Please enable JavaScript.
Coggle requires JavaScript to display documents.
العقيدة الواسطية, حقيقة الإيمان - Coggle Diagram
-
حقيقة الإيمان
أهمية الباب:
-
مرتبط بقضية الأسماء والأحكام، والمراد بها: الأسماء التي تطلق على المندرجين في السلام والمخالفين له
وباب الأسماء والأحكام من أكثر الأبواب التي شددت فيها الرشيعة وقيدهتا بقيود ثقال،
وهو من الأبواب التي تدخل فيها كثير من المزايدات والاعتبارات النفسية وغيرها.
كثر فيها الاختلاف والاضطراب
ذكر ابن تيمية أنه ما من إمام من الأئمة الأربعة المتبوعين إلا نقلت عنه روايتان أو قولان في تكفير بعض الطوائف.
بــاب الإيمان هــو من أكثر الأبــواب التي وقــع فيها الاختــاف والاضطراب بين
المنتســبين إلى أهل السنة.
فبعض المنتســبين إلى
أهل السنة والجماعة مال إلى مذهب المرجئة، وبعض المنتســبين إلى أهل الســنة والجماعة مال إلى ذهب الخوارج،
عند أهل السنة والجماعة
تعريف الإيمان:
هو الإقرار والتسليم بكل ما جاءت به الشريعة من أحكام مع الالتزام بها في القلب والجوارح.
أصول أهل السنة والجماعة:
:check:الإيمان حقيقة وجودية مركبة من الظاهر والباطن:
الإيمان شيء موجود في كيان الإنسان له آثار في حياته ولابد.
وهو حقيقة مركبة من ركنين:
الأعمال الباطنة
الأعمال الظاهرة
ولا يتحقق وصف الإيمان في المعين إلا بتحقق ركناه وإلا بطل الإيمان.
وهذا أصل مجمع عليه وشاركهم فيه المعتزلة والخوارج.
جاءت عبارات كثيرة عن أئمة السلف في بيان حقيقة هذا الأصل ودلالتها على ركني الإيمان عبر طرق مختلفة منها:
-
-
أدلة الأصل الأول:
الأدلة الشرعية
النصوص التي فيها إطلاق الكفر على من تولى عن الطاعة، أو ترك بعض الأعامل وهذا يدل على أن تلك الأعامل الظاهرة ركن من الإيمان.
﴿ قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾
هــذا النوع من النصوص يدل على أن عمل الجوارح ركــن في الإيمان، ولهذا انتفى الإيمان بانتفائها كلها أو بعضها.
وأمــا عطف الطاعة على الإيمان، فلا يدل على أنها خارجة عن حقيقة الإيمان، وإنما غاية ما يدل عليه أنها لازم من لوازمه ينتفي بانتفائه ويزول بزواله
النصوص التي فيها تعليــق النجاة بالأعامل الصاحلة
﴿ وَمَن يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ نَقِيرٗا﴾
-
الأدلة العقلية والنفسية
لا يتصور وجود التصديق والإقرار في القلب من غير عمل ظاهر يرتبــط بــه، فإنه لا يتصور أن يعيش الإنســان بظاهر لا باطن له، وبباطــن لا ظاهر له، هذا غير معهود في حقيقة الإنســان
:check:الإيمان يزيد وينقص
ومعنــى هذا الأصــل أن الإيمان ليس حقيقــة واحدة ثابتة يشترك كل النــاس في مقدار الاتصاف بها، وإنما هي حقيقة تتفاضل في قلوب الناس وفي أعمالهم، فالإيمان يمكن أن يزيد إلى حدود لا يمكن للإنسان أن يدرك غايتها، ويمكن أن ينقص إلى أن يزول بالكلية.
وقــد روي عن عدد من الصحابة أن الإيمان يزيد وينقص، وممن روي عنه من الصحابة: أبو الدرداء، وأبو هريرة، وابن عباس، وابن مسعود، ومعاذ بن جبل، وغيرهم رضي الله عنهم.
أدلة الأصل الثاني
﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ﴾
النصوص التي فيها التصريح باستعمال لفظ الكمال والاستكمال، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم : (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا) ،وكما في قوله صلى الله عليه وسلم: من أحب يفي الله، وأبغض في الله، وأعطى في الله، ومنع في الله، فقد استكمل الإيمان) ،فالكمال والالستكمال يتعلق بالزيادة، وكل ما قبل الزيادة قبل النقصان.
النصوص التي فيها إثبات الزيادة في بعض شعب الإيمان، كالخشية والطمأنينة
﴿وَيَخِرُّونَ لِلۡأَذۡقَانِ يَبۡكُونَ وَيَزِيدُهُمۡ خُشُوعٗا۩﴾
والخشوع جزء من الإيمان، فإذا زاد الجزء زاد الكل
﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِۧمُ رَبِّ أَرِنِي كَيۡفَ تُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ قَالَ أَوَ لَمۡ تُؤۡمِنۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطۡمَئِنَّ قَلۡبِيۖ﴾
أي: ليزداد اطمئنانا، وليس لتأســيس الطمأنينة؛ إذ لو كان كذلك كان كفرا.
﴿ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِيمَٰنٗا وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ﴾
-
:check: مكونات الإيمان متفاوتة
الأمــور التي يتكون منها الإيمان ، وهي الأمــور القلبية الأمــور العملية ليســت عــى مرتبة واحدة، وإنما هــي متفاوتة يف وجوهبا ومنزلتها مــن حقيقة الإيمان ، فبعض تلك األجزاء أصل، وبعضها ركن، وبعضها واجب، وبعضها مستحب.
هذا أصل دقيق يدخل عليه الخلل فمن جعل بعض الأركان مستحبات مال إلى مذهب المرجئة، ومن جعل بعض المستحبات أركانا مال إلى مذهب الخوارج.
أصــل الإيمان ما في القلــب، واألعامل الظاهرة الزمة لذلك، ال يتصــور وجود إيمان القلب الواجب مع عدم مجيع أعــال اجلوارح، بل متى نقصت األعــال الظاهرة كان لنقص الإيمان الــذي في القلب، فصار الإيمان متناوًل للملزوم والالزم، وإن كان أصلهام في القلــب)،فهو ينص هنا على أن أصل الإيمان ولبه وجوهره ما في القلب
ويقول أيضا: بل األعامل في األصل ليســت من الإيمان ، فــإن أصل الإيمان ما في القلب، لأن انتفاء اللازم يقتضي انتفاء الملزوم) ولكن هي لازمة له، فمن لم يفعلها كان إيامنه منتفيا
أصل/جوهر الإيمان
هو الأمر الذي لا يتحقق دخــول المرء في الإسـلام إلا به
ومن لم يحققه لا يكون مسلما حتى ولو كان جاهلا أو متأولا
فهذه المرتبة لا يعذرفيها بجهل ولاتأويل
وهو يشمل أربعة أمور:
اإلقــرار بوجود اهلل تعاىل وكامله واســتحقاقه للعبادة، التــي هي غاية الذل
واخلضوع وهناية املحبة له تعاىل.
-
-
-
-
-
أكثــر الخلل الذي وقع عند كثير من المنتســبين إلى أهل الســنة في باب الإيمــان راجع إلى الخلل في ضبــط هــذه المراتب الأربع، فبعض المنتســبين إلى أهل الســنة جاء إلى أصــل الإيمــان فضيقه وأخرج منه بعض األشــياء، وضيق بعــض الأركان فأخرجها إلى الواجبــات؛ فمال إلى مذهب المرجئة، وبعض المنتســبين إلى أهل الســنة جاء إلى أصل الإيمــان فوسع دائرته، فأدخل فيه أشياء من الأركان أو من الواجبات، فمال إلى مذهب الخوارج، فأصبح يكفر بمكفرات ليست موجبة ً للتكفير، وبات يكفر أناسا لا يستحقون التكفير، ويدعي أنهم لا يعذرون بالجهل، ولا بالتأويل لكونهم خالفوا في أصل الإيمــان، وهم في الحقيقة لم يخالفوا في أصل الإيمــان، وإنما خالفوا في ركن من أركانه
أركان الإيمان
هي الأعمال القلبية والعملية الظاهرة التي حكم عليها
الشارع بأنها ركن في الإيمان، وأن تركها أو فعلها يوجب انتقاض الإيمان وانتفاءه بعد ثبوته.
-
واجبات الإيمان
هي الأعمال القلبية والعملية الظاهرة التي أوجب الشارع فعلها، ورتب العقوبة على تركها من غير أن يرتب عليها انتفاء الإيمان
-
مستحبات الإيمان
هي الأعمال القلبيــة والعملية الظاهــرة التي رغب
الشارع فيها من غير أن يرتب عليها عقوبة.
-
:check: الظاهر والباطن متلازمان لا ينفكان
فإن ثمة ارتباطـا وثيقا بين ما في باطن الإنســان وبين ما في ظاهره، بحيــث أن كلا منهما يؤثر في الآخر.
فيســتحيل وجــود إيمان حقيقــي في القلب من غير ظاهــر يرتبط به، ويســتحيل وجود إيمان في
الظاهر من غير إيمان باطن يرتبط به.
فهناك ترابط ضروري بين ما في القلب وبين ما في الجوارح
يقول ابن تيمية: وإذا قام بالقلــب التصديق به، والمحبة له؛ لزم ضرورة أن يتحرك البــدن بموجب ذلك من الأقوال الظاهرة والأعمال الظاهــرة، فما يظهر على البدن من الأقوال والأعمال هو موجب ما في القلب ولازمه، ودليله ومدلوله، كما أن ما يقوم بالبدن من الأقوال والأعمال له أيضا تأثير فيما في القلب، فكل منهما يؤثر في الآخر، لكن القلب هو الأصل والبدن فرع، والفرع يستمد من أصله، والأصل يثبت ويقوى بفرعه
:warning: التلازم بين الظاهر والباطن ليس مطلق التطبيق على المعينين، إنما هو متعلق بحال العلم والاختيار أما في حال الجهل أو الاكراه أو النسيان (عوارض التكليف) فهذا الأصل لا ينطبق.
فموانع التكفير تمنع من تطبيق التلازم بين الظاهر والباطن في المعين.
لكن هذا المنع لا يعني أن العمل الظاهر ليس مناطا للتكفير، إنما غاية ما يعنى أنه لا يكون كذلك إلا في حال العلم والاختيار - عند تحقق الشروط وانتفاء الموانع
-
-
المذاهب المنحرفة في باب الإيمان
مع كثرة الاختلاف والاضطراب في باب الإيمان إلا أن أصول أقوال المخالفين/المنحرفين ترجع إلى مذهبين أساسيين:
-
-
:warning:
المذاهب المنحرفة في باب الإيمان تشترك في أصل واحد، وهو اعتقاد أن حقيقة الإيمان لا تقبل الزيادة ولا النقصان، فهذا هو الأصل المشترك بين الطوائف المنحرفة
:spiral_note_pad:
في هذا المعنى يقول ابن تيمية: "وأصل نزاع هذه الفرق في الإيمان - من الخوارج والمرجئة والمعتزلة والجهمية وغيرهم - أنهم جعلوا الإيمان شيئًا واحدًا، إذا زال بعضه زال جميعه، وإذا ثبت بعضه ثبت جميعه، فلم يقولوا بذهاب بعضه وبقاء بعضه كما يقول أهل السنة والجماعة."
-