Please enable JavaScript.
Coggle requires JavaScript to display documents.
السياسة الجزائية - Coggle Diagram
السياسة الجزائية
-
مقدمة
-
واجهت المجتمعات البشرية منذ نشأتها الظاهرة الاجرامية المتمثلة في الاعتداء الواقع من البشر على بعضهن البعض قتلا و نهبا و سرقة و إحراق الارزاق و الممتلكات
بالنظر للظروف التي أحاطت بالانسان, ظروف قاسية وضعته دائما في وضع المدافع عن حياته و غذائه من الكوارث الطبيعية و الوحوش المفترسة إضافة للاعتداءات المستمرة من الناس على بعضهم البعض تحقيقا لنصرة أو سيطرة أو إشباعا لحاجات حياتية أساسية.
لم يستطع الانسان البدائي الا أن تتكون لديه ذهنية الدفاع و هذه الذهنية أصبحت متركزة في اللاوعي للانسان و مازالت تؤثر حتى يومنا هذا في تصرفاته سواء الايجابية أو السلبية.
من الثابت في علم النفس الاجتماعي أنه يتحكم عادة بالموقف الذي يتخذه الانسان و مجتمعه من حدث معين مجموعة من الأفكار التي تكونت لديه عبر تراثه الثقافي و الأخلاقي و الديني و الخبرات التي اكتسبها من خلال تعامله مع هذا الحدث أو ذلك.
-
للسياسة الجزائية 3 أبعاد: سياسة التجريم (ضرورة توفر أركان الجريمة مجتمعة) (1), سياسة العقاب (تكريس عقوبة السجن أو تكريس عقوبة الخطية) (2), سياسة الوقاية من الجريمة قبل ارتكابها (3).
-
هذه الأفكار تنعكس على التصرفات في المجتمع عند التعبير عن موقف معين سواء مباشرة أو عبر العادات و الأعراف التي تشكل الاطار السلوكي للإنسان
-
-
في البداية كان التصدي يتمثل في القضاء على المجرم لكن طريقة تصدي المجتمع المعاصر أصبحت من خلال مساعدة المجرم على العودة للحياة الطبيعية و القدرة على مواجهة الصعاب و تجاوزها دون الوقوع في طريق الانحراف.
لكن الاهتمامات العديدة و المتنوعة التي يبذلها المجتمع المعاصر لمكافحة الجريمة لم تؤد الى خفظ حجم الجرائم إلا في بعض المجتمعات, حيث سجل بعض التراجع في حجم الجرائم بفضل برامج التوعية و التوجيه و دور الأجهزة الأمنية و مساهمة المواطنين في حفظ الأمن و التقيد بالنظام
إلا أن الصورة العامة للظاهرة الاجرامية في العالم توحي بتصاعد خطرها و اتساع حجمها و تنوعها و اتصافها بالعنف أحيانا ممّا ولد هاجسا دوليا تبلور في التعاون لمحاربتها.
الملاحظأن في السنوات الأخيرة المجرمين يستعملون التكنولوجيا الحديثة تحقيقا لأغراضهم سواء كانت وسائل للتخاطب أو التنقل أو الإلكتونيات المختلفة و الكمبوتر و غيرها من الاختراعات التي وجدت لخدمة الانسان
-
قد جاء مشروع المجلة الجزائية و مشروع مجلة الاجراءات الجزائية لمواكبة التطور التكنولوجي كذلك قانون الارهاب لسنة 2015 و قانون الاتجار بالبشر
الكتاب العام صلب مشروع م إ ج أقر وسائل حديثة للتصدي للجريمة (اليات التحري الخاصة) مثل إعتراض الاتصالات و الإختراق و المراقبة السمعية البصرية.
ظهرت صور جديدة للاجرام الواقع على البيئة (الاجرام البيئي/ الارهاب البيئي) مصطلح حديث الظهور (الفصل 13 من قانون الارهاب) و على وسائل التنقل كخطف الطائرات و سرقة البضائع المشحونة بحرا و برّا و جوّا و سرقة السيارات فضلا على استغلال الخطوط الهاتفية من طرف بعض العصابات بالإشتراك مع الموظفين و المسؤولين عن حفظ و صيانة هذه الوسائل
أيضا تزايد حجم الاعتداءات على البنوك و برمجيات البنوك و كذلك السيطرة على بعض مرافق الحياة العامة بحيث أصبحت هذه المافيا تشكل عالم ثاني يستغل ضعف الأجهزة و استعداد المسؤولين لتحمل الرشاوي و اشتراكهم في النشاطات غير المشروعة.
الجرائم الواقعة على الأطفال و النساء و الشيوخ و ما يعرف بالفئات الهشة (مصطلح جديد في الق الج) اعتماد هذا المصطلع يشير الى تطور في السياسة الجزائية حالة الاستضعاف وقع التعرض اليها في قانون الاتجار بالأشخاص (كل شخص يكون ضعيف تجاه شخص اخر) الجرائم ضد العائلة مثال حالة اغتصاب المحارم و سوء المعاملة و الضرب و التجويع
الجرائم الواقعة على المارة في الشارع مثل الخطف و البراكاج و السرقة و الاغتصاب و سرقة المواليد و الرضع و الاتجار بهم (بيع الأطفال المولودين خارج إطار الزواج)
الصورة القاتمة للوضع الاجرامي في الجزء الأخير من القرن ال20 و بداية القرن 21 حملت المجتمعات لحماية المجتمع الانساني من الجريمة من خلال زيادة الأبحاث لوضع الخطط الوطنية و الدولية لمواجهة الاجرام و التصدي له فقد أدرك الجميع المخلفات السلبية للجريمة على الحياة العامة و على جوانبها الانسانية و الاجتماعية و الأخلاقية و الاقتصادية و مدى زعزعتها للأسس التي تقوم عليها المجتمعات المتحضرة و الخطر الذي تشكله على النظام العالمي .
-
يمكن تلخيص موقف المجتمع المعاصر من الجريمة و المجرمين أنه مصمم على التصدي للجريمة و الوقاية منها معتمدا في ذلك على ما وفرته العلوم الجنائية و الاجتماعية من معطيات علمية و بما تكون لديه من فكرة مخطط في مستويي المسؤولية العامة.
هذا المجتمع متجه نحو وضع خطط علمية مدروسة بغية التاثير إيجابيا في العوامل التي تبدو مهيأة و مساعدة على الجريمة :arrow_left: سياسة التوقي.
-
و تجدر الإشارة الى أن العالم المعاصر المزود بالتقنيات المتقدمة في كافة الميادين متجه نحو إستعمال التقنيات في التصدي للجريمة و الوقاية منها من خلال التخطيط العلمي.
هذه الميزة البارزة في توجهه فالجهود مبذولة لإحتواء النشاطات المختلفة ضمن أطر التنمية الاجتماعية و الاقتصادية بحيث يستعان بتجميع القوى الفاعلة في سبيل تحقيق اهداف عامة مالها تحقيق أكبر قدر ممكن من الرفاهية و الرقي للإنسان المعاصر و هو ما يبحث عنه الإنسان الأمن الاجتماعي و في ادخال الوقاية من الجريمة ضمن خطط التنمية الاج و الاق
تحقيقا لهذا الهدف و ترتيبا على ذلك يمكن القول أن العالم المعاصر بما يتصف به من علم و معرفة و ماهو مدعم به من تقنيات يحاول توظيف هذه المكاسب لتوفير الأمن الاج الخالي من الجريمة و هو ما يستدعي الى اعتماد سياسة جزائية ناجعة لمكافحة الظاهرة الاجرامية.