Please enable JavaScript.
Coggle requires JavaScript to display documents.
حَمَلة العلم وحَفَظة الشريعة
على مر الأعصار ومختلف الأمصار, ملاحظات وملح,…
-
ملاحظات وملح
الذهبي رحمه الله له ميزة على غيره من المؤرخين، فهو ينقل بيقظة ويعمل قلمه في التعليق ووضع بصمته الخاصة في هذه النقولات فهو ليس مجرد جامع، بل يحرر ويعلق ويشير...
اقرأ سير المقادسة فهي عجيبة جدا في الجمع بين العلم والعمل والقيام بحق الإسلام. (الموفق ابن قدامة المقدسي، عبد الغني المقدسي، عماد المقدسي
في كتاب الانتصار لأهل الأثر لابن تيمية، ذكر العلاقة بين عز الإسلام من الجهة السياسية والميدانية وبين انتصار السنة وعلو شأنها ووجود العلم الصافي الصحيح. فالعلاقة بينهما متلازمة.
البدعة نشأت وتمكنت من الأمة في نهاية القرن الثالث وبداية الرابع. وبالنظر إلى معظم مناطق الإسلام ومراكز العلم نرى أن العلم دائما يتلاشا ما بين المئة الثالثة والرابعة. فالحملة نقصوا وقلوا فخفتت السنة والعلم الصافي ونشأت الاتجاهات الأخرى وتنامت حتى صارت هي الأصل.
حتى لما فسد الحال في القرون الأولى من الناحية السياسية، بقي جوهر الدين وعصبه محافظا عليه على أرض الواقع ويوجد من حملة العلم وأصحاب الرسالة والديانة ما شكل حصنا منيعا أما ذلك الفساد.
وما استطاعت الطوائف المنحرفة أن تخترق كيان الأمة من داخلها إلا بعد زوال الحملة ذوي العلم والرسالة الصافية ولم يكن الاختراق من جهة السياسة.
خلاصة علم الكوفة عن الصحابة اجتمع ونزل إلى إبراهيم النخعي.
هو ما سمع من ابن مسعود لكن وصل إليه خلاصة علم ابن مسعود لأنه أخذ عن مجموع طلاب ابن مسعود.
يذكر عنه أنه قال: "من سميته بيني وبين ابن مسعود فهو من سميت، أما إذا قلت قال - ابن مسعود - فقد رويت عن غير واحد من أصحابه".
واللطيفة هنا أن ما قال فيه إبراهيم النخعي "قال ابن مسعود" هو أقوى مما أسنده مع أنه لم يسمع من ابن مسعود. وهذا مخالف للمعهود في علم الحديث لأن ما قال فيه "قال ابن مسعود" المفروض أن يكون أضعل لأنه منقطع.
عبد الله بن عمر بن العاص تأتيره على المدرسة المصرية، لذلك كثير من أحاديث الليث بن سعد وهو مصري تنتهي بعبد الله بن عمر العاص.
-
عند المحدثين الحكم على راو بأنه ثقة لا يلزم منه أن الحكم عليه لا يتغير فيما بعد، فمن أهم جوانب التميز في ضبط ووثاقة النقل للسنة النبوية هو التحديث المستمر للأحكام على الرواة.
الترميذي بعد الحديث يذكر مذاهب الفقهاء المتعلقة بالحديث. وهو ينقل كلام فقهاء الأمصار الكبار مثل الثوري والأوزاعي والليث والشافعي ومالك وابن المبارك (المحدثين لا ينقلون كثيرا عن أبي حنيفة)
-
يحيى بن معين
تميز النقاد في حقبة ابن معين بشدة مراقبة الروايات ومساراتها وشدة متابعة الرواة وأحوالهم وتغيراتهم.
معالم مراقبة ابن معين للرواة والرواية
مراقبة التغيرات في أحاديث الراوي حسب الأحوال: عمر الراوي، المكان الذي يحدث فيه، الشيوخ، موضوع الحديث...
-
مراقبة التغيرات المكانية: إذا تحمل الراوي عن شيوخ بلده فيضبط ذلك وإذا تحمل عن غيرهم في بلاد أخرى فإنه قد يخطئ ويهم.
-
مراقبة التغيرات عند اختلاف الشيوخ:
بعض الطلاب قد يلازم شيخا زمنا طويلا فيأخذ عنه ويتقن حديثه لكنه يخطئ عن غيره.
مراقبة التغيرات إذا اختلف الموضوع الحديثي:
مثلا زياد بن عبد الله البكائي المتخصص في المغازي لكنه ضعيف في غيره
-
-
منتسب إلى مدرسة أهل الحديث من جهة النقد والانشغال والتخصص ومتميز عن كثيرهم من جهة موقفه من المدارس الأخرى.
-
أنه قال بخلق القرآن في المحنة المعروفة. لذلك ترك أحمد الكتابة عنه في آخر حياته.
لكنه أجاب تقية إذ خاف من سطوة الدولة وإلا فهو من أئمة السنة
-
كان ابن معين لا يتسرع في الحكم محملا الراوي مسؤولية الأخطاء مباشرة إذ يحتمل أن تكون من شيوخه المجاهيل.
فلجأ ابن معين إلى تتبع أحاديث الراوي عن العلماء المعروفين المشهورين الذي جمع حديثهم وضبط فيقارن بين هذه المرويات
-
أدرك عددا كبيرا من أتباع التابعين.
نشأ ببغداد ورحل إلى الأمصار.
قال الإمام أحمد: "كل حديث لا يعرفه يحيى بن معين فليس هو حديث".
هذا يؤكد أن المتون الصحيحة صارت معروفة واضحة بل الضعيفة وكثيرا من الموضوعات في وقته.
-
-
بقيت القضية المركزية في نقد الراوي هي الحكم عليه من خلال مروياته لا الحكم على الرواية من خلال الراوي
ما الذي جرى بين طبقة الصحابة وطبقة المذاهب والأئمة الأربعة وفقهاء الأمصار؟
قد تكون طبقات وسيطة زائدة عن التي سيتم ذكرها، لكن نكتفي بما ذكر من الطبقات
فقهاء الأمصار هم الذين خلص إليهم علم المصر وصاروا أئمة في الدين وصار لهم أصحاب ونُقِلت عنهم الفتوى وأخذ عنهم الدين...
يمكن تناول الجواب عن هذا السؤال بطريقتين:
الإمام ابن القيم اعتمد الترتيب الزماني، قبدأ من الصحابة ثم الطبقة الثانية إلى أن انتهى إلى فقهاء الأمصار. وقسم ذلك حسب الأمصار.
أما البيهقي فبدأ بفقهاء الأمصار، فيقول في كتاب المدخل إلى السنن الكبرى: [وأما فقهاء الأمصار الذين انتهى إليهم علم الصحابة والتابعين، أو ما انتهى إليهم منه، واجتهدوا فيما سمعوا، واختار كل واحد لنفسه مذهبًا على ما أدى إليه اجتهاده، وصنف فيه، وتبعه من رأى فيما اختاره مثل رأيه فهم:
من أهل الحجاز: أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك ابن أبي عامر الأصبحي وأبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع المطلبي
ومن أهل الشام: أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي
ومن أهل مصر: أبو الحارث الليث بن سعد الفَهْمي
ومن أهل العراق: أبو حنيفة النعمان بن ثابت وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني
ومن أهل خراسان: أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي، وهو ابن راهويه.]
وبعد أن ذكر فقهاء الأمصار بدأ يذكر من أين أخذوا العلم.
-
-
-
الكوفة
المفتون من الصحابة:
عبد الله بن مسعود
علي بن أبي طالب
أبو موسى الأشعري (كان في البصرة ثم تحول إلى الكوفة عام 29 هـ)
المفتون من التابعين:
علقمة (أشبه الناس بابن مسعود)
مسروق
عبيدة السلماني (مهم جدا وهو من أخص أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ومن أثبت الناس عنه)
الأسود
-
-
-
-
سعيد بن المسيَب
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: كُنْت أَطْلُبُ الْعِلْمَ مِنْ ثَلَاثَةٍ: سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَكَانَ أَفْقَهَ النَّاسِ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَكَانَ بَحْرًا لَا تُكَدِّرُهُ الدِّلَاءُ، وَكُنْت لَا تَشَاءُ أَنْ تَجِدَ عِنْدَ عُبَيْدِ اللَّهِ طَرِيقَةً مِنْ عِلْمٍ لَا تَجِدُهَا عِنْدَ غَيْرِهِ إلَّا وَجَدْت.
-
-
قَالَ جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ: قُلْت لِعِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ: مَنْ أَفْقَهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؟ قَالَ: أَمَّا أَفْقَهُهُمْ فِقْهًا وَأَعْلَمُهُمْ بِقَضَايَا رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَضَايَا أَبِي بَكْرٍ وَقَضَايَا عُمَرَ وَقَضَايَا عُثْمَانَ وَأَعْلَمُهُمْ بِمَا مَضَى عَلَيْهِ النَّاسُ فَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ؛ وَأَمَّا أَغْزَرُهُمْ حَدِيثًا فَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: لَمَّا مَاتَ الْعَبَادِلَةُ - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -؛ صَارَ الْفِقْهُ فِي جَمِيعِ الْبُلْدَانِ إلَى الْمَوَالِي؛ فَكَانَ فَقِيهُ أَهْلِ مَكَّةَ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، وَفَقِيهُ أَهْلِ الْيَمَنِ طَاوُسٌ، وَفَقِيهُ أَهْلِ الْيَمَامَةِ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَفَقِيهُ أَهْلِ الْكُوفَةِ إبْرَاهِيمُ، وَفَقِيهُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ الْحَسَنُ، وَفَقِيهُ أَهْلِ الشَّامِ مَكْحُولٌ، وَفَقِيهُ أَهْلِ خُرَاسَانَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ، إلَّا الْمَدِينَةَ فَإِنَّ اللَّهَ خَصَّهَا بِقُرَشِيٍّ، فَكَانَ فَقِيهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ غَيْرَ مُدَافَعٍ.
سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ صِهْرَ أَبِي هُرَيْرَةَ، زَوَّجَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ ابْنَتَهُ، وَكَانَ إذَا رَآهُ قَالَ: أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنِي وَبَيْنَك فِي سُوقِ الْجَنَّةِ، وَلِهَذَا أَكْثَرَ عَنْهُ مِنْ الرِّوَايَةِ.
-
وقال ابن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علمًا من سعيد بن المسيب. قال: وإذا قال سعيد: مضت السنة فحسبك به قال: هو عندي أجل التابعين
قال ابن حبان (٣) في الثقات كان من سادات التابعين فقهًا ودينًا وورعًا وعبادة، وفضلًا، وكان أفقه أهل الحجاز وأعبر الناس لرؤيا ما نودي بالصلاة من أربعين سنة إلا وسعيد في المسجد، فلما بايع عبد الملك للوليد وسليمان وأبي سعيد ذلك فضربه هشام بن إسماعيل المخزومي ثلاثين سوطًا وألبسه ثيابًا من شعر وأمر به فطيف به ثم سجن
-
-
-
عروة بن الزبير بن العوام
قال ابن شهاب: كان إذا حدثني عروة ثم حدثني عمرة صدق عندي حديث عمرة حديث عروة فلما بحرتهما إذا عروة بحر لا ينزف
قال يحيى بن أيوب عن هشام بن عروة: كان أبي يقول: إنا كنا أصاغر قوم ثم نحن اليوم كبار وإنكم اليوم أصاغر وستكونون كبارًا فتعلموا العلم تسودوا به ويحتاجوا إليكم فوالله ما سألني الناس حتى نسيت.
يقول عروة: لقد رأيتني قبل موت عائشة بأربع حجج أو خمس حجج وأنا أقول: لو ماتت اليوم ما ندمت على حديث عندها إلا وقد وعيته
-
من كلامه رحمه الله: إذا رأيت الرجل يعمل السيئة فاعلم أن لها عنده أخوات وإذا رأيته يعمل الحسنة فاعلم إن لها عنده أخوات
الأوزاعي
-
قال ابن حبان (٤) في الثقات: كان من فقهاء أهل الشام وقرائهم وزهادهم وكان السبب في موته إنه كان مرابطًا ببيروت فدخل الحمام فزلق فسقط وغشي عليه ولم يعلم به حتى مات
قال أحمد بن حنبل (١) دخل الثوري والأوزاعي على مالك فلما خرجا قال مالك: أحدهما أكثر علمًا من صاحبه ولا يصلح للإمامة، والآخر يصلح للإمامة، يعني الأوزاعي.
قال أبو إسحاق الفزاري: ما رأيت مثل رجلين الأوزاعي والثوري فأما الأوزاعي فكان رجل عامة والثوري كان رجل خاصة ولو خيرت لهذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي لأنه كان أكثر توسعًا وكان والله إمامًا إذ لا نصيب اليوم إمامًا ولو إن الأمة أصابتها شدة والأوزاعي فيهم لرأيت لهم أن يفزعوا إليه
-
-
-
-
-
وكيع
قال الإمام أحمد بن حنبل: ما رأيت أوعى للعلم من وكيع ولا أحفظ منه. وكان مطبوع الحفظ، وكان وكيع حافظًا حافظًا، وكان أحفظ من عبد الرحمن بن مهدي كثيرًا كثيرًا
-
عبد الرحمن بن مهدي ويحيى القطان وكيع هم شيوخ الإمام الأحمد. وكلهم تلاميذ شعبة والثوري.
قال الإمام أحمد: ما رأيت أحفظ من وكيع، وكفاك بعبد الرحمن معرفة وإتقانًا، وما رأيت أوزن لقوم من غير محاباة ولا أشد تثبتًا في الرجال من يحيى، وأبو نعيم أقل الأربعة خطأ
-
البخاري
-
نتاج الإمام البخاري
كتاب التاريخ الكبير
-
منهجه في الكتاب أن يذكر اسم الراوي ونسبه ويذكر شيوخه وأهم طلابه. وقد يذكر بعض أحاديثه ويظهر عللها أو بعض المقولات النقدية في الراوي.
وكل ذلك في عبارات مختصرة وإشارات تحتاج إلى توضيح
من أهم ما تتميز به شخصية البخاري أنه رجل إشارة لا رجل عبارة، فهو يكاد يزن كل كلمة يقولها ويضعها في موضعها المقصود.
من أوائل الكتب التي صُنفت في علوم الرجال ونقد الرجال والأحاديث.
ذلك أن جل الكتب السابقة عليه كانت عبارة عن سؤالات يتوجه بها الطالب إلى شيخه الناقد كما في حالة ابن معين وأحمد بن حنبل (لذلك ظهرت العفوية الهائلة في تعبيرات ابن معين بخلاف).
-
-
أثره في طلابه
أهم من دون مقولات البخاري النقدية كان الإمام الترمذي في سؤالاته للبخاري المطبوع تحت عنوان "العلل الكبير".
-
-
إبراهيم النخعي
قال العجلي (٤): رأى عائشة رؤيا وكان مفتي أهل الكوفة وكان رجلًا صالحًا فقيهًا متوقيًا قليل التكلف، ومات وهو مختف من الحجاج.
أي مات مطاردا ومتخف منه
-
-
-
الكتب المعتمدة في هذا الدرس:
إعلام الموقعين - لابن القيم
المدخل إلى السنن الكبرى - البيهقي
علل الحديث - لابن المديني