Please enable JavaScript.
Coggle requires JavaScript to display documents.
مقامات الحريري, فكانَ كلّما شطّ القوْمُ في شوْطِهِمْ. ونشروا لعَجْوَةَ…
-
فكانَ كلّما شطّ القوْمُ في شوْطِهِمْ. ونشروا لعَجْوَةَ والنّجْوَةَ منْ نوْطِهِمْ. يُنْبئ تَخازُرُ طرْفِهِ. وتشامُخُ أنفِهِ. أنّهُ مُخْرَنْبِقٌ ليَنْباعَ. ومُجْرَمِّزٌ سيَمُدّ الباعَ. ونابِضٌ يبْري النِّبالَ. ورابِضٌ يبْغي النّضالَ. فلمّا نُثِلَتِ الكَنائِنُ. وفاءتِ السّكائِنُ. وركَدَتِ الزّعازعُ. وكفّ المُنازِعُ. وسكنَتِ الزّماجِرُ. وسكتَ المزْجورُ والزّاجِرُ. أقبَلَ على الجَماعَةِ وقال: لقَدْ جئْتُمْ شيْئاً إدّاً. وجُرْتُمْ عنِ القصْدِ جِدّاً. وعظّمتُمُ العِظامَ الرُّفاتَ. وافْتَتُّمْ في المَيْلِ الى مَنْ فات، وغمصتم جيلكم الذين فيهم لكم اللذت، معهم انعَقَدَتِ المودّاتُ.
شطّ القَوْمُ في شوطهِمْ)، «شطُوا» أي : بَعدَوا، «شط»: بَعُدَ، و«الشوط»: الطلاق الذي يجري فيه المتسابقون.
(ونثروا العَجْوَةَ والنَّجْوَةَ مِنْ نَوْطِهِمْ)، نثر» أي صَبُّوا وأَلْقَوْا (العَجْوَةَ) أي: التمر الجيد، ( والنجوة) أراد بها التمرة الرديئة، وإن كان هذا التعبير ليس مشهورًا في المعاجم،
(منْ نَوْطِهِمْ)، «النوط»: الجُلَّة، أي: الوعاء الذي يوضع فيه التمر وغيره، وفي المثل : وإِن أَعْيا البعير فزده نوطًا،
والمعنى في ( ونثروا العَجْوَةَ والنَّجْوَةَ من نوطِهِمْ) أنهم ذكروا من أطراف الحديث ما كان حسنا ممتعا، وما ليس كذلك، جيده ورديئه.
-
(مُخْرَنْبِق لينباع)، أي: مطرق الإطراق أي إرخاء العينين والنظر إلى الأرض، وهو مُطرِقُ ساكت، ينتظر فرصته لكي يثب، وهو كلام جاري مجرى المثل
، ومُجْرَمٌنٌ ) أي : منقبض ، (سيمد الباع)، أي: إن تهيأ له ذلك، وهذا من عادة الأسد أنه ينقبض حتى يرى فريسته، فإنه حينئذ ينقض عليها.
-
(ورابض يبغي النضال)، (ورابض) أي: لاطئ بالأرض، وقال: ربضت الشاة اضطجعت على الأرض، وفي "الحديث صَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَم"، أي: مكان الربوض، (يبغي النضال) أي المراماة.
(فلما نُثِلَتِ) أي نُفِضَت وصُبَّت (الكنائِنُ) جمع الكنانة»، وهي أوعية السهام.
(وفاءت) رجعت (السكائِنُ) جمع السكينة،
(وركَدَتِ) أي سكنت، ركد الشيء: سكن»، قال تعالى: ﴿إِن يَشَأ يُسكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ﴾
(الزعازع)، جمع (زعزع) أي: الريح الشديدة
-
-
أقبل على الجَماعَةِ) أقبل ذلك الكهل على الجماعة بعد أن سمعهم يتكلمون ويقولون إنه لم يعد بالإمكان أحسن مما كان، وأنه لم يترك الأول للآخر شيئًا.
فتكلم وقال : (لقد جئتُم شيئا إذا ) ، هذا طبعًا مقتبس ، ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُم شَيْئًا إِدَّا﴾
(إدا) : الداهية والعجب، والأمر المفظع العظيم
(وجُرْتُمْ عن القصد جدا) عدلتم عن الطريق المستقيم.
«جار»: عدل عن القصد، وعدل عن الطريق، ﴿وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِر﴾ أي مائل عن قصد.
-
-
(وغمصتُم): حقر تُم واستصغرتم (جيلكم)، أي أهل عصركم (الذين فيهم لكم اللدات)، (اللدات) جمع «لِذة»، وهو التِرْبُ، أي من ولد معك في زمن يقال : هو لِدَتُكَ، أي هو تِرْبُك، أي هو على سنك
الكرَمُ ثبّتَ اللهُ جيْشَ سُعودِكَ يَزينُ. واللّؤمُ غَضّ الدّهرُ جَفْنَ حَسودِكَ يَشينُ. والأرْوَعُ يُثيبُ. والمُعْوِرُ يَخيبُ. والحُلاحِلُ يُضيفُ. والماحِلُ يُخيفُ. والسّمْحُ يُغْذي. والمَحْكُ يُقذي. والعطاء ينجي والمطال يشجي، والدعاء يفي والمدح ينقي والحُرُّ يَجْزي. والإلْطاطُ يُخْزي. واطّراحُ ذي الحُرْمَةِ غَيٌ. ومَحْرَمَةُ بَني الآمالِ بغْيٌ. وما ضنّ إلا غَبينٌ. ولا غُبِنَ إلا ضَنينٌ. ولا خزَنَ إلا شَقيٌ. ولا قبَضَ راحَهُ تقيٌ. وما فتئ وعدُك يَفي. وآراؤكَ تَشْفي. وهِلالُكَ يُضي. وحِلْمُك يُغْضي. وآلاؤكَ تُغْني. وأعداؤكَ تُثْني. وحُسامُك يُفْني. وسؤدَدُكَ يُقْني. ومُواصِلُكَ يجْتَني. ومادِحُك يقْتَني. وسماحُكَ يُغيثُ. وسماؤكَ تَغيثُ. ودرُّكَ يَفيضُ. وردُّكَ يَغيضُ. ومؤمِّلُكَ شيْخٌ حَكاهُ فَيْءٌ. ولمْ يبْقَ لهُ شيءٌ. أمّكَ بظَنٍ حِرصُهُ يثِبُ. ومدَحَكَ بنُخَبٍ. مُهورُها تجِبُ.
(واللؤم): البخل، (غَضّ الدهر)، «الغض» أصلا مقاربته بين الجفون، المراد هنا الدعاء عليه بسد العين أي بالعمى، (غَضّ الدهرُ جَفْنَ حَسودِكَ يَشِينُ)
-
(والحلاحل)، أي: السيد المضياف (يُضيفُ، والماحِلُ ) أي البخيل ، شُبِّه بـ ( الماحل) الذي هو الجدب (يُخيفُ)
-
-
( واطراح) أي: ترك (ذي الحُرْمَةِ) أي صاحب الحُرمة، (الحُرْمَة): ما لا يحل انتهاكه، (غَيْ) أي ضلال
(وَمَحْرَمَةٌ ) أي : منع ( بَني الآمال ) أي المؤملين (بغي) أي: ظلم،
-
-
وما فتئ وعدك يفي)، (وما فتئ) لم يزال (وعدك يفي)، (وآراؤك تشفي) تُزيل الهم ، ( وهلالُكَ يُضي) يصفه بطلاقة الوجه وإضاءته عند السؤال
-
، وأعداؤك تثني)، يعني أن
أعداءه يثنون عليه، وذلك لما اشتهر من فضله، خشي أعداؤه وخصومه إن عابوه أن يكذبوا، أن يُنسبوا إلى الكذب، فكانوا يثنون عليه، لأنهم إذا عابوه لم يصدقهم أحد
(وحسامك) «الحُسَام»: السَّيف القاطع من الحسم والقطع، (يُفْني، وسؤددكَ): مجدك (يُقْني) أي يكسب، «الإقناء»: إعطاء المال للقُنية والتكسب، ﴿وَأَنَّهُ هُوَ أَعْنَى وَأَقنَى﴾
وَأَقنَى : أعطى ما يُقتنى ويُتكسب،
(ومواصلك يجتني) اجتناء واقتطاف الثمر، (ومادِحُك يقتني، وسماحُكَ يُغيث) أي: يُفرج الكرب، (وسماؤك تغيثُ) تأتي بالغيث، (ودركَ) في الأصل تكون لـ«اللبن»، أراد به العطاء، (يفيضُ، وردك) أي ردّ من رددته بدون عطاء، (((فإنه يغيضُ) خيره، أي: ينقص ، وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ﴾ [الرعد: ٨] أي تنقص، و غض شيء»: نقص ، ﴿وَغِيضَ لِمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ﴾ [
ومؤملُكَ شَيْخٌ حَكَاهُ فَيْءٌ) ، (حَكَاهُ): أشبهه، من المحاكاة، والفيء»: ظل آخر النهار، اشتقاقه من الرجوع، لأنه يقال : فاء: يفيء ، قال تعالى : ا﴿للَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِم تَرَبُّصُ أَربَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِن فَاءُو فَإِنَّ اللَّهَ غَفُور رَّحِيم﴾، إذا رجعوا، و الظل يفيء أن يرجع آخر النهار؛ لأن الظل بالصباح يكون في جهة الغرب، ثم يرجع فيكون في الشرق، شبه نفسه بالفيء بجهة أنه في استدباره، أنه شيخ قد طعن في السن، فعمره في استدباره، فهو كـ «الفيء»
(أمَّكَ بظن) يعني قصدك برجاء، (حرصه يثب) أي يتزايد، من وثب: يثب»، (ومدَحَكَ بِنُخَبِ) أي: بمدائح (نخب) مختارة (مهورها): جوائزها (تجب)
فلمّا استَخْرَجَني منْ كِناسي. ورحّلَني عنْ أُناسي. ونقَلَني الى كسْرِهِ. وحصّلَني تحْتَ أسرِهِ. وجدْتُهُ قُعَدَةً جُثَمَةً. وألفَيْتُهُ ضُجَعَةً نُوَمَةً. وكنتُ صحبْتُهُ برِياشٍ وزِيٍّ. وأثاثٍ ورِيٍّ. فما برِحَ يَبيعُهُ في سوقِ الهضْمِ. ويُتْلِفُ ثمَنَهُ في الخَضْمِ. والقَضْمِ. الى أنْ مزّقَ ما لي بأسْرِهِ. وأنْفَقَ مالي في عُسْرِهِ. فلمّا أنْساني طعْمَ الرّاحةِ. وغادرَ بيْتي أنْقَى منَ الرّاحةِ. قلتُ له: يا هَذا إنّهُ لا مخْبأ بعْدَ بوسٍ. ولا عِطْرَ بعْدَ عَروسٍ. فانهَضْ للاكتِسابِ بصِناعَتِكَ. واجْنِني ثمَرَةَ براعتِكَ.
، فلما استَخْرَجَني من كناسي)، أي: من بيتي، وأصل «الكناس» حفرة يحفرها الظبي عند أصل الشجرة يختبئ فيها ويستدفئ فيها، "كناس الظبي".
-
، وجدتُهُ قُعَدَةٌ جُتَمَةٌ)، (قُعَدَة) كثير القعود، (جُثَمَة) كثير الجثوم، و «الجثوم» ملازمة الموضع وعدم التحرك
-
(وكنتُ صحبته برياش وزيٍّ) أي: بثياب، رياش الثياب والمال، والريش: المال.
﴿وَرِيشا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْر﴾
(وزي) ، أي : هيئة حسنة.
(وأثاث) أي: متاع،
(وري)، أصله هنا "الرئي" أي الحال الحسنة والمنظر الحسن
ومنه قوله تعالى: ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَـٰثًۭا وَرِءْيًۭا﴾
-
-
(إلى أن مزّق مالي) قطع مالي، ويُرْوَى "مزّق حالي"، ويروى «بالي»، و «البال»: الحال، وهذا أحسن من "مالي"
-
(وغادر بيتي أنقى من الراحة) ، هذا كلام مجرى المثل، يقال: «أنقى من الراحة»، «الراحة» بياض الكف دون الأصابع يسمى راحة، ويقال: أنقى من الراحة؛ لأن الراحة لا ينبت فيها الشعر، فيضربون مثلا للشيء الخالي الذي ليس فيه شيء.
-
-
(ولا عِطْرَ ) أي : لا طيب (بعد عَرُوس)، هذا مثل، يُقال: «لا عطر بعد عروس، يُضْرَب لتأخير الشيء عن وقت الحاجة إليه، وقت الحاجة للعطر عند زف العروس، فإذا تأخر العطر عن ذلك فإنه تأخر عن محله، فيقولون: «لا عِطر بعد عروس»
، واجنني ثمَرَةَ براعتك)، المرأة هنا تنصح زوجها وهو أبو زيد أن "يجني" أي يُحصِّلَ ثمرة براعته أي: جودة تدبيره.
وكان أبي إذا خطَبَني ناةُ المجْدِ. وأرْبابُ الجَدّ. سكّتَهُم وبكّتَهُم. وعافَ وُصلَتَهُمْ وصِلَتَهمْ. واحتجّ بأنّهُ عاهَدَ اللهَ تَعالى بحَلْفَةٍ. أن لا يُصاهِرَ غيرَ ذي حِرفَةٍ. فقيّضَ القدَرُ لنَصَبي. ووَصَبي. أنْ حضَرَ هذا الخُدَعَةُ ناديَ أبي. فأقسَمَ بينَ رهْطِهِ. أنّهُ وَفْقُ شرْطِهِ. وادّعى أنهُ طالَما نظَمَ دُرّةً الى دُرّةٍ. فباعَهُما ببَدْرَةٍ. فاغْتَرّ أبي بزَخرَفَةِ مُحالِهِ. وزوّجَنيهِ قبْلَ اختِبارِ حالِ
-
، وأرباب الجد)، (الجد) بالفتح، المراد به هنا الحظ والبخت.
أصحاب الجد، أي: أصحاب الحظ، أي: الأغنياء،
جد يُطلق في كلام العرب على عدة معان:
-
و «الجد» أيضًا الحظ والبخت،ومنه الدعاء المشهور، حديث صحيح: "ولا ينفع ذا الجد منك الجد" ، أي: من كان ذا بخت وحظ فإن حظه لا ينفعه في قضاء الله وقدره، فلن يصل إليه بحظه شيء لم يُقدّره الله تعالى له،
و"الجَدّ "أيضًا الجلال والعظمة، ومنه قول الله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبَّنَا مَا اتَّخَذَ صَحِبَة وَلَا وَلَدا﴾، جَدُّ رَبَّنَا أي: عظمته وجلاله، فـ «الجد» يُطلق على العظمة والجلال
-
-
-
(وعاف وُصلتهُمْ وَصِلَتَهُمْ)، «عاف) أي : كره وَصْلَهم، أي : قُرْبَهم والاتصال بهم، و «عاف» أيضًا كذلك أي: كره صلتهم، أي: اعطياتهم،
(فقيض) أي : قُدّر
(وساق القدَرُ لنَصَبي، ووَصَبي)، "النصب" التعب، ﴿فَإِذَا فَرَعْتَ فَانصَب﴾ و«الوصب»: المرض،
(الخُدَعَة):
الكثير الخداع ، يقال: "رجل خُدْعَة"، ويُقال : خُدَعَة، فـ «خُدْعَة» هو الذي يُخْدَع كثيرًا، بتسكين الدال، و «خُدَعَة» هو الذي يُكثر منه الخداع، فـ"خُدَعَة"من باب اسم الفاعل، و «خُدْعَة» من باب اسم المفعول.
قال العلامة الحسن بن زين رحمه الله تعالى في حميره على اللامية:
وفُعْلَةٌ لاسم مفعول، وإن فُتِحَتْ
من وزنه العين يرتد اسم من فعلا
قال تعالى: ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ﴾، "الهُمَزَة": كثير الهمز ، و "اللُّمَزَة" أيضًا كذلك كثير اللمز.
-
-
-
( وادعى أنه) ، أي : ادعى أبو زيد أنه (طالما نظَمَ دُرّةً إلى دُرّةٍ)، «الدرة» هي اللؤلؤة.
والذي ادعاه أنه جوهري ينظم الخرز واللؤلؤ ويبيع ذلك، وهذه حرفة
، لكن هو لا يعني
هذا في الحقيقة، هو يعني أنه من أهل الأدب والشعر، ويعني بـ «الدرة»: الكلمة البليغة مثلا، أو القصيدة الجميلة أو نحو ذلك، فهذا هو الذي خدعهم به، وليس صاحب حرفة، إنما هو شاعر وأديب فقط
-
-
أنَسيتُمْ يا جَهابِذَةَ النّقْدِ. ومَوابِذَةَ لحَلّ والعَقْدِ. ما أبْرَزَتْهُ طَوارِفُ القَرائِحِ. وبرّزَ فيهِ الجذَعُ على القارِحِ. منَ العِباراتِ المهَدَّبَةِ. والاستِعاراتِ المُستَعْذَبَةِ. والرّسائِلِ الموشّحَةِ. والأساجيعِ المُستَمْلَحَةِ؟ وهلْ للقُدَماء إذا أنعَمَ النّظَرَ. مَنْ حضَرَ. غيرُ المَعاني المطْروقَةِ المَوارِدِ. المعْقولَةِ الشّوارِدِ. المأثورَةِ عنهُمْ لتَقادُمِ المَوالِدِ. لا لتقدُّمِ الصّادِرِ على الوارِدِ؟ وإني لأعْرِفُ الآنَ مَنْ إذا أنْشا. وشّى. وإذا عبّرَ. حبّرَ. وإنْ أسهَبَ. أذْهَبَ. وإذا أوْجَزَ. أعْجَزَ. وإنْ بَدَهَ. شدَهَ. ومتى اخْتَرَعَ. خرَعَ.
(يا جَهَابِدَةَ) أي: حذاق (النقد): معرفة جيد الكلام من رديئه، وأصله نقد وتمييز الدراهم الجيدة من الرديئة، لكي يعرف هل الدرهم مغشوش أم أنه غير مغشوش
( وموابذة) جمع مُوبذةٍ ومُوبَذَانٍ، وهي كلمة فارسية، يقصد بها عظيم الجاه من الفرس
(الحَلّ والعَقْدِ)، أي الذين يُرجع إليهم في حل الأمور وعقدها في قضاء الأمور.
-
(وبرَّز) أي : غلب وظهر فيه الجذع على القارح)، (الجذع) ذو السنتين من الخيل، و (القارح) الذي بلغ خمس سنين، أراد بـ (الجذع المعاصرين، وأراد بـ (القارح) المتقدمين، فهو هنا يريد تفضيل المعاصرين على المتقدمين على عكس ما اتفق عليه مجلس الكتاب الذين تكلموا في هذه المسألة.
منَ العِبارات المهَدَّبَةِ)، أي المُخلصة من العيب،
(والاستعارات المُستَعْذَبَةِ، والرسائل الموشحة ) أي : المُزَيَّنة،
(والأساجيع) جمع «أسجُوعة»، و "السجع" الكلام الذي له فقرات مُقفَّاة، ويُلتزم فيها رَوِيّ
(المُستَمْلَحَةِ)، أي المُسْتَحْسَنَة.
أنعَمَ النَّظَرَ مَنْ حَضَرَ ) ، يقال: (أنعَمَ النَّظَرَ ) ويقال أيضًا: «أَمْعَنَ النَّظَر»، وهما بمعنى: بالغ، قالوا: «أنعمَ النَّظَر في الأمر ، وأَمْعَنَ النَّظَر وهي لغة فصيحة
(غير المعاني المطروقة الموارد)، أي هل جاء المتقدمون بغير المعاني المطروقة، أي التي عرفها الناس وطرقوها ؟
كأنه من طرق البيت أي: حَلَّ به، نَزَلَ بِهِ لَيْلًا، أو التي كدرت، فهي من الماء الطرق الذي فيه كدار
-
(المأثورة): المنقولة عنهم (لتقادم الموالد): بسبب تقادم ميلادهم،
(لا لتقدم الصادر على الوارد؟): لا لفضل المتقدم على المتأخر.
يعني أن ما صاغه المتقدمون من المعاني، وما وصلوا إليه من فنون البلاغة، إنما أُخِذَ عنهم وتناقله الناس لتقادم عهدهم، لا لفضلهم في البلاغة على المعاصرين.
وقد قال المبرد في الكامل»: وليس لقدم العَهْدِ يُفضّل القائل، ولا لحدثان عهد يهتضم المصيب، ولكن يُعطى كل ما يستحق»، أقر ابن مالك رحمه الله تعالى في مقدمة التسهيل»: «وإذا كانت العلوم منحا إلهية، ومَوَاهِبَ اختصاصية، فغير مستبعد أن يُدَّخَرَ لبعض المتأخرين، ما عَشرَ على كثير من المتقدمين»
-
(وإن أسهَبَ) أي أطال الكلام، (أَذْهَبَ): جاء بالذهب، (وإذا أوْجَزَ): الإيجاز اختصار مع تمام المعنى
(أَعْجَزَ) أتى بما يعجز عنه أقرانه
(وإنْ بَدَه) يرتجل : تكلم بالبديهة
(شده): أي أدهش الناس وحيَّرَهُم ببلاغة. ( ومتى اخترع) أي جاء بفن من البلاغات جديد مخترع (خرع) شقق المعاني.
قالَ لهُ ناظورَةُ الدّيوانِ. وعينُ أولَئِكَ الأعْيانِ: مَنْ قارِعُ هذِهِ الصّفاةِ. وقَريعُ هذِهِ الصّفاتِ؟ فقال: إنّه قِرْنُ مَجالِكَ. وقَرينُ جِدالِكَ. وإذا شِئْتَ ذاكَ فرُضْ نَجيباً. وادْعُ مُجيباً. لتَرى عَجيباً. فقال لهُ: يا هَذا إنّ البُغاثَ بأرضِنا لا يَستَنْسِرُ. والتّمييزَ عندَنا بينَ الفِضّةِ والقضة متيَسِّرٌ. وقَلَّ منِ استَهدَفَ للنّضالِ. فخلّصَ منَ الدّاء العُضالِ. أوِ استَسارَ نقْعَ الامْتِحانِ. فلمْ يُقْذَ بالامتِهانِ. فلا تُعرِّضْ عِرْضَكَ للمَفاضِحِ. ولا تُعْرِضْ عنْ نَصاحَةِ النّاصِحِ. فقال: كُلُّ امرِئٍ أعْرَفُ بوسْمِ قِدْحِهِ. وسيَتَفرّى الليلُ عنْ صُبْحِهِ. فتَناجَتِ الجَماعَةُ فيما يُسْبَرُ بهِ قُلَيْبُهُ. ويُعْمَدُ فيهِ تقْليبُهُ.
-
(مَنْ قارعُ هَذِهِ الصَّفَاةِ) من الذي يستطيع أن يكسر (هذهِ الصَّفَاةِ) أي الصخرة الملساء، استعارها للصعب من الكلام.
-
(فقال: إنَّه قِرْنُ مَجالِكَ)، القِرن»: المماثل في الخصام أو القتال، «قِرنكَ» المماثل لك في الخصام أو القتال، (وقرين جدالكَ) الصاحب.
(وإذا شِئْتَ ذاكَ) إذا شئت أن تختبر ما قلت لك، (فَرُضْ نَجِيبًا)، "رض" أي: سُس، «الرياضة» معروفة، وهي التأديب، أراض الفرس أدبه وساسَهُ، و "نجيب الفحل" الكريم من الإبل، و «النجيب» من الرجال: الكريم الحسيب.
إنّ البغاث بأرضنا لا يَسْتَنْسِرُ) ، هذا مثل تضره العرب، (البغاث)
ضعاف الطير يقال: «البغاث»، و «البغاث» و «البغاث».
يستنسر أي يصير نسرا.
معناه أن الضعاف لا يستطيعون أن يتطاولوا علينا وأن يورونا من أنفسهم ما ليس حقا،
والعرب تقول: «إن البغاث في أرضنا يستنسر»، وهذا مثل يحتملالفخر ويحتمل الذم يحتمل الفخر : إذا كان المعنى أن البغاث بأرضنا يستنصر، أي أننا نبسط العدل، حتى يأخذ كل أحد حقه، فكل واحد من الناس يستطيع أن يفخر بما عنده؛ لأنه لا يخاف من الظلم، فيصير كالنسر، ويحتمل الهجاء، والمعنى أننا ضعاف، فيتطاول علينا ضعاف الناس، فتستنسر البغاث بأرضنا.
-
( وقل من استهدف) أي صير نفسه هدفًا (للنضال) أي للمُرَامَاةِ، (فَخَلَصَ مِنَ الداء العضال)، (الداء العضال): الذي لا يبرء، الهدف»: هو الغرض الذي يُرمى ، إذا تراه مثلا نصب شيئًا ليرمي، هذا الذي يُرمَى يُسمَّى غَرْضًا، ويسمى هدفًا.
قالوا: "غرضك" من كذا معناه ما تريده، وأصله الشيء الذي يُنصب ليُرمى، وكذلك الهدف أيضًا هو ما ينصب لكي يرمى
، ويقولون: من ألف فقد استهدف» من ألف مثلا كتابًا أو جمع فقد استهدف أي تعرض لكلام الناس فيه؛ لأن الناس سيتكلمون، سيقومون ذلك العمل الذي قام به.
(أو استسار) أي: حرك (نفع) أي غبار (الامتحان) : أي الاختبار ، (فلمْ يُقْذَ) يُقال: «قَذِيَت العين: أصابها القذى»، «القذى»: ما يقع في العين من غبار (فلم يُقْذَ بالامتهان) أي الإذلال
(فقال : كُلُّ امْرِئٍ أَعْرَفُ بوسْمِ قِدْحِهِ) هذا كلام جارٍ مجرى المثل، القدح هو الواحد من عيدان الميسر، و «الوسم» و «السمة»: العلامة، والمعنى: كل إنسان أعلم بحال نفسه، وكانوا يسمون قداح الميسر، إذا دخلوا الميسر، وسَم كل واحد منهم قدحه أي: عوده - جعل عليه علامة معينة.
-
-
(فيما يُسْبَرُ بِهِ : يُختَبَر به (قُلَيبُهُ)، «القليب» في الأصل أي: البئر، (ويُعْمَدُ فيه) ويقصد فيه ( تقليبه) أي تجريبه،
قال: قدْ أزْمَعْتُ أنْ لا أزوّدَكَ بَتاتاً. ولا أجْمعَ لكَ شَتاتاً. أو تُنْشِئَ لي أمامَ ارتِحالِكَ. رِسالَةً تودِعُها شرْحَ حالِكَ. حُروفُ إحْدى كلِمتَيْها يعُمّها النَّقْطُ. وحُروفُ الأخْرى لمْ يُعْجَمْنَ قطّ. وقدِ استأنَيْتُ بَياني حَوْلاً. فَما أحارَ قوْلاً ونَبَهْتُ فِكْري سَنَةً. فما ازْدادَ إلا سِنَةً. واستَعَنْتُ بقاطِبَةِ الكُتّابِ. فكلٌ منْهُمْ قطّبَ وتابَ. فإنْ كُنتَ صدَعْتَ عنْ وصْفِكَ باليَقينِ. فأتِ بآيَةٍ إنْ كُنتَ منَ الصّادِقين. فقال لهُ: لقَدِ استَسْعَيْتَ يَعْبوباً. واستَسْقَيْتَ أُسْكوباً. وأعطَيْتَ القوْسَ بارِيَها. أسْكَنْتَ الدّارَ ثانِيَها. ثمّ فكّرَ ريثَما اسْتَجَمّ قريحَتَهُ. واستَدَرّ لَقْحَتَهُ وقالَ: ألْقِ دَواتَكَ واقْرُبْ. وخُذْ أداتَكَ واكتُبْ:
قال الوالي لي حين استأذنته في العودة إلى بلدي (أزْمَعْتُ) أي : عزمت
(على أن لا أزودك بتاتا): «البتات» أي : الزاد، وأيضا المتاع
لما أردت أن أنصرف إلى أهلي اشترط علي شرطاً، وهذا الشرط صعب، وهو أن أنشيء له مقالة كتابة، تكون الكلمة الأولى جميع حروفها منقوطة، والثانية ليس فيها نقط، والثالثة مثل الأولى، وهكذا، يعني الكلمة منقوطة، والكلمة التي بعدها ليست منقوطة ... إلى آخر المقالة، فإن فعلت هذا؛ أحسنت إليك وزودتك، وإلا فلا، هذا هو الاختبار الذي سيختبر به الشيخ.
-
-
(وقد استأنيتُ) أي تأخرت وأخرت (بياني حَوْلاً) أي : عاما، (فَما أحار) وما أرجع (قولاً) لم أهتد إلى قول أقوله ، ونَبَهْتُ فِكْرِي سَنَةٌ، فما ازداد إلا (سِنة)، (سنة) النعاس، أو أول النوم،
-
(فَإِنْ كُنتَ صدعت): أوضحت وأعلنت أنك فارس هذا الميدان، و "الصدع بالشيء": الإعلان به، قال تعالى: ﴿فاصدع بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ﴾، (عن وصفك باليقين، فأتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنتَ مِنَ الصَّادِقِين)، «الآية»: العلامة.
-
-
(وأعطَيْتَ القوس باريها هذا مثل للاستعانة على الأمر بأهل الاختصاص.
(أسْكَنْتَ الدَّارَ بانيها ) معناه أنه وكل الأمر إلى من يتقنه.
(ثم فكر ريثما) أي: بمقدار (اسْتَجَمْ) استكثر، واستحضر (قريحته) أي : ذهنه، (واستَدَر لَقْحَتَهُ)، لقحة»: الناقة ذات الدر، ذات اللبن، والمعنى أنه فكر ليستحضر ما يريد أن يقول، وهذا الاستجمام معروف من شأن الكتاب، ومن شأن الأدباء والشعراء
( وقالَ : أَلْقِ دَواتَكَ) ألاق «الدواة» أي جعل فيها ليقة»، وهي الصوفة، يضعونها في الدواة، (واقْرُب، وخُذْ
أداتك واكتب .... خذ أداتك من القلم والقرطاس لكي تكتب، والقلم كانوا يناظرون بينه وبين السيف
فبَينَما أنا عِندَ حاكِمِ الإسكنْدَريّةِ. في عشيّةٍ عرِيّةٍ. وقد أحضَرَ مالَ الصّدَقاتِ. ليَفُضّهُ على ذوي الفاقاتِ. إذْ دخَل شيخٌ عِفْرِيَةٌ. تعْتُلُهُ امرأةٌ مُصْبِيَةٌ. فقالت: أيّدَ اللهُ القاضيَ. وأدامَ بهِ التّراضي. إني امرأةٌ من أكرَمِ جُرثومَةٍ. وأطْهَرِ أرومةٍ. وأشرَفِ خُؤولَةٍ وعُمومَةٍ. مِيسَمي الصَّونُ. وشيمَتي الهَوْنُ. وخُلُقي نِعْمَ العَوْنُ. وبيْني وبينَ جاراتي بوْنٌ.
-
وقد أحضر مال الصدقات، ليفضّهُ على ذوي الفاقات)، يعني أن القاضي كان قد أحضر مال الصدقات (ليفضّه) أي: ليفرقه ويُقسمه على أصحاب (الفاقات) أي: الحاجات
-
(تعتله) أي : تجره بعنف، «عَتَلَهُ: يَعتِلُه ويُعْتَلُه : جَرّه بعنف، ﴿خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ﴾ [الدخان: ٤٧]، وفي القراءة الأخرى ﴿فاعتُلوه﴾،
(امرأةٌ مُصْبِيةٌ)، أي: لها صبي ، فقالت: (أيد الله القاضي)، أي: قواه، (وأدام به التراضي)، أي: أدام به الصلح بين الناس،
-
-
-
-
-
-
رَوى الحارثُ بنُ هَمّامٍ قالَ: حضَرْتُ ديوانَ النّظرِ بالمَراغَةِ. وقدْ جَرى بهِ ذكْرُ البَلاغَةِ. فأجمَعَ مَنْ حضَرَ منْ فُرْسانِ اليَراعَةِ. وأرْبابِ البَراعةِ. على أنّهُ لمْ يبْقَ مَنْ يُنقّحُ الإنْشاءَ. ويتصرّفُ فيهِ كيفَ شاءَ. ولا خلَفَ. بعْدَ السّلَفِ. مَنْ يبتَدِعُ طريقةً غَرّاء. أو يفتَرِعُ رسالةً عذْراءَ. وأنّ المُفلِقَ من كُتّابِ هذا الأوانِ. المُتمكّنَ من أزِمّةِ البَيانِ. كالعِيالِ على الأوائِلِ. ولو ملَكَ فَصاحَةَ سحْبانِ وائِلٍ. وكان بالمجْلِسِ كهْلٌ جالِسٌ في الحاشيةِ. عندَ مَواقِفِ الحاشِيَةِ.
-
(اليَراعَةِ) في الأصل واحدة "اليراعي" وهو القصب الذي تتخذ منه الأقلام، ويعبرون به عن الأقلام، «فرسان الأقلام» هم الكتاب.
(البراعة) مصدر بَرعَ»: فاق أقرانه في العلم، وفي غيره، برع الرجل» أي: فاق أقرانه في المجد والكرم، و برعت المرأة فهي بارعة، أي فاقت قريناتها في الجمال.
لم يبقَ مَنْ يُنقُحُ) أي يحسن ويخلص (الإنشاء) أي: الكتابة، ( ويتصرف فيه كيف شاء)، أي في الكتابة المراد بـ «الكتابة هنا : ما يُكتب من الرسائل، ليس المقصود رسم الحروف، وإنما المقصود أساليب الكتابة والرسائل.
مَنْ يبْتَدِعُ طريقة غَرّاء ) أي : واضحة مشهورة، (أو يفترع)
أصله افترع الجارية، افتضها،
(عذراء) البكر من النساء، سُمِّيت بذلك لتعذر جماعها،
-
(المُفلق): الفصيح المُعرب، الذي يأتي بـ الفِلْقِ وهو : العَجَبُ ، ويُقال: «أَفْلَق الشاعر» إذا أتى بالعجب،
-
به كالعيال على الأوائل، ولو ملكَ فَصاحَةً سحبان وائل)، «العيال»: من يتكل في مؤنته على غيره، يعني أن المتأخرين عيال على من قبلهم، أي: ليس عندهم شيء جديد، وإنما يستهلكون ما قد تركه لهم الأوائل، ويسلكون الطرق التي سلكها المتقدمون
-
(وكان بالمجلس كهل «الكهل»: التام الخلق بين الشاب والشيخ، فالرجل يسمى شابًا إلى الثلاثين، فإن زاد عن الثلاثين فهو كهل إلى الخمسين، فإن زاد على الخمسين فهو شيخ، فالكهل: يكون منزلة بين الشاب والشيخ
جالس في الحاشية) في طرف المجلس عند مَواقِفِ الحاشية) ، (الحاشية) الأولى المراد بها: طرف المجلس، وفي الثانية مراد بها : حاشية القوم أي أتباعهم وخدمهم.
أطْرَقَ إطْراقَ الأُفعُوانِ. ثمّ شمّرَ للحرْبِ العَوانِ. وقال:
اسْمَعْ حَديثي فإنّهُ عجَبُ ... يُضحَكُ من شرحِهِ ويُنتحَبُ
أنا امرؤٌ ليسَ في خَصائِصِهِ ... عيْبٌ ولا في فَخارِهِ رِيَبُ
سَروجُ داري التي ولِدْتُ بها ... والأصلُ غسّانُ حينَ أنتسِبُ
وشُغليَ الدّرسُ والتبحُّرُ في ال ... عِلمِ طِلابي وحبّذا الطّلَبُ
ورأسُ مالي سِحْرُ الكَلامِ الذي ... منهُ يُصاغُ القَريضُ والخُطَبُ
أغوصُ في لُجّةِ البَيان فأخ ... تارُ اللآلي منْها وأنْتَخِبُ
وأجْتَني اليانِعَ الجَنيَّ منَ ال ... قوْلِ وغيري للعودِ يحْتَطِبُ
وآخُذُ اللفْظَ فِضّةً فإذا ... ما صُغْتُهُ قيلَ إنّهُ ذهبُ
-
(الحرب العوان) الحرب التي تقدم زمانها، وتعاظمت مُهيجاتها التي يتطاول بها زمانها، و(العوان) في الأصل المرأة الكبيرة، والثيب، ويقولون: «العوان لا تُعَلَّمُ الخِمْرَة»، يعني أن من كان حَاذِقًا بالشيء فإنه ينبغي أن يوكل إليه، ولا يحتاج إلى رأي فيه، فالمرأة الكبيرة تعرف كيف تختمر ؛ لأنها نشأت وهي تضع الخمار، وشبَّت على ذلك وكبرت، فلا تُعَلَّمُ الخِمْرة
اسْمَعْ حديثي فإنَّهُ عجَبُ
يُضحك من شرحِهِ ويُنتحَب
"ينتحب" أي : يُبكى، والمعنى أنه فيه من الغرابة ما يُضحك، وفيه أيضًا من وصف الآلام ما يُبكي.
-
(سروج داري)، أي: أنا من مدينة سروج، والأصل غَسَّانُ)، أنا في الأصل من قبيلة غسان، وهي من قبائل
اليمن، غسان من أولاد سَبَأ بن يشجب بن يعرب بن قَحْطَان
-
(ورأس مالي سِحْرُ الكلام) أي: الكلام الذي هو كالسحر من جهة أنه مثلًا يَخْتَلِبُ العقول،
(القريض): الشعر، (والخُطَبُ) جمع «خُطبة»، «الخُطبة»: الكلام المعروف خطبة
أغوص في لجة البيان الغوص معروف، و «اللجة» مُعْظَمُ الماء، أي: أغوص في البيان الذي هو كاللجة،
فأختار (اللآلئ)، جمع لؤلؤة»
(وأجتني) أي: آخذ وأنتفع بـ (اليانع) أي: الناعم (الجني) الطري من القول، (وغيري للعود يحتطب)، يعني أن غيره يَجْتَنِي ما ليس بجيد.
وآخذ اللفظ فضّة فإذا - ما صُغْتُهُ قيل إنه ذهب
يعني أنه يجمع ألفاظا ليست بتلك الجودة، فإذا رتبها وهذبها حَسُنَت بترتيبه هو وتهذيبه حتى انتقلت من طور الفضة إلى الذهب.
وقادَني دهْري المُليمُ الى ... سُلوكِ ما يستَشينُهُ الحسَبُ
فبِعْتُ حتى لم يبْقَ لي سبَدٌ ... ولا بَتاتٌ إليْهِ أنْقَلِبُ
وادّنْتُ حتى أثقَلتُ سالِفَتي ... بحَملِ دَينٍ من دونِه العطَبُ
ثمّ طوَيتُ الحَشا على سغَبٍ ... خمْساً فلما أمَضّني السّغَبُ
لمْ أرَ إلا جِهازَها عرَضاً ... أجولُ في بيعِه وأضْطَرِبُ
فجُلتُ فيهِ والنّفْسُ كارهَةٌ ... والعينُ عَبرَى والقلبُ مُكتَئِبُ
وما تجاوزْتُ إذ عبثْتُ بهِ ... حَدَّ التَراضي فيحدُثَ الغضَبُ
فإنْ يكُنْ غاظَها توهُّمُها ... أنّ بَناني بالنّظْمِ تكتسِبُ
أو أنّني إذ عزَمتُ خِطبَتَها ... زخْرَفتُ قوْلي لينجَحَ الأرَبُ
(وقادني دَهْرِي المُلِيم)، أي: الذي يأتي بما يُلام به
(إلى سلوك ما يَسْتَشِينُه) أي: يعيبه
( الحَسَبُ): ما يُبْعَدُ من مَفَاخِرِ الآباء
(فبعتُ) ، أي : بعْتُ مالي أولا ،
(حتى لم يبق لي سَبَدٌ)، وفي رواية: «لَبَد»، والسبد غالبًا ما يُطلق بعد اللبد، والمراد بهما: الشعر والصوف،
يُقال: «ما له سَبَدٌ ولا لبد»، أي: ليس له مال؛ لأن المعنى أنه ليس عنده ذات صوف ولا ذات شعر، وكان المراد هنا مطلق نفي كل أنواع الحيوانات؛ لأن الإبل لا يُقال فيها صوف ولا شعر، وإنما يُقال فيها "وَبَر"، فنبتة شعر الإبل والأرانب تُسمَّى "وَبَرًا"، ونبتة شعر الضأن تُسمى «صوفا»، ونبتة ما عدا ذلك تُسمّى "شَعَرًا".
-
-
-
( ثم طويت الحشا)، أي : الجوف، على (سغب) أي: جوع، (خمسا)، أي: خمس ليال.
(فلما أمضني السغب) أي: أحرقني الجوع
(لم أرَ إلا جهازها) ، أي: متاع هذه المرأة
(عرَضًا ) أي : مالا، العرض هو متاع الدنيا
(أجول في بيعه وأضْطَرِب) أُكْثِر التردد.
-
(وما تجاوزت إذ عبثْتُ بهِ * حَدَّ التراضي)، يعني أن الذي فعله فعله بالتراضي بينه وبين المرأة.
(فيحدُثَ الغضَبُ) أي لماذا تغضب وما بعت متاعها إلا بتراض بننا.
-
قال: فلمّا أحكَم ما شادَهُ. وأكملَ إنشادَهُ. عطَفَ القاضي الى الفَتاةِ. بعْدَ أن شُعِفَ بالأبياتِ. وقال: أمَا إنّهُ قدْ ثبَتَ عندَ جميع الحُكّامِ. ووُلاةِ الأحْكامِ. انقِراضُ جيلِ الكِرامِ. وميْلُ الأيامِ الى اللّئامِ. وإني لإخالُ بعْلَكِ صَدوقاً في الكلامِ. برِيّاً من المَلامِ. وها هو قدِ اعتَرَفَ لكِ بالقَرْضِ. وصرّحَ عنِ المَحْضِ. وبيّنَ مِصْداقَ النّظْمِ. وتبيّنَ أنّه مَعروقُ العظْمِ. وإعْناتُ المُعْذِرِ مَلأمَةٌ. وحبْسُ المُعسِرِ مألَمةٌ. وكِتْمانُ الفَقْرِ زَهادَةٌ. وانتِظارُ الفَرَجِ بالصّبرِ عِبادَةٌ. فارْجِعي الى خِدرِك. واعذُري أبا عُذْرِكِ. ونَهْنِهي عن غَرْبِكِ. وسلّمي لقَضاءِ ربّكِ.
(فلما أحكم) أي: أتقن (ما شادَه)، أي: ما بناه، أصله طلاء الشيء بالشيد وهو الجص
(وأكمل إنشاده)، أي: قصيدته التي قدمها مرافعة أمام القاضي (عطف القاضي)، أي: ثَنَى القاضي
ا(نقراض) أي : انقطاع (جيل الكرام، وميل الأيام إلى اللثام ، أي : أن الدهر إنما يُساعف اللئام، فهم أصحاب الجد، أي: أصحاب الحظ والبخت،
-
، (وها هو قد اعترف لكِ بالقَرْضِ) أي: اعترف بأن ما أخذه وباعه من متاعك، هو قَرْض، أي: هو دين لك عليه.
(وصرّح عنِ المَحْضِ ) ، "المَحْض": بمعنى "الخالص"، وهذا مثل يُقال : (صرّح عن المحض)، يُضْرَب لانكشاف الأمر على حقيقته
(وبينَ مِصْداق النظم)، أي: بين أن نظمه إنما هو للشعر لا للجوهري، فالنظم الذي كان قد ذكر لكم عند الخطبة هو نظم الشعر لا نظم الجوهر.
-
(وإغناتُ)، أي: تحمل، ما يعني أن المعتذر من اعتذر إعْنَاتُه، أي: تحمل المشقة، وإعْناتُ المُعْذِرِ مَلامَةٌ) أي : بخل، (وحبس المعسر مألمة)، «مَفْعْلَة» من اللوم، المُعْسِر حقه أن يُعْذَر وأن يُنظَر، وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَة فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَة.
وفي نسخة «مَأْثَمَة»، أي: أنه إثم، لأن إنظار المُعْسِر واجب، لقول الله تعالى: ﴿فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَة،
(فارجعي إلى خدرك) أي: بيتك، وأصله الستر الذي تختبئ خلفه الجارية، (واعذري)، اقبلي عذر أبا عُذْرِكِ) ، أبو عذر المرأة هو الرجل الذي تزوجها أولا، الرجل الذي تزوج المرأة أولا يقال له أبو عُذْرِها»، يعني أول من تزوجها
-
قال أحدُهُمْ: ذَرُوهُ في حِصّتي. لأرْميَهُ بحَجَرِ قِصّتي. فإنّها عُضْلَةُ العُقَدِ. ومِحَكُّ المُنْتَقَدِ. فقلّدوهُ في هذا الأمْرِ الزّعامَةَ. تقْليدَ الخوارِجِ أبا نَعامَةَ. فأقْبَلَ على الكهْلِ وقالَ: اعْلَمْ أني أُوالي. هذا الوالي. وأُرَقّحُ حالي. بالبَيانِ الحالي. وكُنْتُ أستَعينُ على تقْويمِ أوَدي. في بلَدي. بسَعَةِ ذاتِ يَدي. معَ قِلّةِ عدَدي. فلمّا ثَقُلَ حاذي. ونفِدَ رَذاذي. أمّمْتُهُ منْ أرْجائي. برَجائي. ودعوْتُهُ لإعادَةِ رُوائي وإرْوائي. فهَشّ للوِفادَةِ وراحَ. وغَدا بالإفادَةِ وراحَ. فلمّا استأذَنْتُهُ في المَراحِ. الى المُراحِ. على كاهِلِ المِراحِ.
(فقال أحدُهُمْ : ذَرُوهُ) أي: اتركوه في (حصتي) أي نصيبي (لأرْمِيهُ بِحَجَرٍ قصتي) أي بخبري الذي هو كالحجر الذي سيصيبه ويقتله
(فإنّها) أي قصتي (عُضْلَةُ العُقَدِ) أي: صعبة، (العُقَدِ)، جمع «عقدة»، يعني أن عقدها صعب الحل، أي أنا سأختبره بأمر كالعقدة العضلة الصعبة التي لا يمكن أن تحل
ومِحَثُ المُنتقَدِ)، المحك حجر يكون عند الصيرفي يختبر به جيد الفضة من رديئه، فيقال: «وضع الذهب أو الفضة على المحك، فهو حجر يُختبر به صفاء المعدن، هل هو معدن مغشوش أو معدن صالح نفيس ليس فيه
(فَقَلَّدُوه في هذا الأمر الزعامة)، أي الرئاسة، (تقليد الخوارج أبا نعامة)، (أبا نعامة) هو قطري بن الفجاءة، شاعر تميمي مازني خارجي معروف، من رؤوس الخوارج، قلده الخوارج أمرهم، وبايعوه بإمارة المؤمنين، نودي بإمارة المؤمنين ٢٠ سنة، وله فرس يُقال لها نعامة»، فكان في الحرب يكنى أبا نعامة»، ويكنى في السلم أبا محمد وهو من رؤوس الخوارج وشعرائهم المعروفين
لما قلدوا الأمر زعيمهم (أقبل على الكهل)، يعني الشيخ أبا زيد، وقال: (اعْلَمْ أني أوالي) أي أنصر (هذا الوالي)، (وأُرَقِّحُ) أي أصلح (حالي بالبيان الحالي)، أي المزين بالحلي
وكُنتُ أستعين على تقويم أودي : عِوَجي ، أي تقويم أموري.
(مع قلة عددي) أي: مع قلة عيالي، فلما ثَقُل حاذي) أي: ظهري، كأنه أثقلته الديون والنفقات.
(ونفدَ رَذاذي) أي فَنِي ، نَفِذَ» الشيء : فَنِي ، قال تعالى : ﴿مَا عِندَكُم يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللهِ بَاق﴾ أي يفنى، والمراد بـ (رذاذي) مالي، وأصل الرذاذ المطر الضعيف، الرش يقال له رذاذ.
(أممْتُه) أي قصدته من أرجائي) أي أنحائي وجوانب أرضي (برجائي)، «الرجاء»: الطمع، ودعوته لإعادة روائي) : منظري الحسن، (وإروائي) : أي إزالة عطشي ، (فهش) انبسط وجهه للوفادة وراح): ارتاح، وفي
(وغدا بالإفادَةِ) إعطاء الفوائد، «الغدو»: السير مع الصباح، (وراح) «الرواح»: السير مع العشية، قال تعالى: ﴿غُدُوهَا شَهرٍ وَرَوَاحُهَا شَهرٍ﴾
(فلما استأذَنْتُهُ في المَراح)، الضمير في "استأذنته" يعود على الوالي (المَراح) بالفتح : المشي والانصراف، إلى (المُراح): الموضع الذي تروح إليه الإبل، يقصد لما استأذنته في الانصراف إلى بلدي، جعل بلده مُراحًا له كمُراح الإبل، أي المكان الذي تروح إليه وتبيت فيه، (على كاهل): «الكاهل مقدم الظهر (المِراح): النشاط والخفة
ومَرامُهُ يخِفُّ. وأواصِرُهُ تشِفُّ. وإطْراؤهُ يُجْتَذَبُ. وملامُهُ يُجتَنَبُ. وورَاءهُ ضَفَفٌ. مَسّهُمْ شظَفٌ. وحصّهُمْ جنَفٌ. وعمّهُمْ قشَفٌ. وهوَ في دمْعٍ يُجيبُ. وولَهٍ يُذيبُ. وهَمٍّ تَضيّفَ. وكمَدٍ نيّفَ. لمأمولٍ خيّبَ. وإهْمالٍ شيّبَ. وعدوٍّ نَيّبَ. وهُدُوٍّ تغيّبَ. ولمْ يزِغْ ودُّهُ فيغْضَبَ. ولا خَبُثَ عودُهُ فيُقْضَبَ. ولا نفَثَ صدْرُهُ فيُنْفَضَ. ولا نشَزَ وصْلُهُ فيُبْغَضَ. وما يقْتَضي كرَمُكَ نبْذَ حُرَمِهِ. فبيِّضْ أمَلَهُ بتَخْفيفِ ألَمِهِ. ينُثّ حمدَكَ بينَ عالَمِهِ. بقيتَ لإماطَةِ شجَبٍ. وإعْطاءِ نشَبٍ. ومُداواةِ شجَنٍ. ومُراعاةِ يفَنٍ. موصولاً بخَفْضٍ. وسُرورٍ غَضٍّ. ما غُشِيَ معْهَدُ غنيٍّ. أو خُشِيَ وهْمُ غبيٍّ. والسّلامُ
-
-
، وورَاءهُ ضَفَفٌ)، «الضفاف العيال الكثير، واشتقاقه من ضف الطعام كثرت الأيدي عليه، (مَسْهُمْ سُظَفٌ) سوء الحال، (وحصّهُمْ) أي: عراهم ونتف ريشهم، (جنف): الميل، ما أراد ميل الدهر عليهم.
(وكمد) أي حزن (نيف) : أي: زاد، (المأمول خيب) : أي : المرجو (خيّب)، أي: أخلف الظن، وإهمال) أي: تضييع (شيب): جعل فيه الشيب
، ولا نفت صدْرُهُ فَيُنْفَضَ) ، يعني لم يبزق، أي: لم يبح بما في صدره من العتب، (فيُنْفَضَ) أي: يُضرب ويبعد، (نفت): بزق،
-
-
-
-
-
-
وكُنتُ منْ قبلُ أمْتَري نشَباً ... بالأدَبِ المُقْتَنى وأحتَلِبُ
ويمْتَطي أخْمَصي لُرْمَتِهِ ... مَراتِباً ليسَ فوقَها رُتَبُ
وطالَما زُفّتِ الصِّلاتُ الى ... ربْعي فلمْ أرْض كلَّ منْ يهَبُ
فاليوْمَ مَنْ يعْلَقُ الرّجاءُ بهِ ... أكسَدُ شيءٍ في سوقِه الأدَبُ
لا عِرْضُ أبْنائِهِ يُصانُ ولا ... يُرْقَبُ فيهِمْ إلٌّ ولا نسَبُ
كأنّهُمْ في عِراصِهِمْ جِيَفٌ ... يُبْعَدُ منْ نتْنِها ويُجْتَنَبُ
فحارَ لُبّي لِما مُنيتُ بهِ ... منَ اللّيالي وصرْفُها عجَبُ
وضاقَ ذرْعي لضيقِ ذاتِ يَدي ... وساوَرَتْني الهُمومُ والكُرَبُ
(أمتري) أي : أستخرجه، (نشبا) النشب المال، (بالأدب المُقْتَنَى وأحْتَلِبُ)، أي:
أستخرجه كأنني أحتلبه .
«الأخمص»: باطن الرجل الذي لا يمس الأرض، الرجل باطنها فيه مكان مرتفع عن الأرض لا يمس التراب، هذا يُسمّى بـ«الأخْمَص»، (لُحْرمَتِهِ) لرفعته وشرفه (مراتبا)، يعني أنه كان يعلو مراتب عظيمة، ليس فوقها رتب.
-
فاليومَ مَنْ يَعْلَقُ الرِّجَاءُ بِهِ
أكسد شيء في سوقه الأدب
الذين يتعلق الرجاء بهم اليوم، لا يبالون بصناعة الأدب التي هي صناعتي التي أكتسب بها.
لا عِرْضُ أَبْنَائِهِ يُصانُ) ، يعني أن أبناء هذا الفن والأدب لا يُصان عرضهم، والعرض موضع المدح والذم من الإنسان، (ولا * يُرْقَب فيهم إل)، أي: قرابة، (ولا نسب)، وفي رواية أو نسخة: «سبب»، أي: وصلة
يقول: (كأنّهُمْ في عِراصِهِمْ)، العراص جمع عرْصة وهي فناء الدار ،
(جِيفٌ) جمع جيفة،
(يُبْعَدُ من نَتْنِها) أي: خُبث رائحتها
(فحار لبي) أي: عقلي
(لِما مُنيتُ بهِ ) أي : ابْتُلِيتُ به
(من الليالي وصرفها)، أي: تقلب الليالي وتصريفها
(وضاق ذرعي) كناية عن ضيق الصدر، ذراع في الأصل قياس الشيء بذراع،
(ذات يدي) المال،
(وساوَرَتْنِي ) أي : واثبَتْنِي الهموم (والكُرب) جمع كَرْبَة وهي الشدة.
قالَ الحارثُ بنُ هَمّامٍ: طَحا بي مَرَحُ الشّبابِ. وهوَى الاكتِسابِ. الى أن جُبْتُ ما بينَ فرْغانَةَ. وغانَةَ. أخوضُ الغِمارَ. لأجْني الثّمارَ. وأقْتَحِمُ الأخْطارَ. لكَيْ أُدرِكَ الأوْطارَ.
-
-
(إلى أن جُبْتُ ما بين فرغانة، وغانة)، أي: أنه جاب بلادًا بعيدة، وطاف في مشارق الأرض ومغاربها، فوصل إلى (فرغانة)، وهي مدينة من أقصى خراسان من أعمال سمرقند، (وغانة)، (غانا) بلد إفريقي معروف
، أخوضُ الغمار)، يعني أنه يتجشم الصعاب، وأصل «الخوض»: المشي في الماء، ثم توسع في إطلاقه، و (الغمار) في الأصل جمع "غَمْرٌ"، وهو الماء الغزير والكثير
-
-
بعض أشعار في مدح الأسفار
وطولُ مُقامِ المَرءِ فِي الحَيَّ مُخلِقٌ
لديباجَتَيهِ فَاعْتَرِب تَتَجَدَّدِ
فَإِنِّي رَأَيْتُ الشَّمْسَ زِيدَت مَحَبَّةٌ
إلى الناسِ أَن لَيسَت عَلَيْهِم بِسَرمَدِ
وكُنتُ لَقِفْتُ منْ أفْواهِ العُلَماء. وثَقِفْتُ منْ وَصايا الحُكَماء أنه يلْزَمُ الأديبَ الأريبَ. إذا دخَلَ البلَدَ الغريبَ. أنْ يَستَميلَ قاضِيَهُ. ويستَخْلِصَ مَراضِيَهُ. ليشْتَدّ ظهرُهُ عندَ الخصامِ. ويأمَنَ في الغُربَةِ جَوْرَ الحُكّامِ. فاتّخذْتُ هذا الأدَبَ إماماً. وجعلْتُهُ لمَصالحي زِماماً. فما دخلْتُ مَدينةً. ولا ولَجْتُ عَرينَةً. إلا وامتزجْتُ بحاكمِها امتِزاجَ الماءِ بالرّاحِ. وتقوّيْتُ بعِنايَتِهِ تقَوّي الأجْسادِ بالأرْواحِ
-
سمع الحكماء والعلماء يقولون: إن من دخل بلدًا غريبا فإنه ينبغي أن يستميل قاضيه، أي: يصاحب قاضيه حتى يكون على هوى ومحبة منه، ليأمن بذلك جور الحكومة أي المخاصمة
-
فاتَّخَذْتُ هذا الأدب إمامًا) ، أي : قدوة، (وجعلته لمصالحي زمامًا)، أي: كالحبل أقود به مصالحي، وهو أن يتعرف إلى الحكام والولاة والقضاة حتى لا يهضم ولا يُظلم في مكان ألم به
-
-
-
ثمّ إنّهُ فرضَ لهُما في الصّدقاتِ حِصّةً. وناوَلَهُما منْ دَراهِمِهما قَبصَةً. وقال لهُما: تعلّلا بهذه العُلالَةِ. وتندّيا بهذِهِ البُلالَةِ. واصْبِرا على كيْدِ الزّمانِ وكدّهِ. فعَسى اللهُ أنْ يأتيَ بالفَتْحِ أو أمْرٍ من عِندِه. فنَهَضا وللشّيخِ فرْحَةُ المُطْلَقِ من الإسارِ. وهِزّةُ الموسِرِ بعْدَ الإعْسارِ قال الرّاوي: وكنتُ عرفْتُ أنهُ أبو زيدٍ ساعةَ بزغَتْ شمسُهُ. ونزغَتْ عِرسُهُ. وكدْتُ أُفصِحُ عن افتِنانِه. وأثْمارِ أفْنانِهِ. ثمّ أشفَقْتُ من عُثورِ القاضي على بُهتانِه. وتزْويقِ لِسانِه. فلا يرَى عندَ عِرْفانِه. أن يُرشِّحَهُ لإحسانِه. فأحْجَمْتُ عنِ القوْلِ إحْجامَ المرْتابِ. وطوَيتُ ذكْرَهُ كطَيّ السّجِلّ للكِتابِ. إلا أني قُلتُ بعدَما فصَلَ. ووصلَ الى ما وصَلَ: لوْ أنّ لَنا مَنْ ينطَلِقُ في أثَرِه. لأتانا بفَصّ خبَرِهِ. وبِما يُنْشَرُ من حِبَرِهِ
-
(وقال لهما : تعللا) أي: تشاغلا وتلهيا (بهذه العُلالَةِ)، بهذا الشيء القليل ، (وتنديا بهذه البلالَةِ)، (البلالَةِ) الندى القليل
(الإسار) الحبل الذي يُشَدّ به الأسير، (وهزة)، أي: طرب (الموسر بعد الإعسار)، يعني أن الشيخ فرح بهذا المال الذي أُعطي له، ل
أن هو أصلا لا خصومة بينهما، أصلا الشيخ والمرأة لا خصومة بينهما، هذه حيلة عملها للقاضي ليحصلا بها على هذا المال، وقد حصلا على هذا المال، وليس بينهما أي خصومة أصلا.
هذه طريقة أبو زيد دائما في
الاكتساب.
الراوي: الحارث بن همام، قال الراوي: وكنتُ عرفت أنه أبو زيد ساعة (بزغَتْ شمسه)، أي: طلعت شمسه (ونزغَتْ) أي : نشزت (عرسه)، (
(وكدْتُ أُفصِحُ) أي: أُبِينُ (عن افتنانه) أي: تنوعه في كلامه وفي أحواله، وأثمار أفنانه) ، إشارة بذلك إلى أدبه الغض الغزير
(السجل) الورق، و «الكتاب الصحيفة، و أما في الآية: ﴿يَومَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السَّجِلَّ لِلكُتُبِ﴾ في تفسيرها عدة وجوه، منها ما ذكرنا، ومنها أن السجل اسم مَلَك.
(لأتانا بفص خبره، وبما يُنشَرُ من حِبَرِهِ)، أي: من كلامه الذي هو ك(الحِبر)، والحِبر ثياب يمانية مُوَشَّاة جميلة
فأتبعه القاضي أحدَ أُمنائِهِ. وأمرَهُ بالتّجسّسِ عنْ أنبائِهِ. فما لبِثَ أنْ رجَعَ مُتَدَهْدِهاً. وقهْقَرَ مُقهْقِهاً. فقال له القاضي: مَهْيَمْ. يا أبا مرْيَمَ؟ فقال: لقدْ عايَنْتُ عجَباً. وسمعْتُ ما أنْشأ لي طرَباً. فقال لهُ: ماذا رأيتَ. وما الذي وعَيْتَ؟ قال: لمْ يزَلِ الشيخُ مذْ خرَجَ يُصفّقُ بيَدَيْهِ. ويخالِفُ بينَ رِجلَيْهِ. ويغرّدُ بمِلء شِدْقَيْهِ. ويقول:
كِدْتُ أصْلَى ببَلِيّهْ ... منْ وَقاحٍ شَمّرِيّهْ
وأزورُ السّجْنَ لوْلا ... حاكِمُ الإسكندريّهْ
فضحِكَ القاضي حتى هوَتْ دنِّيّتُهُ. وذوَتْ سكينَتُهُ. فلمّا فاء الى الوَقارِ. وعقّبَ الاستِغْراب بالاستِغْفارِ. قال: اللهُمّ بحُرمَةِ عِبادِكَ المقرّبينَ. حرّمْ حبْسي على المتأدّبينَ.
(مُتَدَهْدِهَا) أي : مُتَحَرِّكًا من العجب، «دَهْدَهَ الحَجَرَ»: حَرَّكَهُ من أعلى إلى أسفل،
(وقهْقَرَ) أي: رجع، «قَهْقَر»: المشي إلى الوراء،
(مُقَهْقِهَا) أي: مُبَالِغَا في الضحك، فقال له القاضي : (مَهْيَمْ) كلمة استفهام أي: ما الأمر؟
(وسمعت ما أنشأ لي طربا)، سمعت ما نشأ لي عنه طرب طرب» خِفَّة تعتري النفس ، تارةً تكون لحزن وتارة تكون لفرح،
-
(كِدْتُ أَصْلَى) أي: أحترق ببلية، أي: مُصيبة ( من وقاحٍ) أي امرأة قليلة الحياء (شَمّرِيّهْ)، جَادَّة في أمرها،
(هوت دنيته) ، أي : قَلَنْسُوَتُه ، وهي قَلَنْسُوَةٌ خاصة يلبسها القضاة، وليس هذا اسم قلنسوة باللغة العربية، وإنما هو اصطلاح كان في لغتهم حينئذ
-
-
ثمّ قال لذلِكَ الأمين: عليّ بهِ. فانطلقَ مُجِدّاً بطلَبِه. ثمّ عادَ بعدَ لأيِهِ. مخبّراً بنأيِهِ. فقال لهُ القاضي: أمَا إنّهُ لوْ حضَرَ. لكُفيَ الحذرَ. ثمّ لأوْلَيْتُهُ ما هو به أوْلى. ولأرَيتُهُ أنّ الآخِرَةَ خيرٌ لهُ من الأولى. قال الحارثُ بنُ همّام: فلمّا رأيتُ صَغْوَ القاضي إليهِ. وفَوْتَ ثمرَةِ التّنبيهِ علَيْهِ. غَشِيَتني نَدامَةُ الفرَزْدَقِ حينَ أبانَ النّوارَ. والكُسَعيِّ لمّا استَبانَ النّهارَ.
-
(ثم عاد بعد لأيه) ، أي : بعد بطئه، (مخبرا بنأيه) أي : بُعْدِه ، أنه قد بَعْدَ جدا فلم يعد بإمكانه الرجوع.
-
(ثم لأولَيْتُهُ ما هو به أولى)، أي : أَوْلَيْتُه ما هو به أولى أي: أجدر وأحق من المعروف، ( ولأريتُهُ أنّ الآخِرَةَ) أي: العطية الثانية (خير له من الأولى)، أي: خير من العطية التي أعطيته أولا.
فلما رأيتُ صَغْوَ القاضي) أي: ميلان القاضي إليه، وفَوْتَ ثَمَرَةِ التنبيه عَلَيْهِ)،
يعني أنه كان بإمكانه أن ينبه عليه وأن يُعَرِّف القاضي به
، يقال: ندم ندامة الفَرَزْدَق»، ويُقال: ندم ندامة الكُسَعِي»، الفَرَزْدَق: همام بن غالب التميمي، ثم الدارمي، الشاعر المشهور ، لُقّب بـ «الفَرَزْدَق» لِجَهَامَة وغلظ وجهه، و «الفَرَزْدَق» في كلام العرب القطعة من العجين، وهو شاعر معروف
، قصة الفرزدق مع ابنة عمه النَّوار بنتِ يعين أن هذه المرأة كانت قد تزوجت في شبابها، ثم طلقت، فأصبحت ثيبًا مالكة لأمرها، فخطبها رجل، فجعلت أمرها إلى الفرزدق ليزوجها، فقال: إني أخشى إن قدم من هو أدنى إليكِ من مَوَالِيكِ أن يُنكر، فلا أفعل حتى تُشْهِدِي أنكِ قد وَلَّيْتِنِي أمرك، فدعت رجالا و وأَشْهَدَتْهُم أنها قد جعلت أمرها إلى الفرزدق، فدعا الفَرَزْدَق الناس واجتمعوا إليه.
فلما اجتمعوا إليه حمد الله تعالى وأثنى عليه وقال: أشهدكم أني قد زَوَّجت نفسي النوار، يعني أني قد زَوَّجْتُها، زَوَّجْتُها نفسي، زَوَّجَها من نفسه، بعد أن أشهدت هي على أنها جعلت أمرها إليه، فَكَرِهَتْه وَخَاصَمَتْه عند ولاة البصرة، ولم ينفعها ذلك
، فخرجت في رفقة إلى مكة، تُريد عبد الله بن الزبير؛ لأن عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنهما إذ كان ينازع الأمويين في ملكهم، وكان قد حكم العراق والحجاز واليمن، هذه كلها كانت للزبيريين.
فخرجت إليه، فعلم الفرزدق بخروجها فتبعها، فجاءت هي فنزلت عند زوج عبد الله بن الزبير، وهي تماضر بنت منظور بن زَيَّان، ونَزَلَ الفرزدق على حمزة بن عبد الله بن الزبير، فكان إذا قال شيئًا لحمزة في شأن النوار، وطلب منه أن يبلغه إلى عبد الله بن الزبير ، قالت هي أيضًا مقولة لزوج عبد الله بن الزبير، فأوصلتها أيضًا كذلك تماضر إلى عبد الله بن الزبير، فرأى الفرزدق أن الحكم ليس لصالحه
ندامة الكُسَعِي: «الكُسَعِي» هذا رجل قديم.. في قديم الزمان في الجاهلية، راعي.. وقيل في اسمه محارب بن قيس، وقيل في اسمه عامر بن الحارث، قصته أنه كان في إبله ذات يوم فرأى نبعة أي: شجرة
من شجر النبع فأعجبته، وقال: ينبغي لهذه أن تكون قوسا، هذا شجر تُتَّخَذ منه القسي، فتعاهدها بالتقويم حتى بدا له أن يقطع منها قوسًا ، فَقَطَعَها وعمل منها قوسًا، وجعل يتعاهدها بالدهن والصيانة، واتخذ لها أَقْوَاسًا
فخرج بها ذات ليلة ومعه خمسة سهام، فمرت به حُمُرٌ وَحْشِيَّة وقد كامن في حفرة، حفرة الصائد، فرماها، ولشدَّة نفاذ السهم وحدته خرج السهم من الحمار، دخل في الحمار الوحشي وخرج منه وأصاب حَجَرَةً، فَأَوْرَى، أي: أوقد نارًا، فلما رأى أن السهم قد أصاب حَجَرًا ظنّ أنه لم يُصب شيئًا، فمرت به عانة، جماعة حمرٍ أخرى، فرماها، فوقع نفس الشيء، حتى استنفذ الأسهم الخمسة، لم يبق عنده سهام، فكسر القوس من شدة، يعني حنقه وغضبه أنه لم يُصب شيئًا، فلما أصبح واستبان النهار، رأى الحُمُر التي رماها مُطَرَّحَة، قد أُصيبت جميعًا، فندم ندامة شديدة، عَضَّ أصبعه حتى قطعه من الندامة
فهذا معنى قوله : ( والكُسَعي لما استَبانَ النّهار)؛ لأن الكُسَعِي إنما ندم حين طلع النهار ورأى الحمر التي كان قد رآها رماها، رآها مطرحة.
فزعَمَ أن صِناعَتَهُ قد رُمِيتْ بالكَسادِ. لِما ظهرَ في الأرضِ من الفَسادِ. ولي منْهُ سُلالةٌ. كأنّهُ خِلالَةٌ. وكِلانا ما يَنالُ معَهُ شُبْعَةً. ولا ترْقأُ لهُ منَ الطّوى دمعَةٌ. وقد قُدتُهُ إليْكَ. وأحضَرْتُهُ لديْكَ. لتَعْجُمَ عودَ دعْواهُ. وتحْكُمَ بيْنَنا بِما أراكَ اللهُ. فأقْبَلَ القاضي عليْهِ وقال لهُ: قد وعَيْتُ قَصَصَ عِرْسِكَ. فبرْهِنِ الآنَ عن نفسِكَ. وإلا كشَفْتُ عن لَبْسِكَ. وأمرْتُ بحبْسِكَ.
-
(ولي منه سُلالة)، تعني المرأة أن لها سلالة أي: ولدًا من هذا الشيخ، كأنه (خِلالة)، الخِلال هو العود الذي يتنقى به الأضراس
(وكِلانا ما يَنالُ معَهُ شُبْعَةً) أي هي وابنها لا يجدان ما يشبِعُه.
(ولا ترقأ) أي: لا ينقطع (له من الطَّوى) أي: الجوع (دمعة)، (الطَّوى) الجوع. لا ينقطع الدمع بسبب الجوع.
(لتَعْجُمَ) أي : لِتَخْتَبِر، يُقال "عَجَمَ العود" عَضَه لِيَخْتَبر قوته،
(لتَعْجُمَ عودَ دعواه)، معناه لتختبر دعواه، هل هي ناهضة أم لا.
(فأَقْبَلَ القاضي عليه وقال له: قد وعَيْتُ)، أي: حفِظتُ، (قَصَصَ عِرْسِكَ) أي ما قالته زوجك.
(فبرْهِنِ)، قُمْ بالبُرْهَان (الآن عن نفسك)، البرهان»: الحجة، ( وإلا كشَفْتُ عن لَبْسِكَ)، أي: عن تَخْلِيطِك، (وأمرت بحبسكَ)
فوالّذي سارَتِ الرّفاقُ الى ... كعْبَتِهِ تستَحثُّها النُّجُبُ
ما المكْرُ بالمُحصَناتِ من خُلُقي ... ولا شِعاري التّمويهُ والكذِبُ
ولا يَدي مُذْ نشأتُ نيطَ بها ... إلا مَواضي اليَراعِ والكُتُبِ
بل فِكْرَتي تنظِمُ القَلائِدَ لا كفْ ... في وشعري المنظوم لا السُّخُبُ
فهَذِهِ الحِرفَةُ المُشارُ الى ... ما كُنتُ أحوي بها وأجتَلِبُ
فأذَنْ لشَرْحي كما أذِنتَ لها ... ولا تُراقِبْ واحكُمْ بما يجِبُ
(سارت الرفاق): جمع رِفْقَة» (الى كَعْبَتِهِ تستحثها)، أي: تَسْتَعْجِلُها (النُّجُب)، أي: كرائم الإبل
(ولا شعاري التمويه)، أي: تزيين الكلام، أصله أن يُطلى الإناء الذي ليس من النقدين بأحد النقدين، كأن يُطلى إناء ليس من الذهب بالذهب، فهذا تمويه
ولا يدي من نشأت نيط بها
إلا مـواضـي اليراع والكُتُبِ
يقول: "ما نيط" أي : عُلِّقَ بيدي مذ نشأت»، يعني أنه مُذ شَبَّ ما عُلِّقَ بيده إلا (اليراع): اسم جنس "يراعة"، وهو شجر يُتَّخَذ من قَصَبِه الأقلام، يعني أنه ما ليست له حرفة إلا اليراع والكتب، أي الكتابة والعلم.
قوله: (إلا مواضي اليراع)، يمكن أن يكون أراد أيضًا مواضع، في الأصل السيوف، يمكن أن يُقال إنه ليكون أراد أنه لم يحمل، ليس له سيف إلا أقلامه
(بل فكرتي تنظمُ القَلائِدَ لا كف)، يعني أنه لا يعمل بيده، إنما يعمل بفكره ولسانه،
(وشعري المنظوم لا السُّخُبُ)، (السخب) جمع "سِخَاب" وهي : قلادة قرنفل ليس فيها جوهر ولا لؤلؤ، أخذ ذلك من قول ابن حرمة
(فأذن) أي: استمع (لشرحي كما أذنت لها)، كما استمعت لها، (ولا تُراقِبْ)، لا تُرَاعِ أحدًا منا دون الآخر أو تُؤَثّره، (واحكُم بما يجب)
ثمّ إنّ خبَرَه نَما الى الوالي. فمَلأ فاهُ باللآلي. وسامَهُ أن ينضَويَ الى أحشائِهِ. ويَليَ ديوانَ إنْشائِهِ. فأحْسَبَهُ الحِباءُ. وظلَفَهُ عنِ الوِلايَةِ الإباءُ. قال الراوي: وكُنتُ عرَفْتُ عُودَ شجَرَتِه. قبلَ إيناعِ ثمرَتِهِ. وكِدْتُ أنبّهُ على عُلوّ قدْرِهِ. قبلَ استِنارَةِ بدْرِهِ. فأوْحى إليّ بإيماضِ جفْنِهِ. أن لا أجرِّدَ عضْبَهُ منْ جفْنِهِ. فلمّا خرَجَ بَطينَ الخُرْجِ. وفصَلَ فائِزاً بالفُلْجِ. شيّعْتُهُ قاضِياً حقّ الرّعايَةِ. ولاحِياً لهُ على رفْضِ الوِلايَةِ. فأعْرَضَ مُتَبَسّماً. وأنْشَدَ مترنّماً
أن لا أجرد عضبه): أن لا أسل عضبه، أي سيفه ( من جفنه) جفن السيف: غمده، يعني أنا لا أعرف أحدًا من الناس به.
-
-
( لأن الولاةَ لَهُمْ نَبوَةٌ) يعني سطوة وقلة ثبات على حال.
نقول: «نبا السيف عن الضريبة: إذا لم يصب الضريبة، ويقولون: السيف ينبو، والجواد يكبو»، يعني أنهما إن قربوا الإنسان فيمكن أن يخطئوا في حقه أيضًا ويبعدوا
يعني أن من يعيش في كنف الولاة، يعيش أولا في نعيم، ثم بعد ذلك ربما تغير حالهم عليه، فساءت حاله فهو كالحالم.. كالأسير ، يحلم أنه ملكا، فإذا انتبه فإذا هو أسير
فلمّا فرَغَ منْ إمْلاءِ رِسالَتِهِ. وجلّى في هَيْجاء البَلاغَةِ عنْ بَسالَتِهِ. أرضَتْهُ الجماعَةُ فِعْلاً وقوْلاً. وأوْسَعَتْهُ حَفاوَةً وطَوْلاً. ثمّ سُئِلَ منْ أيّ الشّعوبِ نِجارُهُ. وفي أيّ الشِّعابِ وِجارُهُ؟ فقال:
(ثمّ سُئِلَ منْ أي الشعوب نجارُهُ)، أي أصله، وفي أي الشعاب)
أي: الطرق، ( وجاره) جحره وسربه الذي يدخل فيه
-
-
-
-
-