العولمة
نشأة القولمة
ليـس مـن الشـهـل تحـديـد فتـرة زمنية لنشـأة العولمة، فقـد أشـار بعـض المفكرين إلى أن فكـرة العولمـة كانت موجـودة فـي فـتـرات تاريخية مختلفـة، مـن خـلال الحضارات القديمـة، فـكـل حـضـارة - فـي أوجهـا-
كـانـت تـفـرض ثقافتهـا وصناعتهـا وتجارتهـا علـى الآخريـن لمضـان مصالحهـا.
مفهوم العولمة
نتيجـة لتطـور وسائل الاتصالات والمواصلات التـي ربـطـت أجـزاء العالم، بـدأت العزلـة بين دول العالم بالانكماش، بحيث أصبح العالـم وكأنـه مـدينـة واحـدة، يتأثر بعضه ببعـض بشكل أو بأخـر. وهنـاك مـن يرى أن هـذا مـن مظاهـر "العولمة". ورغـم اتفـاق الجميع على أن العولمـة قـد أصبحـت أمـرا واقعـا، إلا أن هنـاك اختلافا كبيـرا حـول مفهـوم العولمـة وآثارهـا. فتجـد للاقتصاديين تعريفا، وللسياسيين تعريفا، وللاجتماعييـن تعريفـا آخـر، وهـكـذا. ويمكن تقسيم هذه التعريفات إلى قسمين:
أولا: من وجهة نظر المؤيدين للعولمة:
ثانيا: من وجهة نظر المعارضين للعولمة:
إنهـا زيـادة درجة الارتباط والتعاون بين المجتمعات الإنسانية مـن خـلال عمليات تبادل السلع ورؤوس الأموال وانتقال الأشخاص والمعلومـات، ومـا يتبـع ذلـك مـن تداخـلات ثقافية وسلوكية دون النظـر إلـى الحـدود السياسية والجغرافيـة للـدول.
هي فرض نمط حضاري معين؛ فكرا وثقافة واقتصادا وسياسة، وتعميمه على العالم.
أشكال العلمة
ا. القولمة الاقتصادية:
وتعنـي انتقـال الأفكار والعادات والقيـم بيـن المجتمعات لتعزيز العلاقات الاجتماعية، عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والسـفر عالميا. فيتمكن الجميـع مـن المشاركة فـي نشـر الثقافات المختلفة بحيث تتجاوز الحدود الوطنية والإقليمية. وقـد يـسـاعـد ذلـك فـي تشـكيل مبـادئ ومعارف تشاركية تؤدي إلى زيادة الترابط بين الشعوب والثقافات المختلفة.
ويقوم البعـد الاقتصادي للعولمـة علـى مبـدأ حرية التجـارة الدولية، فتنتقـل السلع والخدمات ورؤوس الأمـوال بيـن الـدول دون عوائق أو حواجـز. حيث يتوقع أن يؤدي ذلك إلى رفع مستويات المعيشـة فـي دول العالم، مـن خـلال توفر السلع وسهولة الحصول عليهـا، بعـد إزالة القيود والحواجز التي تعترض طريقها.
إيجابيات وسلبيات القولمة:
.
تشجيع التنافس الاقتصادي مما سيؤدي إلى تحسين الإنتاج الصناعي والزراعي والصحي والخدمي في
مجالات الحياة كافة، مما يؤدي إلى جعل حياة الإنسان صحية ومريحة بشكل أفضل.
هناك مشكلات إنسانية مشتركة لا يمكن حلها إلا بتضافر جهود جميع دول العالم ضمن إستراتيجية موحدة
للسيطرة عليها كانتشار بعض الأمراض والتلوث البيئي والتحديات المناخية.
تعمل على انتشار بعض القيم الانسانية كالتسامح والتعاون والتعايش.
تجعل العلم والمعرفة والثقافة والفن والأدب في متناول الجميع.
ثانيا: السلبياث:
.
ذوبان الهوية والشخصية الوطنية وإعادة تشكيلها في إطار شخصية عالمية.
تعطيل المصالح الوطنية خاصة عندما تتعارض مع مصالح العولمة.
السيطرة على الأسواق المحلية وتحويلها إلى أسواق صغيرة تابعة لها من قبل مؤسسات عالمية قوية النفوذ.
فرض الهيمنة على قرارات ومقدرات الدول الضعيفة من قبل القوى الأكثر تقدما وقوة ونفوذا، وممارسة
أشكال من القهر والإذلال عليها حتى ترضخ وتستجيب لمطالبها.
تفاقم الآفات الاجتماعية، كالجريمة وتجارة المخدرات والإرهاب.
اتساع الفجوة الاقتصادية بين الدول الغنية والدول الفقيرة، وهذا الأمر قد يضاعف حدة الفوراق الاجتماعية
والطبقية، ويسهم بتدني أوضاع التنمية البشرية، ويمهد لصراعات داخلية ونزاعات مسلحة.
الاستغلال الناتج عن الفرق بقيمة الموارد وقيمة السلع المنتجة منها، مما يفاقم مشكلات دول الموارد لصالح
الدول المصنعة.