Please enable JavaScript.
Coggle requires JavaScript to display documents.
البناء العقدي, اليوم الآخر, الإيمان بالكتب والرسل, الصحابة وأهل البيت,…
البناء العقدي
منهج في التعامل مع القضايا العقدية:
لا يكن دخولك إلى القضية العقدية من باب "ما قول المخالف وكيف نرد عليه" إنما يكون الدخول من باب "ما الذي قال الله ورسوله ﷺ فيها" فتفهم حدود القضية في الوحي ثم تنظر بعد ذلك إلى المخالفين وأقوالهم ولماذا وكيف خالفوا
هذا المنهج يقي من الوقوع في الغلو في الرد على المخالف. فمن يبدأ بدراسة أقوال المخالفين للرد عليهم قد يقع في التفريط إن كان المخالف أفرط أو في الإفراط إن كان المخالف فرّط. ويكون في كلا الحالين مجانبا للصواب وما عليه الوحي وغافلا عن مقاصد الوحي في تلك القضية العقدية.
فمن يبني دينه على ردود الأفعال فسيظل متدبدبا أما من يبني دينه على أساس الوحي وما أنزل الله تعالى وما بينه رسول الله ﷺ فهو الذي يسير على قدم راسخة ثابتة فلا يدفعه غلو لغلو آخر.
-
أساس القضايا العقدية نزل في الوحي، بعد ذلك وقع الخلاف من طوائف في قضايا متعلقة بأركان الإيمان في تفاصيلها وفي غيرها.
لما تأخذ أقوال هذه الطوائف سمة التيار العقدي تزداد قيمة هذه القضية بمقدار وجود هذه المخالفة فيها.
اليوم الآخر
من أعظم وأثمن ما في عقيدة الإسلام
وهو من أهم معتقدات الإسلام الباعثة على العمل.
من أراد أن يدرس العقيدة دراسة مثمرة فليركز على الإيمان باليوم الآخر تحديدا.
ومن فقد الإيمان باليوم الآخر فقد أهم بواعث العمل: ﴿أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ ۞ فَذَٰلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلۡيَتِيمَ﴾
كلما آمنت بهذا اليوم إيمانا يقينيا فستنبعث على العمل. وقوة الانبعاث بحسب درجة يقينك في هذا اليوم.
الإيمان باليوم الآخر يدخل فيه الإيمان به مجملا والإيمان به على التفصيل.
التفاصيل الواجب الإيمان بها بحسب ما ورد منها في النصوص الشرعية.
اليوم الآخر له مقدمات في الحياة الدنيا.
من مات فإنه ينتقل من الدنيا إلى مقدمات اليوم الآخر وهو عالم البرزخ.
وهذا العالم فيه أمور مرتبطة بالعالم الدنيوي وأخرى مرتبطة بالعالة الأخروي، إلا أنه أقرب للعالم الأخروي.
الإنسان حين يموت يدخل في سلسلة من الأحداث، وهي في الحقيقة تبدأ عند الاحتضار قبل أن تفيض الروح.
قال النبي ﷺ: "ولَكِنَّ المُؤْمِنَ إذا حَضَرَهُ المَوْتُ بُشِّرَ برِضْوانِ اللَّهِ وكَرامَتِهِ، فليسَ شَيءٌ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا أمامَهُ؛ فأحَبَّ لِقاءَ اللَّهِ، وأَحَبَّ اللَّهُ لِقاءَهُ، وإنَّ الكافِرَ إذا حُضِرَ بُشِّرَ بعَذابِ اللَّهِ وعُقُوبَتِهِ، فليسَ شَيءٌ أكْرَهَ إلَيْهِ ممَّا أمامَهُ؛ كَرِهَ لِقاءَ اللَّهِ، وكَرِهَ اللَّهُ لِقاءَهُ."
هذه الأحداث في ظرف الدنيا قبل أن تفيض الروح
﴿يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّٰلِمِينَۚ وَيَفۡعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ﴾
فسر النبي ﷺ هذه الآية كما في صحيحي البخاري ومسلم بما يتعلق بفتنة القبر وسؤالِ الملكين العبد عن ربه ودينه ونبيه، فالتثبيت المذكور في الآية هو تثبيت عند هذه الأسئلة.
يأخذ الروح ملكان فيصعدان بها إلى السماء
قال النبي ﷺ: إذا خرجتْ روحُ العبدِ المؤمنِ تلقَّاها ملَكان يصعدانِ بها – فذكر من ريحِ طِيبِها – ويقولُ أهلُ السماءِ : روحٌ طيبةٌ ، جاءتْ من قِبَلِ الأرضِ ، صلَّى اللهُ عليكِ ، وعلى جسدٍ كنتِ تعْمُرِينَه ، فيُنطلقُ به إلى ربِّه ، ثم يقولُ : انطلقوا به إلى آخرِ الأجلِ ، وإنَّ الكافرَ إذا خرجتْ روحُه – فذكر من نَتِنِها – ويقولُ أهلُ السماءِ : روحٌ خبيثةٌ جاءتْ من قِبَلِ الأرضِ ، فيُقالُ : انطلقوا به إلى آخرِ الأجلِ
نفختان، الأولى نفخة إماتة يصعق بها كل من لم يمت.
بعدها نفخة إحياء وبعث
﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هَلۡ نَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ رَجُلٖ يُنَبِّئُكُمۡ إِذَا مُزِّقۡتُمۡ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمۡ لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدٍ﴾
انظر كيف استهزأ المشركون من عقيدة البعث.
بعدما يبعث الناس فإنهم يشهدون عالما مضطرب غاية الاضطراب:
زلزلة + سماء منشقة + بحار مسجرة + جبال كالعهن المنفوش... ﴿يَوۡمَ تُبَدَّلُ ٱلۡأَرۡضُ غَيۡرَ ٱلۡأَرۡضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُۖ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ ٱلۡوَٰحِدِ ٱلۡقَهَّارِ﴾
والشمس تدنو من الناس فتملأ الدنيا عرقا.
حينها يفزع الناس إلى الرسل، وهذا معناه أن الناس يأتون الآخرة بذاكرة الدنيا، ذاكرة مفصلة. فهم يأتون كل رسول واصفين إياه بالصفات التي ذكرها الله عنه في القرآن.
المقام المحمود: معنى كونه محمودا أن الخلائق كلها تحمد النبي ﷺ على هذا المقام إذ كل الناس يحتاجون إلى شفاعة النبي ﷺ في ذلك المكان.
وقد شرع الله تعالى لأمة محمد ﷺ أن تدعو له ﷺ بأن يبعثه الله تعالى هذا المقام المحمود.
-
- ثم يفصل الله بين العباد وينصب الميزان وتعرض المكتب والصحائف.
والكتاب فيه كل شيء محصي، فيأخذ كل كتابه.
﴿فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقۡرَءُواْ كِتَٰبِيَهۡ ۞ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَٰقٍ حِسَابِيَهۡ﴾ هنا ظننت بمعنى أيقنت، هذا هو اليقين الذي تحدثنا عنه من قبل، فهو أيقن بلقاء حسابه فاستعد له وانبعث للعمل.
هناك أيضا أحداث عامة متعلقة يتمييز فئات من الناس، فالغادر مثلا له لواء يعرف به يوم القيامة ويفضح به.
يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر.
كما أن هناك حساب خاص هناك حساب عام كذلك. من الأحداث العامة ما يتعلق بالرسل وأقوامهم وأممهم.
فكل أمة تكون مع رسولها وستسأل الرسل ﴿فَلَنَسَۡٔلَنَّ ٱلَّذِينَ أُرۡسِلَ إِلَيۡهِمۡ وَلَنَسَۡٔلَنَّ ٱلۡمُرۡسَلِينَ﴾ ﴿يَوۡمَ يَجۡمَعُ ٱللَّهُ ٱلرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبۡتُمۡۖ قَالُواْ لَا عِلۡمَ لَنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّٰمُ ٱلۡغُيُوبِ﴾
وسيسأل الرسل هل بلغوا أم لم يبلغوا، فتنكر الأمم رسلهم ويشهد محمد ﷺ وأمته للأنبياء أنهم قد بلغوا الرسالة.
الناس يدخلون الجنة على دفعات، قال النبي ﷺ: "أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الجَنَّةَ علَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، والذينَ علَى آثَارِهِمْ كَأَحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ في السَّمَاءِ إضَاءَةً، قُلُوبُهُمْ علَى قَلْبِ رَجُلٍ واحِدٍ، لا تَبَاغُضَ بيْنَهُمْ ولَا تَحَاسُدَ، لِكُلِّ امْرِئٍ زَوْجَتَانِ مِنَ الحُورِ العِينِ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِن ورَاءِ العَظْمِ واللَّحْمِ."
جهنم لا تكون موجودة أول ما يبعث الناس، ثم تأتي بها الملائكة تجرها.
ثم يوضع الصراط ويعبر عليه الناس حسب أعمالهم.
وتقوم على جنبتي الصراط الرحم والأمانة فالقاطعون للأرحام والخائنين للأمانات يندمون على الصراط.
وفي صحيح مسلم، قال النبي ﷺ: يَجْمَعُ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى النَّاسَ، فَيَقُومُ المُؤْمِنُونَ حتَّى تُزْلَفَ لهمُ الجَنَّةُ، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فيَقولونَ: يا أبانا، اسْتَفْتِحْ لنا الجَنَّةَ، فيَقولُ: وهلْ أخْرَجَكُمْ مِنَ الجَنَّةِ إلَّا خَطِيئَةُ أبِيكُمْ آدَمَ، لَسْتُ بصاحِبِ ذلكَ، اذْهَبُوا إلى ابْنِي إبْراهِيمَ خَلِيلِ اللهِ، قالَ: فيَقولُ إبْراهِيمُ: لَسْتُ بصاحِبِ ذلكَ، إنَّما كُنْتُ خَلِيلًا مِن وراءَ وراءَ، اعْمِدُوا إلى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ الذي كَلَّمَهُ اللَّهُ تَكْلِيمًا، فَيَأْتُونَ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فيَقولُ: لَسْتُ بصاحِبِ ذلكَ، اذْهَبُوا إلى عِيسَى كَلِمَةِ اللهِ ورُوحِهِ، فيَقولُ عِيسَى صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: لَسْتُ بصاحِبِ ذلكَ، فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَيَقُومُ فيُؤْذَنُ له، وتُرْسَلُ الأمانَةُ والرَّحِمُ، فَتَقُومانِ جَنَبَتَيِ الصِّراطِ يَمِينًا وشِمالًا، فَيَمُرُّ أوَّلُكُمْ كالْبَرْقِ قالَ: قُلتُ: بأَبِي أنْتَ وأُمِّي أيُّ شيءٍ كَمَرِّ البَرْقِ؟ قالَ: ألَمْ تَرَوْا إلى البَرْقِ كيفَ يَمُرُّ ويَرْجِعُ في طَرْفَةِ عَيْنٍ؟ ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ، ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ، وشَدِّ الرِّجالِ، تَجْرِي بهِمْ أعْمالُهُمْ ونَبِيُّكُمْ قائِمٌ علَى الصِّراطِ يقولُ: رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ، حتَّى تَعْجِزَ أعْمالُ العِبادِ، حتَّى يَجِيءَ الرَّجُلُ فلا يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إلَّا زَحْفًا، قالَ: وفي حافَتَيِ الصِّراطِ كَلالِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بأَخْذِ مَنِ اُمِرَتْ به، فَمَخْدُوشٌ ناجٍ، ومَكْدُوسٌ في النَّارِ. والذي نَفْسُ أبِي هُرَيْرَةَ بيَدِهِ إنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ لَسَبْعُونَ خَرِيفًا.
الحوض: جعل الله تعالى للنبي ﷺ حوضا يرفد بنهرين من أنهار الجنة.
قال النبي ﷺ : "إنِّي لَبِعُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ النَّاسَ لأَهْلِ اليَمَنِ، أَضْرِبُ بعَصَايَ حتَّى يَرْفَضَّ عليهم. فَسُئِلَ عن عَرْضِهِ فَقالَ: مِن مَقَامِي إلى عَمَّانَ، وَسُئِلَ عن شَرَابِهِ فَقالَ: أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ العَسَلِ، يَغُتُّ فيه مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنَ الجَنَّةِ، أَحَدُهُما مِن ذَهَبٍ، وَالآخَرُ مِن وَرِقٍ. وفي روايةٍ: أَنَا يَومَ القِيَامَةِ عِنْدَ عُقْرِ الحَوْضِ."
من يشرب منه فإنه لا يظمأ بعده أبدا.
وهناك ناس يحرمون من الشرب من الحوض، كما جاء عن النبي ﷺ : "أنا فَرَطُكُمْ علَى الحَوْضِ، ولَيُرْفَعَنَّ مَعِي رِجالٌ مِنكُم ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي، فأقُولُ: يا رَبِّ أصْحابِي، فيُقالُ: إنَّكَ لا تَدْرِي ما أحْدَثُوا بَعْدَكَ."
الشفاعة (شفاعة بعد دخول أصحاب النار النار)
فيشفع النبي ﷺ والملائكة والأنبياء والمؤمنون إلا أنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضاه الله عز وجل.
المؤمن في الآخرة يشفع لصاحبه المؤمن في الدنيا وذلك قبل أن يدخل أهل الجنة الجنة وبعد أن يدخل أهل النار النار.
جاء عن النبي ﷺ: "والذي نَفْسِي بيَدِهِ، ما مِنكُم مِن أحَدٍ بأَشَدَّ مُناشَدَةً لِلَّهِ في اسْتِقْصاءِ الحَقِّ مِنَ المُؤْمِنِينَ لِلَّهِ يَومَ القِيامَةِ لإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ في النَّارِ، يقولونَ: رَبَّنا كانُوا يَصُومُونَ معنا ويُصَلُّونَ ويَحُجُّونَ، فيُقالُ لهمْ: أخْرِجُوا مَن عَرَفْتُمْ، فَتُحَرَّمُ صُوَرُهُمْ علَى النَّارِ، فيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا قَدِ أخَذَتِ النَّارُ إلى نِصْفِ ساقَيْهِ، وإلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ يقولونَ: رَبَّنا ما بَقِيَ فيها أحَدٌ مِمَّنْ أمَرْتَنا به، فيَقولُ: ارْجِعُوا فمَن وجَدْتُمْ في قَلْبِهِ مِثْقالَ دِينارٍ مِن خَيْرٍ فأخْرِجُوهُ ... فَيَشْفَعُ النَّبِيُّونَ والمَلَائِكَةُ والمُؤْمِنُونَ، فيَقولُ الجَبَّارُ: بَقِيَتْ شَفَاعَتِي، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فيُخْرِجُ أقْوَامًا قَدِ امْتُحِشُوا، فيُلْقَوْنَ في نَهَرٍ بأَفْوَاهِ الجَنَّةِ، يُقَالُ له: مَاءُ الحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ في حَافَتَيْهِ كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَمِيلِ السَّيْلِ"
"أقُولُ: يا رَبِّ، ائْذَنْ لي فِيمَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، قالَ: ليسَ ذاكَ لَكَ، أوْ قالَ: ليسَ ذاكَ إلَيْكَ، ولَكِنْ وعِزَّتي وكِبْرِيائِي وعَظَمَتي وجِبْرِيائِي، لأُخْرِجَنَّ مَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ"
يدخل فقراء المهاجرين الجنة قبل الأغنياء بأعوام. (أصحاب الجد، أي الغنى،محبوسون)
غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار، فأصحاب النار أول من يكتمل دخولهم إلى حيث يصيرون.
أما أصحاب الجنة فمنهم من دخلوا قبلهم ومنهم من يدخل الجنة بعد أن يدخل أصحاب النار النار. فما يكتمل دخول أهل الجنة إلا بعد أهل النار.
الجنة نعيم محض.
قال بعض الصحابة "ليس في الجنة شيء من الدنيا إلا الأسماء".
جاء عن النبي ﷺ: " إنَّ أهْلَ الجَنَّةِ يَأْكُلُونَ فيها ويَشْرَبُونَ، ولا يَتْفُلُونَ ولا يَبُولونَ ولا يَتَغَوَّطُونَ ولا يَمْتَخِطُونَ. قالوا: فَما بالُ الطَّعامِ؟ قالَ: جُشاءٌ ورَشْحٌ كَرَشْحِ المِسْكِ، يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ والتَّحْمِيدَ، كما تُلْهَمُونَ النَّفَسَ. وفي رواية: إلى قَوْلِهِ: كَرَشْحِ المِسْكِ"
فَضلاتِ الطَّعامِ تَخرُجُ على هَيئةِ جُشاءٍ، وهو صَوتُ يَخرُجُ مِنَ الفَمِ عندَ امْتلاءِ المَعِدَةِ، «ورَشْحٌ» أي: عَرَقٌ يكونُ «كَرَشْحِ المِسكِ» أي: كَريحِه وطِيبِه.
جاء عن النبي ﷺ: "إذا دَخَلَ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، قالَ: يقولُ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: تُرِيدُونَ شيئًا أزِيدُكُمْ؟ فيَقولونَ: ألَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنا؟ ألَمْ تُدْخِلْنا الجَنَّةَ، وتُنَجِّنا مِنَ النَّارِ؟ قالَ: فَيَكْشِفُ الحِجابَ، فَما أُعْطُوا شيئًا أحَبَّ إليهِم مِنَ النَّظَرِ إلى رَبِّهِمْ عزَّ وجلَّ". وفي رواية: وزادَ ثُمَّ تَلا هذِه الآيَةَ: ﴿لِلَّذِينَ أحْسَنُوا الحُسْنَى وزِيادَةٌ﴾
من أجمل ما في الجنة كذلك العلاقة مع الملائكة وهي شيء جميل حقا
الإيمان بالكتب والرسل
الله تعالى يحب أن يؤيد رسله بالبينات.
وأقام سبحانه وتعالى الدلائل على ربانية هذا الكتاب العزيز وعلى صدق النبي ﷺ.
دلائل النبوة تقسم من ينكرها أو يجحدها والقرآن دائما يغلب من يعارضه.
وهذا باب من العلم شريف يزداد شرفا كلما ازداد الناس جحودا وانكارا.
كلما ازداد اليقين كان التعامل مع الكتاب والسنة مختلف تماما.
فلما ذكر النبي ﷺ أهل الغرف في الجنة وسُئل من هم قال ﷺ: "رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين"
أليس من هم في منزلة سفلى ممن آمنوا بالله وصدقوا المرسلين؟ بلى ولكن يقين واستحضار أولئك أعلى من يقين هؤلاء.
ما يميز الصديق ومنزلة الصديقية هي كمال التصديق وهو ما اجتمع فيه أمران:
أن يكون التصديق مبنيا على علم حقائق ما صدق به، فالعلم من أهم مغذيات الصديقية.
+
دوام الاستحضار بحيث أن اليقين دائما حي في قلبه
(دوام الاستحضار هو نتيجة تمام اليقين الناتج عن تمام العلم)
-
مما يزيد الإنسان يقينا بالكتاب وبالنبي ﷺ، هو العمل بما جاء في الكتاب وفي هدي النبي ﷺ.
والموافقة العملية للمعتقدات النظرية ورؤية آثار هذا التطبيق العملي للأصل النظري يجعل في النفس حالة من التصديق لا تتأتى بمجرد المعرفة النظرية.
﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ﴾
إيمانك بهذه الآية بعد أن ترى بعينيك إجابة الله لدعائك وتحقيقه لمسألتك درجة لا تتأتى بمجرد التصديق النظري.
﴿قالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطۡمَئِنَّ قَلۡبِيۖ﴾ أي يزداد يقيني
بما أن محمد ﷺ آخر الرسل وهذا الكتاب آخر الرسالات وآخر الكتب فقد أبقى الله الدلائل المثبتة لصحة ما أنزل ولصدق من أرسل قائمة إلى يوم القيامة.
وجوب الإيمان بالكتب والرسل وهو من أركان الدين والملة، فلا يكفي الإيمان بالنبي محمد ﷺ وبالقرآن وحسب.
وهذا الإيمان يكون بقدر ما نزل في الشريعة، فما نزل مجملا آمنا به مجملا وما نزل مفصلا آمنا به مفصلا.
وجوب تعظيم هؤلاء الرسل والاقتداء بهم.
واهتداءنا بهدي الرسل أعلى من قدرة اهتدائنا بالكتب التي أنزلت إليهم.
الله تعالى قد فصل لنا من أخبارهم وأحوالهم بالمصدر الصحيح المتصل في الصحة (القرآن) ما لم يفصله لنا عن الكتب التي أنزلت إليهم.
نحن مأمورون باتباع الرسل عموما أما الكتب فنحن مأمورون بالإيمان بها وأن فيها ما هو محفوظ من التحريف وفيها ما هو محرف، فلا نؤمن إلا بما ثبت لنا عن طريق الشريعة الإسلامية من أنه من عند الله تعالى.
هل شرع من قبلنا هل هو شرع لنا؟
ما جاءنا عن طريق الشارع من ما هو متعلق بأخبا الأمم السابقة فهو يعتبر من شرعنا لأن الله أو النبي ﷺ قصه علينا، ما لم يأتي ناسخ له.
يجب تعظيم القضية المشتركة بين الرسل بشكل خاص.
وهي قضية توحيد الألوهية من استسلام له تعالى وانقياد وإخلاص للعبادة وتوحيد القصد والطلب.
فهذه هي القضية التي خلقت السماوات والأرض لأجلها.
-
في إرسال الرسل وإنزال الكتب إشارة إلى أن البشر لا يستغنون عن النور الإلهي ولا يهتدون بأنفسهم.
وأن الرسل على عظم مكانتهم وقدرهم، لا يستطيعون أن يهدوا الناس بأنفسهم وإنما يحتاجون إلى نور من عند الله وكتاب من عنده.
فنحن أحوج لهذا النور منهم.
فالهداية محصورة في ما أوحاه الله وأنزله.
وجعل الله في النفس قابلية واستعدادات تتلقى دلائل الوحي كالقدرة على الاهتداء والتفكر والتأمل.
وجعل في النفس فطرة يدرك بها حاجته إلى الله سبحانه وتعالى.
في الإسلام تقريب وجمع بين أنبياء الله سبحانه وتعالى وبين الكتب التي أنزلها الله، فهي كلها راجعة إلى مصدر واحد إذ الله تعالى من أرسلها وهو الذي أنزل الكتب.
فما اجتمع عليه الرسل وتلك الكتب هو أعظم ما ينبغي الانتباه له إذ هو ما تكرر إرساله ودعوة البشرية إليه منذ أن خلق الله تعالى آدم إلى قيام الساعة.
فكل الرسل دعوا إلى الاستسلام والحضوع والانقياد القلبي لله تعالى وحذروا من كل ما يناقض هذا الاستسلام.
لذلك يسمي الله تعالى كل الأديان بالإسلام ويسمي كل الطاعة التي تحدث مع كل الأنبياء بالإسلام.
فمع أننا في زمن بعيد عن زمن آدم فنحن لا زلنا على نفس النظام ونفس الأصل.
وهذا الأصل الذي هو الاستسلام والانقياد لله تعالى هو المقياس الذي تحاكم إليه الأديان، فما انحرف منها عن هذا الأصل فقد زاغ عن الحق.
﴿لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَأَنزَلۡنَا ٱلۡحَدِيدَ فِيهِ بَأۡسٞ شَدِيدٞ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥ وَرُسُلَهُۥ بِٱلۡغَيۡبِۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٞ﴾
﴿ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦۚ وَقَالُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ غُفۡرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيۡكَ ٱلۡمَصِيرُ﴾
﴿وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ﴾
الإيمان بالكتب وأن القرآن مهيمن عليها وأنه أعظم ما نزل من عند الله تعالى.
وجعل الله هذا القرآن محفوظا بشكل عجيب كتابة وحفظا.
وارتباط أمة الإسلام بكتابها لا مثيل له عند الأمم السابقة.
الصحابة وأهل البيت
الآيات الواردة في القرآن
لننظر من أسس مذهبه ودين على القرآن
آيات نزلت في أوقات مختلفة يمتدح الله فيها الصحابة ويثني عليهم. فمن الآيات ما نزل في غزوة بدر ومنها ما نزل في بني النضير ومنها ما نزل في الحديبية وفتح مكة ومنها ما نزل في تبوك
﴿مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيۡنَهُمۡۖ تَرَىٰهُمۡ رُكَّعٗا سُجَّدٗا يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗاۖ سِيمَاهُمۡ فِي وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ ٱلسُّجُودِۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِۚ وَمَثَلُهُمۡ فِي ٱلۡإِنجِيلِ كَزَرۡعٍ أَخۡرَجَ شَطَۡٔهُۥ فََٔازَرَهُۥ فَٱسۡتَغۡلَظَ فَٱسۡتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ يُعۡجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلۡكُفَّارَۗ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِنۡهُم مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمَۢا﴾
-
هذه الآية من الآيات التي نزلت متأخرة في السنة السادسة للهجرة (19 من البعثة) فجاءت مادحة لسيرة الصحابة رضوان الله عليهم.
والمخالفون يزعمون أن كل من كان حول النبي ﷺ هم منافقون ينصون على كفرهم وردتهم إلا القليل.
فإذا كانت الآية نزلت بعد كل هذه المدة وكل هذه المسيرة للصحابة تمدحهم كلهم وبشكل مفصل (والمدح المفصل أعظم من المدح المجمل) فكيف بعد هذا يقولون بقولهم هذا.
وانظر كيف أن الآية أخبرت بأن هذه أصل لم يرد في القرآن فحسب، بل ورد ذكره في التوراة والانجيل. فقضية عدالة هؤلاء الصحابة الكرام قضية عميقة غيبية هي من الإيمان والحديث عنها منذ زمن بعيد.
وقول أهل السنة موافق لما أتت به الآية بخلاف القول المخالف فهو لا ينسجم مع قول القرآن البتة. بل وقولهم فيه طعن للنبي ﷺ إذ منهم من يقول أنه ﷺ لم يكن يدري أو أنه كان مستضعفا.
﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ﴾
﴿لَّقَد تَّابَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلنَّبِيِّ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ ٱلۡعُسۡرَةِ مِنۢ بَعۡدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٖ مِّنۡهُمۡ ثُمَّ تَابَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّهُۥ بِهِمۡ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ﴾
سورة التوبة هي أهم سورة التي تفضح المنافقين، ففي السورة التي يأتي فيها فضح المنافقين والحديث عن صفاتهم يأتي فيها مدح المهاجرين والأنصار.
وهذا يدل أنهم براءاء من النفاق ومن اتهمهم بالنفاق فهو مخالف لرب العالمين.
هذه السورة من آخر ما نزل ومن آخر الأحداث في سيرة النبي ﷺ فهي متعلقة بغوزة تبوك فهي بعد الحديبية بثلاث سنوات.
-
-
نص بعض العلماء أن السابقون الأولون هم من أسلموا قبل الفتح.
لكن حتى من لم يكن من السابقين فهو مشمول بالمدح.
وفي نفس الآية ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ﴾ الذين اتبعوهم بإحسان من الصحابة وغيرهم
﴿وَمَا لَكُمۡ أَلَّا تُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَٰثُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ لَا يَسۡتَوِي مِنكُم مَّنۡ أَنفَقَ مِن قَبۡلِ ٱلۡفَتۡحِ وَقَٰتَلَۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَعۡظَمُ دَرَجَةٗ مِّنَ ٱلَّذِينَ أَنفَقُواْ مِنۢ بَعۡدُ وَقَٰتَلُواْۚ وَكُلّٗا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ﴾
-
﴿وَإِن يُرِيدُوٓاْ أَن يَخۡدَعُوكَ فَإِنَّ حَسۡبَكَ ٱللَّهُۚ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَيَّدَكَ بِنَصۡرِهِۦ وَبِٱلۡمُؤۡمِنِينَ ۞ وَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡۚ لَوۡ أَنفَقۡتَ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مَّآ أَلَّفۡتَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّهُۥ عَزِيزٌ حَكِيمٞ﴾
نص من الله تعالى على إيمان هؤلاء الذين أيدوا رسول الله ﷺ وهذه آية من سورة الأنفال التي وردت في غزوة بدر.
فالذين نصروا رسول الله ﷺ هم المؤمنون وهكذا لقبهم ووصفهم الله تعالى فمن سلبهم هذا الوصف فهو يعاند الله تعالى
﴿لِلۡفُقَرَآءِ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأَمۡوَٰلِهِمۡ يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ ۞ وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ۞وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ﴾
-
الأحاديث الواردة في الصحابة
وهي مرويات موافقة للقرآن بخلاف ما عند المخالف من المرويات المعارضة للقرآن والمضاربة له.
المرويات المروية في الصحابة تجمع ولا تفرق.
مرويات أهل السنة من نزاهتها وانصافها أن فيها امتداح لأئمتكم من أهل البيت الذين كانوا في زمن النبي ﷺ.
الميزان الموضوعي النقدي المتعلق بقواعد توثيق الرواية علم شريف اختص به أهل السنة ولم ينالوا عشر معشاره ولا قريب من ذلك. فأخذنا للروايات على علم وفهم وبصيرة.
أهل السنة لا يجدون حرجا في نقل الأحاديث التي تذكر فضائل أهل البيت
وهذا يشبه كيف أنك إذا أسلمت لم تخسر إيمانك بمن كنت تؤمن به من الرسل كعيسى أو موسى عليهم السلام. فأنت تربح محمدا ﷺ ولا تخسرهم.
وهذا ينطبق تماما على أهل السنة في معتقدهم من الصحابة وأهل البيت، فأنت تربح الصحابة ولا تخسر أهل البيت.
فتجد أئمة المسلمين كالإمام أحمد بن حنبل يبدأ مسنده بالعشرة المبشرين ثم يعقبهم بأهل البيت ثم يذكر مسند بني هاشم فيقدم قرابة رسول الله ﷺ
-
نصوص خاصة في صحابة بأعيانهم
وهي كثيرة جدا
إلا أن كل هذه الروايات في فضائلهم لا يفهم منها عصمتهم رضوان الله عليهم
فالصحابة يخطئون ويصيبون إلا أنهم أفضل هذه الأمة.
ومن الأخطاء التي وقع فيها منها ما نص الله في كتابه أنه عفى عنهم فيها:
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوۡاْ مِنكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِ إِنَّمَا ٱسۡتَزَلَّهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ بِبَعۡضِ مَا كَسَبُواْۖ وَلَقَدۡ عَفَا ٱللَّهُ عَنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٞ﴾
بل لا تجد خطأ وقع فيه صحابي أعظم من الخطأ الذي وقع فيه حاطب بن أبي بلتعة، ومع ذلك قال فيه النبي ﷺ {ما يُدْرِيكَ، لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ علَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقالَ: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ، فَهذا الذي جَرَّأَهُ}
-
فضائل عمر
لما تذكر عمر مع الشيعة تتذكر علا قة اليهود مع جبريل عليه السلام إذ قالوا فيه: ذلك عدو اليهود من الملائكة.
فعمر عدو الشيعة من الصحابة.
-
اختلاف المسلمين واقتتالهم لا يسلبهم اسم الإيمان كما جاء في سورة الحجرات.
وثبت أن النبي ﷺ أثبت اسم الإيمان للفئتين المختلفتين من الصحابة بعد ذلك قال النبي ﷺ: {إنَّ ابْنِي هذا سَيِّدٌ، ولَعَلَّ اللَّهَ أنْ يُصْلِحَ به بيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ.}
كما ورد أنَّ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذكَر ناسًا يكونونَ في أمَّتِه يخرُجونَ في فِرقةٍ مِن النَّاسِ سِيماهُم التَّحليقُ هم مِن شِرارِ النَّاسِ أو هم مِن شرِّ الخَلْقِ تقتُلُهم أدنى الطَّائفتَيْنِ إلى الحقِّ.
الفرقة المارقة هي الخوارج، وأدنى الطائفتين إلى الحق كانت طائفة علي رضي الله عنه.
من الآيات قرآنية في فضل أهل البيت
﴿إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا﴾
-
الأحاديث الواردة في فضل أهل البيت
حديث غدير خم
قال النبي ﷺ
{...وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُما كِتَابُ اللهِ، فيه الهُدَى وَالنُّورُ، فَخُذُوا بكِتَابِ اللهِ، وَاسْتَمْسِكُوا به، فَحَثَّ علَى كِتَابِ اللهِ وَرَغَّبَ فِيهِ، ثُمَّ قالَ: وَأَهْلُ بَيْتي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ في أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ في أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ في أَهْلِ بَيْتي}
-
هي قضية أقل شأنا من أصول الدين الكبرى لكنها تعتبر من أصول الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة خاصة بعد وقوع الاختلافات. فصارت هذه القضية مما يميز أهل السنة والجماعة.
لن نبدأ في الحديث بالخوض في ماهية الخلاف مع الطوائف الأخرى وكيفية الرد عليهم، إنما نبدأ كما يجب البدأ وذلك بالرجوع إلى حدود الموضوع في الوحي ومقاصد الوحي فيه.
هل هذه القضية قضية عقدية في ذاتها؟
أي هل تكون من ضمن العقيدة وإن لم يكن فيها خلاف؟
هل هناك نصوص شرعية في الوحي فيها أخبار يجب أن نعتقدها تجاه أصحاب رسول الله ﷺ؟
الجواب نعم
لكن مع ظهور الخلاف ونشأت الطوائف، ازدادت هذه القضية أهمية وقيمة ومكانة. وصار العلماء ينصوص عليها نصا حين يتحدثون عن عقيدة أهل السنة والجماعة.
-
الإيمان بالقدر
-
الإيمان بالقضاء والقدر لا يستلزم نفي إرادة المخلوق أو العبد.
كون الخالق أراد أمرا لا يعنى أنه لم يجعل للعبد اختيارا.
إلا أن ارادة العبد مستقلة من كل وجه، فهي إرادة تحت إرادة ﴿وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمٗا﴾ فالآية تثبت للمخلوق إرادة.
هناك اتجاه نفى "تشاءون" وهم الجبرية
والاتجاه المقابل نفى "أن يشاء الله" وهم القدرية
النافون للقدر تفاوتوا في نفيهم، فمنهم من نفى علم الله وهؤلاء كفار، ومنهم من نفى خلق أفعال العباد.
هذا اتجاه وليست فرقة معينة، فداخل هذا الاتجاه توجد فرق. مثلا داخل القدرية نجد المعتزلة
أهل السنة والجماعة يثبتون المشيئتين، لكن هذا لا يعني أن الفعل ينشأ بالتساوي بين المشيئتين.
فمشيئة الله هي المشيئة الغالبة ومشيئة العبد تبقى مؤثرة.
نثبت أن للعبد اختيارا من جهة الشرع ومن جهة الواقع. فالشرع يثبت أن لك اختيارا حقيقيا تفعل به وليثبت أن هناك ما هو خارج عن قدرتك وإرادتك ويجري عليك رغما عنك.
والشرع يخبرنا أن حتى الأفعال التي نختارها هو تحت علم الله وتقديره ومشيئته.
الإيمان بالقدر باب غامض متعلق بعلم الله وقدرته وإرادته وحكمته.
لا يمكننا بإدراكنا المحدود الإحاطة بعلم الله.
﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ﴾
ففي باب القدر يجب على الإنسان أن يعرف قدره ومحدوديته وصغره وجهله فتسلم لما جاء عن الله تعالى في باب القدر، فإن أشكل على المرء شيء أو طرأت عليه شبهة فعليك أن تقول "آمنت بقضاء الله وقدره وبعلمه وآمنت بأنه لا يظلم أحدا شيئا ولا يظلم مثقال ذرة"
-
الجمع بين الإيمان بالقدر وبين الإيمان بحقيقة كون العبد مختارا وله إرادة هو جمع بين القدر والشرع، كما اصطلح عليه العلماء.
(الشرع بمعنى التكليف)
هناك من غلى في إثبات القدر فأدى ذلك إلى ضعف الشعور بالتكليف في أنفسهم، وهناك من غلى في إثبات التكليف إلى درجة نفي القدر.
من أثبت القدر إثباتا صحيحا فسيؤي ذلك إلى في نفسه إلى الجمع بين القدر والشرع.
فتؤمن بالقضاء والقدر وتؤمن بأهمية العمل والتكليف الذي عليك.
فيسير المؤمن على قدمين بشكل متزن، فإن أصابك شيء حمدت الله ورضيت بقضائه وقدره، وتؤمن كذلك أن مكلف مختار عليك العمل.
مسائل الكتابة:
الكتابة مختلفة ومتعددة
فهناك كتابة قبل أن يخلق الله السماوات والأرض وهذه لا يزاد فيها ولا ينقص فلا تبدل ولا تغير.
وهناك الكتابة في رحم الأم فيكتب الرزق والأجل والمصير
وهناك كتابة ليلة القدر أو القدر الذي يكون ليلة القدر ﴿فِيهَا يُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِيمٍ﴾
فلما يأتي الكلام في بعض الآثار عن تغيير الأقدار فالذي يغير ليس ما كان في أصل الكتاب إنما تغير الصحف التي بأيدي الملائكة التي فيها أقدار الشخص والتي كتبت بعد الكتابة الأولى
﴿يَمۡحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثۡبِتُۖ وَعِندَهُۥٓ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ﴾ من المفسرين من جعل هذه الآية في هذه القضية.
ذكر الإمام ابن القيم في كتابه "شفاء العليل" بأن الإيمان بالقدر هو قطب رحى التوحيد ونظامه ومبدأ الإيمان وتمامه.
الإيمان بالقدر من أهم موضوعات علم العقيدة، ولا يكتمل الإيمان بهذا الركن إلا بما يتحقق من خلاله من ثمرات. ففيه جزء اعتقادي وجزء سلوكي ناتج عن الجانب الاعتقادي.
هو باب عظيم من أبواب العمل والسلوك إلى الله تعالى، يعني هذا أنك لن تحقق العبادة تحقيقا صالحا إلا إذا كنت مؤمنا بالقضاء والقدر.
لهذا قال الإمام بن القيم أن الإيمان بالقدر هو أساس درجة الإحسان، وسيكون بيان هذه العلاقة
الواجب على المؤمن الإيمان بما جاء واضحا في باب القدر وترك التنقيب عن أعماقه وعن ما هو غامض فيه.
في هذا السيق وردت الأحاديث التي تنهى عن الخوض في باب القدر.
الدخول في الكيف واللماذا والتوهم بأن الإنسان بمحدوديته يستطيع أن يجيب عن الأسئلة في باب القدر ليس صوابا.
فالقدر سر من أسرار الله تعالى كما قال علي بن أبي طالب.
العلم بالله
الأسماء والصفات
في الحديث عن الأسماء والصفات استحضر دائما عظمة الله وجلاله
الحديث عن الأسماء والصفات هو توقيفي وليس بابا اجتهاديا
-
-
-
كان الصحابة دائما يسألون النبي ﷺ إن أشكل عليهم فهم شيء. لكن باب الأسماء والصفات لم يكن مشكلا عليهم.
فهم في فهمهم للأسماء والصفات تعاملوا معها كما تعاملوا مع بقية نصوص القرآن في الفهم.
فكما كانوا يفهمون آيات الأحكام وآيات الجزاء كذلك كانوا يفهمون آيات الأسماء والصفات.
ما كانوا يقولون أنهم نصوص لا معنى لها أو أن معانيها لا تدرك، بل كانوا يدركون مقتضاها ويتفاعلون معها مباشرة
قاعدة: باب الأسماء والصفات ليس لها تعامل مختلف عن التعامل مع باقي نصوص الشريعة.
ما يتعامل به مع بقية النصوص من قواعد الفهم واللغة العربية وسياق القرآن يتعامل به أيضا مع الأسماء والصفات.
قكل ما يقال في كيفية فهم نصوص الشريعة في مختلف الأبواب، يقال في كيفية فهم الأسماء والصفات فهي ليست بابا خاصا له قوانيه الخاصة.
من الأسباب التي أدت إلى معاملة الأسماء والصفات معاملة مختلفة عن باقي نصوص الشريعة: خلفيات ثقافية أخرى، دخول الترجمة على العلوم الإسلامية
فتنة خلق القرآن هي قضية متعلقة في أصلها بالأسماء والصفات وتنزيه الله عن خلقه.
نثبت ما أثبته الله لنفسه وما أثبته نبيه ﷺ له سبحانه وتعالى
والإيمان بها دون الدخول في ما لا علم له به ولا سبيل له لمعرفته من تكييف أو تشبيه.
بعد الإيمان بأسمائه تعالى والعلم بها على المرء أن يتخلق بخلق تعظيم الله تعالى، تعظيما لا يشاركه فيه أحد. فلا يتوكل إلا على الله ولا ينيب إلا إليه ولايخاف ويخشى سواه ويخلص العمل له تعالى ولا ينصرف القلب إلا لله.
أبواب الشرك كبيرا كان أو صغيرا، علاجه في كمال العلم بالله.
توحيد الألوهية لا يتحقق إلا بتمام العلم بالله وبربوبيته. وهذا التوحيد، توحيد الألوهية، هو من أهم تمرات العلم بالله عز جل
كل من كان عنده إشكالا في عمله التعبدي بأن يصرفه لغير الله أو أن يعتقد في غير الله ما لا ينبغي فهذا من نقص علمه بالله.
اتخاذ أسبابا ووسائل ليست من الأسباب الشرعية هو أيضا من ضعف العلم بالله، كأن يتخذ مجسما يعتقد فيه أنه يدفع عنه الضر. الله هو الذي يدفع الضر فكيف تتخذ سببا لم يشرعه الله تعالى.
إنما تُتخذ الأسباب التي شرعها الله تعالى وأباحها وعلق بها مسبباتها.
من له علم بالله إنما يستجلب النفع ويدفع الضر بتعلقه بالله
أعمال القلوب هي من صميم علم العقيدة، فهي المكونات التعبدية الأساسية عند المسلم في إخلاصه لله وتوكله عليه عز وجل، بل وفي علاقته مع الله تعالى.
والعلم بالله هي القاعدة الأساسية التي تبنى عليها أعمال القلوب.
فأعمال القلوب لها ثلاثة أصول، وهذه الأصول الثلاثة قائمة على أساس العلم بالله.
ومن هذه الأصول الثلاثة تتفرع سائر أعمال القلوب.
-
الأصل الثاني: الخشية
﴿إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾
-
-
كل العبوديات لله سبحانه وتعالى مبدأها العلم بالله والإيمان به عز وجل.
﴿إِنَّنِيٓ أَنَا ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدۡنِي وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِيٓ﴾
أول ما نزل على موسى عليه السلام هو الحديث عن الله تعالى.
كما أن أول ما نزل على محمد ﷺ هو أيضا الحديث عن الله عز وجل ﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ﴾.
فالحديث عن الله هو أولى الأولويات وأهم المهمات.
لهذا لما سأل النبي ﷺ أُبيَّ بن كعب عن أعظم آية في كتاب الله توجه نظره وذهنه إلى آيات الحديث عن الله تعالى وأجاب بآية الكرسي، فضرب النبي ﷺ على صدره قائلا له "ليهنك العلم"
الحديث في العقيدة مركزه وجوهره الحديث عن الله وعن عظمته وجلاله وعلمه وكبريائه مستحظرا في كل حديثك هذا عبوديتك لله تعالى وأنك مخلوق للخالق العظيم وأنك محدود العلم والقدرة.
عند الحديث عن الله والسير في التعرف عليه يجب دائما أن تنطلق من حقيقة أنه خالقك وأنت مخلوق له وأنه ربك وأنت عبد له.
الإيمان بالملائكة
يدخل في الإيمان بهم:
-
-
الإيمان بوظائفهم ومنها
-
-
-
يسبحون بالليل والنهار لا يفترون
ومن الألفاظ التي يستعملونها "سبحان الله وبحمده" وهذا مذكور بكثرة في القرآن.
قال النبي ﷺ "...ما اصطفى الله لملائكته: سبحان الله وبحمده"
-
-
ثمرات الإيمان بالملائكة
-
محبة الملائكة.
قولنا في الصلاة "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين" قال النبي ﷺ "إن أحدكم إذا قال ذلك، سلم على كل عبد صالح في السماء والأرض"
-
ثلاثة مراحل ينتظرها المؤمن هي مواعد مع الملائكة
تجعل كل ما قد ينتظره المؤمن في حياته الدنيا صغير القيمة وتجعل فقدانه هينا أمام هذه المواعد الثلاثة.
المرحلة الأولى عند الموت:
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أَلَّا تَخَافُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَبۡشِرُواْ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ﴾
وقال النبي ﷺ: مَن أحَبَّ لِقاءَ اللَّهِ أحَبَّ اللَّهُ لِقاءَهُ، ومَن كَرِهَ لِقاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقاءَهُ. قالَتْ عائِشَةُ أوْ بَعْضُ أزْواجِهِ: إنَّا لَنَكْرَهُ المَوْتَ، قالَ: ليسَ ذاكِ، ولَكِنَّ المُؤْمِنَ إذا حَضَرَهُ المَوْتُ بُشِّرَ برِضْوانِ اللَّهِ وكَرامَتِهِ، فليسَ شَيءٌ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا أمامَهُ؛ فأحَبَّ لِقاءَ اللَّهِ، وأَحَبَّ اللَّهُ لِقاءَهُ، وإنَّ الكافِرَ إذا حُضِرَ بُشِّرَ بعَذابِ اللَّهِ وعُقُوبَتِهِ، فليسَ شَيءٌ أكْرَهَ إلَيْهِ ممَّا أمامَهُ؛ كَرِهَ لِقاءَ اللَّهِ، وكَرِهَ اللَّهُ لِقاءَهُ.
المرحلة الثانية يوم الفزع الأكبر
﴿لَا يَحۡزُنُهُمُ ٱلۡفَزَعُ ٱلۡأَكۡبَرُ وَتَتَلَقَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ هَٰذَا يَوۡمُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ﴾
المرحلة الثالثة في الجنة:
﴿سَلَٰمٌ عَلَيۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ﴾
بما صبرتم على الأقدار المؤلمة، المصائب، فقدان الأحبة، الفقر، الشدائد، ظلم الأعداء، بما صبرتم عن معصية الله فخالفتم الأهواء، بما صبرتم على طاعة الله.
ديننا مبني بناء أساسيا على الإيمان بالغيب، وبقوة هذا الإيمان ينتج العمل الصالح والصبر والثبات.
الإيمان بالغيب في الإسلام إيمان مبرهن، فهو إيمان قد ثبتت صحته بالبرهان والدليل.
الله ملأ هذا الكون بالمخلوقات.
فمنه ما نعلمه ونراه ومنها ما لا نعلمه ولا نراه ومنها ما نعلمه ولا نراه كالملائكة والجن.
الإيمان بهذه المخلوقات يعطي تصورا مختلف تماما عن الكون من تصور الذي ل يؤمن بهذه الحقائق.
هذا الكون مليء بالمسبحين والممجدين والساجدين لله سبحانه وتعالى. فيشعر أنه ليس غريبا وهو يسجد في الأرض، بل الغريب من لا يعظم الله ولا يوقره.
ما يضاد العقيدة/الإيمان
الكلام هنا عن ما هو داخل في العقيدة وصفته الأساسية أنه عمل مصحوب بالاعتقاد. أي جزء العقيدة الذي يشمل القصد والطلب والتوجه إلى الله تعالى.
مثل الدعاء أو الاستغاثة، أعمال القلوب (تحقيق الإخلاص والخشية والتوكل)
فما شرعه الله من عبادات لا ينبغي أن يصرف إلا لله وأن لا يبتغى به إلا وجه الله وحده وإلا كان شركا.
كلمة "لا إله إلا الله" هي الكلمة الجامعة والمعبرة عن القسم الاعتقادي المتعلق بالقصد والطلب.
إدراك معنى هذه الكلمة وإدراك شروطها ولوازمها يؤهلنا لتحقيق الاعتقاد على ما يحب الله ويرضى.
الإيمان
الكبائر لا تجتمع مع الإيمان المطلق لكنها تجتمع مع مطبق الإيمان
فالإيمان قد يراد به أدنى درجاته وقد يراد به أعلى درجاته.
قد ينفى اسم الإيمان الكامل بعدم تحقيق لوازم الإيمان التي ينبغي تحقيقها من المعاني العالية من يقين ونصرة للدين وجهاد.
﴿قَالَتِ ٱلۡأَعۡرَابُ ءَامَنَّاۖ قُل لَّمۡ تُؤۡمِنُواْ وَلَٰكِن قُولُوٓاْ أَسۡلَمۡنَا وَلَمَّا يَدۡخُلِ ٱلۡإِيمَٰنُ فِي قُلُوبِكُمۡۖ وَإِن تُطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَا يَلِتۡكُم مِّنۡ أَعۡمَٰلِكُمۡ شَيًۡٔاۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ ۞ إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ لَمۡ يَرۡتَابُواْ وَجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ ﴾
انظر كيف نفى الله الإيمان (الإيمان المطلق/الكامل) عن الأعراب لأنهم لم يحققوا أعلى درجاته ولوازمه.
لا يوصف شيء من الأعمال بأنه كفر إلا ما جاء وصفه في الكتاب أو السنة بأنه كذلك، أو ما كان مضادا لأساس الإيمان وأساس الإسلام.
ما يضاد العقيدة أبواب كثيرة، منها ما هو راجع إلى الاعتقاد ومنها ما هو راجع إلى القول ومنها ما هو راجع إلى العمل.
منها ما يخالف أساس الدين ومنها ما يخالف كمال العقيدة وكمال الإيمان.
لذلك قال ابن مسعود "الربا بضع وسبعون بابا والشرك مثل ذلك"
كذلك مما يدل على الكثرة، كثرة النصوص الشرعية التي وصفت أعمالا كثيرة بالكفر أو الشرك.
قال النبي ﷺ: "اثْنَتانِ في النَّاسِ هُما بهِمْ كُفْرٌ: الطَّعْنُ في النَّسَبِ والنِّياحَةُ علَى المَيِّتِ"
-
-
-
النفاق
سمي النفاق نفاقا للاختلاف بين الظاهر والباطن، بين القول والعمل.
لهذا لما شعر حنظلة بقدر من الاختلاف خشية على نفسه النفاق. فبين له النبي ﷺ أن الاختلاف الذي شعر به ليس بين القول والعمل إنما هو اختلاف في قوة ومقدار الاستحضار.
النفاق الأكبر وهو عندما يبطن المرء الكفر، والأصغر هو ما جاء فيه حديث {...إذا حدث كذب...}
وقد يبدأ النفاق صغيرا فيصير كبيرا.
لا يظن أحد أن الآيات التي تذكر الكفر والشرك والنفاق هي بعيدة عنه، بل هي نصوص عامة فتخاف وتتقي.
وإن غاب الخوف من النفاق يبدأ الإيمان في التآكل حتى يخر البناء.
تأثر الشبهات على القلب وعلى اعتقاد الإنسان، فيضطرب إيمان الإنسان وقلبه فيتسلل النفاق إليه إلى أن يصير منافقا خالصا.
(الحديث ليس على الوساوس والخواطر، بل هذه قد تكون دليلا على صريح الإيمان) فالشبهات باب خطير قد يؤثر على الإيمان.
يأتي النفاق أحيانا بسبب الخوف والجبن لما تكون القوة والغلبة لأعداء الإسلام. فهذه الأزمنة من أزمنة تسرب النفاق إلى القلوب.
وسبب النفاق هنا كما أسلفنا هو بسبب الجبن والخوف والخور. فالإنسان يريد السلامة وأحيانا لا يكتفي بالاعتزال بل قد يميل مع الكفة الغالبة
-
خارطة العلم بالعقيدة
-
-
البناء العقدي
من أفضل طرق عرض العقيدة ترتيبها على أركان الإيمان كما قال ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية
-
-
أغلب الكتب المؤلفة في العقيدة قديما كانت تعتني بالقسم العقدي الإثباتي التصديقي.
ويعتنون أثناء عرضهم للعقيدة بذكر القضايا العقدية التي وقع فيها الاختلاف.
كان التأليف في علم العقيدة ينشغل بالمسائل الخلافية.
أهمية تناول علم العقيدة من حيث محتواها في الشريعة، وأن نركز على قضايا العقيدة من حيث محتواها في الشريعة.
فتكون القضايا العقدية من حيث قيمتها وأولويتها وأهميتها بحسب أولويتها في الشريعة.
فلا نجعل وجود الاختلافات في الواقع هي التي تحدد الموضوعات المهمة من دونها. بل الأساس في تحديد الموضوعات العقدية هو في الشريعة أي الوحي.
هذا يقي من تضخم بعض الأبواب على حساب الأخرى.
هذا أمر مطلق ثابت متصل بالموضوع من حيث هو في الشريعة. أما الموضوعات التي تقع فيها اختلافات في الواقع هي نسبية حسب الزمان والمكان.
لا ننكر أن وجود المخالفة في موضوع ما يعطيه قيمة وإن كان هذا الباب ليس من أهم الموضوعات العقدية، لكنها قيمة نسبية مرتبطة بقدر وجود هذا الخلاف.
-
الخلل الثاني: الجمود على نفس القضايا العقدية التي وقع فيها الخلاف في الماضي وعدم تحديث هذه الموضوعات حسب حاجة الحال.
الاعتناء بالقضايا العقدية التي وقع فيها انكار أو جحود أو مخالفة بحسب انتشارها ووجودها وتأثيرها. فلا نجمد على قضايا عقدية محددة وقع فيها الاختلاف في زمن مضى.
من القضايا الحادثة انعدام أساس التسليم للشريعة الإسلامية ورفض حكم الشريعة ومن صورها العلمنة
-
-