Please enable JavaScript.
Coggle requires JavaScript to display documents.
لامية ابن الوردي, أيـنَ نُمـرودُ وكنعانُ ومنْ----مَلَكَ الأرضَ وولَّـى…
-
أيـنَ نُمـرودُ وكنعانُ ومنْ----مَلَكَ الأرضَ وولَّـى وعَـزَلْ
أيـن عادٌ أين فرعونُ ومن----رفـعَ الأهرامَ مـن يسمعْ يَخَلْ
أينَ من سادوا وشادوا وبَنَوا----هَـلَكَ الكلُّ ولـم تُـغنِ القُلَلْ
أينَ أربابُ الحِجَى أهلُ النُّهى----أيـنَ أهـلُ العلمِ والقومُ الأوَلْ
سيُـعيـدُ الله كـلاً منـهمُ----وسيَـجزي فـاعلاً ما قد فَعَلْ
هذا على مذهب أبي البقاء الرندي في قصيدته التي بكى بها الأندلس
لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ فَلا يُغَرَّ----بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ
هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ----مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ
وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ----وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ
فاِسأل بَلَنسِيةً ما شَأنُ مرسِيَةٍ----وَأَينَ شاطِبة أَم أَينَ جيّانُ
وَأَين قُرطُبة دارُ العُلُومِ فَكَم----مِن عالِمٍ قَد سَما فِيها لَهُ شانُ
-
-
-
-
-
شادوا: شاد الشيء رفعه وبناه بالشيد، والشيد الجص فشاد البنيان إذا طلاه بالجص.
ومنه قول الله تعالى وقصر مشيد
قوله "لم تغن القلل": القلل جمع قلة وهي أعلى القصور.
أي لم يحل بينهم وبين الموت ما هم فيه من نعيم الدنيا
-
غِبْ وزُرْ غِبَّاَ تزِدْ حُبَّاً فمـنْ أكثـرَ التَّردادَ أضـناهُ المَلَلْ
خُذْ بحد السَّيفِ واتركْ غِمدهُ واعتبرْ فضلَ الفتى دونَ الحُلُلْ
لا يضـرُّ الفضلَ إقلالٌ كما لا يضرُّ الشمسَ إطباقُ الطَّفَلْ
حُبّكَ الأوطانَ عجـزٌ ظاهرٌ فـاغتربْ تلقَ عن الأهلِ بَدَلْ
فبمُكثِ الماءِ يـبقى آسنـاً وسُـرى البدرِ بهِ البدرُ اكتملْ
أيُّـها العائبُ قـولي عبثاً إن طيـبَ الـوردِ مؤذٍ للجُعلْ
عَدِّ عن أسهُمِ لفظي واستتِرْ لا يُصيـبنَّكَ سهـمٌ مـن ثُعَلْ
لا يـغرَّنَّكَ لينٌ مـن فتىً إنَّ للحيَّـاتِ لينـاً يُـعتـزلْ
أنا مثـلُ الماءِ سهلٌ سائغٌ ومتـى سَخُـنَ آذى وقَتَـلْ
أنا كالخيزور صعبٌ كسُّرهُ وهو لينٌ كيفَ ما شئتَ انفتَلْ
غيرَ أنّي في زمانٍ مَنْ يكنْ فيه ذا مالٍ هو المولَى الأجلّ
واجبٌ عند الورى إكرامُهُ وقليـلُ المـالِ فيهمْ يُستقلْ
كلُّ أهلِ العصرِ غمرٌ وأنا * منهـمُ، فاترك تفاصيلَ الجُمَل
غب: من الغيبة، فعل أمر من الغيبة أي ابتعد عن الناس
غبًّا: أي يوما بعد يوم، لا توالي الزيارة.
أضناه: أمرضه
هذا البيت مأخوذ من الحديث " زُرْ غِبًّا تزدَدْ حُبًّا"، فالإنسان عليه أن يزور أصدقاءه لكن لا يوالي الزيارة إذ في تواليها إجحاف بهم وإصابتهم بالملل.
البيت 2:
هو يرشد إلى أخذ الأمور بقوة، فإذا أردت أن تضرب بالسيف فاضرب بحده لا بغمده. فالإنسان عليه أن يأخذ الأمور بقوة وجد واجتهاد.
واعتبر فضل الإنسان دون النظر والتوقف عند مظهره وشكله
-
-
-
البيت 6:
العائب قولي عابثا: أي يعيب قول الناظم للعبث فقط
الجعل: هو دويبة تعيش في القاذورات والنجاسة، فلعلها تتأدى بالريح الطيب.
فالنظم طيب الرائحة ومن يعيبه هو كالجعل الذي يتأدى بالريح الطيبة.
البيت 7:
عدِّ: أي سر واترك
ثعل: قبيلة من قبائل العرب عرفت بإصابة الرمي.
فهو يتوعد من عاب نظمه وقوله فعليه أن يستتر عن سهامه فهي مصيبة كإصابة سهام بني ثعل.
-
-
اعتزل ذكر الغواني والغزل----وقل الفصل وجانب من هزل
ودع الـذكـرَ لأيـام الـصــبــا----فــلأيــام الصـبــا نـجـمٌ أفــل
إن أهــنـى عـيشـة قضيتهـا----ذهـبـت لـذاتـها والإثــم حــل
واتـرك الغـادة لا تحـفل بها----تُمس في عِـز رفِـيـع وتُجل
والهُ عـن آلـة لهـو أطـربت----وعـن الأمـرد مـرتــج الـكفـل
إن تبدَّى تنكسف شمس الضحى----وإذا ما ماس يزري بالأسل
زاد إن قسـنـاه بالـبـدر سنـا----أوعدلنـاه بغصـن فـاعـتـدل
قد يقصد بالأغاني الغواني وهي المرأة الحسناء التي استغنت بجمالها عن الحلي.
(النسيب = البكاء على الأطلال وندب الديار)
الفصل هو القول الفاصل بين الحق والباطل
الهَزَلُ ضد الجد
-
-
-
اللهو قريب من اللعب إلا أنه يكون مع المتعة واللذة.
واللهو أيضا فسر بمعنى الولد في قوله تعالى ﴿لَوۡ أَرَدۡنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهۡوٗا لَّٱتَّخَذۡنَٰهُ مِن لَّدُنَّآ إِن كُنَّا فَٰعِلِينَ﴾
"الغناء بريد الزنا"
الأمرد هو الشاب الذي لا لحية له.
ومرتج من الاهتزاز
الكفل = المؤخرة
أي ابتعد عن الأمرد الذي يشبه النساء في مشيتهن
(تبدَّى) بمعنى ظهر
أضاف الشمس للضحى لأن الشمس وقت الضحى تكون في أحسن صورها وأتمها
الميس هو الميلان والتبختر ويقال "ماس الرجل" إذا حلق رأسه بالموسى.
(الأسل) هو في الأصل نبت لكن استعير للرماح لأنها تشبهه في الاعتدال والطول والاستواء.
-
(قسناه) = شبهناه
(السنا) = الضياء / أما السناء فهو الرفعة
(عدلناه) = سويناه فالعِدل هو المساوي ومنه قوله تعالى ﴿وَٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمۡ يَعۡدِلُونَ﴾ أي يساوون شيئا بربهم
يجب الابتعاد عن الأمرد الذي يشبه النساء في مشيتهن وهو بلغ من الجمال الحد الكبير فهو إن ظهر كأن شمس الضحى تصاب بالكسوف وإذا ماس يمسي كميس الرماح وإذا قسته بالبدر فهو أجمل من البدر وإذا عدلته بالغصن كان أشد اعتدالا منه
إيْ بُنيَّ اسمعْ وصايا جَمعتْ حِكمـاً----خُصَّتْ بهـا خيرُ المِللْ
أطلبُ العِلمَ ولا تكسَلْ فمـا----أبعـدَ الخيرَ على أهـلِ الكَسَلْ
واحتفـلْ للفقهِ في الدِّين ولا----تـشتغلْ عنـهُ بـمالٍ وخَـوَلْ
واهـجرِ النَّومَ وحصِّلهُ فمنْ----يعرفِ المطلوبَ يـحقرْ ما بَذَلْ
لا تـقلْ قـد ذهبتْ أربابُهُ----كلُّ من سارَ على الدَّربِ وصلْ
في ازديادِ العلمِ إرغامُ العِدى----وجمالُ العلمِ إصـلاحُ العمـلْ
أي حرف نداء
والتصغير هنا للتحبب.
والوصية من الشفيق إلى المشفق عليه.
قال بعضهم في الحكمة "هي العلم المقرون بالعمل"
خير الملل المقصود بها أمة الإسلام.
-
يقول لسان الدين ابن الخطيب: الكسل مزلقة الربح ومسخرة الصبح".
لا تصحب الكسلان في حالاته----كم من صالح بفساد آخر يفسد
عدوى البليد إلى الجليد سريعة----كالجمر يوضع في الرماد فيخمد
ومن فاته التعليم وقت شبابه----فكبر عليه أربعا لوفاته
وحياة الفتى والله بالعلم والتقى----إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته
"احتفل" أي اهتم بالتفقه في الدين.
والفقه لغة هو الفهم.
والمقصود هنا علوم الشريعة.
فإن فقيها واحدا متورعا----أشد على الشيطان من ألف عابد
-
قال الإمام الغزالي: في كثرة النوم ضياع الأعمار وفوت التهجد وبلادة الطبع وقساوة القلب والعمر أنفس الجواهر وهو رأس مال العبد فيه يتجر والنوم موت فكثيره ينقص العمر.
"اهجر النوم وحصله" أي حصل العلم
لا تقل ذهبت أربابه: أي لا تقل ذهب أهل العلم ولم يبقوا. فهذا خلاف وعد الله.
سر على طريق العلم وستصل.
"الدرب" ليست من كلام العرب بل هي مُعرَّبة وأصلها يطلق على الحدود.
-
وافتكر في منتهى حسن الذي----أنت تـهـواه تـجـد أمــراً جلل
واهجر الخمرة إن كنت فتى----كيف يسعى في جنونٍ مَن عقل
واتـق الله فـتــقوى الله مـا----جـاورت قـلب امـرئ إلا وصـل
ليس من يقطع طرقاً بطـلاً----إنـمـا مـن يـتـقي الله البـطـل
صَدِّق الشرع ولا تركن إلى----رجـل يـرصـد في اللـيل زحـل
حارت الأفكار في قدرة من----قـد هـدانـا سـبْلـنـا عـز وجـل
كتب الموت على الخلق فكم----فلَّ من جيش وأفنى من دول
(افتكر): هو افتعل من الفكر وهو إعمال الخاطر في الشيء. الفكر إعمال النفس بالمعقولات وأما إعمالها بالمحسوسات فيسمى تخيلا.
أي أعد النظر إلى نهاية كل شيء تهواه فسترى أنها نهاية سيئة وفي هذا أمر جلل.
و(الجلل) من كلمات الضد فهي تستعمل ويقصد العظيم أوالحقير
فالمرء عليه أن يبذل جهده ووقته في طاعة الله تعالى وفي تعلم العلم فإن العلم إذا أنفقت منه زاد وأما المال فإنك إذا أنفقت منه نقص وإذا لم تنفق منه كنت بخيلا
خليلي أفن العمر غير الممدد
على نشب إن منه واسيت يزدد
ولا تفنين العمر في جمع ما إذا
بخلت به تذمم وإن جدت ينفد
الهجر هو الترك بالكلية
الخمر يفسد العقل، والعقل من الكليات التي أجمعت كل الشرائع على وجوب حفظها.
كيف يسعى الإنسان إلى أن يغيب عقله؟
بعد التخلية بدأ الناظم في التحلية.
فأول ما دعى إلى التحلي به تقوى الله تعالى.
والتقوى معيار الأفضلية في هذه الأمة، لذلك قال الصحابة عند نزول آية ﴿إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ﴾ قالوا "ضاع النسب"
التقوى وسيلة للرزق وللعلم ولوضوح الرؤية والتفريق بين الحق والباطل.
إنارة العقل مكسوفٌ بطوع هوى
وعقل عاصي الهوى يزداد تنويرا
-
-
-
-
أعـذبُ الألفاظِ قَولي لكَ خُذْ----وأمَـرُّ اللفظِ نُطـقي بِلَعَـلّْ
مُلكُ كسرى عنهُ تُغني كِسرةٌ----وعـنِ البحرِ اجتزاءٌ بالوَشلْ
اعـتبر (نحن قسمنا بينهم)----تـلقهُ حقاً (وبالحـق نـزلْ)
ليس ما يحوي الفتى من عزمه----لا ولا ما فاتَ يومـاً بالكسلْ
اطـرحِ الدنيا فمنْ عاداتها----تخفِضُ العاليْ وتُعلي مَنْ سَفَلْ
عيشةُ الزاهد في تحصيلِها----عيشـةُ الجاهـد بل هذا أذلْ
كَـمْ جَهولٍ وهو مفرط مُكثراً----وحكيـمٍ ماتَ منهـا بالعِلَلْ
كمْ شجاعٍ لم ينلْ فيها المنى----وجبـانٍ نـالَ غاياتِ الأملْ
أحلى الألفاظ أن تكون أنت المعطي وأن تكون يدك هي اليد العليا، وأمر لفظ يخرج من الفم هو أن يستجدي الإنسان غيره.
كسرة من الخبز تغني عن ملك كسرى، أي أن الكثير من الدنيا يغني عنه القليل.
والوشل هو الماء القليل، يقال "وشل المطر" إذا قل وانقطع.
فماء البحر يمكن أن يستغنى عنه بالوشل أي الماء القليل الذي يتقاطر.
القناعة رأس مال لا ينفد وكنز لا يفنى.
البيت 3:
هو يريد منك أن تعتبر بقوله تعالى ﴿نَحۡنُ قَسَمۡنَا بَيۡنَهُم مَّعِيشَتَهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ﴾
فالرزق لا يكسب بالدهاء ولا بالحيلة، فليس لابن آدم إلا ما كتب له وما كتب له سيصل إليه لا محالة.
البيت 4:
ما حواه الإنسان ليس من عزمه وإنما هو قسمة من الله سبحانه وتعالى.
فالله تعالى أخبر عن الرزق بصيغة الماضي في قوله تعالى: ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ ثُمَّ رَزَقَكُمۡ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡۖ ﴾ فهو أمر مرفوع منه لا مكن للإنسان أن يأخذ أكثر من رزقه ولا يبقى من رزقه شيء إلى وصل إليه.
وما قسمه له لا يفوته وإن تكاسل
-
البيت 6:
عيشة الزاهد في الدنيا والجاهد فيها سواء، فكل إنما ينال حظه ونصيبة منها. بل إن الجاهد فيها أذل من الزاهد فيها.
يقول يحيى بن معاذ: "في اكتساب الدنيا ذل النفوس، وفي اكتساب الآخرة عز وفوز، فيا عجبا لمن يختار المذلة بطلب ما يفنى ويترك العز الذي يبقى"
البيت 7/8:
...وعرفت كالميزان ترفع ناقصا----أبدا وتخفض لا محالة زائدا
كم شجاع لم يصل إلى مبتغاه، وكم جبان نال غايات في هذه الدنيا، فمن شأنها أن ترفع الأراذل وتضع الأعالي.
وهي لا تساوي عند الله جناح بعوضة...فتأمل
وادَّرع جداً وكداً واجتنبْ----صُحبةَ الحمقى وأربـاب الـخَلَلْ
بـينَ تبـذيرٍ وبُخلٍ رُتبةٌ----وكِـلا هـذيـنِ إنْ زادَ قَتَـلْ
لا تخُضْ في حـق سادات مَضَوا----إنـهم ليسوا بـأهلِ للزَّلَلْ
وتغاضى عـن أمورٍ إنـه لـم----يـفُزْ بالحمدِ إلا من غَفَلْ
ليسَ يخلو المرءُ مِنْ ضدٍّ ولَو----حاولَ العُزلةَ في راسِ الجبَلْ
مِلْ عن النَمَّامِ وازجُرُهُ فما----بلّغَ المـكروهَ إلا مـن نَقَـلْ
دارِ جارَ السُّوءِ بالصَّبرِ وإنْ----لـمْ تجدْ صبراً فما أحلى النُّقَلْ
(ادرع جدا): أي اجعل الجد والكد درعا لك ولا تكسل.
الحماقة حدها بعضهم بأنها قلة الإصابة ووضع الشيء في غير الموضع الذي يؤتى فيه.
وذكر الحكماء من علامات الأحمق أنه سريع الجواب ويكثر الالتفات ويتعجل في الحكم ويفرط في الضحك...
والخلل هو العيب
فعلى المرء أن يتخير من يصاحب، فالطباع تسرق الطباع
الكرم هو حسنة بين سيئتين، سيئة التبذير وسيئة البخل.
فالتبذير هو صرف المال فيغير حق شرعي، والبخل هو إمساك المال عن الحقوق الشرعية.
يقول الحكماء: "التدبير يثمر وينمي القليل، والتبذير يمحق ويدمر الكثير"
قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لما سئل عن الفتنة التي وقعت بين ماعوية وعلي رضي الله عنهما: "تلك دماء طهر الله منها سيوفنا أفلا نطهر منها ألسنتنا"
-
-
-
المداراة هي الملاطفة، "دار" أي لاطف.
يقول الحسن البصري رحمه الله: ليس حسن الجوار كف الأذى عن الجار، ولكن حسن الجوار الصبر على أذى الجار".
(فما أحلى النقل) أي إن لم تجد صبرا على أذاه فلا تؤذه وانتقل عنه.
جانِبِ السُّلطانَ واحذرْ بطشَهُ----لا تُـعـانِدْ مَنْ إذا قـالَ فَعَلْ
لا تَلِ الحكـمَ إنْ هُمْ سألوا----رغـبةً فيكَ وخالفْ مَنْ عَذَلْ
إنَّ نصفَ الناسِ أعداءٌ لمنْ----ولـيَ الأحكامَ هذا إن عَدَلْ
فهو كالمحبوسِ عن لذَّاتـهِ----وكِلا كفّيه فـي الحشر تُغَلْ
إنَّ للنقصِ والاستثقالِ فـي لفظةِ----القاضي لَوَعظا أو مَثَلْ
لا تُوازى لذةُ الحُكمِ بـما----ذاقَهُ الشخصُ إذا الشخصُ انعزلْ
فالولاياتُ وإن طابتْ لمنْ----ذاقَـها فالسُّمُّ فـي ذاكَ العَسَلْ
نَصَبُ المنصِبِ أوهـى جَلَدي----وعنائـي من مُداراةِ السَّفلْ
قَصِّرِ الآمـالَ فـي الدنيا تفُزْ----فدليـلُ العقلِ تقصيرُ الأملْ
إن منْ يطـلبهُ المـوتُ على----غِـرَّةٍ منـه جديرٌ بالوَجَـلْ
قال ابن مسعود رضي الله عنه: إن الرجل ليدخل على ذي سلطان ومعه دينه، فيخرج وليس معه دينه، قيل: كيف ذلك؟ قال: يرضيه بما يسخط الله"
ويقول ابن عياض: "اجتنبوا أبواب الملوك فإنكم لا تصيبون من دنياهم شيئا إلا أصابوا من آخرتكم ما هو أفضل منه"
قال بعض العلماء: إن العالم إذا أكل من مال ذي سلطان احترق لسانه عن قول الحق"
-
-
-
-
-
-
فاتـركِ الحيلةَ فيها واتَّكِلْ----إنـما الحيلةُ فـي تركِ الحِيَلْ
أيُّ كفٍّ لمْ تفد مما تفد----فرمـاهـا اللهُ منـها بـالشَّلَلْ
لا تقلْ أصلي وفَصلي أبداً----إنما أصلُ الفَتى ما قـد فعلْ
قدْ يسودُ المرءُ من غير أبٍ----وبِحسنِ السَّبْكِ قدْ يُنفى الزغّلْ
وكذا الوردُ منَ الشَّوكِ وما----يَنـبُتُ النَّرجسُ إلا من بَصَلْ
مع أني أحمـدُ اللهَ على نسبـي----إذ بـأبي بكرِ اتَّصلْ
قيمـةُ الإنسانِ مـا يُحسنُهُ----أكثـرَ الإنسـانُ منـها أمْ أقَلْ
أُكـتمِ الأمرينِ فقراً وغنى----واكسَب الفَلْسَ وحاسب من بَطَلْ
سميت الكف كفا لأنها تكف الأذى عن البدن ويكف بها صاحبها كل ما يأتيه. ويقصد بها اليد.
"لم تفد" أي لم تفد الناس ولم تعطهم
"مما تفد" أي مما تستفيد منه مما أنعم الله عليها
فالبخيل الذي لا يعطي الناس مما يستفيد ومما أعطاه الله، فحق كفه الشلل.
والبخيل هو الذي يمنع ما أوجبه الله عليه شرعا وما أوجبته المروءة. والبخل من أدوإ الداء.
قال الحسن البصري رحمه الله: لم أر أشقى بماله من البخيل لأنه في الدنيا يهتم بجمعه وفي الآخرة يحاسب على منعه، غير آمن في الدنيا من همه، ولا ناج يوم القيامة من إثمه، عيشته في الدنيا عيشة الفقراء وحسابه في الآخرة حساب الأغنياء"
يكفي البخيل سوء ظنه بالله سبحانه وتعالى.
حتى البخيل يبغض البخيل
الأصل هو الآباء والفصل هم الذرية.
العصامي # العظامي
فالعصامي من اختط لنفسه طريق المشي وبنى المجد بنفسه، أما العظامي فهو الذي يفتخر بعظام نخرة..
سبك الذهب إذابته لصياغته.
(الزغل) هو ما على الذهب أو الفضة من الغش. فإذا نقي وصيغ الذهب انتفى عنه الزغل.
كذلك الإنسان قد يكون وضيع الآباء والنسب لكنه بعمله يصان حتى يصير شريفا.
فكما أن الورد أغصانه من الشوك والنرجس ينبت من بصل فكذلك الإنسان لا يلزم من وضاعة أصله وضاعة فرعه ولا من شرف أصله شرف فرعه.
-
الفقير عليه أن يكتم فقره والغني عليه أن يكتم غناه.
الفقير الصابر سريع الحساب.
الذي يترك العمل وهو قادر عليه جدير أن يحاسب وأن يلام على ذلك (من بطل = من خسر)، أهل البطالة التاركين للعمل يجب محاسبتهم
معنى كلمة أدب
-
-
-
ثم تطور معنى الكلمة ليدل على الكلام البليغ المؤثر في النفس الصادر عن العاطفة. وهو يشمل فنين كبيرين هما الشعر والنثر.
فالشعر هو الكلام الموزون المقفى والنثر هو الكلام البليغ غير الموزون (خطب، حكم، أمثال...)
جَمِّلِ المَنطِقَ بالنَّحو فـمنْ----يُـحرَمِ الإعرابَ بالنُّطقِ اختبلْ
انـظُمِ الشِّعرَ ولازمْ مذهبي----فـي اطَّراحِ الرَّفد لا تبغِ النَّحَلْ
فهوَ عنوانٌ على الفضلِ وما----أحسنَ الشعرَ إذا لـم يُـبتـذلْ
ماتَ أهلُ الفضلِ لم يبقَ سوى----مقرف أو من على الأصلِ اتَّكلْ
أنـا لا أخـتارُ تـقبيلَ يدٍ----قَـطْعُها أجملُ مـن تلكَ القُبلْ
إن جَزتني عن مديحي صرتُ في----رقِّها أو لا فيكفيني الخَـجَلْ
"النحو" في لغة العرب هي لمعان كثيرة أوصلها البعض لخمسة معان.
القصد: نحا الشيء بمعنى قصده
الجهة: نحو الشيء أي جهته
المقدار: نحو الشيء مقداره
البعض: نحو الشيء يعضه
واصطلاحا هو علم مستنبط من استقراء كلام العرب يعرف به أواخر الكلام إعرابا وبناء.
وسمي بالنحو لقول علي بن أبي طالب "انح هذا النحو يا أبا الأسود".
والنحو قنطرة الآداب وهو مفتاح كلام العرب الذي نزل به القرآن.
الخبل هو الحيرة التي تفسد عليه الإصابة بالقول.
"اطرح" بمعنى ترك
"الرفد" هو العطاء أي ما يعطاه الشاعر.
فالشاعر الذي يمدح/يتملق بشعره مقابل دراهم، فإنه يعطي شيئا عظيما مقابل شيء تافع
الشعر عنوان الفضل إن كان صالحا.
المُقرِف هو الرذيل ذنيء الهمة وضعيف العزيمة
"من على الأصل اتكل" أي من اتكل على فضل آبائهم.
أي لا أقبل يد ملوك أيديهم الأولى أن تقطع فكيف أقبلها.
إن أعطتني هذه اليد منحة على مدحها صرت عبدا ورقا لها، وإذا مدح ولم يجاز على مدحه فذلك مدعى للخجل والحياء.
فاستغن بالدين عن دنيا الملوك كما اسغنى الملوك بدنياهم عن الدين.
قال الحسن البصري: لا يزال الرجل كريما عند الناس حتى يطمع في دنياه، فإذا فعل ذلك استخفوا به وكرهوا حديثه وأبغضوه"