Please enable JavaScript.
Coggle requires JavaScript to display documents.
نظريه التأثير والتأثر في اثار الحضاره اليونانيه - Coggle Diagram
نظريه التأثير والتأثر في اثار الحضاره اليونانيه
يسمي الاثريون العصر الذي يبدأ بمجئ الإغريق وينتهي عند منتصف القرن الـ16 (بالعصر الهللادي الوسيط (1900 - 1550 ق.م))
يسمون العصر التالي له بالعصر الهللادي الحديث أو الميكيني (1550 - 1150 ق.م)
نظرا لان مدينه ميكيناي في أرجوس (بالبلوبونيز) هي أقوي مراكز هذه الحضاره وأغناها وأوسعها نفوذا
عصر البرونز في بلاد اليونان
في بدايه العصر الهللادي الحديث (الميكيني) وقعت بلاد اليونان تحت تأثير حضاره أخري أقدم منها وهي حضاره كريت المسماة بالحضاره المينويه نسبه الي مينوس (أحد ملوك كريت القديمه أو لقب كان يحمله ملوك هذه الجزيره كلقب فرعون في مصر القديمه)
كانت حضاره مستقله لا تنتمي الي الأسره الاوروبية ابتدعها اهل كريت وكانوا قد وفدوا الي كريت من اسيا الصغري في العصر النيوليثي الذي انتهي في الجزيره عند حوالي عام 2500(استقروا في الشرق والشمال ) كما وفد في أعقابهم قوم آخرون من جهه اخري (يظن انها ليبيا واستوطنوا جنوب الجزيره)
لما كانت كريت تتمتع بموقع وسطي ممتازيجلعها علي اتصال بالشرق والجنوب والشمال فسرعان ما تلاقت فيها التيارات الحضاريه (وعلي الاخص من الشرق الأدني) ويقسم علماء الاثار زمن هذه الحضاره الي:
العصر المينوي القديم (2400-2000)
العصر المينوي الوسيط (2000- 1600/1550)
ازدهرت هذه الحضارتين في:
فتره الإزدهار الأولي (قبل 2000-1700)
التي شيد أثناءها قصر كونوسوس قرب الساحل الشمالي
وشيد ايضا قصر فايستوس قرب الساحل الجنوبي
تحولت القري الي مدن فاكتسبت طابعا مدنيا
نشأت مراكز عمرانيه كثيره في وسط الجزيره
تمتعت بالامن لأول مره في تاريخ المنطقه (بتطهير البحر من القراصنه )
ارتقي الفن وتسمي هذه الفتره احيانا (عصر كماريس 1950-1750 نسبه الي كماريس)
كماريس: هو كهف في جنوب إيدا عثرنا فيه علي أوان فخاريه مزينه بزخارف متعدده الألوان
عثرنا علي أوان كريتيه في مصر وفينيقيا وبابل وجنوب بلاد الإغريق
وعثرنا في كريت علي بعض اثار شرقيه كالأختام الأسطوانيه من بابل وتحف فنيه من مصر
الدليل الأول علي التأثير والتأثر
عام 1700 حلت كارثه بكريت دمرت قصورها ومراكزها العمرانية (لا ندري اذا كانت قد تعرضت لغزو من الخارج ام زلزال )
لم تلبث كريت كثيرا ان افاقت من الصدمه وأقبلت علي فترة الازدهار الثانيه (1600/1550-1400)
حيث بلغت الحضاره أوجها خاصه في كونوسوس التي أُعيد بناء قصرها وتركزت في يد ملكها مينوس الزعامه علي معظم المدن الكريتيه الاخري
بلغ الفن المينوي ذروته وهو فن يستمد عناصره من الأساسيه من الطبيعه وعلي الأخص فن الفرسكو fresco أو فن الرسوم جدرانيه الزاهية الألوان
العصر المينوي الحديث أو المتأخر (1600/1550-1100)
احتلت المرأه الكريتيه مكانه مرموقه في المجتمع وكان لها دور كبير في مجال الدين كان مرتبطا بالطبيعه
اتسع نطاق علاقاتها مع أقطار الشرق الأدني لكن علاقتها ببلاد الإغريق كانت ذات أهميه بالغه من الناحيه التاريخيه
بلغت ذروه هذه العلاقه في عضون القرن الـ16 (1550-1500)
وقعت بلاد الإغريق تحت تأثير الحضاره الميناوية ولاسيما في مجال الفن والدين والحرف الصناعيه وطريقه الكتابه
ولكن ذلك لا يعني بالضروره ان كنوسوس احتلت بعض أجزاء من شبه جزيره الإغريق كما توحي بذلك أسطوره (ثيسيوس والمينوتاوروس) ولا يعني ان تأثير هذه العلاقه قد تجاوز الجوانب الماديه
اقتبس الأخيون (الإغريق من المينويين أشياء كثيره ومن بينها وسائل الترف والرفاهية والتأنق وطريقه الكتابه )
وقعت كريت في يد الميكينيين الذين هاجموا الجزيره حوالي عام 1400 واحتلوا كنوسوس وهدموا قرها وغيره من القصور بعد حوالي نصف قرن فانطفأ بريق الحضاره المينويه (منذ ذلك الحين ورثت ميكيناي مركز كريت في البحر الإيجي بل في العالم المتوسط ((1400-1200))
إذا كانت كريت قد اثرت في حضاره بلاد اليونان في فتره أثناء الألف الثاني ق.مفإنها لم تقم بأي دور هام في سياسه أو حضاره بلاد اليونان خلال العصور التاليه سواء في العصر الهلليني (الكلاسيكي)(عصر ازدهار دوله المدينه polis)
أو في العصر الهيللينستي (الهلليني المتأخر) عدما احتلت رودس وديلوس مركزا كان المرء يعتقد أن كريت أولي منهما به ، لعل ارجح تفسير لهذا التطور الغريب هو عامل الجنس (منذ مجئ الفوج الثاني الكبير من القبائل اليونانيه(ما يعرف باهجرة أو الغزو الدوري))
تحولت كريت الي جزيره دوريه وبعدئذ سادتها حاله من الركود ولم تسهم بأي نشاط حضاري ومع هذا فقد أصبحت كورنثه مركزا من مراكز التجاره بفضل الدوريين
تحولت أسبرطه الي دوله عسكريه تتمتع بأقوي نفوذ سياسي في بلاد اليونان
تأسست في جنوب ايطاليا وصقليه بعض مستعمرات علي أكبر جوانب من الرخاء والبذخ
ُ
جعل الفوج الأول من المهاجرين اليونان (الأخيليون) من البحر الايجي بحرا يونانيا أذ شرعوا بعد قرون قليله من الاستقرار-يعتبرها الباحثون حلقه مفقوده من سلسله التطور- في بناء حضاره بدأت في الازدهار منذ عام (1550-1150)وهو ما يعرف بالعصر الهللادي الحديث أو العصر الميكيني
وقد انعقد أثناءها لواء الزعامه لمدينه ميكيني التي تقع في سهل ارجوس بالبلوبونيز إذ استطاعت هذه المدينه ان تبني قوه سياسية واقتصاديه وتفرض سيطرتها علي جانب كبير من البحر الايجي
وأخيرا جاء الدوريين الذين أطاحوا بالأمراء الأخيين ودمروا قصور ميكيناي وتيرينس و ميديا وقلبوا الاوضاع السياسيه في بلاد اليونان
وقامت بالتعاون مع المدن الاخري بحمله طرواده عام 1200
الفوج الثاني من القبائل اليونانيه جاء الي بلاد اليونان حوالي 1150ق.م (أي عند نهاية عصر البرونز وبدء عصر الحديد 1100 ق.م)
المهاجرين الجدد لم يكونوا اول من احضر الحديد (لأن هذا المعدن كان مستعملا قبل قدومهم علي نطاق محدود في صناعه بعض الحلي في عصر البرونز)
يحدثنا المؤرخ الأثيني الكبير ثوكيديس الذي عاش في القرن الـ5 أنه في السنه الثامنين من بعد حرب طرواده غزا الدوريون بقياده أبناء هيراكليس منطقه البلبونيز (وتعرف هذه الحادثه في الاساطير اليونانيه باسم عوده أبناء هيراكليس الذين جاءوا من الشمال والشمال الغربي إلي بلاد اليونان لاسترداد ارثهم القديم وهي تتفق في فتره الانتقال بين العصر البرونزي والحديدي)
صحب الغزو الدوري انقلاب في أحوال اليونان السياسيه و الإطاحه بمراكز الحضاره الميكينيه الا انه لم يحدث اي توقف فجائي في التطور الحضاري
حركه الهجرات
عندما استقرت الاحوال بعد الاضطراب الذي نجم عن الهجره الدوريه التي استغرقت بضع عشرات السنين حدث ذلك التوزيع الغريب للقبائل واللهجات اليونانيه (الأيوليه والدوريه والأيونيه وهذا التوزيع بحانب الاثار هو أساس معرفتنا بتاريخ بلاد اليونان خلال عصرها الذي درج الناس بتسميته(العصر اليوناني المظلم أو العصر اليوناني الوسيط ) 1150-750)
لعله مظلم لنا فقط لأن الحفائر الاثريه لم تمدنا بمعلومات وفيره ومعظمها عن أثينا
لكن حسب هذا العصر أن هوميروس مصدرنا الرئيسي في هذه الفتره والذي رجع انه عاش في القرن الـ9 أو الـ8
في بعض الاحيان كانت الحدود الطبيعيه تطابق الحدود اللغويه ولكن الاهم من ذلك هو ان التنوع العام كان يرجع الي تباين في الأصول الجنسيه لكل دوله من دول المدن الكثيره حائلا دون اندماج بلاد اليونان كلها في وحده شامله
من المستحيل ان نفسر من الظروف الجغرافيا وحدها كيف استعمل سكان ثساليا وبويوتيا اللهجه الأيوليه التي تتفرع من اصلا من الأخيه ولا يتبين فيها سوي اثر ضئيل للهجه الدوريه ، بينما استعملت بعض الاقاليم اللهجه الدوريه دون سواها ، وقد انتشرت اللهجه الاخيره في ميجادا ومجارا بلهجتها الأيونيه الخالصه الي درجه أن أثينا كنت تعتبر بمثابه المدينه الام metropolis لكل الأيونيين
وخلال ذلك العصر نشطت حركه الهجرات من بلاد اليونان نشاطا كبيرا كما زاد عدد سكانها (بسبب غزاه جدد او ازدحام السكان)
استقر الإغريق الذين هاجروا من ثساليا وبويوتيا ويسمون بالنسبه الي لهجتهم بالأيوليين في جزيره ليسبوس الكبيره التي تقع في شمال ساحل اسيا الصغري الغربي (وقد عرفت هذه المنطقه أيوليس)
من وسط بلاد اليونان وبخاصه من أتيكا هاجر فريق من الإغريق الي جزر الكيكلاديس بالبحر الإيجي ومنها الي وسط ساحل اسيا الصغري الغربي (الذي عرف فيما بعد باسم أيونيا)
أسس المهاجرون مدنا صغيره مكان القري التي وجدوها وكان المستعمرون الجدد خليطا غريبا وزاد في عدم تجانسهم وامتزاجهم بالسكان الاصليين وكذلك التربه الخصبه وملاءمة الساحل للتجاره وموقعه بين الشرق والغرب هو الذي جعل الأيونيين أكثر الإغريق ذكاءا لفنون شتي
نزح من أرجوليس ولاكونيا مهاجرون بعضهم من الأخيين وبعضهم من الدوريين الي مدن ميلوس وثيرا وكريت وقد توسعت حركه الهجره الي ما وراء كريت فبلغت كرباثوس ورودوس و جنوب ساحل اسيا الصغري الغربي الذي عرف باسم دوريس doris
خلال الفتره التي هاجر فيها اليونانيين الي داخل شبه الجزيره كانت القبيله هي العامل الاساسي في التنظيم السياسي وأصبحت أقسام القبيله هي أقسام دوله المدينه ويرجع أصل القبائل phylae والبطون phratriae التي انقسمت اليها كل دوله مدينه يونانيه الي فتره الهجره عندما كانت الحياه تخضع لحكم النظام العسكري والقانون الأسري
حين استقروا ترتب علي ذلك وجود ارتباط قوي بين الفد والارض وقد تم ذلك بين الاغريق كما تم بين غيرهم من شعوب العصور القديمه التي فتحت او استعمرت اراضي جديده بتقسيم المنطقه الي انصبه او حصص متساويه kleroi بقدر المستطاع وكانت الملكيه الخاصه للأرض وإن لم يصحبها أول الامر حق التصرف فيها
حتي في المناطق التي لم يطبق فيها مبدأ توزيع الأرض بين المواطنين علي الفور تطبيقا سريعه انقضت فيه مرحله الملكيه الجماعيه في وقت مبكر وسرعان ما عملت النوزعه الفرديه عند اليونان
هي نزعه كان يقويها التكوين الطبيعي لبلادهم وصفاتهم القوميه علي إقصاء القبيله والعشيره عن ملكيه الأرض سواء أكان السكان يعيشون في قري متناثره أم حول مركز المدينه
كان الملوك والالهه من بين الملاك الذين منحوا نصيبا كبيرا من الارض وكان هؤلاء الالهه قد هاجروا الي مواطنهم الجديده مع الاخيين
وقد جاء هؤلاء الالهه الاجانب المرتبطين بالسماء ليأخذوا مكانهم بجانب الالهه الوطنيه الذين كانوا كالهة للزراعه مرتبطين بالارض chthonioi ارتباطا وثيقا بوصفها الام الكبري التي خرج من بطنها كل الثمار
وكان من ابرز العوامل التي شكلت ديانه دوله المدينه polis ان الهتها القدامي والجدد ادمجوا بالمصاهره أو اختلاق النسب في مجمع واحد pantheon علي الرغم من اختلاف خصائصهم
وتفسير هذا الدمج اما علي اساس ان هوميروس:
يجمع في ملحمتيه بين متناقضات زمنيه فيما يتصل بالأشياء الماديه
علي أساس ان الروايه المتوتره التي التزمها جاءت أصلا من متناقضة تجمع بين عناصر متباينه وتتفق في الانساب الأسريه المختلفه الممثله في شخصيات الالياذه والاوديسيا
لم يتم هذا التطور دفعه واحده وحسبنا ان نشير الي ظاهرتين فيه تسترعيان النظر
إحداهما انتشار عباده الهة المهاجرين (عرفوا بعد استقرار الاغريق بالهة اوليمبوس) في اماكن معينه وتشبيههم بالهة البلاد القدامي مكتسبين بذلك ألقابا كانت تميزهم في مكان عنهم في مكان اخر
فكان زيوس في بلده معينه يتميز عن زيوس في مكان اخر وأبوللون كذلك
وأما الظاهرة الأخري فهي أن الالهة لا يبدون متحررين من الارتباط بالارض الا في الجماعه الالهيه المسيطره التي يتصورها هوميروس مقيمه فوق جبل أوليمبوس حيث يظهر أعضاؤها بأشخاصهم العظيمه المنطلقه التي عاشت في علم الاساطير وفي الفن وشكلت طابع الديانه اليونانيه