Please enable JavaScript.
Coggle requires JavaScript to display documents.
:star: تعقيب شهر رمضان المبارك - Coggle Diagram
:star:
تعقيب شهر رمضان المبارك
:check:
مقدمات
الأزمنة والأمكنة بالنسبة الى الانسان تكتسب قيمتها بمقدار انتسابها الى الغاية التي تشغل باله.
إن شرف شهر رمضان بشرف انتسابه الى الله تعالى وبالمقدار الذي تتوفر فيه للانسان السالك الى الله الفرصة للجوء والاتصال به ، ففيه من البرامج السلوكية والمعنوية ما يحقق هذه الغاية ، وخاصة في ليلة القدرالتي هي خير من مقدار عمرنا اجمع
الغاية التي لابد ان يفني الانسان عمره في طلبها من الله : هي العبودية
ومعناها : أن يكون الانسان قابلا محضا للارادة والواردات الالهية
لابد ان تسري العبودية في مراتب وجود الانسان وتصتبغ بها
على مستوى الظاهر والحواس اي ما يسمى بالأقاليم السبعة
ملكاته النفسانية
قلبه الذي هو مركز الايمان والاعتقاد
العبد الحقيقي لله هو الرسول الأكرم (ص) وكذلك أئمتنا الذين بلغوا غاية العبودية
والتعرف على صراط العبودية إنما يكون عبر النظر الى مسلكهم والتمسك به .
والأدعية التي بثوها لأتباعهم تحوي الحقائق بلسان الرأفة والخضوع . ولابد من التعامل معها بحدية وعلى أنها وصفة لأدوائنا بجميع مراتب وجودنا ، فكلماتهم دستور الوصول والتحقق بالعبودية
تقسسم اجمالي للدعاء
ذكر لصفات الله وأسماءه - استحضار العظمة الالهية -
تعريف شهر رمضان المبارك - ارتباط عظمة الشهرالمكتسبة من عظمة الموصوف -
وظيفة السالك الى الله في هذا الشهر - الصيام -
الحدث العظيم الذي يمثله شهر رمضان - ليلة القدر -
طلب وسؤال من الله بالفكاك الرقبة من النار ودخول جنته
:check:
الأسماء الالهية
يا عَليُّ يا عَظيمُ، يا غَفورُ يا رَحيمُ،
أنتَ الرَّبُّ العَظيمُ الَّذي لَيسَ كَمِثلِهِ شيءٌ وَهُوَ السَميعُ البَصيرُ
ليست على منوال واحد
القسم الاول : نداء
القسم الثاني :خطاب بلسان الحضور
القسم الثالث خطاب بلسان الغيبة
الله يتجلى لقلب السالك إليه وفق شؤون وأحوال ، وذلك بمقتضى ظهوراته وأسمائه وصفاته ، وهذه الشؤون المتعددة تكون كذلك بلحاظ القابل لا بلحاظ الفاعل ، فالله متمحض في الوحدانية وعدم التكثر فهو قريب في بعده وبعيد في قربه
النداء يكون للبعيد أما القريب فيُناجى ويخاطب بخطاب مباشر ، فإذا تعلق النداء بالأسماء فهذا اشارة الى العلو والرفعة وقصور ايدي السالكين عن بلوغها ، بينما الخطاب المباشر يعبر عن حضور الله بأسماءه وقربه كاسم الرب الذي يدل على التربية والعناية .
إن الشؤون الإلهية المتعددة لا تلغي حقيقة أن الله سبحانه لا يُكتنه، وأن ذاته لا اسم لها ولا رسم ولا يمكن لأحد أن يعبَر عنها بما يشير إلى الإحاطة العلمية بها
لذا فإن البعد والقرب وان كان من شؤون صفاته إلا أن الذات هي حقيقة تستكنّ لَ هذه الظهو ا رت وهي غيب محض.
:red_flag:يا عَليُّ يا عَظيمُ
فإن النداء إشارة للبعد ونداؤنا لله تعالى يتضمن حقيقة كون الله تعالى بعيدا ولكن مقصودنا من
البعد هنا "الترفع والعزة"، هذا البعد الذي يكون في عين القرب الإلهي لأن الله تعالى هو المحيط والمهيمن
روي عن أمير المؤمنين عليه السلام "قريب في بعده، بعيد في قربه فوق كل شئ ولا يقال شئ فوقه، أمام كل شئ ولا يقال له أمام، داخل في الأشياء لا كشيء داخل في شيء وخارج من الأشياء لا كشئيء خا رج من شيء، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غير
على السالك إلى الله تعالى والقارئ لهذا الدعاء أن يشعر قلبه العزة الإلهية
حال النداء ب "يا " والعظمة التي لا تنال اولجلال الذي لا يحاط به
نعم في بعض الأحيان لا يدعو الإنسان الله تعالى بذكر حرف النداء بل يقول كما قال زكريا "رب إني وهن العظم مني" ولم يقل "يا رب" وهذا كما ذكر أهل المعرفة مقام يكون فيه العبد قريبا من الله تعالى وهو مقام مختص ببعض الأولياء أو في بعض الحالات
أن الإنسان في ذكره لله تعالى إما أن يكون مسبّحًا وإما أن يكون موصّفًا
ان يكون ذكرنا لله تعالى ذكرًا لصفاته التي نعرفها فننسب له الكمال والجمال
والتوصيف لله تعالى لا يتيسّر إلا للذين أخلصهم فلم يبق من أنفسهم أي أنانية أو إنية اي أزالوا حب النفس ورؤيتها من أنفسهم وهذا ما اشارت إليه الآية الكريمة - سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ الصافات إِلا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ: ١٥٩ - ١٦٠
وكل من سوى هؤلاء لا يدخل ميقات التوصيف ويبقى خارج الدار ينزّه الله تعالى.
تارة أخرى ننزهه عن توصيفنا له ومعرفتنا به.
إن البدء بهذين الاسمين يحوي قضية مهمة على مستوى معرفة الله تعالى والسلوك {وهي الاشارة إلى حقيقة الاسم المستأثر} ، وهي أن الله تعالى ذاته لا تكتنه ولا يحاط بها، ولا يمكن لأحد أن يعرف الله حق معرفته، لذا فهو العلي والعظيم في ذاته بحيث لا يبلغ علوّه لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا غيرهما
وهذا معنى الاسم المستأثر على بعض التفسيرات، حيث ذكر أن لله تعالى أسماء ولكن هناك اسم استئثره لنفسه، أي إن هناك مرتبة من معرفة الله تعالى لا يبلغها أحد وهي مستأثرة به تعالى، ولا يعرف الله إلا هو وما روي عن رسول الله (ص) "ما عرفناك حق معرفتك"
{على الداعي أن يشعر قلبه حقيقة التنزيه والتسبيح}
وهذه القضية المعرفية بالنسبة إلى السالك إلى الله تعالى تجعله يعيش حالة التنزيه الدائم مع الله، أي إنه مهما بلغ من معرفة الله تعالى سيبقى مستحضرًا لقضية أنه تعالى منزّه عن كل معرفة من قبلنا أي إن الله فوق ما نذكر وفوق ما نعرف وهو أكبر من كل توصيف ومعرفة، هذه هي قضية التنزيه الأساسية
والإسم الذي يعبر عن هذه الحقيقة هو اسم العلي العظيم، وقد أشارت رواية عن الإمام الرضا(ع) إلى هذه القضية حيث روي عنه في الكافي أنه قال: " فأول ما اختار لنفسه: العلي العظيم لأنه أعلى الأشياء كلها، فمعناه الله واسمه العلي العظيم، هو أول أسمائه، علا على كل شيء" فانظر كيف عبّر الإمام(ع) أنه أول ما جعل الله تعالى لنفسه لا لغيره اسم العلي العظيم، وذلك لعلوّه المعبر عن التنزيه.
من الجميل ذكره أن اسم العظيم واسم العلي، هما الاسمان اللذان نذكرهما في الركوع والسجود عند التسبيح، فذكر الركوع هو سبحان ربي العظيم وذكر السجود هو سبحان ربي الأعلى، وهذا يشهد لما قلناه من أن اسم العلي والعظيم هما اسمان للتسبيح والتنزيه
فالله سبحانه له الأسماء الحسنى وكل ما في العوالم من الشؤون والأحوال هي ظهوارت كماله وجماله وجلاله ،وهذه الظهوارت هي أسماؤه وظهوارتها ،وأسماؤه وهي ليست من طبيعة الألفاظ بل هي حقائق "أسألك باسمك الذي وضعته على السماء فاستقلّت وعلى الارض فاستقرّت .. "
فهي ظهوارت لله سبحانه كانعكاس نور الشمس الواحد على أسطح المرايا المتعددة التي يظن انها انوار متعددة .
فما نراه من العلم هو رشحة من اسم العليم وما نراه من حياة هو قبس من اسم الحي
وجودنا ما هو إلا نور من أسمائه تعالى وكل العوالم تتربى تحت أعين الأسماء وفي ظلها وكنفها ومن هنا إذا دعينا الله تعالى باسم من أسمائه فإننا في الحقيقة نستشعر حقيقة الكمال المستبطن في الأمور التي نشاهدها
إذا أ رى العارف بالله نبتة تنمو، فإنه يرى "الحي" في هذه النبتة صحيح أنها حياة مقيدة
ومحدودة إلا أنها ليست إلا حياة الحي المطلق سبحانه
وكذلك لا يرى إلا "العليم" عندما يقرأ برهانا أو يرى علما في مكان ما
على السالك الذي لم يصل لمرحلة يرى الله تعالى قبل الاشياء ومعها وبعده عليه أن يروض عقله بالتفكر في حقيقة الأسماء الكامنة خلف الظواهر ومن ثم بذكر الله تعالى وحضور فإن أ رى حياة شيء ما عليه أن يشغل عقله بالتفكر في كيفية سريان الحياة الإلهية في هذا الأمر وأن الله سبحانه هو الحي المطلق والوحيد في هذا العالم وكل حي فهو حي به وبفيض حياته تعالى
إذا لقن الإنسان هذا الأمر في حياته دوما اعتاد التفكر بهذه الطريقة عليه أيضا بالذكر الدائم واستحضار هذه الحقيقة في قلبه والتخشع لها
الأسماء الإلهية لها انقسامات منها
أسماء جمالية
فالتي تدل على اللطف كاسم الرحيم والعفو والرؤوف
والقلوب التي تتأثر بها أكثر تسمى قلوب حبية فتذكر الله سبحانه إذا تجلى لها بالرحمة والرزق والعطاء
أسماء جلالية
هي تلك التي تظهر بالقهر والغلبة والشدة كاسم القهار وهو شديد العقاب
والقلوب التي تتأثر بها أكثر تسمى قلوب خوفية أي إذا تجلى الله تعالى لها بالقهر والشدة تذكرته ورجعت إليه
اون كان الأمر بحسب الحقيقة أن أسماء الله تعالى كلها جمال وجلال ففي كل جمال هيبة وفي كل جلال جذبة والاختلاف بين الحب والخوف كان من القلوب. وأما القلوب العادلة هي القلوب الجمعية التي استطاعت أن تجعل تأثرها بالأسماء الإلهية وسطا فتأثرت بكل ظهور لله
تعالى وهي قلوب النبي واهل بيته عليهم السلام " الفقر والغنى عندهم سواء ، وكربلاء هي ما رأيت الا جميلا "
والنداء باسم من أسماء الله تعالى، يتضمن طلبا لتجلي الله تعالى بهذا الإسم
:red_flag: يا غَفورُ يا رَحيمُ
النداء باسم الله الغفور، هو إقرار بالذنب أولًا، لأن المغفرة كما هو واضح تأتي عقيب الذنب، وبالتالي ينبغي معرفة الذنب الذي تلبّس بالإنسان حتى يتوجّه إلى حقيقة ندائه باسم الغفور والغفار
وإذا اتضحت مراتب الذنوب، اتضحت به مراتب المغفرة والتوبة، واتضح به مراتب النداء باسم الغفور
أما الذي يعجب بعباداته وبصلاته مثلًا فلن ينطق باسم الغفور على وجه الحقيقة، بل سيكون أشبه بمن يدّعى المرض وهو في قرارة نفسه معجب بصحته وسلامته.
الذنوب
تعني أن الإنسان انحرف عن صراط الحق، لأن الميزان الذي على أساسه يقاس مقام وقيمة وهوية الإنسان هو الحق
وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ۚ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ الأعراف: ٨
فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ(6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ القارعة
انظر كيف جعل الباطل لا وزن له، لا أنه جعل له وزنًا مقابل الحق، وحيث إن الذنب مبعد عن الله تعالى فهو الذي يبعد عن صراط الحق والحقيقة، وأما المذنب فهو منسيٌّ لا قيمة له نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُ التوبة:٦٧
الذنوب في حقيقتها وهم لا واقع لها ولا تأثير لها إلا بمقدار سيطرتها على وهم الإنسان وبمقدار تحريكها له على مستوى الوهم، وأشار الله تعالى إلى هذه القضية في قوله وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ النور: ٣٩
والذنوب التي تقتضي البعد عن الله تعالى ليست على مستوى واحد، فكما أن القرب من الله تعالى له مراتب بمراتب الإنسان كذلك البعد عنه، وقسّم أهل المعرفة أنواع الذنوب إلى ثلاثة أنواع بسلل تعدد نشآت وجود الإنسان:
ذنب الجوارح والظاهر
وهو عدم الالتزام بالتكاليف التي فرضها الله تعالى على الإنسان، وإن كان أهل المعرفة يتفاوتون في هذا الأمر أيضًا، فبعضهم يرى المكروهات ذنبًا بالنسبة له، لا أن له شريعة خاصة، بل بمعنى أن ارتكابه للمكروهات يحرمه من مقام معنوي
ذنب الباطن والأخلاق
وهو كون الإنسان منحرفًا عن صراط الحق في الأخلاق، كالتخلق بالكبر والعجب والحسد وغيرها.
ذنب الحقيقة والقلب
فهي أن يتشكّل الإنسان بشاكلة غير التوحيد، أي أن يتعلق قلبه بما سوى الله تعالى، من الجاه أو المنصب أو المال أو الدنيا ككل، حتى إن طلب المقامات المعنوية لأجل النفس يعد ذنبًا في هذه المرتب، ولذا قال أحد الحكماء "من آثر العرفان للعرفان فقد قال بالثاني"
كل مخالفة للعبودية هو انحراف عن حقيقة الإنسانية اي عن الحقيقة التي تناسب ماهية وهوية الإنسان، ولذا عبّرت الآيات القرآنية عن هذا الأمر عندما قال تعالى وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ سورة يس الآية 61
حيث جعل الله تعالى العبودية هي الصراط المستقيم، والصراط المستقيم هو تعبير آخر عن استقامة الإنسان في مراتبه ونشآته، والذنب يوجب اعوجاج النفس عن حقيقتها وغايتها.
خطر الذنوب الأساسي
فالذنوب الظاهرة والباطنة هي ألواث، تتلوّث بها النفس، والنفس إذا رأت الذنوب نفرت منها لمجرّد إدراك حقيقتها، وليس الاجتناب عن الذنوب بالنسبة لأهل الولاية والمعرفة إلا أمرًا فطريًا لأنهم يدركون حقيقة هذه الذنوب وأنها لوث، وأما المحتجبون من السالكين يجاهدون أنفسهم في ترك الذنوب، لأنهم مازالوا اسارى الوهم الذي يشعرهم بحلاوة الذنب، كالذي يستسيغ الأطعمة القذرة لخلل في ذائقته، أما من كانت ذائقته سليمة وفطرته صافية فإنها تدرك قبح الذنوب فتجتنب عنا بكل رضا
فذنوب الظاهر، كالغيبة والكذب وغيرها، هي ألواث تتلوّن بها النفس، حتى إذا جبلت عليها استساغتها وأنست بها لانحراف ذائقتها وفطرتها، بل يصبح الصدق والطاعات تشمئز منه نفوسهم وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿الزمر ٤٥﴾
إن النفس تتلوّن بالفعل، مرةً بعد مرةٍ حتى تصبح النفس على هيئة الذنب وشاكلته، وكذلك ذنوب الأخلاق كالحسد والعجب، مع رسوخها في النفس تبدّل حقيقة الإيمان كفرًا، كما اشارت بعض الروايات مثل رواية "كل رياء شرك" وغيرها.
نشآت النفس منفتحة على بعضها ويسري حكم أحدها إلى الأخرى، فذنوب الظاهر تلوّن الملكات وذنوب الملكات تلوّن القلب بالشرك، حى تصبح حقيقة النفس هي عين النجاسة التي لا يطهرها سبعة أبحر.
والغفران
إنما هو بإفاضة الرحمة، وإزالة آثار الذنوب، ولذا فإن من لطائف اقتران اسم الغفور بالرحيم.
لذا يذكر أهل المعرفة أن حقيقة السلوك إلى الله تعالى هو السلوك بقدم التطهير والتوبة، لذا كانت التوبة تطهيرًا
حيث نقرأ في دعاء أبي حمزة "وطهّرني من الذنوب كلّها"
وفي دعاء السحر إشارة إلى التوبة والتطهير في نشأة الملكات والأخلاق أي النشأة الثانية حيث نقرأ "اللهم طهّر قلبي من النفاق"
" وأما المرتبة الثالثة أي مرتبة القلب والإيمان والاعتقادات فقد ذكر في بعض أدعية الإمام الحسين(ع) "وطهّرني من شكّي وشركي"
ولذا كانت العصمة هي الطهارة، وكان المعصومون هم الذين طهرهم الله تطهيرًا، وفي بعض الزيارات نقرأ "أشهد أنك طهر طاهر مطهَّر من طهر طاهر مطهّر
الذنب عارض على حقيقة الإنسانية، و العصمة هي الأساس في الإنسان، والخارج عن العصمة استثناء عنها، كما نقرأ في دعاء كميل "اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم". وعليه فالتوبة هي رجوع إلى الأصل
تأتي التوبة، وماء الرحمة، لتزيل حكم السيئات، وحقيقة التوبة تبدأ بترك الادعاء والاعتراف بالتقصير كل التقصير، والعجز، لأنه لا يدخل حرم الغني المطلق من يدّعي الغنى حتى بعباداته وإيمانه، علينا حينما نذكر اسم الغفور، أن نشعر قلبنا الفقر المطلق له، ولذا فإن حقيقة التوبة تبدأ من ترك الركون إلى النفس، بأي جهة من جهاتها، وتسليم قياد النفس للرحيم الذي يملأ وجودنا حبًا به
:red_flag:أنتَ الرَّبُّ العَظيمُ
الخطاب إشارة للقرب، فالمخاطب مواجِه للمخاطب، والقرب والبعد الإلهيين إنما هو بحسب مقتضيات الأسماء، وهذا المقطع من الدعاء يجعل اسم "الرب" هو الاسم المخاطب به، وهو من الأسماء التي تشير إلى اللطف والرأفة والقرب لأنه إشارة للتربية الإلهية للإنسان بل كل ما سوى الله تعالى
الربوبية
ذكر أهل اللغة أن الربوبية في الأصل ترجع إلى التربية وهي عبارة عن إنشاء الشيء حالًا فحالًا إلى حد التمام والكمال، وهذا المعنى من أجمل المعاني التي تحكم علاقة الإنسان بالله تعالى، وذلك لأن الله سبحانه في هذا الإسم ناظر إلى تتميم الإنسان بما أنشأ له من قابليات ووضع فيه من مؤهلات
ما هي قابليات الإنسان التي ينشئها الله تعالى ويتممها للإنسان باسم الرب؟ ثم إنه ما هي المظاهر والشؤون التي بها يربي الله تعالى الإنسان؟
إذا أردنا أن نتعرّف على أي شيء في العالم، لا بد وان نعرّفه بما هو منتسب لموجده ولسببه، ولذا قال الحكماء أن ذوات الأسباب لا تعرف إلا بأسبابها، لأن موجده هو الذي أفاض عليه هويته ووجوده فلا بد وأن يكون متعلّقًا به من حيث أصل هويته ومعناه، وبمعرفتنا لبدأه نعرف غايته ونعرف الاستعدادات التي تتمم له بالتربية والربوبية.
بحسب عقيدتنا فإننا نعتقد أن الإنسان المركب بنحو من الأنحاء من جسد وروح، لا تتشكل هويته إلا من روحه، أي إنسان حقيقة إنسانيته إنما هي بهذا الجانب، فإذا جئنا إلى الروح، التي نفخها الله تعالى في الإنسان وأكسبه الحياة، وهذه الروح عرّفها الله تعالى بأنها "من أمر ربي"، عندما قال {ويسألونك عن الروح ۖ قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} الاسراء ٨٥.
فإذًا نجد في هذه الآية أن الله تعالى عرّفها أنها آتية من عالم "أمر ربي" والأمر في القرآن هو عالم الأسماء والصفات الإلهية وعالم التجرّد عن المادة كما أثبت ذلك العلامة الطباطبائي في تفسيره
إنسانيته إنما هي ببلوغه عالم الأسماء والصفات ليتحقق بها ويصبح مظهرًا لآدم الذي سجدت له الملائكة بعد تعلّمه الأسماء، عندئذ سننظر للتربية الإلهية وفق هذه الغاية ووفق هذه الحقيقة.
لن تكون التربية الإلهية تربية الإطعام والشراب والمسكن والملبس بل هي تربية السير نحو التحقق بأسماء الله تعالى، بأن يكون الإنسان مظهرًا من مظاهر أسمائه، والمتربي في كنف الله تعالى هو الذي تحقق فعلًا بالأسماء الإلهية، وأعظم مظهر لذلك هو أهل البيت(ع) الذين قالوا "نحن أسماء الله الحسنى"
مظاهر الربوبية
الإنسان واقع تحت التربية الإلهية منذ بدوّ نشأته حتى آخر لحظات حياته، وغاية هذه التربية إيصاله إلى التحقق بأسمائه تعالى والتخلّق بأخلاقه، ولعل هذا المعنى هو أحد معاني تسخير الشمس والقمر والكائنات للإنسان، لأن التسخير إنما يكون بالنظر إلى الغاية فالإنسان الذي يسخر الغابة مثلًا إنما يفعل ذلك ليتوسّل بها إلى غايته كالنفع المادي لمن يظهر تسخيره بقطع الأشجار وبيعها أو غيرها من الأفعال فماذا ينبغي أن نفهم من قضية تسخير الوجود كله من قبل الله تعالى لنا؟ كقوله أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ ﴿ لقمان٢٠﴾
لا بد أن يكون هذا التسخير ناظرًا للغاية الأصلية للإنسان كما ذكرنا
عندئذ، يكون الوجود كلّه مهدًا لتربية الإنسان، فمثله كمثل الجنين في هذه الدنيا، يبدأ في رحم الأرض وينمو حتى يكتسب استعدادًا للتعقل فيبعث الله تعالى له الأنبياء ليصنعوا إنسانيته التامة، وينشأ من طور إلى طور حتى يصبح مظهرًا لأسمائه وصفاته.
من هنا نفهم عمق قضية التربية الإلهية والربوبية من خلال ربطها بالغاية.
ثم إن الوصول للغاية ذو مراتب، أي إن المتربين في كنف الرب العظيم، ليسوا على منوال واحد، وهذه قضية أي تربية، حيث إن مدرسة الربوبية الإلهية كأي مدرسة أخرى تحتوي على فصول ومراحل، في كل مرحلة لا بد وأن يقطف المتربي ثمرة المرحلة حتى يجتاز إلى مرحلة أخرى، ومن هنا فالربوبية التي تناسب حال السالك الذي ما زال في أول سيره نحو الله تعالى تختلف عن طبيعة تربية الواصلين إلى أعظم مراتب القرب كنبيّنا(ص) وأهل بيته(ع)
وعلى الإنسان السالك إلى الله تعالى أن يعرف الدرجة المعنوية التي هو فيها حتى يرتبط بالربوبية المناسبة لحاله ويتفاعل مع الأحداث والقضايا التي تجري في حياته على وفق ما تقتضيه حاله
فإن الفرائض مثلًا كالصلاة والصيام، هي من مصاديق التربية الإلهية، أي إن الله تعالى افترضها علينا لنصل إلى مقام التخلق بأخلاقه والتحلي بأسمائه، ولكن صيام السالك الذي ما زال في حجاب حب الدنيا يختلف عن صيام الواصل، وعندئذ تختلف أحوال وشؤون التربية، فالسالك المحتجب إذا تفاعل مع الصوم بطريقة صحيحة، سيجد أن الصوم يخرجه من التعلق بالعادات وحب الدنيا وسيصرف نظره إلى الآخرة، وأما بعض السالكين الذين اجتازوا هذه المرحلة، فإنهم لا ينتظرون الصيام حتى يخرجوا من التعلق بالدنيا بل هم خارج هذا القيد أصلًا، عندئذ يكون الصيام بالنسبة لهم صومًا عمّا سوى الله تعالى لا صوم عن الطعام والدنيا، أي إنهم واقعون تحت تربية إلهية تخرجهم من كل تعلّق بما سوى الله تعالى، وأما الواصلون فلا يكون الصوم بالنسبة إليهم إلا ترجمة لمقامهم وشكرًا لما هم عليه، كما روي عن رسول الله "أفلا أكون عبدًا شكورًا" عندما سئل عن سبب صلاته وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
أن الربوبية من قبل الله تعالى، تتجلى في حياة الإنسان بما يلائم مرتبته، ولذا فإن التربية تقتضي أن يلجأ إلى اسم خاص من أسماء الله تعالى تقتضي ارتقاءه والاجتياز به في سيره، فالذي يربيه الله تعالى بالفقر يلجأ إلى اسم الرزاق واسم القدير، فيكون مربوبًا في هذه المرحلة بهذين الاسمين أو غيرهما مما يلائم حاله، وبهذا يتخلّق بأسماء الله تعالى.
ولا بد بعد هذه الإشارات من التذكير بأن الارتباط بأسماء الله تعالى لا نعني به أبدًا مجرّد الترديد اللفظي لها بل المقصود أن يستحضر الإنسان بكل كيانه وفي جميع مراتبه التربية الإلهية الظاهرة بالأسماء
:red_flag: الَّذي لَيسَ كَمِثلِهِ شيءٌ
على السالك إلى الله، أن يستشعر دومًا القرب الإلهي هذا القرب الذي يتجلى بالربوبية ولكن في نفس الوقت ينبغي أن يكون الشعور بالقرب ملازمًا للشعور بالهيبة أي إن الله سبحانه، قريب لا كقرب شخص من شخص بحيث يكون القرب مدعاةً للاعتياد وازالة الكلفة بل إن قربه هو في عين رفعته واعتزازه عن الخلق
علينا دومًا أن نمزج بين شعورنا بقرب الله من جهة وبين إيماننا بأنه العزيز العظيم من جهة أخرى، وهذا أحد معاني الخوف والرجاء اللذين تحدثت عنهما النصوص الدينية حيث أشارت إلى أن في قلب المؤمن نورين، نور خيفة ونور رجاء لو وزن أحدهما لم يزدد على الآخر
والخوف ناشئ من استشعار قضية العظمة والرفعة الإلهية والرجاء ناشئ من القرب والتربية
أما كيف يمتزج الخوف مع الرجاء؟ فإن هذا الأمر يكون بمعرفة أن الله تعالى ليس كمثله شيء فهو فوق ما
نعهده من كمال وجمال وهذا الخوف هو خوف الهيبة وسطوة الجمال كما يقال فإن الجمال الذي لا يكون
محدودًا له هيبة وسلطة على القلب تجعله يخشع ويخشى
من هنا نفهم اقتران (الذي ليس كمثله شيء) بقولنا (أنت الرب العظيم) وكأننا نقول صحيح أنك ربنا الرفيق
والرؤوف والعطوف لكن هذا العطف وال أ رفة التي تورث الرجاء ليست منفصلة عن الخوف لأنك ليس كمثلك
شيء في العظمة والسلطنة، فجمالك يستبطن هيبة ويورث خشية
فهذان القسمان من الدعاء أي (يا علي يا عظيم يا غفور يا رحيم) و(أنت الرب العظيم الذي ليس كمثله
شيء) يشعران القلب بالقرب والبعد الإلهيين والخوف والرجاء والفرق بينهما أن القسم الأول يبيّن البعد والخوف
أولًا ثم ينطلق لبيان الرجاء والقرب فيه بينما القسم الثاني يبتدئ بالقرب والرجاء ثم ينتهي بالخوف والبعد
:red_flag: وَهُوَ
إن ذكر الله تعالى بأي نحو من الأنحاء سواء أكان ذكرا تنزيهيًا أما ذكرا فيه توصيف واشار ينبغي أن يترافق بقضية
عظمى وهي أنه فوق كل إدارك فهو الغيب المحض، ومهما عرفنا عنه من أسماء وناديناه أو خاطبناه بصفات يبقى هو الأكبر من كل توصيف وهذا سرّ التكبير بعد الركوع والسجود والقيام وغيرها من افعال الصلاة فهو الغيب المحض وهو
الذي لا تناله الأوهام ولا تدركه النعوت
ومن ألطف البيان لهذه الحقيقة ما جاء في دعاء إمامنا السجاد
عَزَّ سُلْطَانُكَ عِزّاً لا حَدَّ لَهُ بِأَوَّلِيَّة وَلاَ مُنْتَهَى لَهُ بِآخِرِيَّة، وَاسْتَعْلَى مُلْكُكَ عُلُوّاً سَقَطَتِ الأشْيَاءُ دُونَ بُلُوغِ أَمَدِهِ وَلاَ يَبْلُغُ أَدْنَى مَا اسْتَأثَرْتَ بِـهِ مِنْ ذَلِكَ أَقْصَى نَعْتِ النَّـاعِتِينَ. ضَلَّتْ فِيْـكَ الصِّفَاتُ وَتَفَسْخَتْ دُونَكَ النُّعُوتُ وَحَارَتْ فِي كِبْرِيِائِكَ لَطَائِفُ الأوْهَامِ، كَذلِكَ أَنْتَ اللهُ الأَوَّلُ فِي أَوَّلِيَّتِكَ، وَعَلَى ذَلِكَ أَنْتَ دَائِمٌ لا تَزُولُ".
علينا أن لا نغترّ بمعرفتنا، فيجب علينا بعد كل ذكر أن نعيد الاعتراف بالعجز من خلال استحضار قضية أن الذي ذكرناه غائب عن أوهامنا وإدراكاتنا، وما كان ذكرنا له إلا بقدر ما تجلى لنا وظهر، " إلهِي لَوْلا الْواجِبُ مِنْ قَبُولِ أمْرِكَ لَنَزَّهْتُكَ مِنْ ذِكْرِي إيَّاكَ، عَلى أَنَّ ذِكْرِي لَكَ بِقَدْرِي، لا بِقَدْرِكَ، وَما عَسى أَنْ يَبْلُغَ مِقْدارِي، حَتّى أُجْعَلَ مَحَلاًّ لِتَقْدِيسِكَ، وَمِنْ أَعْظَمِ النِّعَمِ عَلَيْنا جَرَيانُ ذِكْرِكَ عَلى أَلْسِنَتِنَا، وَإذْنُكَ لَنا بِدُعآئِكَ، وَتَنْزِيهِكَ وَتَسْبِيحِكَ."
:red_flag:السَميعُ البَصيرُ
السمع والبصر صفتان تدلّان على إحاطة الله تعالى بالمسموعات والمبصرات، وذكر أهل الحكمة أن السمع والبصر يختلفان عن باقي أنواع الإدراكات الأخرى الموجودة في الإنسان كاللمس والذوق والشم بأنهما أقرب إلى أفق التجرّد من البقية لانغراس وانغماسها بالحس بخلاف السمع والبصر
فإن توصيف الله تعالى بهذين الوصفين كما يشتمل على نسبة الكمال والعلم له يشتمل أيضًا على نسبة التجرّد عن المادة إليه، ولذا فإننا نجد في بعض الآيات القرآنية إشارة إلى اقتران السمع والبصر بنفي أن يكون لله تعالى مثل لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ( الشورى 11)
وكذلك في بعض النصوص الروائية يظهر شدة اقتران السمع والبصر بالهوية الغيبية لله تعالى
جاء "عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال للزنديق حين سأله: ما هو؟ قال: هو شئ بخلاف الأشياء ارجع بقولي إلى إثبات معنى وأنه شئ بحقيقة الشيئية غير أنه لا جسم ولا صورة ولا يحس ولا يجس ولا يدرك بالحواس الخمس لا تدركه الأوهام ولا تنقصه الدهور ولا تغيره الأزمان، فقال له السائل: فتقول: إنه سميع بصير؟ قال: هو سميع بصير: سميع بغير جارحة وبصير بغير آلة، بل يسمع بنفسه ويبصر بنفسه، ليس قولي: إنه سميع يسمع بنفسه وبصير يبصر بنفسه أنه شئ والنفس شئ آخر ولكن أردت عبارة عن نفسي إذ كنت مسؤولا وإفهاما لك إذ كنت سائلا، فأقول: إنه سميع بكله لا أن الكل منه له بعض ولكني أردت إفهامك والتعبير عن نفسي وليس مرجعي في ذلك الا إلى أنه السميع البصير العالم الخبير بلا اختلاف الذات ولا اختلاف المعنى".
". وعليه فإن اقتران السمع والبصر بـ"هو" زيادة إشارة إلى تجرّد الله تعالى عن أي مقايسة ومقارنة له بالمخلوق في عين إحاطته بها وسلطنته عليها، بعبارة أخرى إنه في عين غيبته حاضر ومحيط وإحاطته سمعه وبصره.
ثانيًا، إن السمع والبصر من علامات الحياة، وقد ذكرت النصوص الدينية في خصوص السمع مثلًا أنه آخر إدراك يبقى مع الميت، فإن تمام مفارقته للحياة الدنيا تكون بمفارقة السمع له، وهذا يشير نحو إشارة إلى أن السمع أيضًا علامة الحياة وأبرز مظارها، وإذا كان الأمر كذلك نحدس أن السميع من أهم مظاهر اسم الحي، وإن اسم الحي هو الإسم المعبّر عن جميع الصفات الإلهية كما ورد على لسان أهل الحكمة
:checkered_flag:خلاصة
هذه الفقرة هي فقرة أسماء الله تعالى والتأمل بها يأخذنا إلى ثلاث حقائق وهي
حقيقة الغيب المطلق لله تعالى الذي يعلو على أي توصيف أو تنزيه
حقيقة أن كل هيبة وجلال وخوف وتنزيه يستبطن جمالًا وتوصيفًا ورجاءً
حقيقة أن كل رجاء وتوصيف يستبطن سطوة وخوفًا
ومما يجدر التنبيه عليه أيضًا، أننا وإن كنا قد ذكرنا هذه الحقائق عند التأمل في أسماء الله تعالى، إلا أننا لا ندعي أننا قادرون على أن نعيش المعاني بتمامها دفعة واحدة، بل إن ترديدنا لهذه الأسماء عقيب كل صلاة يساهم في أن نلقّنها قلبنا عسى أن نصل إلى صيرورة قلبنا ناطقًا بهذه الحقائق ويكون اللسان ترجمانًا لما في القلب.