Please enable JavaScript.
Coggle requires JavaScript to display documents.
علم النفس عبر الثقافي، دراسة تحليلية في الهوية والتثاقف, تفوّق: 33890801 -…
علم النفس عبر الثقافي، دراسة تحليلية في الهوية والتثاقف
مقدمة تمهيدية
وتنبّه علماء الاجتماع إلى ظاهرة التواصل بين هذه الثقافات، وشرعوا في دراسة تأثيراتها
الموجات المتعاقبة من الهجرة ولدت حالةً من التعددية الثقافية، مرتكزةً على التنوع الإثني
غدت مكونًا رئيسًا يتشكّل منه واقعنا الذي نعيشه، لا سيما في ظل العولمة وزوال الحدود الجغرافية
ولم تقتصر الدراسات على علم الاجتماع، بل شملت علم النفس
تجلت الثقافة في صور متعددة ومتنوعة راوحت بين الانغلاق والعزلة واللامبالاة
هذه الدراسة الأسلوب الوصفي النظري لدراسة المفاهيم والحقائق؛ بهدف بناء منظومة معرفية متكاملة
أولًا: إطار نظري عام
مفهوم الثقافة
يثُير مفهوم الثقافة جملةً من الإشكاليات، تتربط باعتبارات سياسية وأيديولوجية وتتأثر بتنوع المعاني
جميع المعاني والمنظومات الرمزية المشتركة بين أعضاء مجموعة معينة، وهذه المعاني والرموز تنتظم ضمن جملة أنساق من القيم والعادات والتقاليد ويجري تناقلها من جيل إلى آخر في مجتمع معين عبر مسارات ووسائط غير وراثية – جينية
من المكونات الأساسية لهوية الإنسان باختلاف المجتمعات،
من أكثر المفاهيم إثارةً للجدل في العلوم الاجتماعية والإنسانية
الثقافة لم تكن من المفاهيم التي أعارها علم النفس اهتمامًا كبيرًا خلال النصف الأول من القرن العشرين
بدأت هذه الأبحاث عبر الثقافية في القرن التاسع عشر وتنامى الاهتمام بها في مطلع القرن العشرين
انطلقت الأبحاث عبر الثقافية عام 1957 فعليًا
جلّ نظريات علم النفس ما هي إلا خلاصة ونتاج لأبحاث أجراها باحثون غربيون على مجتمعاتهم
تأسست أول جمعية لعلماء النفس عبر الثقافيين عام 1972
قام باحثون فرنكوفونيون بإنشاء الجمعية الدولية للبحث عبر الثقافي عام 1984
يمكننا ملاحظة التطابق التقريبي بين أهداف الجمعيتين، فإنهما تختلفان في نقطتين
لغة العمل والبحث الرسمية المُعتمدة من جانب كل جمعية
الجمعية الفرنكوفونية عابرة للاختصاصات، إذ تضم بين أعضائها باحثين وعلماء من منابع شتى
تخصصت الجمعية الناطقة باللغة الإنكليزية
علم النفس عبر الثقافي يهتم بدراسة كيف ولماذا تختلف الظاهرة النفسية وفقًا لاختلاف العوامل البيئية والثقافية
علم النفس عبر الثقافي هو الدراسة العلمية للسلوك البشري والعمليات الذهنية والنمو، وعلاقتهم بالجانب الثقافي
تقسم الدراسات عبر الثقافية إلى 3 تخصصات فرعية:
علم النفس الثقافي المقارن:
إجراء مقارنات بين الثقافات في مجتمعات مختلفة
علم نفس المثاقفة:
تأثير الاتصال والتبادل الثقافي ضمن حدود مجتمع واحد
علم النفس الثقافي
: فهم العلاقة بين سلوك الفرد وثقافته
هناك ثلاثة توجهات أو مقاربات نظرية في دراسة السلوك البشري
مقاربة إطلاقوية:
تعتبر السلوك البشري واحدًا عند جميع البشر بغضّ النظر عن الثقافات
مقاربة نسبوية:
ترى أن السلوك البشري والعمليات العقلية والحاجات النفسية حتمًا ثقافية
المقاربة الكلية العالمية:
تعتبر أن العمليات والحاجات النفسية واحدة عند أبناء البشر، ولكن طريقة التعبير عنها وإشباعها يخضعان لمتغير الثقافة
ثانيًا: إستراتيجيات الهوية وإستراتيجيات المثاقفة
لا يوجد مجتمع في الوقت الحالي ذو ثقافة واحدة، وديانة واحدة
أصبحت التعددية الثقافية سمة من سمات المجتمعات الحالية
تُعتبر نظريتا (استراتيجيات الهوية) لكارمل كاميليري و(استراتيجيات المثقافة) لجون بيري من أشهر النظريات في التعددية الثقافية
نظرية إستراتيجيات الهوية لكارمل كاميليري
مفهوم الهُوية
هُوية الفرد عبارة عن منظومة متكاملة ومترابطة من معطيات مادية ونفسية
وحدة داخلية متناغمة متمثلة في الشعور بالاستمرارية والكلية والتمايز والديمومة
الجانب الأنطولوجي وهو يلبي الوظيفة المعنوية
تؤدي دورًا مهمًا في عملية إنتاج الذات الفردية والجماعية وتأكيد جوهرها وخواصها الأساسية
الجانب القِيمي وهو يلبي حاجة تقدير الذات
الجانب البراغماتي من الهُوية وهو يؤدي دور الوظيفة الإدماجية
هُوية الفرد هي محصلة علاقة دينامية وتفاعلية جدلية بين هذه الوظائف الأنطولوجية وتقدير الذات والإدماجية
إستراتيجيات الهُوية
لا تقتصر معاناة المُهاجر على الصراع بين ثقافتين: واحدة يحملها من مجتمعه الأصلي وأخرى يواجهها ويعيش داخلها في المجتمع المضيف
يعاني أيضًا من تدنّي اعتبار الذات، ويعود ذلك إلى طبيعة العلاقة غير المتكافئة بالمجتمع المضيف
إستراتيجيات الهُوية من أجل تجنب الصراع الثقافي
يتم تجنب الصراع عن طريق الانسجام البسيط أو المركب أو المُخفف،
وفق الأولوية التي يعيرها الفرد المهاجر للجانب الأنطولوجي أو البراغماتي
إستراتيجيات تجنّب الصراع عن طريق الانسجام البسيط
يلجأ إليها المهاجر حين يتخلي عن واحدٍ من مكونات هويته الخاصة
وفي هذه الحالة إما أن يتمسك المهاجر بثقافته الأم ويرفض ثقافة المجتمع المضيف إذا كان متشبثًا بالجانب الأنطولوجي من هويته
وإما أن يتخلى عن ثقافته الأم ويندمج تمامًا في المجتمع المضيف
إستراتيجيات الانسجام المُركّب من أجل تجنّب الصراع
يحاولون الإبقاء على جزء من ثقافتهم الأصلية بما فيها من قيم وتقاليد
يعتمد على توليفة يجري فيها التوفيق بين كلا الوظيفتين الأنطولوجية والبراغماتية من هوياتهم
يقوم الفرد المُهاجر بعملية إعادة تفسير وتقييم للقيم والمعايير
إعادة التعامل مع الثقافة القديمة وقيمها من خلال منظور جديد يُعيد صياغتها ويطرح منها جملة من الأمور
هذا النوع لا يجريه سوى من يتمتعون بدرجة عالية من النضوج الفكري والثقافة المتقبّلة للجديد والقابلة للانفتاح على الآخر
استراتيجيات تخفيف الصراع الثقافي
لا ينجح بعض المهاجرين في تجنّب الصراع الثقافي؛ نتيجة ظرفهم الاقتصادي والسياسي وبنيتهم النفسية والاجتماعية والثقافية
تفضيل اللجوء إلى تخفيف هذا الصراع قدر الإمكان
من خلال عملية تفاضلية بين قيم الثقافة الأصلية أهمية كبرى لتلك التي تتوافق مع المجتمع المُضيف
• إستراتيجيات الهُوية من أجل إعادة الاعتبار للذات
كل شخص يحتاج إلى صورةٍ إيجابيةٍ عن نفسه من خلال مكونين، هما: الهُوية الشخصية (خصائص فردية)، والهُوية الاجتماعية
يسعى الأفراد، وفي إطار ظروفٍ معينة، إلى إضفاء صفاتٍ إيجابية على الجماعات التي يشعرون بالانتماء إليها من خلال: التصنيف الاجتماعي والتوحّد والمقايسة الاجتماعية.
يسعى الأفراد إلى تغيير هذه الحالة عبر مجموعة من الإستراتيجيات في حالة الاحساس بالخطر
استراتيجيات الهُويات التابعة
تنجم عن ردة فعلٍ مباشرةٍ على الأفكار النمطية السلبية التي يعكسها المجتمع المُضيف
يتقبّل بعض المهاجرين هذه الأفكار، ويقوم بتمثّلها عن طريق اللاوعي
يسميه كاميليري: الهوية السلبية
نلاحظها بكثافة بين أبناء الجيلين الأول والثاني من المهاجرين
إستراتيجيات الهُوية التفاعلية
يلجأ بعض المهاجرين إلى إستراتيجيات دفاعية لرفض الأفكار النمطية والنظرة الدونية
يتمسك قسمٌ منهم بثقافة مجتمعه الأصل رافضًا الأفكار السلبية عنها
لذلك تسمى هذه الهُوية بالهوية الدفاعية، لأنها غير مباشرة لحماية ذواتهم المهددة
يلجأ الشباب من أبناء الجيل الثالث، إلى المزايدة في إبراز إيجابيات مجتمعات أبائهم الأصلية
الدخول في علاقةٍ صداميةٍ مع المجتمع المُضيف (هوية إشكالية)
يبدو جليًا الفصل بين ما يُصرّح به الشخص عن ثقافته الأم وانتمائه إليها وسلوكه في الحياة اليومية، لذلك يسمونها ( الهوية المبدأ)
نظرية جون بيري في إستراتيجيات المثاقفة
مفهوم المُثاقفة
التأثير الثقافي المتبادل والمتكافئ
يدل على الظواهر الناجمة عن تواصلٍ واحتكاكٍ متواصل ومباشر بين مجموعاتٍ من الأفراد المنتمين إلى ثقافاتٍ متنوعة
يدل مصطلح المُثاقفة على تفاعل فكري وثقافي متكافئ الأطراف، أي بين مجموعات متساوية في الحقوق والواجبات
ومن مبادئ المثاقفة الاعتراف والتعاون المتبادل
من النادر أن تكون عملية المثاقفة بين جماعات متساوية ومتكافئة
وغالبًا ما تُوجد مجموعةٌ مُسيطرة أو مهيمنة (مجموعة مُثاقِفة)، تُصدر
ثقافتها المتفوقة وقيمها إلى المجموعة الأخرى
إستراتيجيات التثاقف
الاندماج
حالة المُهاجر الراغب في الحفاظ على خصائص هُويته وثقافته الأم
يرغب في التواصل مع المجتمع المُضيف وتبنّي خصائصه الثقافية
يرى أن الاندماج هو الجانب الإيجابي في عملية التثاقف، فهو يعبّر عن محاولة التوفيق بين الثقافتين
الانعزال أو التقوقع الثقافي
عدم التعامل أو الاختلاط بالمجتمع المُضيف وأفراده،
ولا يسعون إلى صوغ أي علاقة تجمعهم بالثقافة الجديدة
الإبقاء على هويتهم وثقافتهم الأم
إستراتيجية ضد تثاقفية، تتمثل في الانطواء على الذات
التماهي
يتمثل المهاجر قيم المجتمع المضيف ومعاييره ويتنصل تمامًا من ثقافته الأم
تختلف شخصية المُهاجر المُتماهي مع المجتمع المُضيف قبل الهجرة عن شخصيته بعد الهجرة
الرغبة في التخلي عن الثقافة والهُوية الأصليتين
التهميش
لا يمكن اعتبار هذه الحالة إستراتيجية يتخذها الفرد المُهاجر
حالة من الاغتراب النفسي والضياع والتشتت
يفقدون خصائص هُويتهم وثقافتهم الأصلية
لا يكون في مقدورهم الاندماج
ناجم عن تهميش وعنصرية وازدراء من أفراد المجتمع المضيف
أوجه الاختلاف بين النظريتين
نظرية إستراتيجيات الهُوية
اعتمدت أساسًا فقط على المقابلات البحثية مع عينات من المهاجرين من أصول مغاربية عربية فقط في فرنسا
الاتصال الثقافي يُفضي حتمًا إلى صراع ثقافي
نظرية إستراتيجيات التثاقف
ليس هروبًا من حالة الصراع بين ثقافتين
بحوث مقارنة على إستراتيجيات التثاقف في الكثير من دول العالم
حالة يعيشها الفرد، ويسعى إلى التكيف النفسي
تفوّق: 33890801