Please enable JavaScript.
Coggle requires JavaScript to display documents.
المدخل إلى الفقه الإسلامي
(التأهيل الفقهي), مصطلحات في المذهب المالكي,…
-
-
ترجمة الإمام مالك
الفقه المالكي برمته لم يقل به الإمام مالك لكنه ينسب إليه من حيث أصوله فالإمام مالك رحمه الله هو الذي قعد وأصل لهذا المذهب أصوله وقواعده سواء بما قاله هو أو بما خرجه عليه واجتهد من جاء بعده من الفقهاء بناء على أصوله.
الاسم والنسب: مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي.
اختلف في نسبه بعد ذلك مع الاتفاق على كونه من قحطان (من بني أسد إحدى أشهر قبائل العرب)
أبو عامر الأصبحي كان صحابيا شهد المغازي كلها مع رسول الله ﷺ خلا بدرا.
ومالك جد الإمام مالك يعد من كبار التابعين ويروي عن عدد من الصحابة منهم سيدنا عمر وطلحة وأم المؤمنين عائشة وأبي هريرة رضي الله عنهم. ومما يحكى في سيرته أنه أحد الأربعة الذين حملوا سيدنا عثمان رضي الله عنه ليلا إلى قبره وغسلوه ودفنوه.
أمه العالية بنت شريك، ومما يحكى أن الإمام مالكا لما سأل أمه أن يذهب ويكتب العلم قالت له أمه "تعالى فالبس ثياب العلم" فألبسته ثيابا مشمرة ووضعت الطويلة فوق رأسه وعممته فوقها ثم قالت له اذهب فاكتب الآن.
وكانت تقول له "اذهب إلى ربيعة الرأي فتعلم من أدبه قبل علمه"
التاريخ: ولد على أشهر الروايات سنة 93 للهجرة في منطقة يقال لها ذو المروة، وتوفي سنة 179 للهجرة
وتشهد في وفاته وقال "لله الأمر من قبل ومن بعد"
طلب العلم وهو صغير جدا وحضر الحلق وهو صغير.
وكان يتبع غلال الشجر ليتفرغ لطلب العلم، فكانت أخته تقول لأبيه "هذا أخي لا يأوي مع الناس" فيقول لها "يا بنية إنه يحفظ حديث رسول الله ﷺ"
مما يحكى من الوقائع التي رفعت من همة الإمام مالك أن أباه ألقى عليه وعلى أخيه، الذي كان أكبر منه، مسألة فأصاب أخو الإمام وأخطأ مالك. فقال له أبوه "ألهتك الحمام عن طلب العلم" فغضب الإمام مالك وانقطع إلى ابن هرمز 7 سنين لم يخلطه بغيره.
وكان الإمام مالك أثناء طلبه للعلم يجعل في كفه ثمرا يناوله صبيان ابن هرمز فيقول لهم "إن سألكم أحد عني فقولوا له إنى مشغول".
يقول الإمام مالك انقطعت إلى ابن هرمز سبع سنين، لم أخلطه بغيره، وكنت أجعل في كمي تمرًا، وأناوله صبيانه، وأقول لهم: إن سألكم أحد عن الشيخ؛ فقولوا مشغول.
وصف ابن هرمز مرة الإمام مالك بأنه عالم الناس
عبادته وتقواه: قيل لأخت مالك "ما كان شغل مالك في بيته؟ قالت المصحف والتلاوة"
قال ابن مهدي: ما رأيت أحدا أهيب ولا أتم عقلا من مالك ولا أشد تقوى.
قال مثل ذلك هارون الرشيد والإمام أحمد بن حنبل.
قال ابن وهب: لو شئت أن أملأ ألواحي من قول مالك "لا أدري" لفعلت.
ولم يكن الإمام مالك وحده من يقول هذه الكلمة كما قال صاحب مراقي السعود"فالكل من أهل المناحي الأربعة يقول لا أدري فكن متبعا"
حينما يقول الإمام مالك لا أدري فذلك يكون سببا للخلاف في النقل عنه والنسبة إليه.
العلم والذكاء:
حديث النبي ﷺ {ليضربن الناس أكباد الإبل في طلب العلم، فلا يجدون أعلم من عالم المدينة} قال ابن عيينة في شرحه للحديث "هو مالك" ما ترك على ظهر الأرض مثله. واجتمع كلام العلماء على أن المقصود هو مالك.
تأهل للفتيا وجلس للإفادة وله 21 سنة وهو في مدينة رسول الله ﷺ، مع قوله "ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك"
قال الشافعي: "إذا ذكر العلماء فمالك النجم"
خلقه وأدبه:
يقول ابن وهب وهو من تلاميذ الإمام مالك "الذي تعلمنا من أدب الإمام مالك أكثر من الذي تعلمناه من علمه"
كان كثير الصمت قليل الكلام متحفظا للسانه.
قال ابن المبارك "كان مالك أشد الناس مداراة للناس وترك ما لا يعنيه"
قال ابن أبي أويس "كان مالك يستعمل الإنصاف ويقول ليس في الناس أقل منه فأردت المداومة عليه"
وكان أحسن الناس خلقا مع أهله وولده وكان يقول "في ذلك مرضاة لربك ومثراة في مالك و منسأة في أجلك" (منسأة بمعنى زيادة)
دور الاستقرار
-
ظهر أيضا خلال دور الاستقرار مبدأ التمييز في المعتمد من التشهير بين المدارس الفقهية عند اختلافها.
فإذا اختلفت المدارس في تشهير قول من الأقوال فالذي استقر عليه علماؤنا هو الترتيب التالي
-
مما يبين تقديم المدرسة المصرية
قصة رحيل أسد بن فرات إلى طلاب مالك المصريين بعد وفاته، فهذه إشارة إلى تقديمهم.
كذلك ما حكاه أسد من قصة قدومه على الإمام مالك رحمه الله قال أسد: "...كان إذا أصبح (أي مالك) خرج آذنه ليأمر الناس فأدخل أهل المدينة ثم أهل مصر ثم عامة الناس فكنت أدخل معهم فرأى مالك رغبتي في العلم فقال لآذنه أدخل القروي مع المصريين"
فالإمام مالك نفسه يقدم المصريين على غيرهم خلا أهل المدينة إذ كانوا أهل البلد.
-
هذا تمييز نسبي فلا يكون مطلقا قطعيا.
مثلا في مسألة وجوب الحج على الفور أو التراخي اختلف في قول مالك.
العراقيون شهروا أنه واجب على الفور والمغاربة شهروا أنه واجب على التراخي إلى خوف الفوات.
إن أخذنا بقاعدة التمييز النسبي بين المدارس لرُجِّح قولُ المغاربة، إلا أن القول المقدم والمُرجح هو قول العراقيين.
العلماء ينظرون في معايير مختلفة من قرب إلى أصول الإمام مالك + ما يكون أقوى دليلا + ...
فإذا تساوت الأدلة والمعايير والمراتب آنئذ نتعامل بهذا الترتيب والتقديم بين المدارس
-
هذا الدور هو دور المختصرات وبدأ فيه التأليف المستقل.
فالكلام مرتب فيه تقرير للأحكام دون بيان لرتبة هذا القول أو غيره، فهو خلاصة ما كان من أقوال سابقة.
ومن أشهر المختصرات
-
جامع الأمهات لابن الحاجب وشروحه
يكاد يكون ما بعده من المؤلفات معتمد عليه، إذ جمع خلاصة ما في الأمهات. فما كان فيها من ترجيح بين أنه المعمول به وما كان فيه من تساو بين الأقوال كذلك بينه.
فهو يعطي نظرة كاملة للمذهب في أقواله ورواياته وتحرير الأحكام فيه.
الشيخ خليل شرح الأمهات في كتابه التوضيح،
وخدمه أيضا في مختصره الذي صار هو المختصر الأشهر في المذهب المالكي.
كان خليل في شرحه يعترض على ابن الحاجب أحيانا، ويرد بعض أقواله.
يرجح مسألة في شرحه على مختصر ابن الحاجب ويعارض فيها ابن الحاجب لكنه حينما يأتي إلى مختصره يقرر ما قرره ابن الحاجب.
هكذا كان علماؤنا لا ينقل أحد القول بناء على ترجيحه الشخصي، إنما يذكر ذلك في شرحه أو في خدمته على كتاب، أما من يسأله فهو يفتيه على المشهور.
ها هو الإمام المازري الذي قيل أنه بلغ الاجتهاد المطلق كان لا يفتي بغير المشهور.
والإمام الشاطبي صاحب الموافقات حينما أفتى قال "لا أستحل على نفسي أن أفتي بغير المشهور".
حينما تأتي الفتوى فالعلماء يفتون بالمشهور في المذهب، وهذا من مقاصد المذهبية في عدم تشتيت الناس. فإن أتى كل واحد ورجح لاختلط الأمر على الناس.
فلم يكن يفتى ابتداء بغير المشهور إلى إذا كان هناك داع.
شرح شروحا كثيرة، منها شرح الامام ابن فرحون وابن عبدالسلام .
لا يقف العلماء عند الشرح دون التحرير فيبينون أحيانا أن ما وقف عليه ابن الحاجب ليس هو المشهور وإنما المشهور قول آخر.
فالعملية النقدية لم تتوقف
ابن الحاجب عالم له آلة العلوم النقلية والعقلية واللغوية
فأقواله يستشهد بها في النحو والصرف والأصول أنه سار مسارا معينا.
فهو صاحب الكافية والشافية في النحو والصرف، وصاحب مختصر في الأصول كان يسمى قرآن الأصوليين.
فكيف لمن كان هذا حاله أن لا يحرر وأن يقف عند النسخ والتقليد.
من بداية القرن السابع الهجري/بظهور مختصر ابن الحاجب الفرعي إلى عصرنا.
استقرت الأحكام والترجيح للروايات فصار علماؤنا يسيرون على تأليف خاص (المختصرات).
-
-
كذلك ظهر الترجيح بين أقوال علماء الدور الثاني.
فمثلا ابن رشد والمازري وعبد الوهاب متساوون في التشهير.
ابن رشد > ابن يونس > اللخمي
دور النشأة
بدأت تبرز فيه معالم المدارس الرئيسية
وكل مدرسة تجدها تختص وتتفرد بما أخذته عن الإمام مالك دون غيرها سواء في المنهج العلمي أو في رواياتها.
سنعرف أثر الاختلاف بين هذه المدارس وكيف يكون الترجيح بينها عند اختلاف الأقوال والروايات المنسوبة إلى الإمام مالك.
-
-
-
المدرسة المغربية
أولوا المدونة وأقوال الإمام مالك عناية خاصة من بحث في ألفاظها وتصحيح الروايات، تتبع سياقات الآثار وضبط أسانيد الأخبار...
أمهات المذهب التي جمعت أقوال الإمام مالك خلال هذا الدور
واختيار أربعة دواوين يبين صنيع علماءنا في التمييز بين الأقوال ونقدهم إياها.
فعلماؤنا مايزوا في فترة مبكرة بين الكتب والدواوين.
الأمهات الأربعة
"المدونة لسحنون" وهو كتاب المذهب
وهذه المدونة فيها عمل نقدي كبير.
وهي في أصلها عمل نقدي لكتاب "الأسدية" للإمام أسد بن الفرات.
أسد بن الفرات رحل إلى العراق ولقي تلاميذ أبي حنيفة وكان يدون عنهم ويسألهم. وحين سمع بوفاة الإمام مالك حزن وندم فرحل إلى مصر ليأتي تلاميذ الإمام مالك (لم يرحل إلى المدينة كي يدرك تلاميذ مالك بل إلى مصر لأن أبرز تلاميذ مالك ممن يؤخذ عنهم روايات الإمام مالك كانوا من طلابه المصريين).
رحل إلى الإمام ابن وهب يسأله عن أجوبة مالك في هذه المسائل التي دونها عن طلاب الإمام أبي حنيفة، فتورع ابن وهب فذهب أسد إلى ابن القاسم فأجابه إلى ما طلب. وكان ابن القاسم دقيقا في أجوبته عن مسائل أسد، فأجابه في ما يحفظ عن مالك بقوله وفي ما شك بقوله "أحسب/أشك..."
عند نهاية تدوين أسد وارتحاله إلى إفريقية (تونس) كان قد طلب منه ابن القاسم أن يقابل جواباته الشفهية (جوابات ابن القاسم) على أصوله المسموعة. فالإمام ابن القاسم دفع إليه السماعات وأراد منه أن يقابلها ويتحقق منها.
انظر إلى غاية هذا الاحتراز والتوثق.
حينما اكتملت الأسدية تلقفها العلماء بالقبول وهي فيها خلاصة أجوبة الإمام مالك وأجوبة طلابه الذين لازموه ملازمة كبيرة.
سحنون أخذ هذه الأسدية ونسخها فرحل بها إلى ابن القاسم وأتم التوثق والتوثيق النقلي فأخذ يقابل السماعات التي تنسب إلى ابن القاسم وكان هذا سنة 188هـ. فما أثبته ابن القاسم صار معتمدا، وغيَّر ما وجب تغييره وبدل ما كان شك فيه واستدرك أشياء كان أملاها ابن القاسم على أسد من حفظه.
فكان تصحيح الأسدية أولا على يد أسد ثم بعدها تصحيح ثان من ابن القاسم نفسه على ما كان من عمل أسد حينما جاءه سحنون نفسه.
بعدما رجع سحنون إلى موطنه بدأ يهذب الكتاب ويعيد ترتيبه بالتدوين والتبويب والاستشهاد بالآثار وإضافة خلاف كبار أصحاب الإمام مالك، وكان هذا في سنة 191 للهجرة.
الموازية لمحمد ابن المواز
وهو يعتبر أحد النقاد الكبار وأحد محرري المذهب كما وصفه ابن أبي زيد القيراواني
ضمت سماعات أئمته الذين تفقه عنهم (ابن الماجشون، ابن عبد الحكم...) وضمت كذلك اختياراته هو وترجيحاته بين الأقوال.
"العتبية" للعتبي وتسمى المستخرجة
جمع فيها عددا من الروايات والأسمعة عن الإمام مالك مما أغفل عن الجمع والتدوين.
سواء كانت قرأها أصحابها على الإمام مالك نفسه أو كان مما يؤتى بها فيأمر الطلاب بإضافتها إلى المستخرجة/العتبية
-
-
-
مختصرات ابن عبد الحكم
تعتبر من أوائل المختصرات في المذهب المالكي وفيها جمع سماعاته هو من الإمام مالك وسماعات كبار تلاميذ الإمام مالك من علماء مصر كابن القاسم وأشهب وابن وهب.
وهذه المختصرات كان عليها عمل مالكية العراق فخدموها خدمة كبيرة.
هي ليست من الأمهات الأربع ولا من تتمة الدواوين لكنها تعتبر من الكتب التي كانت في الطبقة الأولى والتي كان عليها مدار التفقه والعمل والتحرير وستنبني عليها كتب ومؤلفات في الدور التالي.
بدأ بنشأة المذهب على يد الإمام مالك وانتهى بنبوغ عالم العراق القاضي اسماعيل.
هذا الدور يغلب عليه أنه جمعت فيه أقوال الإمام مالك رحمه الله ولتلاميذه فيما ينسبونه للإمام ويرونه عنه بحسب اجتهاداته وتغيرها.
-
قد يتغير اجتهاد الإمام مالك في نظره للمسألة وهو أمر طبيعي عند العلماء والمجتهدين.
فقد يختلف قول الإمام مالك بناء على اجتهاده هو أو بناء على خلاف الفقهاء ممن جاء بعد الإمام مالك في تحريرهم للقول المعتمد الذي يصح أن ينسب للإمام.
دور التطور (التحرير)
-
-
في هذا الدور بدأ العلماء في الترجيح والتمييز بين ما ورثوه من أقوال ودواوين. فهذا الإمام ابن رشد (الجد)، وهو من علماء هذا الدور يقول "المدونة قدَّمت على غيرها من الدواوين بعد موطأ الإمام مالك، ويروى: أنه ما بعد كتاب الله كتاب أصح من موطأ مالك- رحمه الله- ، ولا بعد الموطأ ديوان في الفقه أفيد منها"
أيضا يحكي الإمام ابن أبي جمرة عن بعض شيوخه أنه كان يقول "إذا اختلف الناس عن مالك فالقول ما قاله ابن القاسم وعلى ذلك اعتمد شيوخ الأندلس وإفريقية"
وكان الترجيح حتى في الأقوال التي داخل المدونة نفسها. ينسب إلى الفقيه أبي محمد صالح أنه كان يقول: "يفتى بقول مالك في الموطأ، فإن لم يجده فبقوله بالمدونة، فإن لم يجده فبقول ابن القاسم فيها (أي في المدونة) وإلا فبقوله (أي ابن القاسم) في غيرها، وإلا فبقول الغير في المدونة وإلا فأقاويل أهل المذهب"
لماذا هذا المقام لابن القاسم؟
لازم الإمام مالك أكثر من 20 سنة وبقي معه حتى توفي، وكان لا يغيب عن مجلسه إلا لعذر وكان عالما بالمتقدم والمتأخر.
قال الإمام النسائي في ابن القاسم: "ابن القاسم ثقة، رجل صالح سبحان الله ما أحسن حديثه وأصحه عن مالك، ليس يختلف في كلمة ولم يرو أحد الموطأ عن مالك أثبت من ابن القاسم وليس أحد من أصحاب مالك عندي مثله ... هو عجب من العجب، الفضل والزهد صحة الرواية وحسن الدراية وحسن الحديث..."
-
التحرير في اللغة معناه التخليص وإزالة الأمور الزائدة والتقويم.
المحرر هو من يستطيع نسبة الأقوال ومعرفة المشهور ومعرفة ما يكمن الاعتماد عليه من الأقوال.
علماء هذا الدور ورثوا كمّا كبيرا من أقوال الإمام مالك من علماء الدور السابق، فكان دور هؤلاء تحرير ما ورثوا من أولئك
-
-
-
-
-
-
-
-