Please enable JavaScript.
Coggle requires JavaScript to display documents.
رواية قلم زينب, خرجت هويدا الشاطئ من عنابر المستشفى التي تشبه كل شيء إلا…
رواية قلم زينب
الفصل الرابع
-
بينما يستعد الطبيب لمغادرة عيادته إذ جاءته امرأة مطلقة ثرية تدعى (سهلة ) وقد ادعت وأشاعت في الحي أنها خطيبة الطبيب ، وكان لها أخ (نشال محترف ) وقد زار الطبيب وطلب إليه أن يتقدم رسميا لخطبتها وهدده إن لم يفعل ذلك ،
وطلب الطبيب إلى (سهلة) – بعد أن ادعت أنها مريضة وبعد الكشف عليها ، حتى لا يحدث لها ما حدث مع “محمود عموش” الذي مات بانفجار في الزائدة الدودية بعدما أهمله الأطباء – أن تكف عن زيارته والابتعاد عن طريقه – دون جدوى .
وعندما خرج الطبيب إلى المستشفى اكتشف سرقة سيارته من أمام العادة ، وقد ظن أن الذي سرقها هو شقيق (سماسم) وقد أخبره أحد الشباب أنه رأى السيارة في الشارع العام المؤدي إلى البحر ،
وكانت تحمل عروسين في زفة ، وذهب الطبيب إلى مركز صغير للشرطة يعمل به شرطيان ، وقد خطر ببال الطبيب أن يتهم ( إدريس علي ) أو ( النشال شقيق سماسم ) ولكنه لا يملك الدليل ، ولم تكن بالمركز سيارة ولا دراجة ،
فاستقل الشرطي والطبيب عربية (کارو) يقودها حمار وذهبا إلى الغرس واكتشفا وجود السيارة هناك ، وقد استدعى الشرطي العريس ليسأله ، والذي بدوره أخبره بأن ( إدريس علي) هو الذي أجر لهم السيارة ،
وأنه اتفق معهم أن يستردها في التاسعة والنصف ولكنه لم يحضر ، ولم يكن العريس يعرف بأنها مسروقة ، وقد أخبر الشرطي العريس بأن الطبيب لن يقاضيهم بعد أن استرد عربته ،
وعليه أن يراجع قسم الشرطة بعد انتهاء شهر العسل ، ثم استقل الشرطي والطبيب العربة وذهبا إلى قسم الشرطة .
الأمراض
وكذلك أمراض معدية بسبب الفقر ونقص الخدمات وأمراض نفسية لأسباب اجتماعية وروحانية، ومشاكل سياسية وأمنية من ضياع للحقوق وظلم وخداع ونصب وإشكاليات اقتصادية وأخرى مرتبطة بالحروب في الجنوب كلها في إيقاع متلازمة إدريس المعزوفة على وتر (قلم زينب) ،
هذا القلم الذي رسم له تخيلات لم تلبث لتتحول لكوابيس تنهال عليه من كل حدب وصوب، كالعقار الذي يبهر الطبيب بمفعوله في أوله وهلة ثم يتفاجأ من هول الأعراض الجانبية التي يسببها، فتنتشر في الجسم فيصبح أسيرا لداء ظنه دواء،
حالات من السعادة والحزن ارتسمت على وجوه شخوص القصة في حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والصحية هي محاكاة عن التشخيص المستقبلي لكل مريض يستلقي على السرير المقابل لمقعد الطبيب.
-
الفصل الثاني
-
ألقي “إدريس علي ” السلام على الطبيب ، وقد ظن الطبيب أنه مريض ، ولكنه أخبره بأنه جاء لتحيته وإكرامه والتعرف إليه ، وقد أخبره أيضا بأنه درس في مصر في معهد اللاسلكي الشهير ، وحدثه عن ذكرياته بالقاهرة ،
وعن أسماء غريبة ومريبة لم يسمع بها من قبل ، وحين تأهب للخروج ، وضع أمام الطبيب على الطاولة قلما بسيطا أسود اللون ، ورجاه أن يقبل الهدية من أجل زینب ، ثم خرج دون أن يخبره عن زينب التي يجب أن يقبل هديته الرخيصة من أجلها .
الفصل الثاني
انشغل الطبيب بمرضاه ومنهم الرجل البحار المسين الذي جاء يستشيره في أمر الزواج وهو في الثمانين ، ولكن الطبيب أرسله إلى مختص في تلك الأمور ،
ومنهم امرأة اسمها “نجفة” والتي كانت تشكو من صداع نصفي بعد زواجها من الرجل الدجال ، ثم ذهب إلى المستشفى للمرور السريع على المرضى ، وقد التقى هناك بإدريس علي وكانت برفقته فتاة ادعى أن لديها مشاكل نسائية وتركها وغادر المكان ،
واتضح فيما بعد أن المرأة لا تعرفه وقد عرض عليه أن يساعدها لأن الطبيب صديقه ، ولم تكن تشكو من أمراض نسائية ولم تكن متزوجة لكنه اضطراب في النوم وكانت موظفة في أحد البنوك وتعول أسرتها الفقيرة بعد وفاة والدها ،
وقد تعاطف الطبيب مع هويدا وأسماها “هويدا الشاطئ” وأخبرها بأنه طبيب عادي ، ووصف لها دواء مهدئا ، وأخبرها بأنه لا يملك عيادة مسائية وإنما يتنقل بين عيادات زملائه .
ثم التقى بفتاة متعجرفة قدمت من إحدى الدول المرفهة ، وقد جاءت لتضع حملها الثاني وكان بانتظارها خارج العيادة
-
وفي طريقه إلى البيت داهمته كثير من الوساوس حول هذا الرجل الذي يفرض نفسه عليه ، وفكر في إعادة القلم إليه وطرده من عيادته عندما يقابله أو يبحث عن مكان آخر بعيدا عن هذا الرجل .
الطبيب
ابتعد الكاتب عن توصيف نفسه وإبرازها كما اعتدنا مع الروائيين العرب في كتاباتهم للسير الذاتية وهذا جانب إيجابي مهم في الرواية، كذلك طرح الكاتب العديد من القضايا الاجتماعية كالشعوذة والدجل والإجرام ومشاكل الزواج والعلاقات الاجتماعية والفقر ومشاكل صحية كانتشار الأمراض المزمنة في مجتمع لا يفقه معنى الرياضة،
واستطاع الكاتب أن يوظف هذه المتلازمة الإدريسية في تشريح واقع اجتماعي بما يحمله من هموم ومعاناة وفقر وواقع مرير في مشهد مضحك وباعث للسخرية والهزل والسخط والشفقة في آن واحد،
هذه الرواية لا يكتبها إلا طبيب ليس للمصطلحات المستخدمة بل بالمتلازمة التي التصقت به والتي عبر عنها بشخصية إدريس علي) ، فهذه الشخصية المؤرقة والتي شغلت ذهن الكاتب كالمرض المبهم الذي يؤرق الطبيب،
الأفكار
الأفكار لقاء الكاتب بإدريس علي – نشأة الكاتب ودراسته الأولى في بورتسودان – إكماله التدريب في جميع الأمراض – تخصصه في النساء والتوليد –
-العمل في عيادات زملائه القدامى – البحث عن عيادة لزيادة الدخل بمساعدة “عز الدين موسى ” والقيام بتجهيزها .
الحصول على عيادة في حي فقير – عدم وجود زبائن في بادئ الأمر – توافد المرضى الفقراء على العيادة – حضور ” إدريس علي “.
يطلعنا الطبيب والروائي أمير تاج السر في روايته السينمائية المعنونة ب (قلم زينب ) على مجتمع ريفي في حقبة زمنية لا تزيد عن بضع سنين، يختزل واقعا اجتماعيا لقرية سودانية،
ولكن بطريقة فريدة من نوعها فهي من زاوية الطبيب هذه الزاوية التي اعتادت أن تنظر للمجتمع بنظرات ثاقبة وألسن صامتة وآذان صاغية احترفت الاستماع والاستكشاف بأذن وسماعة، هذه الرواية سردها الطبيب (أمير تاج السر ) بطريقة رائعة وسلسة وطريفة ومؤلمة ومثيرة في آن واحد.
كاتب الرواية: طبيب وروائي سوداني يمت بصلة قرابة وثيقة للأديب السوداني المشهور الطيب صالح، نالت أعماله اهتماماً كبيراً في الأوساط الأدبية والنقدية، كما حققت شهرة عالمية، بعد ترجمة معظمها إلى كثير من اللغات الحية منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية.
-
تتلخص حكاية "قلم زينب"، في أن الكاتب كان في بداية مشواره العملي قد استأجر عيادة صغيرة في حي شعبي فقير، وذلك لتساعده على مصروفاته التي لا يفي بها الراتب الحكومي، وهو يومئذ خريج يتدرب في مستشفى حكومي في أم درمان، وفي أيامه الأولى لافتتاح العيادة زاره شخص اسمه علي إدريس، ومن تلك الزيارة تبدأ ورطة الكاتب الطبيب، حيث يختفي إدريس علي لكنه يبدأ في حياكة سلسلة من الخدع يحتال بها على الطبيب وعلى أناس قريبين منه بدعوى أنه صديق حميم له، ويبدأ الطبيب في دوامة البحث عن ذلك الشخص مستعينا بالشرطة، وبأحد أصدقائه العسكريين، وتمر أشهر لا تتوقف فيها المقالب، ثم يعثر الكاتب على إدريس علي ذاته في المستشفى الذي أدخل إليه للعلاج، هو ومجموعة من السجناء، وحين يبلغ عنه يكتشف أنه يقضي عقوبة سجن منذ خمس سنوات، أي قبل سلسلة الحوادث التي تعرض لها الكاتب بسنوات، ولا يجد دليلا أنه كان يخر ج من السجن . (بتصرف جريدة سوق عكاظ)
يتحدث فيه الراوي الفصل الأول : يتحدث فيه الراوي عن لقائه الأول بإدريس علي ، ذلك الشخص الذي سيريك الطبيب لاحقا ، وتتمحور الرواية حول ألاعيبه ومكائده ، حيث كان اللقاء في حي النور الشعبي ، كان الراوي في ذلك الوقت يتخصص في طب النساء في أحد المشافي الحكومية ، تعرف خلال هذه الفترة إلى ممرض ، اسمه ( عز الدين موسى ) كان يملك عيادة متهالكة في حي شعبي فقير ، وقد أغرى الطبيب الحديث العهد بهذه العيادة وكثرة زبائنها ، اقتنع الطبيب ( الراوي ) فصنع لنفسه ختما من الخشب ، واشترى مولدا من التاجر الهندي " برد شاندرا " ليضعه في العيادة . بدا العمل شحيحا في هذه العيادة ، و في يوم هادئ توافد المرضى الفقراء على العيادة ، وكان من بينهم شخص لا تبدو عليه علامات المرض .
-
الأفكار:
“حضور إدريس علي” للتعرف إلى الطبيب – إهداؤه الطبيب قلما – زيارة الرجل المسين “البحار” للطبيب – لقاء الطبيب بنجفة – المرور السريع على المستشفى – لقاؤه بإدريس علي – لقاؤه بهويدا – فحص الطبيب للفتاة المتعجرفة – عودة الطبيب إلى البيت .
الفصل الثالث :
في مساء اليوم توجه الطبيب إلى عيادته ليفاجأ بجيش من المرضى ، ودخل عيادته بصعوبة ، ليجد الابتسامة مرسومة على وجه ممرضه العجوز ، فجأة يعلو الصوت في بهو العيادة برطانة " حي المرغنية " لا تكاد تفهم ، وإذ بالممرض قد تعرض لسيل من اللكمات على وجه : لأنه طلب نقودا من الجيش المحتشد في بهو العيادة ، وقد انبرى من بينهم رجل سبعيني ، هل تتاجرون بآلام الناس ؟ وأردف قائلا : لقد أرسلنا صديقك إدريس علي الذي أهداك قلما " قلم زينب " أخذ الطبيب القلم وكسره ورماه على الأرض ، لكن العجوز التقطه . وألصقه وأعاده إلى مكانه ، استجاب الطبيب لطلبهم وبدأ بمعاينتهم مجانا .
الفصل الخامس :
غابت سيرة إدريس علي فترة من الزمن ، وقد زار الطبيب في هذا المساء أحد أقاربه " فضل الله " الذي لم يره منذ خمسة عشر عاما ، وقد كان يملك مطعم سمك " الجنتلمان " وكان قد أحضر له وجبة سمك مقلي ، لحظ الطبيب بأن يد قريبه ليست طبيعية : فسأله عنها : فقال له : لا عليك ، إنه مس شيطاني ، كما قال الشيخ الحلمان الذي أرسلني إليه صديقك " إدريس علي " جن جنون الطبيب ، وهل استدان منك نقودا ؟ نعم إنها ثلاثة آلاف جنيه ، قال إنك أرسلته إلي لأقرضه . وعلى ما يبدو أن فضل الله قد استعاد المبلغ من والد الطبيب ، فكان هذا الشرك الرابع لهذا الطبيب .
الفصل السادس :
هنا يستنجد الطبيب بصديقه العقيد " عمر " الذي عاد لتوه من مهمة عسكرية في الجنوب ، وطلب إليه أن يساعده في القبض على " إدريس علي " المحتال ، وافق العقيد في الحال ، وباشرا البحث في أرجاء المدينة ، فلم يجدوا ضالتهم ، ولكنهم التقوا بإدريس على الطفل ، وطالب الجامعة ، والبحار ، والجزار ، لكن لم يكن بينهم إدريس النحيل صاحب الشعر المنكوش ، وقد التقوا أثناء رحلتهم بالمرأة المسترجلة بائعة الخضار . يعود الطبيب إلى البيت فيفاجأ باحاج عوال وزوجته وابنته ، يبدو أن عائلة الطبيب قد أصابها شرك إدريس علي هذه المرة .
يأتي خاطب لسهلة " سماسم " وهو قريب للمرض عز الدين موسى ، يعمل سمسارا للعقارات ، ويملك مكتبا وسط السوق ، أعجب بسماسم ، وأراد الارتباط بها ، فعلا خطبها الطبيب من أهلها لقريب الممرض : فوافق الأهل فور سماعهم الخبر ، وتم عقد القران ، سر الطبيب كثيرا لأنه تخلص من كابوس يدعى : " سماسم " ، عاد الطبيب إلأي بيت أهله ليجد الحاج عوال وعائلته بانتظار عودته ليقول له بأن صديقه " إدريس " قد أرسلهم وأعطاهم العنوان ليتمكنوا من الذهاب إلى الحج عن طريق البحر ، انفجر الطبيب المسكين غضبا : ولكنه اضطر لاستقبالهم ثلاثة أيام ، وتزويدهم بالنقود اللازمة ليكملوا حجهم الميمون .
يحاول الطبيب تتبع الشيخ الحلمان في حي المرغنية الشعبي ، وذلك من خلال حامد رطل الذي يعمل مساعدا للشيخ الحلمان " النصاب " وحامد رطل هو المتكلم باسم جيش المرضى في عيادة الطبيب في وقت سابق ، وهو يطمح أن يفتح عملا خاصا كشيخه الحلمان في النصب على الناس البسطاء ، تفاجأ الطبيب بوجود " هويدا الشاطئ " بين المرضى المتكدسين على باب الشيخ الحلمان ، سأل الطبيب حامد رطل عن إدريس علي ، فأجابه بأنه لا يعرفه ، وقد كان صادقا ، وكانت المفاجأة أن الشيخ الحلمان خطب هويدا لنفسه بعد أن يطلق إحدى زوجاته الأربع
تزوجت هويدا الشاطئ بالشيخ الحلمان ، وأصبحت تساعده في جلب الزبائن : فاستغنى الحلمان عن خدمات مساعده حامد رطل . أما هويد الشاطئ تلك الفتاة التي كانت موظفة رزينة أصبحت ألعوبة بيد زوجها الحلمان النصاب . بالعودة إلى سماسم " سهلة " فقد تغيرت تغيرا كاملا ، وكانت سعيدة مع زوجها قريب الممرض عز الدين موسى ، وهذا ما بدا واضحا خلال زيارتها للطبيب ، وتوقفها عن مضغ العلكة . وصادف أن زارت العيادة المرأة المسترجلة عواطف ، وقد دونت اسمها في سجل المرضى باسم " إدريس علي " ، وبعد لحظات حضر الشاويش خضر ذو الرتب المتهالكة ، وأخبر الطبيب بأنه أمسك بإدريس علي وهو يحاول سرقة عنزة عائشة ، لكن المفاجأة !! ليس هو
في اليوم التالي فقد الطبيب مولد الكهرباء الذي اشتراه من التاجر الهندي ، فاضطر الممرض لصرف المرضى الذين كان من بينهم " سيد أحمد " البحار الذي يبحث عن شهادة لياقة طبية تمكنه من الزواج ، وقد تزوج على الرغم من إصابته ب"السرطان " ، وكان من بينهم أيضا " شاطر الزين " المهاجر إلى كندا ، الذي تحدث عن فارق المعيشة بين كندا وبين هذا الحي المتخلف .
خرج الطبيب متجها إلى مقر الشرطة فلم يجد الشاويش خضر ، ولكنه وجد الشرطي " تولاب " الذي يتحضر لاستلام مكان الشاويش خضر بعد تقاعده القريب ، عاد الشاويش خضر من مهمة شخصية " إراحة الضمير " ورغم انتهاء ورديته إلا أنه ساعد الطبيب في البحث عن مولده المفقود عن طريق قاص الأثر الخبير الذي عرف السارق من غير عناء : إنه النشال أو سماسم ، فقد تبين أنه تاب ، ولكن إدريس علي أخبره بأن المولد يحتاج للإصلاح ، وعليه حمله إلى محل الهندي لإصلاحه ، وهناك باع إدريس علي المولد للتاجر الهندي ، وعلي شراؤه بثمن كبير مرة أخرى .
حاول الطبيب الخروج من المستشفى لاستعادة مولده المسروق ، إلا أن ضغط العمل منعه ، فقد حضرت أمرأة من الطبقة المخملية " القاضية " التي يعرفها من قبل بحزمها ورصانتها ، وقد نجح في إنقاذها وطفلها ، ولكن المفاجأة كانت في حالة أخرى إنها " هويدا الشاطئ زوجة الشيخ الحلمان ، ملقاة على سرير في حالة يرثى لها ، أدخلتها غرفة العمليات وبقي الرجال العشرة المرافقين لها خارج الغرفة ، وطلبت إليهم التبرع بالدم لإنقاذ زوجة الحلمان الذي منعه اعتكافه المزعوم من مرافقة زوجته إلى المستشفى ، وكانت المفارقة أنهم أصروا على أخذ ابن الشيخ الحلمان الذي لم يتكون بعد لتغسيله ودفنه ، وكذلك إصرارهم على أخذ زجاجات الدم المتبقية معهم ، بعدها خرج الطبيب متجها إلى محل الهندي لاسترجاع مولده ، و قد استدعاه من غير أن يدفع جنيها واحدا ، ،ذهب بعده إلى منزل الشاويش خضر وكتب تنازلا لإخراج شقيق سماسم المغرر به من السجن بكفالة زوج أخته سمسار العقارات.
خرجت هويدا الشاطئ من عنابر المستشفى التي تشبه كل شيء إلا المستشفى ، وقد أخبرت الطبيب بأنها متشوقة لإنجاب الأطفال من من فارس أحلامها " الشيخ الحلمان " ، وبعد تنازل الطبيب حقه خرج مختار أخو سماسم من السجن ، وقد طلب إلى الطبيب أن يساعده في إزلة الوشم البغيظ على ذراعه ، وكانت أخته سماسم تتابع حملها عند طبيب آخر ، ولكنها كانت مصرة على وضع مولودها الأول في المستشفى الذي يعمل فيه الطبيب " الراوي " ، وقد نذرت هي وزوجها أن يسميا ابنهما الأول على اسم الطبيب عرفانا بالجميل ، ظهر فضل الله قريب الطبيب مرة أخرى ، ولكن هذه المرة على سرير المستشفى : لأنه تعرض لعملية نصب من قبل إدريس علي أدت إلى فقدانه مطعم السمك " الجنتلمان " ، وقد أصيب على إثر ذلك بجلطة دماغية . جمعت الشرطة كل من يحمل اسم " إدريس علي " وجمعت كل من تعرض لعمليات نصب علهم يتعرفون على المحتال ، ولكن دون جدوى لم يكن بينهم
ذهب الطبيب ليطمئن على قريبه فضل الله ، فوجد في نفس الغرفة صائغ ذهب مريضا يقبع إلى جوار قريبه ، وحوله مجموعة من الرجال والنساء " من الطبقة المخملية " يبدو أن أحدهم يعرف الطبيب : فقد التقيا على في عربة قطار عندما كان الطبيب طالبا ، حيث قام بطرد الطالب " الطبيب " من العربية التي كان يجلس بها : ليستمتع مع عائلته بعربة منفردة لهم ، حاول تبرير فعلته ، لكن الطبيب لم يبال به ، أوصى الطبيب الممرضة بقريبه الذي لايتحرك منه سوى لسانه .
رحل فضل الله عن الدنيا متأثرا بتلف دماغه ، ولم تسفر حملات الشرطة عن شيء ، في هذه الأثناء عاد الحجاج " عوال وزجته وابنته " من السعودية ، ونزلوا في بيت الطبيب لأخذ قسط من الراحة كما أوصاهم إدريس علي قبل الذهاب إلى مدينتهم على الحدود الصومالية ، العقيد عمر صاحب الهيبة والوقار جاء أمر نقله إلى الجنوب حيث الحرب ، وقد كان سعيدا ، كما جاء أمر نقل الطبيب بعد أن أنهي فترة تدريبه ، كما جرت العادة ، وقد خير بين عدة مناطق في الريف : فاختار " طوكر " : سيترك العيادة التي أحبها رغم صعوبة التعامل مع الناس في الأحياء الفقيرة ، أخبر عز الدين موسى بقرار نقله وعليه أن يجد طبيبا آخر
بقي ثلاثة أيام على سفر الطبيب إلى " طوكر " وكان يجلس خلالها في مكتب أبيه تارة ، وفي المستشفى الذي سيغادره تارة أخرى ، وصادف أن طلبت إليه زميلة حديثة التخرج مساعدتها في مناوبة ليلة ، حدث ما لم يكن بالحسبان ، أثناء معاينة طابور من المرضى دخل شرطيان يرفقان ثلاثة مرضى من المساجين ، عندها كانت الصاعقة : إنه إدريس علي المحتال ذو الشعر المنكوش ، النحيف ، هجم الطبيب عليه ، وقال إنه هو المحتال ، يحمل قلم زينب في جيبه ، حاول الشرطيان إبعاد الطبيب عن المحتال ، وأوضح له أحدهما : أن هذا السجين اسمه محمود علي ، وهو مدان بالاحتيال على عدد من تجار الماشية ، وقد باعهم أراضي وهمية في حي مايو الشعبي مقابل ماشيتهم ، وقد أمضى في السجن خمس سنوات حتى الآن ، حاول الشرطي إقناع الطبيب بأن المتهم في السجن منذ خمس سنوات ، ولا يوجد أي تكنولوجيا تثبت أنه " إدريس علي " سنحاول إيجاد المحتال إن كان هناك شخص اسمه إدريس علي كما تدعي .
قبل السفر بيوم ، ذهب الطبيب إلى مركز الشرطة ليودع الشاويش خضر ، استقبله " تولاب " وقد علق على كتفه شارة حمراء جديدة ، يبدو أنه ترفع ، واستلم مكان الشاويش الذي تقاعد ، ودع الشاويش خضر في بيته من غير أن أذكر له ماحدث في المستشفى ، وفي صباح اليوم التالي استقليت العربة الحكومية التابعة لمستشفى " طوكر " وكنت أحمل في جيبي أكثر من عشرين قلما من ماركة " قلم زينب " لأستخدمها في مكاني الجديد .
إشكالية العنوان العنوان الأساسي للرواية هو (زينب)، أما العنوان الثانوي أو الفرعي فهو (مناظر وأخلاق ريفية)، ولا بد من القول إنّ المؤلف هرب من التصريح والإفصاح بالتسمية الأنثوية (زينب)؛ وذلك تفادياً لاتهامه بارتكابه ذنباً أو خطأ لا يغتفر ولا يعفى عنه في التأليف لرواية مضمونها وموضوعها الأساسي عن الحب، وما يشار إليه أنّ العنوان الثانوي ينقسم إلى جزئين: مناظر وأخلاق، وقد تم تقديم المناظر والتي تعني الطبيعية على الأخلاق والتي تمثل الجانب البشري، وهذا ما سينعكس على مضون ونص الرواية، حيث نجد أنّ الطبيعية تمثل المساحة الأكبر في نص الرواية من البشر.
المفارقة في الرواية: كتب أمير تاج السر سيرته الروائية والتي سلط فيها الضوء على شخصياته والبيئة التي تعيش فيها أكثر من حياته الشخصية فكانت لغته سلسة سهلة صور من خلالها الواقع بكل تفاصيله والحياة المريرة التي يعيشها الناس ومعانتهم.