا فيه، يقال: احتل المنزل يحتله احتالال، واحتل به؛ أي: نزله.
وهذا أعم من معنى االحتالل يف كالم الناس اليوم، إذ صار يف كالمهم مخصو ًصا بنزول الغاصب المحارب مستوليا متغلبا
قوله (منيع يرد الطرف):
تقول العرب:منَع يمنَع منعا، فهو مانع، وهذا فعل متعد. وتقول العرب أيضا: منُعَ يمنُعُ مناعة، فهو منيع، وهذا فعل الزم، أي اتصف بهذا.
فيجوز أن يكون قوله (منيع) من الفعل (منع) المتعدي، أي: منع جبلنا من نزل فيه يمنعه، فهو جبل مانع، ثم أراد المبالغة من (مانع) فقال: (منيع) وصيغة (فعيل) من صيغة المبالغة للفاعل، كما تقول: (رحيم) من (راحم)، و(عليم) من (عالم). فيكون المعنى: ]جبلنا مانع أشد المنع لمن رامه وأراده، أي: حاٍم يحمي من نزل فيه.
وقد تأتي صيغة (فعيل) لمعان أخر، قد تأيت لمعنى المفعول، مثل: قتيل وجريح، بمعنى: المقتول والمجروح، فيجوز أن يكون قوله (منيع) معناه: ممنوع، فجبلنا ممنوع؛ أي: نحن نمنعه، نمنع جبلنا ونحوط، فهو ممنوع، ال يصل إليه العدو.
ويجوز أن يكون (منيع) مأخوذ من (منُع يمنُع مناعة فهو منيع) وهذا الوزن من الأفعال، يدل على أن هذا الفعل من صاحبه سجية فيه، ولا يدل على أنه أحدثه وفعله.
أي "جبلنا دائم المناعة ملازم لها سجية له لا ينفك عنها في حال.
(الطرف) هو البصر. وأصله من قولهم: طرف بعينه يطرف طرفا، إذا أطبق جفنيه عند النظر.
(الكليل): المرهق المتعب من معاودة النظر كرة بعد كرة، كأنه يحاول التحقق والتثبت من الشيء، فيعاود النظر، ويرجع البصركرتين،فيرجع عاجًزا عنإدراكما أرادالنظرإليه، ويتعببصره.
ومثل (الكليل) لفظ الحسير في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ ٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ كَرَّتَيۡنِ يَنقَلِبۡ إِلَيۡكَ ٱلۡبَصَرُ خَاسِئٗا وَهُوَ حَسِيرٞ﴾
معنى البيت:
إذا كان جارنا على قلتنا عزيزا، فكيف بنا نحن أنفسنا؟
فعزنا لا يران ومحلنا لا يرتقى إليه، مانع لمن يحل فيه، ممتنع على من يرومه، أرفع من أن يسمى إليه، حتى لو أراد أحد أن يثبته نظرا وتأملا لرجع إليه بصره كليلا وعاجزا لارتفاعه وعلوه.
-
تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا
فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا
شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ
معنى التعيير العييب والذم وهو من "العار" أي كل شيء لحق صاحبه بسببه السبة والعيب.
وهو يتعدى لمفعولين بنفسه (وهو الأكثر): "عيرت الرجلَ البخلَ" أي عيرته بالبخل.
وإدخال الباء جائز فتقول "عيرت الرجل بالبخل" (أعيرتنا بالنخل أن كان مالنا)
قليل عديدنا أي عددنا
لغة البيت في تعدي الفعل ليس فيه شاهد صريح على أحد اللغتين فيجوز أن يكون عداه بنفسه ويجوز أن يكون عداه بالباء ثم حذفها تخفيفا.
الكرم هنا أعم من الكرم ضد البخل. فهو هنا اسم جامع لخير الخصال ضد اللؤم.
هنا جاء باسم "إن" جمعا وجاء بخربها مفرًدا، وهو »قليل«، فما وجه ذلك؟
"قليل" على وزن فعيل وهو وزن يقع على المفرد غير المفرد بلفظ واحد كما في قوله تعالى: ﴿وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ بَعۡدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ﴾ ﴿وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقٗا﴾
ووجه آخر، هو: أن من النحويين من يرى أن الجمع إذا وازن وزًنا للمفرد، فإنه يصح أن يعامل معاملة اللفظ المفرد، فعلى هذا القول: جاء الكرام على وزن (فعال)، وهذا وزن موافق ألوزان المفرد، كما يف: (كتاب) و(حمار)، فلما وافق وزن اللفظ المجموع وزن لفظ مفرد أعطوه حكمه يف اللفظ دون المعنى.
فعطف قوله على قولها بالفاء ، وهذا خالف الكثير في كلامهم.
فإنهم إذا أرادوا حكاية المحاورات، » قال ... قلت«: فالأصل والكثير في كلامهم: أنهم لا يصلون فعل
القول بما قبله، بل يأتون به من غير عطف، )قال قلت( ولا يقول: )قال فقلت وقلت(، هذا في الكثير؛ لأن حكاية المحاورة يغلب فيها تكرار فعل القول، فكأنهم أرادوا التخفف من كثرة المكررات، فحذفوا الفاء، وأبقوا فعل القول. بل ربما حذفوا فعل القول أيضا تخفًفا ورغبًة في االختصار.
فإن رأيتهم أتوا بالفاء في موضع أو بالواو؛ فلنكتة ومعنى أرادوه، وكذلك افعل في كل موضع تخالف فيه العرب معهود كلامها، فما خرجوا عن الأصل إلا لعلة، فابحث عنها.
فالذي دعا هذا الشاعر هنا أن يأتي بالفاء شدة استنكاره واستهجانه لدعوة هذه المرأة، فأراد أن يبين أنه لم يتوان في الرد عليها، ولم يبطئ، بل سارع وباشر ذلك، فأتى بالفاء دالة على التعقيب.
(إن الكرام قليل) ، فصدر جوابه عليها بحرف التوكيد، وإنما يحسن تصدير الكلام بالتوكيد عند إخبار المنكر الجاحد ومن في حكمه، وهذه حال المرأة التي يخاطبها. فلا يحسن أن تخاطب من ينكر مجيء زيد، فتقول له: »زيد جاء« ، أو تقول: جاء زيد، إنما تقول هذا لمن كان خالي الذهن وغير منكر لمجيئه، وإذا كان مجيء زيد غير مستنكر عادة، فإن كان مجيء زيد مستنكًرا ً مستغربا، أو كان جاحًدا لذلك، أو مكذًبا، أو منكرا، أو شاًكا ، فتأتي بما يؤكد كلامك، ويقطع شكه ويرد إنكاره ونفيه، فتقول: »قد جاء زيد«، »والله لقد جاء زيد« ، » لقد جاء زيد«
فيقول هذا الشاعر: عيرتنا هذه المرأة قلة عددنا، وجعلت قلتنا عيبًا وسبة، فأنبأتها غير مرتاخ، ولا متوان أن هذه حال الكريم من الناس، ومن كل شيء، فلا يكون النفيس الكريم إلا قليلا، ولولا قلته لما كرُم
وفي مطاوي كلمته هذه ثناء آخر على قومه، وهو أنهم أهل قتال وبسالة، فالموت مولع باصطفاء أمثالهم؛ لأنهم يشرعون صدورهم للمنايا، ويرمون بأنفسهم في المهالك؛ وقاية لحرمهم، وحماية لشرفهم، خلافًا للئام، فإنهم فرّارون من الموت، محتمون عنه، فلا غرو أن يقل الكرام، ويكثر اللئام.
من هنا موصولة، بمعنى »الذين«.
لم رد الضمير عليها مفردا في قوله "بقياه" وكان ينبغي أن قول "بقاياهم". فإن صلة الموصول ال بد فيها من عائد -وهو الضمير- يعود على االسم الموصول مطابًقا
له، فأنت لا تقول: »جاء الذين أحبه«؛ بل تقول: »الذين أحبهم«.
حكم هذه المطابقة صحيح واجب في غير (من) الموصولة، ومثلها "ما". فإن (من) الموصولة لها لفظ ولها معنى فلفظها أبدا لفظ المفرد المذكر، ومعناها يعم المفرد، والمثنى، والجمع، والمذكر ، والمؤنث.
فإذا أردت الضمير عليها في العائد فلك فيه وجهان:
-
أو أن ترده مراعيا معناها ومعناها يكون مفردا وقد يكون مثنى وقد يكون جمعا.
﴿وَمِنۡهُم مَّن يَسۡتَمِعُونَ إِلَيۡكَۚ﴾
وقوله (شباب تسامى للعلا) (شباب) هنا: خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هم (شباب)، (هم) أي: البقايا، ِ كأن سائالً سأله (من بقاياكم) فقال بقايانا شباب تسامى للعلا وكهول.
لذلك حسن هنا أن تأتي الجملة مفصولًة عن الجملة السابقة غير معطوفة عليها، وكذلك يصنعون في الجمل الواقعة في جواب سؤال مقدر.
وباب الفصل والوصل بين الجمل -اإلتيان بالعطف، وترك العطف بين الجمل- باب لطيفٌ ، دقيقٌ ، من ألطف أبواب البالغة، و)اللطف( هنا: الشيء الذي لا يتنبه له بسهولة.
أصله: )تتسامى(، فحذف إحدى التاءين تخفيفا، وهذا مطرد يف كل مضارع مبدوء بتاءين. ومنه قوله تعالى ﴿تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ﴾ ﴿كُنتُمۡ تَمَنَّوۡنَ ٱلۡمَوۡتَ﴾ ﴿وَلَا تَوَلَّوۡاْ عَنۡهُ وَأَنتُمۡ تَسۡمَعُونَ﴾
ومعنى (تسامى) تنافسوا وتشاركوا في السمو، وهو العلو والارتفاع، فبنى الفعل على زنة (تفاعل)، وهي زنة تدل على المشاركة في الفعل.
فلا تقول:»يتسامى زيد« من غيرذكرمشارك في السمو، بل تقول »يسمو زيد«: إن كان وحده، وإن كان له مشارك، وأردت بيان ذلك المعنى ، تقول: "يتسامى زيد وعمرو".
وهذا منه ثناء على عموم قومه، فإنهم مشتركون في طلب السمو والرفعة، ولم ينفرد أحد بذلك دون سائرهم.
علا مؤنث (أعلى)
»الكهول«: جمع كهل، وهو من جاوز سن الشباب، وبلغ سن الرشد واالحتناك، وتمام القوة والعقل، وذلك يكون بين الثالثين والستين، وأصل اشتقاقه دال على معنى القوة والشدة.
فمن ذلك: الكاهل، وهو مجمع الكتفين أسفل الرقبة، يجمع الكتفين ويشدهما.
ومن ذلك قولهم للنبات إذا استغلظ واستوى على سوقه: اكتهل النبات، فهو مكتهل.
فإن كنا قلة، فالبقي منا تسد مسد العدد الكثير، فإن فينا شبا بٌ وكهول يسابق بعضهم بعًضا في السمو والرفعة، وما تغني الكثرة إذا كان القوم قعودا عن مدارج العال، ومعارج السمو ؟
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ
فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها
فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
"المرء" لفظ مشتق من المروءة وهي اسم جامع لما يستحسن من الأخلاق.
ولهذا تستعمل لفظ "المرء" كثيرا في أشعارهم عند الثناء دون الذم.
-
-
الرداء اللباس، ويجوز أن يكون أراده هنا على معنى الحقيقة، أي فلا يضر المرأ ألبس رداء خلقا أم لبس رداء حسنا فإن نقاء عرضه من اللؤم وسلامته من الدنس صارف عن ظاهر هيئته.
قال رسول الله ﷺ: "إنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إلى صُوَرِكُمْ وأَمْوالِكُمْ، ولَكِنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكُمْ وأَعْمالِكُمْ".
ويجوز أن يكون (الرداء) هنا استعارًة لما يتلبس به المرء من األفعال والخالئق، وما يلقى الناس به من الشمائل، فهذه له بمنزلة الرداء.
فإذا سلم له عرضه من أن يدنسه اللؤم فإن أي فعل يفعله بعد ما جانب الخطأ، كان حسنا. وكانت سلامة عرضه مزينة لهذا العمل وإن احتقر ومكثرة له وإن قل.
إذا حسن الباطن حسن وإذا نقي لك عِرضك فلا يضرك قبح عَرَضِك.
و"العَرَضُ" حظ الإنسان من الدنيا:
﴿يَأۡخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا ٱلۡأَدۡنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغۡفَرُ لَنَا وَإِن يَأۡتِهِمۡ عَرَضٞ مِّثۡلُهُۥ يَأۡخُذُوهُۚ﴾
أصل الحمل رفع الشيء وهو هنا مجاز بمعنى التكليف. والمعنى "إن هو لم يكلف نفسه أن تحتمل الضيم"
والضيم انتقاص الحق والظلمُ. والضمير في قوله "ضيمها" عائد للنفس. أي إذا المرء لم يحمل نفسه على أن تحتمل ما ينزل بها من ضيم.
وإضافة الضيم إلى النفس لنزوله بها.
إذا المرء لم يكلف نفسه احتمال الضيم وقبول الهضم وانتقاص الحق فلا يطمعن في ثناء الناس عليه وفي بقاء محمدة الذكر في عقبه فإن سبيل الثناء أن تطيب نفسك بمثل ذلك وأن تحتمله.
إنما نحمل كلام العرب على معهود طباعهم وأخلاقهم وشمائلهم فالدعوة إلى احتمال الضيم في سياق ثناء وافتخار يفهم على أنه احتمال الضيم من ذوي القربى خاصة ومن أهل الحق عليه ممن لا يكون احتمال الضيم منهم منقصة ومذمة.
-
-
-
-
مُعَوَّدَةٌ أَلّا تُسَلَّ نِصالُها فَتُغمَدَ حَتّى يُستَباحَ قَبيلُ
سَلي إِن جَهِلتِ الناسَ عَنّا وَعَنهُمُ فَلَيسَ سَواءً عالِمٌ وَجَهولُ
فَإِنَّ بَني الرَيّانِ قَطبٌ لِقَومِهِم تَدورُ رَحاهُم حَولَهُم وَتَجولُ
(معودة) حال، فأسيافهم تقارعهم يف حال كونها معودة على ما سيأتي ذكره.
ويجوز رفع معودة على أنه خبر لمبتدأ محذوف.
(تُسلَّ) أي تخرج من أغمادها.
(نصالها) : جمع نصل، وهو حديدة السيف.
(يستباح) أي يكون مباحا
(القبيل) الجماعة
يقول عودنا أسيافنا على أمر لزمها، هو أننا إذا سللناها فإننا ال نعيدها إلى أغمادها قبل أن نستبيح قبيال من أعدائنا، وهذامن حسن بالئنا وظفرنا، فال نعود بعد سلِّ أسيافنا خائبين.
(سلي): أصله )اسألي(، فحذفت الهمزة الثانية تخفيفا، وحذفها في مثل هذا موقوف لا قياس فيه، موقوفعلى السماع
»بنو الديان« بطن من بني الحارث بن كعب، ومن أشراف العرب.
وهذا البيت لا شك في أنه لعبد الملك الحارثي، ولا يكون للسموأل البتة. فإن بني الديان من بني الحارث، والسموأل ليس من بني الحادث.
والقطب: حديدة تكون بين حجري الرحى، فلا يدور الرحى إلا بها، ولذلك يقولون لكل ما كان معتمًدا لشيء لا يقوم الشيء إلا به، يقول: هو قطب الرحى.
-
صَفَونا فَلَم نَكدُر وَأَخلَصَ سِرَّنا إِناثٌ أَطابَت حَملَنا وَفُحولُ عَلَونا إِلى خَيرِ الظُهورِ وَحَطَّنا لِوَقتٍ إِلى خَيرِ البُطونِ نُزولُ
-
(أخلص سرنا)
الإخلاص تخليص الشيء مما يشوبه ويخالطه.
والسر ضد الجهر، وتجعله العرب في مواضع كناية عن الجماع والنكاح وهو المراد هنا.
وبه فسر قوله تعالى: ﴿وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا﴾ أي نكاحا
خير الظهور = أصلاب الآباء
خير البطون = بطون الأمهات
واللام في قوله (لوقت) هي بمعنى (بعد وقت).
كما في قوله تعالى: أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمۡسِ أي بعد دلوكها
وقوله ﷺ: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته"
والوقت المقصود في البيت هو بعد طهرها من الحيض، والعرب تزعم أن خير الحمل ما كان عقب تمام الطهر.
طاب نسبهم من طرفيه، فأخلصه لنا أمهاتنا بطيب حملهن وسلامته من خبث الخيانة وخبث الرعاية، وآباؤهم الفحول المبرؤون من المساوئ وضعفة الرجال وهجنائهم.
-
وَنُنكِرُ إِن شِئنا عَلى الناسِ قَولَهُم وَلا يُنكِرونَ القَولَ حينَ نَقولُ
إِذا سَيِّدٌ مِنّا خَلا قامَ سَيِّدٌ قَؤُولٌ لِما قالَ الكِرامُ فَعُولُ
وذكر هنا سيادهتم وعزهتم، فهم -على قلتهم - لهم الكلمة النافذة والقول الذي لا يرد، وهم إن رأوا في قول غيرهم ما لا يستحسنونه ردوه إن شاءوا لا يمنعهم مانع.
خلا: مات
وأصل الخلو ضد الامتلاء، وبموت الرجل يخلو مكانه. وكأن الأصل في قولهم: خلا
الرجل، أصله خلا مكان الرجل.
وكذلك قالوا: إذامات الرجل خلَّى مكانه.
ولعله آثر لفظة خلا على غيرها مما يفيد معنى الموت، ليوطئ لمعنى خالفة بعضهم بعًضا في السيادة، فالمكان يخلو من هذا السيد فيملؤه بعده خليفته.
قام سيد: بالتنكير؛ أي: قام سيد غير السيد السابق الذي خال، واللفظ المنكر إذا كرر فالأصل والأغلب أن يكون غير الأول.
ففي قوله تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرًا ۞ إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا﴾
فتكرر العسر معرفا فهو عسر واحد، واليسر تكرر منكرا فاليسر يسران.
وروى الطبري في تفسيره بأسانيده إلى النبي ﷺ أنه لما نزلت هذه اآلية قال: "أبشروا! أتاكم اليسر، لن يغلب عسر يسرين"
قؤول: مبالغة من "فعول".
فإذا خال موضع فينا من سيد قام مقامه سيد آخر يحذو حذوه، وحذو أسالفنا الكرام، فيقول مثل قولهم، ويفعل مثل فعلهم،
-
-
-
-
-