Please enable JavaScript.
Coggle requires JavaScript to display documents.
مفهوم حقوق الإنسان والفكر السياسي الحديث, التوثيق التاريخي لحقوق الإنسان…
مفهوم حقوق الإنسان والفكر السياسي الحديث
المصادر الدينية السماوية
مصادر الفكر السياسي والفلسفي
المقصود بمعنى الحق
لا يوجـد مـعنى مـحـدد لمصطلح الحق، في الثقـافـات واللغات المختلفة ولاكن يمكن تعريفه على أنه مرادف للطريق المستقيم
المكونات الرئيسية التي ينهض عليها هذا المفهوم
•
الحق لغة
هو الشيء الثابت بلا شك، أو النصيب الواجب سواء للفرد أو للـجـمـاعـة، ويعـرف الحق عند بعض اللغـويين بأنه الملك والمال، أو الأمـر الموجود الثابت
•
الحق على وجه العموم
هو ما قام على العدالة أو الإنصاف وسائر أحكام القانون ومبادئ الأخلاق
•
الحق في الشريعة الإسلامية
يشير لفظ الحق في أحد معانيه إلى الله سـبـحـانه وتعالى حيث إنه اسم من أسـمـائه الحسنى، وجمع الحق حقوق وحقاق
•
الحق، هو قدرة لشخص يقوم بعمل معين، يمنحها القانون ويحميها تحقيقا لمصلحة يقرها
•
الحق في الأساس قـدرة يدعـيـهـا الفـرد انطلاقا من أسس قانونية أو أخلاقية معينة، وليس شرطا أن تتوافر القدرة الفعلية للفرد ليصح له القـول بـتـمـتـعـه بـحق أو حـقـوق مـعـيـنـة، وإنما المهم أن تتـوافـر الأسس القـانونيـة أو الأخـلاقـيـة التي تسـوغ لهـذا الفرد ممارسة مثل هذه القدرة عاجلا أو آجلا
•
والحق، مرادف لما يسمى بحرية السلوك أو التصرف على نحو معين تحقيقا لمصلحة أو مصالح معينة أو إشباعا لحاجات إنسانية خاصة، وهذه الحرية في التصرف عادة ما تأخذ في التطبيق العملي إحدى صورتين:
صورة إيجابية:
وتتمثل في القيام بفعل معين كشراء سيارة
صورة أخرى سلبية:
وتتمثل في الامتناع عن القيام بفعل معين كرفض بيع سيارة
•
إن الحق باعتباره تعبيرا عن حرية تصرف معينة يكفلها القانون للفرد، ليس مطلقا من كل قـيـد، فـالـحـقـوق دائمـا غائبة، بمعنى أنهـا تقـوده إلى تحقيق غايات خاصة لأصحابها، وحيث أن الفرد لا يعيش بمعزل عن باقي أفراد المجتمع، وإنما يعيش متفاعلا معهم، فـمـدى أو نطاق كل حق مقيد دوما بعدم المساس بأي حق أو حقوق أخرى للغير
•
كذلك، فإن الحق بالمعنى، يثبت للفرد ليس باعتباره فردا فحسب، وإنما باعتباره فردا يعيش في إطار جماعة سياسية واجتماعية معينة تتوافر فيها درجة مناسبة من درجات التنظيم الاجتماعي، فالحق ذو طابع اجتماعي، وبالتالي فليس هناك محل للحديث عن حق أو حقوق معينة يتمتع بها الفرد الذي يؤثر أن يعيش منعزلا
المقصود بـ «حقوق الإنسان»
يشير مصطلح «حـقـوق الإنسـان» إلى تلك المطالب التي يتعين الوفاء بها لجميع الأفراد دون أي تمييز، سواء بسبب النوع، أو الجنس، أو اللون، أو الـعـقـيـدة، أو الأصل، أو لأي سبب آخر، ويجب أن تكفل للأفـراد جميعا التمتع بهذه الحقوق أو المطالب بحكم كونهم بشـرا، وباعتبار أن وجـودهم بهذه الصفة لا يتحقق إلا بذلك
يتسع مفهوم حقوق الإنسان ليتجاوز مجرد وضع الضمانات التي تكفل المحافظة على النوع البشرى أو الجنس الإنساني، ليشمل أيضا إقرار هذه الضمانات
المعنى السياسي لحقوق الإنسان: هو الترسانة القانونية والتي تمثل الضمانة الحقيقية لحقوق الإنسان من خلال التزام الدول بها، ويمثل الخروج عليها خروجا على الشرعية الدولية، فتمتع المرء بحق ما، يعطيه حرية ممارسة هذا الحق، ثم تتم عملية تنشيط الحق، أي الدفاع عنه عند الرغبة في ممارسته
فحقوق الإنسان هي تلك الحقوق التي اكتسبها الإنسان لصفته هذه، والمسطرة بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، لسنة ١٩٤٨ والعهدين الدوليين، للحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وإعلان الحق في التنمية، إضافة لكافة التوصيات والمواثيق الدولية في مجال حقوق الإنسان.
.
مدرسة القانون الطبيعي
أن أفكار مـدرسـة القـانـون الطبيعي ليـسـت ولـيـدة الفكر الـقـانـونـي والسياسي الأوربي الحديث، وإنما ترجع أصولها الأولى إلى الحضارة اليونانية القديمة
نظر الإغريق أو اليونانيين القدامى، إلى الطبيعة باعتبارها المعيار الموضوعي الذي يجب أن يسترشد به السلوك البشرى
أفلاطون وأرسطو
ومن صور المساواة التي شدد المفكرون الإغريق على وجوب تحقيقها بين جميع أعضاء المجتمع السياسي تطبيقا لقواعد القانون الطبيعي:
• المساواة أمام القانون.
• المساواة في القوة السياسية.
• المساواة في حقوق التصويت.
• المساواة في الحقوق المدنية.
أما فلاسفة القانون الطبيعي من ذوي الأصول الدينية المسيحية والذين عبر عنهم أصدق تعبير القديس المفكر «توما الإكويني، فقد توسعوا في إقرار مبدأ المساواة كأصل عام يحكم العلاقات بين بني الإنسان.
فكرتها أن كل إنسان يعيش في جماعة منظمة يلزمه التمتع بمجموعة من الحقوق النابعة من طبيعته الإنسانية والتي لا يمكنه الاستغناء عنهـا
المدرسة القانونية الوضعية
يرى أنصار هذه المدرسة أن التسليم بوجود حقوق للإنسان دون تقنينها في أطر قانونية محددة يظل أمرا عديم الجدوى. فالصـيـاغـة القـانونيـة هي التي تكفل حث الأفراد والدولة في آن واحـد على احترام هذه الحقوق والعمل بمقتضاها.
المدرسة النفعية
تقوم هذه المدرسة على مقولة رئيسية أساسها أن الحقوق المقررة للإنسان والتي تثبت له بوصفه فـردا يعيش في جماعة منظمة تنبع من هذه الجماعة أو ذلك المجتمع الذي ينتمي إليه هذا الفرد - وقد تصدى المفكر الإنجليزي «جون سيتورات مل» لهذه الفكرة
المدرسة التجديدية
وهي المدرسة التجديدية في فقه حقوق الإنسان، دعمها المفكر «رينيه كاسان» باعتباره قانونا مجددا، جمع بين الفكر والعمل، وكان وراء صدور ميثاق الأمم المتحدة، والميثاق العالمي لحقوق الإنسان. وتتمحور فكرة المدرسة التجديدية، حول مبدأ توسيع حقوق الإنسان، بفعل التطور والتقدم، وبفعل تغير احتياجات الإنسان عبر الزمان.
تصنيفات حقوق الإنسان
بالنسبة لمعيار الظروف التي يتم في سياقها تطبيق حقوق الإنسان، هناك مجموعتين كبريين من حقوق الإنسان
المجموعة الأولى
تتمثل في الحقوق والحريات الأساسية في وقت السلم، وهذه المجموعة من الحقوق هي التي تكون في مجملها ما أصبح يعرف الآن بالقانون الدولي الإنساني، والذي كاد أن يصـبـح فـرعـا مـن فـروع القانون الدولي العام.
المجـمـوعـة الثـانيـة
هي الحريات التي يجب أن يتمتع بهـا الأفراد أثناء المنازعات الدوليـة أو ذات الطابع الدولي أو حتى الداخليـة، وكذا في ظل حـالة الاحتلال الحربي.
أما بالنسبة لمعيار مضمون حقوق الإنسان وتطورها، فقد جرى العمل من جانب الباحثين على الحديث عن ثلاثة أجيال متعاقبة من حقوق الإنسان.
الجيل الأول
من هذه الحقوق فيشمل
مجموعة الحقوق المدنية والسياسية
ونعنى بها مجموعة الحقوق التي تحق للإنسان بصفته فردا بعيش في جماعة منظمة.
توصف هذه الحقوق في مجملها بأنها حقوق مدنية وسياسية، وهي ما يلي
• الحق في ممارسة الحرية الدينية.
• الحق في حرية الرأي والتعبير.
• الحق في حرية الاجتماع وحق التجمع.
• الحق في حماية الحرية الشخصية.
• الحق في الحياة وفي السلامة والأمن.
الحقوق السياسية
وتشمل: حق الانتخاب والترشيح، الحق في المشاركة في إدارة الشئون العامة، الحق في تولى الوظائف العامة وعلى قدم وساق، الحق في الجنسية. وقد وردت هذه الحقوق وضماناتها في العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والذي صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1966
الجيل الثاني
فيشتمل على
مجموعة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
.
وتشمل هذه الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ما يلي
• حق الملكية - • حق العمل.
• الحق في تكوين النقابات العمالية والمهنية.
• الحق في الإضراب - • الحق في الضمان الاجتماعي.
• تحريم التمييز لأي سبب كان.
• الحق في الحماية من الرق أو العبودية.
• الحق في تقرير المصير.
• تحريم السخرة أو العمل القسري.
• الحق في التعليم والتعلم.
• الحق في مستوى معيشي مناسب.
الجيل الثالث
فيتمثل في مجموعة الحقوق الجديدة التي لم يكن للإنسان عهد بها من قبل مثل
الحق في السلام
والحق في
بيئة نظيفة
والحق في
تداول المعلومات
.
الحق في التنمية
ويوجد في العديد من المواثيق والاتفاقات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان، ومنها على سبيل المثال العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية عام 1966
يتضمن الحق في التنمية أن يتاح لكل شعب كافة الفرص الممكنة لتحقيق تنمية شاملة. وقد اكتسب الحق في التنمية (وهو ذا طابع جماعي أساسا) دفعة قوية للأمام بعد أن أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام ١٩٧٤ «ميثاق حقوق الدولة وواجباتها الاقتصادية، وكذا اعتمادها في عام 1986، إعلان حول حق الشعوب في التنمية.
ونصت مادة من الإعلان على أن الحق في التنمية حق من حقوق الإنسان غير قابلة للتصرف
وأشارت المادة الثانية على أن حق الإنسان في التنمية ينطوي على حق الشعوب في تقرير المصير كما يشمل حقها في ممارسة السيادة التامة على جميع ثرواتها ومواردها الطبيعية
وتشير المادة الثامنة من الإعلان على ضرورة أن تقوم الدول باتخاذ التدابير اللازمة لإعـمـال الحق في التنمية والذي يتـضـمـن تكافـؤ الفـرص للجميع
المصادر الفكرية الأولى لحقوق الإنسان وحرياته الأساسية، والتي تنحصر في مصدرين رئيسيين هما
التوثيق التاريخي لحقوق الإنسان بالمرجعية الإسلامية
.
(واذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة)
فالإنسان، تميز، بالحكمة والعلم وحسن التقويم، كما فضل بالعقل على سائر الكائنات الحية، مما يجعل من وضعه هذا أمـرا فطريا. فطبيعة الحقوق بالمرجعية الإسلامية، هي ذات بعد قدسي إلهي، فالله هو مصدر كل الحقوق
(قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد، ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد)
الإقـرار بالمصـدر الإلهي للـحـقـوق، هو إقـرار بـعـدالة الحـقـوق، والمساواة في تنفيذها والاسـتـفادة منها، بعيدا عن أي تغليب لفئة على أخـرى
النص الديني القطعي ( القرآن والسنة)
1) القرآن الكريم
«وأمرهم شورى بينهم» «وشاورهم في الأمر».
وهنا إشارة لإقرار القـرآن بمبـدأ الشورى
«يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم»
ينص القرآن على حق المساواة، والذي يعتبر الدعامة الأساسية للعدل، الذي بني عليه الإسلام
لم يغفل القرآن الكريم عن الحق في الحياة، والحوار والتكريم، والنهي عن الظلم والعدل، وحرية الاعتقاد
«يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط»
«ولقد كرمنا بني آدم»
«لا إكراه في الدين»
«وجادلهم بالتي هي أحسن»
«ومن قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا»
2) الصحيفة النبوية
«هذا الكتاب من مـحـمـد النبي، رسول الله، بين المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب، ومن تبعني فلحق بهم». جاء الرسول صلى الله عليه وسلم للدفاع عن المقهورين، وإقرار المساواة، والعدل بين البشر جميعا
هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم للمدينة المنورة سنة٦٢٢م
ولتـحـقـيـق نوع من التعايش السلمي بين مختلف المكونات الاجتماعية بالمجتمع الإسلامي المرتقب في تلك الفترة، كان من المهم تسطيـر وثيقة بمثابة دستور تحدد الخطوط العامة، لحقوق المسلمين، وتوضح التزامات كل فئة على حدة، وقد تم هذا كله، من خلال
الصحيفة
أو ما اصطلح عليه بلغة الحاضر
دستور المدينة
، وقد جاءت الصحيفة، مكونة من أكثر من 51 فقرة
والصحيفة، هي بحق ما اعتبر في نظر المحللين، المعاصرين، بمثابة الخطوة الأولى لبرمجة الحقوق المدنية السياسة، والاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية.
3) وصية الخليفة أبي بكر الصديق إلى أمراء الجيوش
أكد الإسلام على ضرورة احترام حقوق الأقليات وحرية الاعتقاد نزولا عند الآية الكريمة، لا إكراه في الدين» «من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»
اعتبرت وصية الخليفة الصديق لقادة جيوشه، وثيقة حقوقية، تقـر بحقوق الأقليات، بالمناطق الخاضعة للمسلمين، وكذا وثيقة حقوقية تلتزم لحقوق المستضعفين والمقـصـود بهم، حـقـوق الأطفال والـعـجـزة والنساء وهو مـا يقـابل في القاموس الحقوقي الراهـن، القانون الدولي الإنساني، حيث التأكيد على احترام حقـوق المدنيين، وكذا حقوق الأسرى.
جاء على لسان أبي بكر الصديق في وصيته:
«......ولا تقتلوا طفلا صغيرا، ولا شيخا كبيرا، ولا امرأة،... وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في صوامع، فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له.....»
4) عمر بن الخطاب. رضى الله عنه. ووصيته في القضاء
وفي عهده جابه معضلات فقهية، وقانونية - إن صح التعبير. ودينية، كثيرة، نذكر من بينها، تطبيق حد السرقة في عام المجاعة أو الرمادة، وقضية المؤلفة قلوبهم، وأراضي الخراج، حيث كلها اجتهد فيها بحكمته وأقر فيها العدل الذي أبهر به أعداءه قبل أصدقائه
حـرص الفاروق على توضيح مفهـوم القـضـاء وكذا وظيفة القاضي ومـدى ضـرورة الالتزام بما جاء في القرآن والسنه، آخذا بعين الاعتبار ظروف الناس والمجتمع
من خلال وثيقته الشهيرة التي وجهها، إلى أبي موسى الأشعري
، ضمنها توجيهات حول طريقة فض النزاعات، وهي وثيقة تؤسس للحق في القضاء والمساواة
5) وثيقة الإمام على بن الحسين المعروفة برسالة الحقوق
جاءت رسالة الإمام على (زين العابدين)، كوثيقة تفصيلية لجملة من الحقوق، محتوية على 50 حقا، من وجهة نظر إسلامية، منها ما يأخذ الطابع السياسي، كما هو الشأن بالنسبة لحقوق الرعية: فأما حقوق رعيتك بالسلطان فإن تعلم إنما استرعيتهم بفضل قوتك عليهم فإنما أحلهم محل الرعية لك ضعفهم وذلهم»
ومنها ما يأخذ طابع العبادات، كحق الصلاة والصوم، ومنها الحقوق ذات الطابع الاقتصادي، وكذا الحقوق القضائية، وحقوق الأقليات. ورسالة الإمام على رغم تفصيلها في حقوق مختلفة ومنوعة إلا أنها لا تخرج عن طابع النصح والأخلاق
الأسس المرجعية لحقوق الإنسان
.
أسس المرجعية الإسلامية في حقوق الإنسان، يقف وراءه سببان:
إبراز الطابع الكوني أو العالمي لتناول الإسلام، لحـقـوق الإنسان، وعـدم تناقضه المطلق مع منظومة حقوق الإنسان، رغم الفارق الزمني الكبير، بين نزول القرآن الكريم وتبلور الشريعة الدولية لحقوق الإنسان
وهو أن الحديث عن العلاقة بين كل من حقوق الإنسان والإسلام، لا تأخذ بعدا دينيا، باعتبار الأخيرة قضية إنسانية وليست قضية دينية، كما أنها تخضع لتطور بشكل متتال وسريع، تتحكم فيه عوامل كثيرة، وهو عكس الدين، الذي يأخذ طابع القدسية والثبات
والمرجعية الإسلامية لحقوق الإنسان، تأسست على قاعدة معرفية قرآنية، تجعل العدل أو العدالة، جوهر ومحور باقي الحقوق الإنسانية الأخرى والتي تتفرع عنها
بعكس المرجعية الأوربيـة لـحـقـوق الإنسان والتي تؤكـد على كـون الحرية هي جوهر حقوق الإنسان، وتتفرع عنها حقوق أخرى كالمساواة والعدل
.
والحق أو الحقوق، وفقا للرؤية الإسلامية، وما جاء به الأصوليون، تنقسم إلى قسمين:
حق الفرد: وهو ما يخص المصلحة الخاصة للأفراد.
حق لله، وهو ما أخذ طابع المصلحة العامة.
والحـقـوق من الناحية الإسلامية صنفت ضمن ثلاث مـجـمـوعـات، حسب أهميتها، وهي مـا عـرف بمقـاصـد الشـريعـة الإسلامية
مـقـاصـد ضـرورية، وهي حـقـوق لله على الفـرد، كحفظ الدين، والنفس والنسل والعقل والمال، وهي ضرورية لقيام حال الدنيا والدين وبدونها لا تستقيم الحياة، والمحافظة على هذه الضروريات، تكون إما بالالتزام بما يحافظ عليها، أو الامتناع ودرء ما يهدمها.
المقاصد الحاجيه، والتي تعتبر ذات أهمية في استقامة الحياة لكن ليس بنفس درجة المقاصد الضرورية
متبوعة بالمقاصد التـحـسينيـة، والتي تدخل في نطـاق مـا يسمى بالآداب العـامـة، كـأسلوب الأكل والحديث، ونمط الحياة وغيرها من الأمور ذات الطابع التحسيني
يظل القـرآن الكريم دسـتـور المسلمين المكتـوب والمحصن ضـد أي تزييف أو تزوير والذي نقل وكتب بطريقة حرصت على ضمان حرفية نصه، لهذا فالبحث عن أسس علو الإسلام بالإنسان وبحقوقه وبكرامته، تجب أن يتم ضمن وبين نصوص القرآن الكريم. القرآن الكريم، الذي أسس لهذه الحقوق الإنسانية، على أسس منطقية وعلمية، وأخرى اعتقادية، دنيوية
1) العقـل
وقـد جعل الله سـبـحـانه وتعالى من العقل، الأساس المادي والمنطقي للاهتداء بالحقوق والدفاع عنها، عبر توظيفه في التأمل والتدقيق بنظام وطبيعة الكون، مما يساعد الإنسان على الوصول إلى أن الأصل هو الحق، وأن الإنسان ولد بحقوقه وليس مجردا منها.